يمانيون – متابعات
قبل أشهر فقدت الطفلة “ليان علي أبو العطا”، فقدت ساقها الأيمن إثر قصف مئذنة مسجد، بينما كانت تقيم بمدرسة في “دير البلح” وسط قطاع غزة، وكانت قد نزحت إليها برفقة أهلها من “حي الشجاعية”.

وتقول “ليان” (13 عاماً): “إن الكسور والجروح تحولت إلى غرغرينا، ما دفع الأطباء لتحويلها إلى مصر في محاولة لإنقاذ ساقها إلا أن خطورة الوضع دفع بالأطباء لقرار بترها من أعلى الركبة”.

وتعاني “ليان” من شللٍ في النصف السفلي من الجسم، وتقول: “لا أعلم كيف سألتحق عندما تتوقف الحرب بمدرستي، فأنا لا أستطيع التحَرّك، لقد تدمّـرت حياتي”.

ووفقاً لمعطيات نشرتها مراكز أممية، فإن الطفلة “ليان” ليست الوحيدة؛ إذ أن الآثار النفسية العميقة التي يعاني منها الطلاب والمعلمون في غزة جراء الأحداث المأساوية التي يشهدها بشكلٍ يومي، لها من التأثيرات والعواطف السلبية مثل الخوف والقلق والاكتئاب، والصدمة النفسية والضغط النفسي المُستمرّ والخسائر المادية والبشرية، كفقدان الأقارب أَو المنازل.

ويقول حقوقيون فلسطينيون إن هناك تقارير تبحث حول أوضاع أطفال فلسطين، لا تزال حبيسة أدراج المكاتب، لهول وحجم المأساة والمعاناة التي يعيشونها، وكيف يمكن أن تؤثر حرب الإبادة الصهيونية على سلوكهم ونمط حياتهم اليومية مستقبلاً.

ووصف تقرير أممي أن تعرض الأطفال لإصابات جسدية مؤلمة أَو فقدان الأحباء، يزيد من حاجتهم إلى الدعم النفسي والعاطفي للتعافي من تلك التجارب المؤلمة، مُشيراً إلى أن أكثر من 816 ألف طفل في القطاع بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار الحرب المتواصل على غزة.

وكانت تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” قد أشَارَت إلى أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة تظهر عليهم أعراض مثل: “مستويات عالية للغاية من القلق المُستمرّ، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، ونوبات انفعالية أَو ذعر في كُـلّ مرة يسمعون فيها التفجيرات، وأنهم جميعاً بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي”.

تغييب قسري لـ 39 ألف طالب وطالبة
وتحت غمامة من الحزن العميق تظلل سماء غزة، أعلنت، صباح الاثنين، نتائج الثانوية العامة في الضفة الغربية المحتلّة، دون تحديد نسبة عامة للنجاح.

وأعلنت النتائج وسط تغييب قسري لـ 39 ألف طالباً وطالبة بين شهيد وجريح وأسير ونازح في قطاع غزة، حيث قال وزير التربية والتعليم في مؤتمر صحفي عقد صباح الاثنين الماضي إن “الاحتلال حال دون تقدّم 39 ألف طالب ثانوية عامة من ممارسة حقهم في التعليم في غزة، بعد أن صادر حقّ عشرة آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة”.

وبيَّن أن “450 طالبًا من طلبة الثانوية العامة، استشهدوا في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 10 أشهر، علاوة على استشهاد 400 معلم و105 من أساتذة الجامعات، واعتقال 55 طالبًا”.

وأشَارَ برهم إلى أن “الاحتلال دمّـر 286 مبنى من أصل 307 أبنية مدرسية، و31 من المباني التابعة للجامعات في قطاع غزة بشكل كامل”.

وقال: إن “هذا العام، لا نسب عامّة للنجاح، فالأعداد لم تكتمل، علماً أن خمسين ألفاً ومئة طالب تقدَّموا للامتحان، منهم 1536 طالباً في 29 دولة خارج الوطن من بينهم 1320 ممن غادروا قطاع غزة، منهم 1090 في جمهورية مصر العربية”.

وأوضح، أنه “منذ 7 أُكتوبر الماضي، لم يتمكّن 630 ألفًا من طلبة المدارس و88 ألفًا من طلبة الجامعات في غزة من ممارسة حقهم الطبيعي في الدراسة”.

وبحسب تقاريرَ توثيقية مختلفة كشفت مراكز بحثية عن تعرض البنية التعليمية التحتية في قطاع غزة لتدمير ممنهج، حَيثُ دمّـر جيش الاحتلال 285 مدرسة بشكلٍ كامل و140 مدرسة بشكلٍ جزئي من أصل 442 مدرسة حكومية، فيما تعرض ثلثي مدارس “الأونروا” للقصف المباشر.

وفي هذا الإطار؛ أفادت التقارير الصادرة عن مراكز بحثية مستقلة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، أن جيش الاحتلال “قتل أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، من المستوى المدرسي والجامعي، وأصاب أكثر من 14 ألف، من بينهم نحو 3 آلاف طالب وطالبة أصبحوا من ذوي الإعاقة، و400 معلم ومعلمة في المدارس، و105 من كوادر الجامعات التي دمّـر الاحتلال أكثر من 80 % من مبانيها”.

وفي تقرير تفصيلي نشرته مراكز بحثية فلسطينية تحت عنوان: “إبادة التعليم في قطاع غزة في سياق الإبادة الجماعية”، أشار إلى الأثر المباشرة للإبادة الجماعية على قطاع التعليم في غزة، وما له من “آثار نفسية وجسدية كارثية على الأطفال، وستضعف من مقدرتهم على التحصيل العلمي، خَاصَّة أُولئك الذين حُرِموا من أحد والديهم أَو كليهما، أَو فقدوا طرفاً أَو أكثر من أطرافهم، أَو نتج عن إصابتهم إعاقات دائمة”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی قطاع غزة التعلیم فی أکثر من من طلبة فی غزة

إقرأ أيضاً:

24 شهيدا بغزة وكمين للقسام يوقع 3 إصابات بجنود الاحتلال

استشهد 24 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم الإثنين، غالبيتهم جنوبي القطاع، فيما أصيب 3 جنود للاحتلال في هجوم تبنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في  بيت حانون شمالي القطاع.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد خمسة أشخاص وإصابة آخرين، إضافة إلى مفقودين، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف مسكنا في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطيني وزوجته إثر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس. وأفاد المراسل بنقل جثامين الشهداء إلى مستشفى ناصر بالمدينة.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين داخل نادي الجزيرة في مدينة غزة. يذكر أن قوات الاحتلال قصفت هذه المنطقة أكثر من مرة خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة.

حدث خطير

في غضون ذلك أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح في منطقة بيت حانون شمال قطاع، وهي المنطقة التي شهدت قبل يومين هجوما من كتائب القسام على قوة إسرائيلية وأسفر الهجوم عن قتيل وخمسة جرحى من قوات الاحتلال.

إعلان

وقد بثت كتائب القسام صورا للكمين الذي أطلقت عليه اسم "كسر السيف"، ونفذته ضد قوة إسرائيلية شرق بيت حانون وأدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة عدد آخر.. المشاهد التي حصلت عليها الجزيرة تظهر عددا من عناصر القسام وهم يهاجمون عربة عسكرية من النقطة صفر وانقلابَها بمن فيها.

وأفادت القناة 7 الإسرائيلية بأنه تم بتر ساقي مجندتين أصيبتا في كمين بيت حانون أول أمس السبت.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن تقديرات أمنية إسرائيلية تشير إلى أن منفذي الكمين ببيت حانون هاجموا مركبة عسكرية إسرائيلية وأصابوا جنودا، ثم باغتوا قوةَ المسانَدة بتفجير عبوة ناسفة، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة، موضة أن منفذي الكمين، الذي أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة خمسة آخرين، نجحوا في الانسحاب.

وقالت الصحيفة إن التقديرات تشير إلى أن حماس أعدت كمين بيت حانون بشكل مدروس شمل عملية مراقبة واسعة لتحركات الجيش.

وكانت كتائب القسام قد تبنت أمس الأحد الكمين المركب ونشرت تفاصيله، حيث نفذته ضد قوة إسرائيلية في بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وقالت الكتائب، في بيان عبر تطبيق تليغرام، إنها نفّذت كمين "كسر السيف" شرق بلدة بيت حانون.

وأضافت أنها استهدفت بقذيفة مضادة للدروع عربة تابعة لقيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي.

وتابعت أنه فور وصول قوة الإسناد التي هرعت للإنقاذ، تم استهدافها بعبوة مضادة للأفراد وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

يشار إلى أنه منذ مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.

إعلان

وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابين بالعشرات بغارات العدو الصهيوني على خيام بغزة وخان يونس
  • الدفاع المدني في غزة يستنكر تدمير 9 رافعات داخل مقر بلدية جباليا النزلة
  • الأونروا: مليونا شخص يعاقبون جماعيا بغزة
  • الإعلامي الحكومي بغزة: شائعات الهجرة من القطاع جزء من حملة خبيثة يقودها العدو الصهيوني لزعزعة صمود شعبنا
  • 24 شهيدا بغزة وكمين للقسام يوقع 3 إصابات بجنود الاحتلال
  • وزير التعليم العالي يشهد احتفالية تكريم الطلاب ذوي الهمم الفائزين في مسابقة "بطل الحكاية"
  • وزير التعليم العالي: نسعى لتقديم الدعم وتلبية احتياجات الطلاب ذوي الهمم
  • ارتفاع مستمر في حصيلة الشهداء والإصابات بغزة 
  • وزير التعليم العالي يشهد تكريم الطلاب من ذوي الهمم الفائزين في مسابقة بطل الحكاية
  • آخر الأحداث بغزة.. شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية على القطاع