تعيش العاصمة السودانية الخرطوم، معاناة مضاعفة بسبب تبعات الصراع المستمر منذ منتصف أبريل (نيسان)، فإلى جانب القتل والدمار والتشريد، ترتفع المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض، مع انتشار الجثث في الشوارع وتحللها، بسبب عجز النظام الصحي وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة.

وحذّرت منظمة إغاثة، اليوم الثلاثاء، من خطر تفشّي الأمراض نتيجة تحلل جثث القتلى في شوارع الخرطوم.

 
من جهة أخرى، أفاد شهود عن معارك عنيفة في أم درمان غرب الخرطوم، أسفرت عن وقوع 13 قتيلاً، وفق مصدر طبي.
وأفاد بيان صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) التي يقع مقرها في لندن، أن "آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم"، مشيرة إلى عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد.
وحذّرت من أن ذلك قد "يعرّض العائلات والأطفال لخطر متزايد من الأمراض".

جثث تتحلل في الشوارع.. شبح الأمراض يؤرق الخرطوم https://t.co/sZVGh5lTig

— اخبار السودان (@sudanakhbar) August 8, 2023

ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها، "لم يتبق أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها".
وأكد البيان، أن هذا "المزيج المرعب من أعداد الجثث المتزايدة ونقص المياه الحاد وتعطّل خدمات النظافة والصرف الصحي.. يثير مخاوف من تفشي وباء الكوليرا في المدينة".

أسى وألم 

وقال مدير صحة وتغذية الأطفال في المنظمة بشير كمال الدين حميد، بحسب البيان، "عدم القدرة على دفن الموتى بكرامة هي معاناة أخرى للعائلات.. وإلى جانب الأسى والألم.. نحن نشهد أزمة صحية في طور التكوين".
ودعت المنظمة في بيانها أطراف النزاع، "إلى الموافقة على وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وحل الأزمة سلمياً".

صور تظهر حجم الدمار في منطقة جبرة جنوبي #الخرطوم pic.twitter.com/M6wPMkl4U6

— إنتهاكات السودان - sudan violations (@sudanviolations) August 8, 2023

وسبق لمنظمات إغاثة دولية أن حذّرت من أن موسم الأمطار في السودان، الذي بدأ في يونيو (حزيران)، يمكن أن يتسبّب في انتشار أوبئة مثل الحصبة والكوليرا، خصوصاً في ظل توقّف أنشطة التلقيح ضد الأمراض، وخروج عدد كبير من المرافق الطبية في البلاد خارج الخدمة.
ويعدّ السودان من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع الحالي. ويستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة من دون جدوى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لطواقم الإغاثة.
ومنذ 15 أبريل (نيسان)، يستمر النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور في غرب البلاد، وبعض المناطق الجنوبية.
وأسفرت الحرب عن مقتل 3900 شخص على الأقل، ودفعت أكثر من 4 ملايين آخرين الى مغادرة منازلهم سواء إلى ولايات أخرى لم تطاولها أعمال العنف أو إلى خارج البلاد، بحسب أحدث إحصاءات الأمم المتحدة.

اشتباكات عنيفة في أم درمان

وشهدث مدينة أم درمان اشتباكات وصفت بأنها "الأعنف" منذ بدء الحرب، أسفرت عن سقوط قتلى بين المدنيين.
وأفاد شهود عن وقوع اشتباكات في منطقة السوق الشعبي في أم درمان، قرب مقرّ شرطة الاحتياطي المركزي وسط المدينة، الذي سبق لقوات الدعم السريع أن أعلنت السيطرة عليه.  

#السودان
متداول لدخول قوات من الجيش السوداني منطقة أم درمان ومعارك عنيفة..

سكان منطقة أبو روف في #أم_درمان يغادرون منازلهم بسبب المعارك العنيفة.

وزارة الصحة في #الخرطوم : مقتل أكثر من 20 مدنياً بالقصف في أم درمان. pic.twitter.com/Ejw5N40bwK

— نغم مستو (@naghammesto) August 8, 2023


وقال سائق حافلة في أم درمان، "هذه الاشتباكات هي الأعنف منذ بدء الحرب، ومُنعنا من الوصول إلي السوق الشعبي".

ونزح عدد كبير من السودانيين من منطقة أبو روف السكنية بمدينة أم درمان، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، بسبب احتدام القتال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الخرطوم السودان أم درمان فی أم درمان

إقرأ أيضاً:

السودان.. إعادة تشغيل 91% من أقسام الشرطة بالخرطوم

البلاد – الخرطوم
أعلن وزير الداخلية السوداني، خليل باشا سايرين، عن إعادة تشغيل 89 قسم شرطة من أصل 98 في العاصمة الخرطوم، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليمات فورية بانتشار الشرطة في أي منطقة يتم طرد قوات الدعم السريع منها، وذلك في ظل المكاسب الميدانية المتسارعة التي حققها الجيش السوداني خلال الأسابيع الماضية.
وفي مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين، أكد سايرين أن أولوية وزارته حاليًا هي تأمين المقار الدبلوماسية في الخرطوم “لتمكينها من مباشرة مهامها”، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية ستقيم “ارتكازات ومواقع لتأمين المؤسسات الحكومية والأحياء السكنية حتى يتمكن المواطنون من العودة إليها تدريجيًا”.
وكان الجيش السوداني قد أحرز خلال الشهرين الماضيين تقدمًا كبيرًا في العاصمة، مكّنه من فرض سيطرته على مواقع استراتيجية، ما عزز قدرة الدولة على إعادة نشر قوات الشرطة وتأمين المرافق الحيوية تدريجيًا.
ويُنظر إلى عودة الشرطة إلى هذا العدد من الأقسام كخطوة حاسمة على طريق استعادة مؤسسات الدولة لعافيتها، تمهيدًا لاستئناف تقديم الخدمات الأساسية وفرض الأمن العام في مناطق سيطرة الحكومة السودانية.

مقالات مشابهة

  • صفحة من كفاح بوليس السودان
  • ناشطون: الدعم السريع تصعد الانتهاكات ضد المدنيين في أم درمان
  • الممدارة في عدن.. مياه الصرف الصحي تغمر الشوارع وتحذيرات من تفشي الأوبئة 
  • السفير السعودي يصل الخرطوم ويعلن بدء العمل على تأهيل السفارة
  • نقل الأنقاض وفتح الشوارع.. وزير الصحة يدشن الحملة الكبرى لمكافحة نواقل الأمراض والاصحاح البيئي
  • علاء عبد الفتاح يتعرض لأزمة صحية بسبب إضرابه عن الطعام بالسجن
  • “كمين المندرابة”.. الجيش السوداني يلقي القبض على قائد بقوات الدعم السريع وضباطه وجميع قواته
  • السودان.. إعادة تشغيل 91% من أقسام الشرطة بالخرطوم
  • المهمش الوليد مادبو
  • كمين  لـ”الجيش السوداني” يسفر عن أسر قائد بارز في الدعم السريع