بوابة الفجر:
2025-04-24@14:41:28 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: التراث المصرى الحديث

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT



نتحدث دائما عن التراث المصرى العظيم فى مجال الفنون وجميع مشاربها، وقرأت لصديقى الدكتور (مصطفى الفقى) مقالًا سابقًا فى جريدة المصرى اليوم وكان المقال رائعًا وتحدث عن الفنون..تراث وحداثة.
مما جعلنى أكتب مؤكدًا على ما جاء فى مقاله وأضيف بأن الفنون والحرف التقليدية فى الدول ذات الحضارات القديمة مثل (مصر، الهند، الصين، المكسيك، إيران، أفغانستان) حتى فى بعض الولايات الأمريكية فى عصر (الهنود الحمر) !!
تتميز بإنتاجها الفنى والحرفى التقليدى والتى نعرفها (بالكرافتس) سجاد معقود وكليم وأقمشة منسوجة يدويًا (جاكارد، ودوبى) وما يعرف فى فرنسا بإسم (جوبلان) بالإضافة إلى حرف صناعة الحصير والإسبته والأوانى الخوصية، وكذلك حرفة صناعة الفخار والسيراميك
على شكل (بلاط، وأوانى) وأدوات مطبخ وأعظمها الأطقم الصينى (نسبة إلى الصين) وكذلك شمال إيطاليا فى جبالها ووديانها مثل مدن(بيروجه، سيينا، كرتونه، بيزا).


ولا يمكن أن لا نذكر منتجات الزجاج بكل أشكاله وألوانه، وتميز العصر الفاطمى فى مصر "بالزجاج المعشق بالرصاص" فى نوافذ المساجد والمشربيات المطعمة بالزجاج الملون.
ولعل جزيرة (مورانو) فى فينسيا – ايطاليا هى أشهر تلك المراكز فى العالم للصناعات الحرارية للزجاج والبلور، وتضاهيها شهرة وحرفية مدن كثيرة فى (تشيكوسلوفاكيا) سابقًا، مدينة (كارلوفيفارى).
ولعل هذه الدول تعتمد على إنتاجها وإنتاجيتها لهذه المنتجات الحرفية فى (زيادة الدخل القومى) وتعمل الحكومات على تشجيع تلك الحرف وتهيىء لها المناخ الإقتصادى المناسب سواء من ناحية المعاملة الضريبية أو التأمينية أو أو حتي تسهيل الإنتقال بين الاسواق والمعارض الدوليه والتي تقام في عواصم عالمية لهذه المنتجات الفنيه والحرفية.
و أهم تلك المعارض العالميه ( دوميتكس ) في هانوفر في يناير من كل عام وفي اطلانطا – جورجيا في سبتمبر من كل عام.
كل هذه المنتجات الفنيه والتي تدخل تحت الفن التطبيقي ولنا فيها مدارس قديمة مثل مدرسة ( الفنون التطبيقية السلطانيه ) بالحمزاوي أنشئت عام 1935.

تم تطورت إلي مدرسة الفنون التطبيقية الملكية وإنتقلت عام 1908 إلي مقرها الحالي بين السرايات،والتي تحولت إلي كلية الفنون التطبيقية الملكية، ثم إنضمت إلي جامعة حلوان عام 1975 لكي تصبح منارة  للفن التطبيقي في المنطقة العربيه، وكان لخريجيها في العالم العربي دور بارز في نقل المعرفة وتطوير والمنتجات الحرفية فكان (جماعة السدو) في الكويت والجماعات الحرفية المتخصصة في (بغداد) وأيضًا في المدن المختلفة بالمملكة العربية السعودية التى أوفد إليها أساتذة  كلية الفنون التطبيقية للتدريس ومازالوا يؤدون هذه الرسالة حتي اليوم.
إن الفنون الجميلة والتطبيقية في مصر لها روادها وأخرهم وليس الأخير منهم هو فناننا الكبير فاروق حسنى وغيره.
إن الفنون المصرية قديمها وحديثها يجب أن نوليها الإهتمام اللازم والواجب سواء من الحكومة المصرية أو الجمعيات الأهلية أو الجامعات المصرية أو حتى على مستوى المثقفون المصريون.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفنون التطبیقیة

إقرأ أيضاً:

أعجوبة القرن الحديث

قبل إصلاحات عام 1978، كان ما يقرب من أربعة من كل خمسة صينيين يعملون في الزراعة. وبحلول عام 1994، لم يعد يعمل سوى واحد من كل اثنين. وسّعت الإصلاحات نطاق حقوق الملكية في الريف، وأطلقت شرارة سباق لتشكيل شركات صغيرة غير زراعية في المناطق الريفية.

كما أدى إلغاء نظام المزارع الجماعية وارتفاع أسعار المنتجات الزراعية إلى زيادة إنتاجية المزارع (العائلية) وزيادة كفاءة استخدام العمالة.

دفعت هذه العوامل مجتمعةً العديد من العمال إلى ترك الزراعة. وقد أدى النمو السريع الناتج عن ذلك في المشاريع القروية إلى استقطاب عشرات الملايين من الناس من الزراعة التقليدية إلى الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة الأعلى.

منذ سلسلة الإصلاحات التي جرت في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وبعد سنوات من سيطرة الدولة على جميع الأصول الإنتاجية، شرعت الحكومة الصينية في برنامج إصلاح اقتصادي شامل. وفي محاولة لإيقاظ عملاق اقتصادي خامد، شجعت على تأسيس الشركات الريفية والشركات الخاصة، وحررت التجارة والاستثمار الأجنبيين، وخففت من سيطرة الدولة على بعض الأسعار، واستثمرت في الإنتاج الصناعي وتدريب القوى العاملة.

على سبيل المثال، إعطاء استقلالية أكبر لمديري المشاريع. أصبحوا أكثر حرية في تحديد أهدافهم الإنتاجية، وبيع بعض المنتجات في السوق الخاصة بأسعار تنافسية، ومنح مكافآت للموظفين الجيدين وفصل غير الجيدين، والاحتفاظ بجزء من أرباح الشركة للاستثمار المستقبلي.

كما أتاحت الإصلاحات مساحةً أكبر للملكية الخاصة للإنتاج، ووفرت هذه الشركات الخاصة فرص عمل، وطوّرت منتجات استهلاكية مطلوبة بشدة، وكسبت عملات صعبة مهمة من خلال التجارة الخارجية، ودفعت ضرائب الدولة، ومنحت الاقتصاد الوطني مرونةً وقدرةً على الصمود لم تكن متوفرة من قبل.

سجلت الصين نمواً ملحوظاً لعقود. من عام 1978 إلى عام 2010، تراوح متوسط ​​النمو حول 10%، مما وضع الصين ضمن نسبة 1% المئوية للدول التي تنتقل من 1,000 إلى 10,000 دولار أمريكي للفرد. هذا إلى جانب انتشال أكثر من 800 مليون شخص من براثن الفقر، يبرر بوضوح تعبير “المعجزة الاقتصادية الصينية”. وحتى اليوم، لا تزال الصين بمثابة المحرك الأهم للنمو العالمي، حيث ساهمت بنحو ثلث إجمالي النمو العالمي على مدى العقود الثلاثة الماضية.

مع “الإصلاح والانفتاح” كشعار رئيسي منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي لتحويل الصين من اقتصاد مخطط إلى اقتصاد سوق، تشابكت البلاد بشكل متزايد مع بقية الاقتصاد العالمي من خلال التجارة والاستثمار والمشاركة المتزايدة في سلسلة القيمة العالمية.

يُعزى ذلك إلى اقتصادات الحجم الواضحة في الصين، والأجور المنخفضة نسبياً، والبنية التحتية اللوجستية الداعمة للتصنيع. كما يُعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، ودعم الشركات الغربية التي تستثمر فيها، إلى جانب نقل التكنولوجيا على نطاق واسع، عوامل خارجية مهمة وراء نجاح الصين.

فأنا أعتقد أن مفهوم الأعجوبة تتحقق بغياب المصادر الرئيسة لتحقيق الأهداف، والانفراد بالنمو القياسي. لم يستيقظ التنين الصيني فجأة في عام 2003، بل استغرق 33 عاماً من التحضير. لذا، بفضل تلك الأعوام من العمل الشاق والصبر، انطلقت الصين بسرعة الصاروخ من عام 2003 إلى عام 2023 لأنها كانت تتمتع بأساس متين بفضل أبناء ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ومراحل التخطيط السليم.

كان بالسابق نشاهد المنتجات الغربية خاصة الأمريكية والاوربية تغزو السوق الخليجي على مدار عقود من الزمن، اما الآن احتل التنين العملاق الأسواق المحلية والعالمية بشكل كاسح. وذهبت المنتجات الغربية في الصفوف الخلفية وبعضها اختفت عن الوجود.

فهو مؤشر قوي على صلابة السوق الصيني، وينقلنا لدراسة وفهم أعمق لثقافة الصينية والاستفادة منها.

قبل أيام قليلة، حفزت المملكة العربية السعودية دراسة اللغة الصينية في مراحل دراسية معينة، وابتعاث عدد كبير من طلابها، وهذه خطوة استراتيجية في بالغ الأهمية لفهم أكثر المجتمع والثقافة الصينية والتعرف عن قرب التأثيرات والفرص الذهبية للوطن. أعتقد أنها خطوة رائعة جداً.

استراتيجيات الصين الناجحة تم ترجمتها إلى مشاريع ضخمة بوتيرة غير مسبوقة، وستُكمل خلال عقود مرحلة البنية التحتية التي ستُنافس ما بنته الولايات المتحدة في تاريخها. على سبيل المثال:

* 143,000 كيلومتر مجموع أبعاد الخطوط السريعة للمركبات، المصنف الأضخم على الأطلاق بالعالم
* 30,000 كيلومتر، واحدة من أسرع القطارات التشغيلية بالعالم، وهي تملك 02:03 من مجموع ابعاد العالم
* 100 مليار كيلووات بالساعة، أكبر محطات الطاقة الكهرومائية من حيث إنتاج الكهرباء بالعالم. Three Georges Dam with 100 Billion Kilowatt-Hours
* 25,526 مليار متر مكعب، مشروع تحويل المياه من الجنوب إلى الشمال. أكبر مشروع نقل مياه بالعالم، والذي يخدم على الأقل 100,000,000 فرد
* 8,704 كيلومتر، مشروع غرب الى شرق انابيب الغاز، أطول مشروع خط انابيب بالعالم
* 55 كيلومتر، Hong Kong – Zhuhai – Macao Bridge أطول جسر مائي للمركبات، وأطول نفق تحت البحر يمتد الى 6.7 كيلومتر

نعم، التنين العملاق الذي كرس قوته وعمل على مدار الساعات والعقود لبناء ترسانة مهيبة بعيدة عن التوترات والصراعات العالمية، قاعدة تعليمية، وعقول متعلمة قوية، ومواطنون يتمتعون بأفضل أخلاقيات العالم، واستعداد دائم للتعلم والتكيف، وعدم الاختباء أمام التحديات، واتباع أوامر من هو أحقّ وأكثر جدارة. هذه هي الصين العظيمة “أعجوبة القرن الحديث”.

 

 

مقالات مشابهة

  • “الحضرة المصرية” تحيي أمسية صوفية.. بقبة الغوري
  • وزير الشباب ومحافظي شمال سيناء ومطروح يفتتحون معرضا للمنتجات الحرفية
  • في عام الحرف اليدوية.. "حِرف السعودية" توقّع اتفاقية تعاون مع "سبليفت" لتوسيع نطاق توزيع المنتجات الحرفية
  • د.حماد عبدالله يكتب: من أهم أسباب تخلفنا !!
  • رأي.. عبدالخالق عبدالله يكتب عن ترتيب الإمارات في تقرير السعادة العالمي 2025: ما المطلوب لتكون ضمن قائمة العشرة الأوائل؟
  • قصور الثقافة: ملتقى سيناء لفنون البادية وسيلة لحفظ التراث
  • د.حماد عبدالله يكتب: مشكلة "كتاب الرأى" !!
  • أعجوبة القرن الحديث
  • د.حماد عبدالله يكتب: (المقهى فى الحياة السياسية المصرية) !!
  • الفنون جنون أم مسئولية؟.. ماذا فعـل محمد رمضان؟!