الثورة نت:
2025-04-27@22:48:30 GMT

اليمن وحكايات البحر الفدائي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

 

 

ذكريات وحكايات كثيرة في فلسطين عن اليمن وطباع أهل اليمن وشهامتهم، وما يشكله اليمن اليوم من حالة وفاء وإسناد لفلسطين وغزة، التي يتطلع أهلها بثقة عالية إلى الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والشجاعة التي جسدت الأقوال بالأفعال.
وانطلاقاً من أهمية سلاح البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، استخدمت القوات المسلحة اليمنية أحد أهم الأسلحة الاستراتيجية المتوفرة لديها، وهو سلاح الممرات البحرية، لمنع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، من عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى وقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار وإدخال المساعدات.


ومن حسن حظ الجغرافيا الفلسطينية أنها تطل على 3 مسطحات مائية، هي البحر الأبيض المتوسط من الغرب، والبحر الميت من الشرق، والبحر الأحمر من الجنوب، وللفلسطينيين كما إخوتهم اليمنيين تاريخ وباع طويل في ركوب البحر والملاحة فيه تجارياً وعسكرياً وثقافياً.
وهذا ما سيستفيد منه بحر غزة الممتد على طول مساحة قطاع غزة بمسافة تزيد عن 42 كلم، وهو البحر الهادر بالحياة والمقاومة، وله في الماضي والحاضر دور كبير في العمل الفدائي البحري الذي لم يقتصر سابقاً على الفلسطينيين وحدهم، بل شارك فيه فدائيون من لبنان وسوريا والعراق واليمن الذي تقوم قواته المسلحة اليوم بإسناد غزة عبر البحر، وبالمسيرات التي تلحق الضرر الكبير بالإسرائيليين واقتصادهم ومعنوياتهم وتشتت قدراتهم العسكرية والأمنية.
وعبر تاريخ الصراع مع الاحتلال ركب الفدائيون الفلسطينيون خيول الأزرق، وساروا على كتف الموج، وصارعوا التيه وأهوال البحر، شاهرين الريح رصاصاً وبنادق من أجل العودة والخلاص من الاحتلال.
وغزة شقيقة صنعاء وصعدة والحديدة، تنهض من ركام الحرب ولا تتوقف عن الحلم والحنين، وأهلها يعانقون البحر بمواجهة خذلان الصحاري والقصف المتواصل، ويدخلون البحر ليواجهوا فيه الخطر الكبير وليحصلوا منه على الخير الوفير، مع قناعتهم بسهولة النجاة منه أكثر من إمكانية النجاة من خطر الاحتلال، والحرب التي أصبحت الآن تخاف منهم أكثر مما يخافون منها.
ويذهب أهل غزة إلى البحر كلما استطاعوا، بعيداً من حالة الاختناق التي تسببها الخيام ومراكز الإيواء ويطلبون منه أن يتحول إلى ملاذ آمن وأن يعدهم بأحلام مستقرة وبأيام أقل قسوة لا يتساوى فيها الموت والحياة. ‏
ورغم الحرب وبشاعتها ما زال البحر في غزة واليمن يشبه صورة من نحب ورائحة نوافذ البيوت ومصدراً للإلهام والتفكير، ويحتفظ بعمقه واتساعه بالكثير من الحكايات عن الفدائيين، وأمواجه شاهدة على الكثير من الضحكات والبكاء والغضب والصبر وكتابة الشعر والأغنيات ومنها أغنية (سنرجع يوماً إلى حيّنا) التي كتبها على شواطئ بحر غزة الشاعر هارون هاشم رشيد ولحنت في بيروت، وغنتها السيدة فيروز بصوتها الملائكي الساحر.
وما زال بحر غزة رغم الدمار والغبار يحصي أنفاس الأمل والضوء العائد من جهة اليمن، ليعود الفدائي المؤمن بأن (لا بر إلا ساعداه) ولا خيار له سوى الصمود والمقاومة ليؤدي دوره في الدفاع والهجوم، ويقوم بإطلاق زخات من الفرح والمطر والرصاص والأناشيد كلما حلقت في أجواء فلسطين المسيّرة “يافا”، التي تؤكد بأن غزة ليست لوحدها ولن يستطيع أحد رميها في البحر والصحراء، وستبقى صامدة تقدم دروساً في الصبر والانتصار على الاحتلال الذي لا يعرف بأن للبحر طرقاً وذكريات وأمل بلقاءات ستأتي وتصنع المعجزات في غزة التي ستعود حتماً كزنبقة تشم رائحة البحر لأول مرة.

كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ من اليمن ومسيّرة من الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، أنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن قبل دخوله "أراضي إسرائيل" ومسيّرة آتية من الجهة الشرقية، لكنه لم يذكر اسم الدولة التي انطلقت منها.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه "إثر انطلاق صفارات الإنذار قبل قليل في مناطق عدة في إسرائيل، اعترضنا صاروخا أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية".

وبعد ذلك بقليل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل اعتراض "مسيرة متجهة نحو الأراضي الإسرائيلية من الجهة الشرقية".

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الصاروخ  "اُعترض ليلا وهو الصاروخ الـ22 الذي يطلقه الحوثيون منذ استئناف هجماتهم عندما جددت إسرائيل هجومها على غزة في 18 مارس/آذار.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، يشن الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وسفن غربية في البحر الأحمر يقولون، إنها على ارتباط بها. كما تبنت "المقاومة الإسلامية في العراق" هجمات مماثلة على إسرائيل.

وتتعرض مناطق الحوثيين في اليمن إلى غارات شبه يومية، يحمّلون الولايات المتحدة مسؤوليتها منذ أعلنت واشنطن في 15 مارس/آذار الماضي إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

إعلان

مقالات مشابهة

  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ من اليمن ومسيّرة من الشرق
  • الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن
  • مصرع امرأة وإصابة شخص في غارات أمريكية على اليمن
  • الجيش الأمريكي: الانفجار الذي وقع في أحد أحياء صنعاء ناجم عن صارخ حوثي
  • واشنطن: الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في اليمن ناجم عن صاروخ حوثي
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • غارات أميركية تستهدف صنعاء ومناطق أخرى في اليمن