جريدة الوطن:
2024-09-30@22:27:23 GMT

جماليات حضرية: نحو «دمقرطة» الفنون

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

جماليات حضرية: نحو «دمقرطة» الفنون

نشَرَ بعض المهتمِّين العرب على صفحات التواصل الاجتماعي (Facebook) مقاطع مُمتعة ولطيفة لمجاميع من الشبَّان والشَّابات اللبنانيين الذين يفاجئون عامَّة المارَّة في الشوارع، أو المتسوِّقين في الأسواق المركزيَّة أو المسافرين والمودِّعين في المطار الدولي برقصة شَعبيَّة (دبكة). وقَدْ أعجبتني هذه الأنشطة الجماعيَّة أيَّما إعجاب؛ لِمَا تتركه من آثار في مُدُننا العربيَّة الكئيبة «المتصحِّرة» بكُتَل الكونكريت الصمَّاء وألواح الزجاج السَّاخنة وبالشوارع المُتربة والأسواق المكتظَّة.


والحقُّ، فإنَّ غياب اللون والحركة الإبداعيَّة عن مُدُننا يدعو الفنَّانين عَبْرَ عالمنا العربي (على أشكال وأجناس فنونهم) إلى تحرير الفنِّ من سجونه التقليديَّة على المسرح وفي قاعات العرض المغلقة وذلك من خلال تمريره إلى الشارع، ثمَّ إباحته وإشاعته إلى ذائقة العامَّة. هذا ما فعله الشبَّان اللبنانيون الواعدون أعلاه، ولكن هذا ليس هو كُلَّ شيء، ذلك أنَّ شبَّانًا وشابَّات واعدات من طلاب معهد وكُلِّيَّة الفنون الجميلة ببغداد قَدِ اضطلعوا بِدَوْر يستحقُّ الإطراء في هذا المجال، وهو مجال «دمقرطة» الفنون من خلال نقلها إلى الشارع والأماكن العامَّة التي تحتضن الغنيَّ والفقير، المثقَّف والجاهل، وذلك من خلال عرض مقاطع مسرحيَّة سريعة ولكن طريفة، لا تخلو من الفائدة التعليميَّة. كانت هذه محاولات مفيدة لتطوير المدينة العربيَّة وبثِّ الحياة فيها؛ لأنَّها طالما عانَتْ من غياب الجَماليَّات المدينيَّة كالحركة والموسيقى واللون. هذا ليس ببعيد المنال، ناهيك عمَّا فعله فنَّان كاظمي شابٌّ (من سكَّان مدينة الكاظميَّة ببغداد) عندما قرَّر اختيار العديد من المساحات والفضاءات القبيحة والصمَّاء (الجدران والحيطان) من أجْل أن تكُونَ لوحات فنيَّة تُبهر المارَّة والمهتمِّين بالأشكال الزهريَّة والألوان، وهكذا تحوَّلت تلك الجدران إلى رسائل جماليَّة ـ اجتماعيَّة مُوجَّهة للمارَّة، إذ إنَّها تُمثِّل حياة الأفراد وسكَّان المدينة من العاملين والكسَبة والمُعلِّمين والطلبة.
هذه أشكال من الأنشطة الفنيَّة التي لا بُدَّ أن ترعاها بلديَّات المُدُن العربيَّة وإداراتها؛ لأنَّ الجَمال لا يُمكِن أن يبقَى حكرًا على المتنزَّهات العامَّة والنافورات والبحيرات الاصطناعيَّة في مُدُن نصف صحراويَّة تعاني العطش وهي تطلُّ على الأنهار والخلجان والبحار، كما هي عليه حواضر الخليج العربي، إذ ترى رؤوسها في الصحراء بَيْنَما تغسل مياه الخليج أقدامها. إنَّها دعوة مخلِصة لتحرير الفنون المسرحيَّة وسواها من الفنون الجميلة من خلال إتاحتها وإشاعتها للجميع على نَحْوٍ ديمقراطي خالٍ من التمييز الطبقي أو الفئوي!
بل إنَّ هناك من الفنَّانين الذين لَمْ يكتفوا بذلك، فحاولوا أن يخرجوا الفنون الشَّائعة في المُدُن نَحْوَ الأرياف والقرى على سبيل توسيع مدارك أبناء الريف والمحرومين من فنون المُدُن؛ كَيْ لا تكُونَ هذه الفنون الجميلة قصرًا وحكرًا على سكَّان الحواضر الكبيرة فقط!
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

أسرار جريئة.. ابنة نشوى مصطفى تكشف سر رفضها مشاهدة أعمال والدتها (صور)

فأجت مريم، ابنة الفنانة نشوى مصطفى، الجمهور بعدم حبها لمشاهدة أعمال والدتها منذ الطفولة خلال حلولها ضيفة على برنامج ضيفي، الذي يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، من خلال شاشة الشرق، مشيرة إلى أنها تعرضت لصدمة تسببت في عدم رغبتها مشاهدة أعمال والدتها منذ طفولتها.

وقالت ابنة نشوى مصطفى، خلال لقائها مع الإعلامي معتز الدمرداش: إنها ترفض مشاهدة أعمال والدتها في التلفزيون خلال تقديمها لإحدى الأعمال السينمائية أو الدرامية، مشيرة إلى أنها في طفولتها كانت لديها عقدة كبيرة، من المشاهد العنيفة لها، مردفة: «مثلا لو حد ضربها بالنار وظهر دم، من ساعتها والموضوع شكل ليا صدمة».

وأضافت مريم متحدثة عن والدتها: «أنا بحب الفن جدا بس مامتي حبيبتي ربنا يخليهالي بشوفها في البيت على طول مش بحس إني فايتني حاجة، لكن في أوقات بحب اتفرج وأدعمها».

وفي هذا السياق، أوضحت نشوى مصطفى: «ولا هي ولا أخوها ولا باباها محدش بيتفرج، لو ليا حاجة معروضة اتحايل عليهم نتفرج سوا، لكن لو ماتش للزمالك مثلا جوزي وابني هيفضلوا الماتش».

آخر أعمال نشوى مصطفى

جدير بالذكر أن نشوي مصطفى، شاركت خلال شهر رمضان الماضي في مسلسل «إمبراطورية ميم»، والذى عادت من خلاله للفن بعد غياب دام لسنوت.

وتدور أحداث مسلسل «إمبراطورية ميم» في إطار الدراما الاجتماعية حول أب لديه 6 أبناء يتولى رعايتهم بعد وفاة زوجته.

ومع تصاعد الأحداث يتمرد أولاده عليه ويطالبون بتنظيم انتخابات لاختيار حاكم للأسرة، وتحت الضغط يوافق الأب، ولكن الأب يفاجأ في النهاية أن الذي يتم اختياره حاكم للبيت هو ابنه.

اقرأ أيضاً«لا داعي للانتظار».. نشوى مصطفى تكشف سبب تفكيرها في اعتزال الفن

نشوى مصطفى بعد تعرضها لحادث مميت: العربية اتدمرت.. بس ربنا فداني بيها

نشوى مصطفى تكشف لـ «الأسبوع» تفاصيل دورها في مسلسل «إمبراطورية ميم»

مقالات مشابهة

  • من مُشاهد لقارئ .. فنون سينمائية وأعمال مسرحية تجذب مشاهديها إلى القراءة
  • التربية تُعلن ضوابط وتعليمات الانتساب لطلبة معاهد الفنون الجميلة
  • «دبي للثقافة».. تضيء على روائع الخط العربي
  • نموذج لتبادل الثقافات.. السفارة الأمريكية بالقاهرة تدعم مهرجان SheArts
  • محافظ القليوبية: نقل الأسواق العشوائية في شبرا الخيمة الي أماكن حضرية
  • «مدارس الحياة» تكشف جماليات اللهجة الإماراتية وأسرار الخط العربي
  • براتب يصل إلى ألفي دولار.. وظائف شاغرة لخريجي كليات الفنون الجميلة
  • مصروفات كلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة.. الأقسام والأوراق المطلوبة
  • دمية تثير الرعب في قلوب البريطانيون
  • أسرار جريئة.. ابنة نشوى مصطفى تكشف سر رفضها مشاهدة أعمال والدتها (صور)