يمانيون – متابعات
في مثلِ هذا اليوم 30 يوليو تموز خلال العامين 2017م، و2018م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي، إدارةَ أمن مديريَّة بيحان وطاقم قناة المسيرة الفضائية، في محافظة شبوة،.

ومبنى لمنظمة تقدم الاحتياجات الإيوائية للنازحين في مديريَّة المنصورية بالحديدة، بسلسلة من الغارات المدمّـرة.

أسفرت عن 3 شهداء وأكثر من 10 جرحى، وتدمير كلي لهنجر يحوي المساعدات الإنسانية لمنظمة اليونسف التي كانت مقدمة للنازحين، وإدارة أمن بيحان وملحقاتها وتضرر ممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، ومضاعفة معاناتهم القاسية.

وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم العالمي للاتِّجار بالبشر:

30 يوليو 2017.. 7 شهداء وجرحى بينهم مراسل ومصور قناة المسيرة بغارات طيران العدوان على شبوة:

في مثل هذا اليوم 30 يوليو تموز من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي… في مديريَّة بيحان محافظة شبوة.

أسفرت غاراتُ العدوان عن 3 شهداء و4 جرحى بينهم مراسل ومصور قناة المسيرة، وحالة من الخوف في نفوس الأهالي ومضاعفة معاناهم، وتضرر منازلهم وممتلكاتهم المجاورة.

رغم تجريم الأمم المتحدة ومواثيقها استهداف الفرق والطواقم الإعلامية في ساحات الحروب، أثبتت غارات العدوان السعوديّ الأمريكي على أدَاة أمن بيحان، أن تجريمَ استهدافِ أفواه المراسلين وكاميرات المصورين مُجَـرّدُ شعارات على الأوراق وفي الأدراج الأممية، لتستمرَّ غارات مجرمي الحرب في مطاردة طاقم قناة المسيرة، في اليمن.

من بين الركام والخراب والدخان والنار والدمار ينهضُ مراسلُ قناة المسيرة مضرَّجاً بالدماء في وجهِه وفمِه وأطرافِه وهو مغطًّى بالتراب، ومعه المصوّرُ الجريحُ أَيْـضاً، يُنقَلون إلى المشفى، وكلهم معنوياتٌ وفخر بالجراح ومشاركة الشعب آلامه ومعاناته المتكرّرة من قبل عامين و4 أشهر و4 أَيَّـام.

المراسل حسين شوقي يقول: “أثناء الغارة وسقوطي على الأرض بدأت أشعُرُ بنوع من الرضا عن نفسي، عساها تكون لحظات للوفاء مع الله ومع الشعب اليمني ودماء أطفاله ونسائه، وكلّ فرد فيه، حينها كان الشوق يحدوني بأن ألتحقَ بشهداء الأُمَّــة، والوفاء للشهداء القادة الذي سطَّروا بدمائهم طريقَ انتصار الدم على السيف، في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، وتكون نهاية مسيرة عملي الإعلامي على دربهم”.

ويتابع المراسل شوقي في تصريحه لصحيفة “المسيرة”، بعد الجريمة بـ 7 أعوام: “بعد أن نهضتُ من بين الدمار، عاد إليَّ الوعيُ وبدأت أشعُرُ بطاقةٍ جديدةٍ وعزم وإرادَة قوية لا يمكن وصفُها، ورغبةٍ وإصرار عجيب للاستمرار في التغطية إلا أن الكاميرا والمايك لم يسعفونا على ذلك رغمَ الجروح، والحمد لله على هذا الشرف الذي أَعتبِرُ كُـلَّ قطرةِ دمٍ في الميدان وساماً لي ولكل إعلامي مجاهدٍ في سبيل الله”.

ويضيف شوقي: “رسالتي لكل إعلامي في محور المقاومة أنِ اصمدوا؛ فتقديمُ صورة أَو مقاطع صوتية ومشاهد حية عن جرائم العدوان هنا أَو هناك له أثرٌ كبير وفضلٌ عظيم عند الله، مع أنه من أُسُسِ وعوامل العمل الموكل إلينا والمطلوب منا تقديمه للرسالة الإعلامية الصادقة، كما أن التفانيَ في الجبهة الإعلامية رسالةُ ردع للعدو وحربِه التضليلية والدعائية والنفسية، ويكشفُ أكاذيبَه وادِّعاءاتِه، وهذه من المهام التي يجبُ التركيزُ عليها في تغطية جرائم العدوان وزمن وأماكن الحروب؛ لنوثقَ للجيل القادم ولكل العالم مدى إجرام وتوحش العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني، من جهة ومن جهة أُخرى، نوثِّقُ أُسطورةَ صمود شعبنا وتضحياته، وتعرية لصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية والحقوقية، وتواطؤهم المكشوف.

وفي هذه المحطة الفارقة من عملي الإعلامي المتواضع أقولُ لكل الإعلاميين: إن المواثيقَ والمعاهداتِ الدوليةَ بخصوص حماية الإعلاميين كذبةٌ كُبرى، ولكنها لا تؤثِّرُ على أهدافنا المنشودة وهممِنا العالية، ويجبُ على الجميع العمل بإخلاص ومهنية وتفانٍ؛ ليتقبَّلَ اللهُ منا أولاً؛ ولكيَ نقدمَ محتوىً صادقًا للعالم ولكل الأحرار يمتلك القدرة على كبح جماحِ الباطل وكشف الزيف والتضليل”.

جريمةُ العدوان في شبوة لها تبعاتها الإنسانية الحقوقية على أُسَرِ الشهداء والجرحى وذويهم في ظل غياب للمؤسّسات الإغاثية والإنسانية والحقوقية، وجريمة حرب مكتملة الأركان من آلاف جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني.

30 يوليو 2018.. طيرانُ العدوان يستهدف مبنى منظمة إيواء النازحين في الحديدة:

في مثل هذا اليوم 30 يوليو 2018م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي مبنى منظمة إيواء النازحين في مديريَّة المنصورية بغارتين أسفرتا عن عددٍ من الجرحى، واحتراق المواد الإيوائية بداخله، ومضاعفة معاناة النازحين، وذويهم، وتجويع آلاف من الأسر بأطفالها ونسائها ورجالها، وافتقارهم لأدنى حَــدٍّ من المساعدات الإنسانية التي تقيهم ومن يعولون تحمل البقاء تحت الشمس والهواء والرياح والغبار نهاراً، وبرد الليل ولسعات البعوض.

كان مبنى منظمة إيواء النازحين مملوءًا بالخيام والفرش وخزانات المياه، وكلّ وما يحتاجه النازحون من صحون وأوانٍ وعُلَبٍ لتعبئة مياه الشرب، فيما كان مئات النازحين على مقربة من مكان توزيعها، فحلقت طائرات العدوان فوق سماء المنطقة، بصوتها العالي، وعربدتها المكشوفة، وكانت أولى غاراتها على ذات الهنجر الذي خزنت فيه المساعدات الإنسانية، ففر كُـلّ من كان على مقرُبة من المكان وبحث جل النازحين عن سواتر وأماكن تقيهم ضربات وشظايا الغارات الجوية.

مشاهد ألسنة النيران، وأعمدة الدخان تتصاعد في السماء، وتلتهم المساعدات وتتلفها ويعود طيران العدوان ليشن غارته الثانية على الجزء الآخر من الهنجر؛ ما زاد من هول الحريق واشتعال النيران وكثافتها، في ظل غياب تام لفرق الإطفاء، وأدنى حَــدٍّ ممكن للمنظمة والقائمين عليها، للحد من مستوى النيران وحجم الضرر، في تواطؤ وتنسيق مكشوف كان الهدف منه أكبر من ذلك، ما لم تكن حياةُ النازحين هي الهدف الأول.

يغادر طيرانُ العدوان سماء المنصورية، وتبدأ جموعُ النازحين كباراً وصغاراً نساء وأطفالاً بالاقتراب من الهنجر المحترق، وكلهم ألم وإحباط وخوف، ومشاهد الأسى وفاقة الجوع وحجم المعاناة على وجوههم.

من جوار النيران والمساعدات المُستمرّة في الاحتراق تقول إحدى النازحات “هذا مستودع لإغاثة النازحين والطيران جاء لضربه، فيكف سيكون حالنا بالله عليكم، نزحنا من غاراتكم التي دمّـرت منازلنا وقتلت وجرحت أطفالنا وشرَّدتنا، وعندما دعتنا المنظمة لتوزع علينا المساعدات، حلَّقَ طيرانُكم لقتلِنا مرةً أُخرى! أيُّ مجرمِين أنتم؟! حاولتم قتلنا مرات عديدة وكل ما ننزحُ تجددون المحاولة وتلاحقوننا بغاراتكم، خوفتم أطفالنا، لا نريد منكم شيئًا كفوا عنا، مطلبنا منكم حاجة واحدة هي أَلَّا تقصفونا ولا تتدخلوا في بلادنا مرة أُخرى”.

وتتابع بحرقة وآلم شديد “لا تقتلوا أطفالَنا ولا تقدموا لنا مساعداتكم، خذوا حقكم المساعدات لا نريدها، ولكن لا تضربوا المدن والقرى، لا تستهدفوا الأطفال والنساء الآمنين”.

نازحٌ آخر كبير في السن أجبره النزوحُ على أن يقدم إلى المنظمة للحصول على المساعدات الضرورية، يقول: “هذا الهنجر كان يوجد فيه صابون وخزانات مياه، وسلال غذائية وهو تابع لمنظمة اليونسف، لماذا تستهدفونه بغاراتكم، ولماذا كُـلّ هذا الحقد والجبن فيكم، هدفكم قتلنا بالسلاح أَو بالجوع، هذا هو هدفكم حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم”.

الناجون يلملمون بقايا صابون الأمم المتحدة من شظايا غارات العدوان، بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الاتّجار بالبشر لتربح المنظمة مرتين من بضاعة قصفت بغارتين، وتم دفع فاتورتها المحسوبة على اليمن.

نفَّذت الغارتان مهمتهما في حرق كُـلّ ما كان في الهنجر وتحويله إلى رماد، وعاد النازحون أدراجهم فارغة أياديهم من أية مساعدات وُعِدُوا بها وتم دعوتهم لاستلامها، فكان سرابًا يحسبه الظمآن ماءً، فلم يجدوا سوى الغارات هناك تريدُ قتلَهم، وإبادتَهم جميعاً، فوقاهم اللهُ شَرَّها وفضح المجرمين.

جريمة استهداف مخازن المساعدات الإنسانية ومثيلاتها في ذات التوقيت لموعد استلامها وتوزيعها للنازحين، جريمة حرب وإبادة جماعية تضع الأمم المتحدة ومنظمة اليونسف ومختلف المنظمات العاملة في هذا المجال شركاء في جرائم العدوان، وتتوجب تحويل العاملين فيها للمساءلة القانونية، ومحاسبتهم بشكل عاجل، ورفع شهاداتهم واعترافاتهم إلى محكمة العدل الدولية؛ لمحاسبة قيادات الدول المعتدية على الشعب اليمني.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة العدوان السعودی جرائم العدوان الشعب الیمنی قناة المسیرة هذا الیوم فی مثل

إقرأ أيضاً:

تصعيد “إسرائيلي” غير مسبوق في الضفة.. جنين شقيقة الروح “لغزة”

يمانيون../
يشهدُ شمالي الضفة الغربية المحتلّة تصعيدًا عدوانيًّا إسرائيليًّا واسع النطاق، يستهدف بالأَسَاس مخيم “جنين” ومحيطه، الذي يأخذ النصيب الأكبر من الاستهداف، مع امتداد العمليات إلى مدينة “طولكرم” و”طوباس” وعددٍ من القرى الفلسطينية.

عدوان يأتي ضمن مخطّط صهيوني يهدف إلى تطهير الأرض الفلسطينية عِرقيًّا من أصحابها وتكريس الأمر الواقع وإنهاء وجود المخيمات كذكرى للنكبة، حتى إن المقرّرة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية “فرانشيسكا ألبانيز” قالت: إن “إسرائيل تُهاجم الفلسطينيين بغضِّ النظر عن مكانهم وتتعامل بشكلٍ استعماري معهم وتُحاول الاستحواذ على أراضيهم”.

في تفاصيل المشهد؛ أقدمت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي، على تفجيرِ مربع سكني كامل في مخيم “جنين”، في أكبر عملية هدمٍ جماعي منذ اجتياح المخيم عام 2002م، وترافق ذلك مع إجبار الآلاف من سكان المخيم على النزوح إلى القرى المجاورة؛ ما يعكس سياسة واضحة تهدف إلى تفريغ المخيم من سكانه وتغيير بنيته الجغرافية.

وجاء ذلك في سياق ما يسميه جيش الاحتلال “عملية إحباط الإرهاب”، التي استهدفت مئات المباني، بزعم البحث عن بنى تحتية عسكرية للمقاومة الفلسطينية، ورغم كُـلّ الادِّعاءات الإسرائيلية، إلا أن الوقائعَ على الأرض تشيرُ إلى مخطّطٍ أوسعَ يهدفُ إلى إعادة رسم خارطة المخيمات الفلسطينية في الضفة، في محاولةٍ لاستنساخ النموذج الذي طبق في غزة عبر التهجير القسري وهدم الأحياء السكنية.

لم تقتصر عملياتُ الاحتلال على مخيم “جنين”، بل أعلن جيش الاحتلال عن توسيع نطاقها ليشمل خمس قرى جديدة شمالي الضفة، في مؤشرٍ على استمرار التصعيد؛ إذ يسعى الاحتلال لفرض وقائع على الأرض من خلال الحواجز العسكرية والجدار الفاصل الذي يصل طوله إلى أكثر من 700 كم، كما شيد نحو 912 حاجزًا وبوابة عسكرية في الضفة الغربية؛ بهَدفِ قطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.

وفيما قال محافظ “طوباس”: إن “الاحتلال أخلَى 15 بناية في “طمون” وأبلغ السكان بعدم العودة قبل ثلاثة أسابيع كما نفَّذ عمليات إخلاء في مخيّم “الفارعة”، رصدت “المسيرة” أبرز التطورات والأحداث الجارية في مدينة “طولكرم” ومخيّمها، فكانت المحصلة لـ 24 ساعة فائتة، مواصلة الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم “طولكرم” لليوم الثامن على التوالي.

حيث أجبرت قواتُ الاحتلال أكثرَ من 1500 عائلة تحت تهديد السلاح على النزوح من المخيم، ونزح الأهالي إلى المدارس والجمعيات والمؤسّسات التي فتحت أبوابها، كما ظلت هناك عائلات محاصرة داخل مخيم “طولكرم” دون كهرباء أَو مياه؛ بسَببِ التواجد العسكري وانتشار القناصة.

من جهته؛ قال محافظ “طولكرم” “اللواء عبدُالله كميل”: إن “نحو 60 ألف طالب بدون تعليم مع بدء عامٍ دراسي جديد، ولليوم الـ 8 يواصل الاحتلال حصار مستشفى “ثابت الحكومي والإسراء التخصصي”، مؤكّـدًا أن “جنود الاحتلال يعتدون على المواطنين في بيوتهم ويقومون بتخريب وحرق المنازل وهناك منازل تم تحطيم أثاثها”.

وأشَارَ المحافظ إلى أن جنودَ الاحتلال بدأوا بتغيير معالم المخيمات وديموغرافيتها، لافتًا إلى أنهم “يشنون حربًا على الجميع الفلسطينيين وليس على المخيّمات فقط ومثال ذلك طمون وقباطية، حَيثُ استغلوا وجود بعض المسلحين”.

وإلى “جنين” قال الهلال الأحمر الفلسطيني بدوره: إن “الأوضاع الإنسانية صعبة للغاية في جنين مع استمرار التنكيل بالمواطنين”، موضحًا أن “طواقمنا في جنين تتعامل مع حالات تعرضت لضرب وتنكيل على يد قوات الاحتلال، وقمنا بإجلاء أكثر من 3 آلاف مواطن من طولكرم وجنين خلال الأيّام الماضية”.

وتشير التقارير إلى أن الاحتلال يستخدم تكتيك القصف الجوي بطائرات مسيرة، كما حصل في “قباطية وجنين”، في خطوةٍ تمثِّلُ تصعيدًا خطيرًا في أساليب استهداف المقاومين الفلسطينيين.

في الإطار؛ قال رئيس بلدية “جنين”، “محمد جرار”: إن “العدوان الإسرائيلي تسبّب في نزوح أكثر من 15 ألف فلسطيني من مخيم “جنين” وحده؛ أي ما يزيدُ عن 48 % من الأهالي، في ظل ظروف إنسانية صعبة، مع انقطاع المياه والكهرباء عن أجزاء واسعة من المدينة، وتضرر المستشفيات؛ بسَببِ استهداف البنية التحتية”.

إلى جانب ذلك، تؤكّـد التقارير أن نحو 100 منزل تم تدميرها بالكامل في المخيم، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عمليات التجريف وإقامة الطرق العسكرية داخله، ما يزيد من تعقيد جهود إعادة الإعمار مستقبلًا.

في موازاة العدوان على “جنين”، واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لمخيم “طولكرم”، حَيثُ استشهد فلسطيني جديد برصاص جيش الاحتلال، وترافقت هذه العمليات مع تفجير عددٍ من المنازل، في حين تواصل فرض الحصار العسكري المشدّد على المخيم، ما يفاقم الأزمة الإنسانية فيه.

من جانبها؛ أكّـدت منظمةُ “أطباء بلا حدود”، “تهجير 20 ألف فلسطيني في جنين، و6 آلاف في طولكرم، وتضرر 150 إلى 180 منزلًا، مع استمرار العدوان الإسرائيلي”.

في هذا الإطار؛ أكّـدت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها “حركة حماس وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى”، أن التصعيد الإسرائيلي لن يؤدِّيَ إلا إلى مزيدٍ من المقاومة، حَيثُ شهدت “جنين وطولكرم” اشتباكات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

وأعلنت سرايا القدس أنها نفَّذت كمينًا محكمًا ضد وحدة إسرائيلية في الحي الشرقي لجنين، مؤكّـدة وقوع إصابات في صفوف الجنود، كما أكّـدت حماس أن “الإبادة الجماعية التي ينفّذها الاحتلالُ في الضفة لن تكسرَ إرادَةُ الشعب الفلسطيني”، داعية إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية العدوان الإسرائيلي، مؤكّـدةً أن ما يجري في “جنين” هو “استنساخ لحرب الإبادة في غزة”، محذرةً من أن “استمرار هذه الجرائم قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع في المنطقة”.

وفي السياق؛ يرى مراقبون أن عدوانَ الاحتلال الإسرائيلي المُستمرّ من خلال هذه العمليات يأتي في سياقٍ أوسعَ على الأراضي الفلسطينية، والذي يشمل القتل والاعتقال والتهجير وهدم المنازل والبنية التحتية، وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تقريرٍ لها: إنها سجلت “2161 اعتداء نفذه الاحتلال ومستوطنيه بالضفة المحتلّة خلال يناير الماضي”.

ورغم حجم الدمار في “جنين”، والتقارير الحقوقية التي تؤكّـد انتهاك الاحتلال للقوانين الدولية، لا يزال الموقف الدولي متسمًا بالصمت والتخاذل، في المقابل، تحظى “إسرائيل” بدعمٍ أمريكي مُستمرّ، وهو ما يتجلَّى في استمرار “واشنطن” بتزويد “تل أبيب” بالسلاح والدعم السياسي، رغم المطالبات الدولية بوقف الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

ويمكن قراءةُ المشهد من التصعيد الإسرائيلي في “جنين وطولكرم” وغيرهما، أنه يأتي في سياق استراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة رسم خارطة المخيمات الفلسطينية من خلال عمليات التهجير والهدم، حَيثُ تسعى حكومة المجرم “نتنياهو” إلى فرض تغييرات ديموغرافية جديدة في الضفة، تمامًا كما حدث في غزة خلال الحرب الأخيرة.

وأشَارَ مراقبون إلى أن كيان الاحتلال يسعى أَيْـضًا إلى إضعاف المقاومة، من خلال استهداف معاقلها، وشن حملات اعتقال مكثّـفة ضد كوادرها، وتقليص قدراتها؛ بهَدفِ تعزيز الاستيطان، وتفريغ المناطق القريبة من المستوطنات؛ بما يسهل توسيعها لاحقًا، والعمل على تحييد شمالي الضفة كمركز للمقاومة، بعد أن باتت “جنين” ومخيمُها رمزًا لصمود المقاومة.

وعليه؛ وفي ظل استمرار العدوان والتصعيد الصهيوني في عمليات القصف والاعتقالات، تبدو الأوضاع في الضفة الغربية على مشارف مرحلةٍ جديدةٍ من التصعيد، مع تعالي الدعوات الفلسطينية لتوحيد جهود المقاومة، وارتفاع وتيرة العدوان، فَــإنَّ كُـلّ المؤشرات تؤكّـد أن المواجهة لن تتوقف عند حدود “جنين وطولكرم”، بل قد تمتد إلى باقي مدن الضفة، وربما نحو تصعيدٍ شامل يشبه الانتفاضات السابقة.

في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الاثنين، استشهاد 72 مواطنًا في محافظات الضفة الغربية المحتلّة، منذ بداية العام الجاري، غالبيتهم من محافظة “جنين”، موضحةً في بيانٍ لها، أن من بين الشهداء “10 أطفال، وشهيدة من النساء، وشهيدين من كبار السن”.

وأشَارَت إلى أن عدد الشهداء حسب المحافظات، جاء على النحو التالي: “جنين: 38 شهيدًا، طوباس: 15 شهيدًا، نابلس: 6 شهداء، طولكرم: 7 شهداء، الخليل: 3 شهداء، بيت لحم: شهيدان، القدس: شهيد”.

ويُواصِلُ جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على شمالي الضفة الغربية المحتلّة أبرزها محافظات “جنين، وطولكرم، وطوباس”، خلال أَيَّـام متقاربة، مخلّفا عشرات الشهداء والإصابات، والاعتقالات، ونسف منازل وأحياء، ونُزوح قسري، وسط تدمير ممنهج للممتلكات والبنى التحتية.

مقالات مشابهة

  • أكثر من 14 ألف امرأة وطفل ضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 4 فبراير
  • الكشف عن إحصائية صادمة لضحايا العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم
  • السفارة الفرنسية تنهي بناء ملجأ لإيواء “يتامى الزلزل” بالحوز في ظرف 9 أشهر
  • 3 فبراير خلال 9 أعوام..87 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على المنازل والمصانع والجسور باليمن
  • تصعيد “إسرائيلي” غير مسبوق في الضفة.. جنين شقيقة الروح “لغزة”
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 3 فبراير
  • بالأرقام.. عين الإنسانية ينشر إحصائية جرائم العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خلال 3600 يوم (تفاصيل + انفوجرافيك)
  • إحصائية 3600 يوم من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن
  • وزير الخارجية يؤكد للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ضرورة السماح بنفاذ أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى غزة