مرحلة جديدة من التصعيد.. إسرائيل تكسر الخطوط الحمراء في بيروت
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
بيروت – شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة على مبنى في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وهذا أدى إلى استشهاد امرأة وإصابة 68 شخصا، من بينهم 5 إصابات حرجة، بينما تتوزع إصابات البقية بين متوسطة وطفيفة.
وتعد الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الحصين لحزب الله. وتقع هذه المنطقة بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق العاصمة.
وتضاربت الروايات حول مصير فؤاد شكر المعروف بالحاج محسن، الرجل الثاني في حزب الله اللبناني والمستشار العسكري للأمين العام حسن نصر الله، الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية. وقد أدت الغارة إلى انهيار 3 طوابق من مبنى "الربيع" الواقع في محيط مستشفى بهمن، والكائن في منطقة مكتظة بالسكان.
وتعتبر الغارة الإسرائيلية الثانية على الضاحية الجنوبية بعد جريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، وتجاوزا لقواعد الاشتباك المعمول بها منذ اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتذرعت إسرائيل بحادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، حيث سقط صاروخ أسفر عن مقتل 14 شخصا، في حين نفى حزب الله مسؤوليته عن إطلاقه. في الوقت نفسه، نشطت الاتصالات الدبلوماسية على جميع المستويات لردع إسرائيل عن شن عدوان على لبنان قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.
تصريحات لبنانية
سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى دعوة مجلس الوزراء لعقد اجتماع طارئ في السراي الحكومي الساعة الثامنة والنصف من صباح الأربعاء، لمواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي الذي أدانه ووصفه بالاعتداء السافر. وقال: "سنحتفظ بحقنا الكامل في اتخاذ جميع الإجراءات التي تساهم في ردع العدوان الإسرائيلي".
من جانبه، صرح وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب بأن لبنان يأمل في رد مناسب من حزب الله لوقف "موجة القتل هذه". وأضاف بو حبيب أنه سيقدم شكوى للأمم المتحدة بشأن الضربة الإسرائيلية.
حالة تأهبفي المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي في حالة "تأهب قصوى" بعد الضربة. ونقلت القناة الـ12 عن مسؤول إسرائيلي قوله إن اندلاع حرب جديدة ليس متوقفا على حزب الله، وإن تل أبيب ليست لديها نية لبدء حرب إقليمية.
من جانبهم، لم يصدر حزب الله أي تأكيد للمعلومات المتعلقة بالهجوم، ولكن مصدر قيادي في الحزب صرح اليوم الثلاثاء للجزيرة بأن الحزب سيرد حتما على أي اعتداء إسرائيلي محتمل على لبنان، مشددا على أن "قيادة المقاومة في حالة جهوزية كاملة وهي من تحدد شكل الرد وحجمه".
ويرى المحلل السياسي الدكتور علي المطر للجزيرة نت، أن الاستهداف الذي حصل اليوم للضاحية الجنوبية لبيروت هو تطور خطير في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.
ويشير مطر إلى أن العدو الإسرائيلي تخطى في عدوانه على الضاحية الجنوبية خطا أحمر جديدا، حيث كان الجميع يتحدث عن محاولات لتجنب استهدافها. إضافة إلى ذلك، حاول الإسرائيليون اغتيال قيادي في حزب الله، ورغم فشلهم، إلا أن هذا التطور يعد خطيرا جدا.
ويضيف مطر، أن "الرد سيكون مؤلما وقاسيا، لكنه سيكون عقلانيا ومضبوطا ضمن حدود معينة، ما لم يستمر الإسرائيلي في استهداف المناطق وتصعيد الوضع إلى حرب أو أيام قتالية. في هذه الحالة، ستكون المقاومة جاهزة للرد".
ويؤكد مطر أن الأميركيين لا يريدون حربا في لبنان وقد أعربوا عن ضرورة ضبط النفس من قبل الإسرائيليين. ومع ذلك، تخطى الإسرائيليون هذا الخط الأحمر اليوم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير. ويوضح أن هذا "الاستهداف كان متهورا وغير عقلاني، خاصة أنه أسفر عن شهداء وجرحى، وألحق أضرارا بمستشفى بهمن".
ووصف مطر المرحلة الحالية بأنها دقيقة وتتطلب الانتباه، متوقعا أن "تعمل جميع الأطراف على ضبط الأمور قدر الإمكان لتجنب حرب شاملة أو أيام قتالية". وأكد أن "حزب الله سيرد بشكل مؤلم، لكن مضبوط، بحيث تبقى الكرة في ملعب الإسرائيلي. فإذا أراد الإسرائيلي حربا، فإن الحزب جاهز لها".
ويعتقد المحلل السياسي إبراهيم حيدر للجزرة نت، أن النقطة الأساسية من استهداف اسرائيل الضاحية الجنوبية هي "كسر الخطوط الحمراء وفتح مسار جديد من المواجهات على مستوى الجنوب اللبناني، على الرغم من التطمينات الدولية التي أكدت أنها لن تقصف بيروت أو الضاحية الجنوبية. ومع ذلك، فشلت في تحقيق هدفها".
ويضيف حيدر أن كسر الخطوط الحمراء قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، خاصة أنه أعلن أنه في حال استهداف الضاحية أو بيروت، سيرد بقصف حيفا وتل أبيب. وعلى الرغم من محدودية هذه الضربة وفشلها.
ويؤكد حيدر أن حزب الله سيرد على هذه العملية، ربما ليس فورا ولكن سيقوم بذلك في الوقت المناسب. ويشير إلى أن الحزب سيُبلغ الحكومة الإسرائيلية بفشل عمليتها التي أُعلنت كإجراء انتقامي أو بحجة قصف مجدل شمس.
وبالنسبة لمحدودية الضربة، يرى حيدر أنه إذا بقيت ضمن حدود الرد والرد المضاد، فلن تؤدي إلى حرب إقليمية ولن توسع مساحات الحرب القائمة بين حزب الله وإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضاحیة الجنوبیة الخطوط الحمراء حزب الله
إقرأ أيضاً:
رحلة من صنعاء إلى بيروت
مازن هبه
أسبوع نعيش في القمة، لا أقصد بالقمة هنا وصف الجغرافيا أو مباني بيروت العالية وإنما قمة الهرم الاجتماعي وكأننا ملوك نتيجة الحفاوة والمحبة التي غمرنا بها الأخوة اللبنانيين..كنا نتوقع أن يحتفوا بنا نتيجة موقف قائدنا الاستثنائي-حفظه الله- في معركة الإسناد ولكن الواقع فاق التوقع وبمراحل! الجميع يقابلك بابتسامة عريضة خصوصاً إن كنت ترتدي الزي اليمني الذي تتوسطه “الجنبية” ويبدأ في صب المديح:
“الله يحيي أبطال اليمن”
“نقبل أيديكم يا أنصارالله”
“أنتو والله أشجع ناس”
“الله يحفظكم ويحفظ السيد عبدالملك”
“أنتو تاج على رؤوسنا”…الخ
ترحيب من الجميع رجالاً ونساءً شيباً وشباباً وكأن الناس وجدوا أبطال طفولتهم !! أبطال خارقين صنعتهم المواقف المشرفة ونصرة المستضعفين.. لم تصنعهم أفلام “مارفل” أو القصص المصورة وآلة الدعاية الغربية.
بإحدى المرات كنت وعدد من الإخوة نتمشى والبعض يلبس الجنبية -التي تميزنا- وسط الشوارع المزدحمة “وسط العجقة” كما يسميها اللبنانيين، الكل يسلم علينا ويلقي التحية، بعض سائقي الدراجات يمر سريعاً من جانبنا وبعد ملاحظتنا يعود بدراجته فقط ليقول “الله يحيي أبطال اليمن”، فجأة أوقف أحد السائقين سيارته وسط الشارع ونزل يسلم علينا ويتصور معنا وتجمع القوم حولنا ما تسبب بأزمة سير.
بالطبع هذا المشهد لم يرق لمرتزقة السعودية في لبنان، لا أقصد مشهد أزمة السير وإنما مشهد الحفاوة فانفجروا غيضاً وذهبوا يناطحون التاريخ بربطة عنق وبدلة مستوردة! ولكنهم مجرد مشهد عابر يثير الشفقة لغريق حاقد جرفه سيل من المحبين.
هذه الحفاوة ليست محصورة في الشيعة (جمهور حزب الله) وإنما في كل الطوائف اللبنانية، بالإضافة إلى اخوتنا الوافدين من العراق وإيران وغيرها من البلدان العربية والأعجمية فالجميع كانوا يقابلوننا بنفس الإعجاب والحفاوة رغم أنهم ضيوف مثلنا؛ وكأننا “اليمنيين” جئنا من كوكب آخر!!.
لا أقصد بقولي “كوكب” أننا كنا غرباء فأهلنا الكرماء في لبنان كانوا يقولون لنا أنتم لستم ضيوف أنتم أهل البيت “صدر البيت لكم والعتبة إلنا”، ولا أقصد أن أشكالنا مختلفة كما تصور هوليوود سكان المريخ لا؛ ولكن ربما مواقف قائدنا الحكيم والمؤمن الاستثنائية في نصرة المستضعفين جعلت صورتنا في نظرهم كائنات ملائكية قادمة من كوكب آخر لتحقيق العدل في هذا الكوكب الذي ملأه الشر شرقاً وغرباً، لذلك يعقدون علينا آمال الخلاص.
وسط هذا المشهد أكثرت من التسبيح والحمد والشكر لله وأدركت أننا أمام مسؤولية كبيرة، وأننا تحت المجهر، وأن كل خطأ أو تقصير أو تفريط يحصل منا فإننا سنكون بذلك جنينا على أنفسنا وعلى الأمة كل الأمة، فكل تشريف لا يأتي إلا مع تكليف، والله شرفنا بهذه المسيرة القرآنية والقائد العلم لنكون شاهداً على عظمة الإسلام ومشروع القرآن في مواجهة مشروع الشيطان؛ لذلك علينا أن نكون بمستوى المسؤولية وإلا فإن عاقبتنا إذا ما فرطنا وانحرفنا هو الاستبدال واستحقاق اللعنة من الله كما حصل مع بني إسرائيل..
وللحديث بقايا…