هدى الطنيجي (أبوظبي)
تحتفي دولة الإمارات، خلال يوليو، بالشهر العالمي للتوعية بالتهاب المفاصل عند الأطفال، عبر تكثيف برامج التوعية لزيادة الوعي بأهم علامات هذا المرض الذي يتطلب التدخل المبكر لمنع المضاعفات التي قد تؤثر على حياة الأطفال في المستقبل.
ويعتبر التهاب المفاصل حالة مرضية تصيب طفلاً واحداً من كل 1000 طفل، وبدءاً من عمر سنة واحدة وأصغر أحياناً وذلك بحسب إحصائيات عالمية تم تسجيلها حول المرض، وفي الولايات المتحدة يصيب المرض نحو (250.

000 - 294.000) من الأطفال والمراهقين، مما يجعله واحداً من أكثر أمراض الأطفال شيوعاً.

الخلايا الطبيعية
وقالت الدكتورة عائشة المهيري، اختصاصية روماتيزم الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إن التهاب المفاصل المجهول السبب لدى الأطفال، هو أكثر أمراض الروماتيزم شيوعاً لدى الأطفال تحت سن السادسة عشرة، وهو مرض مناعي مزمن يمكن أن يؤثر في مفصل أو أكثر عند الأطفال بسبب فقدان الجهاز المناعي قدرته على التفريق بين الأنسجة والخلايا الطبيعية وبين الأجسام الغريبة، حيث يبدأ بمهاجمة نفسه، وتظهر أعراض المرض بناء على العضو الذي يتم استهدافه.

وذكرت أن هذا المرض بالنسبة للبالغين يكون بالفكرة نفسها، ولكن هناك 7 أنواع مختلفة من التهاب المفاصل مجهول السبب يمكن أن يصيب الأطفال، ويتم تحديد النوع بناء على عدد المفاصل المتأثرة، والأعراض الأخرى المصاحبة لها مثل الحمى وطفح الجلد وتغيرات الدم، أو وجود أجسام مضادة في فحص الدم مثل المعامل الروماتويدي. 
وأشارت إلى أن أعراض آلام المفاصل تتمثل في حدوث احمرار حول المفصل والانتفاخ، العرج أو الصعوبة في الحركة والتيبس، خاصة عند الاستيقاظ من النوم أو بعد فترات طويلة من الجلوس ومن الممكن ملاحظه تغير في خط الكتابة ومسكة القلم إذا أصيبت مفاصل اليد؛ لذا على  الأهل الانتباه  بالنسبة للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير وشرح الألم بسبب صغر أعمارهم على أي تغير في السلوك منها التعب أثناء اللعب والمزاج المتقلب من دون سبب وتغير المشي أو تراجع في المهارات الحركية كأن يتوقف عن المشي فجأة. 

التدخل المبكر
وأكدت المهيري أهمية التشخيص الصحيح لهذا المرض والتدخل المبكر؛ لأنه قد يتسبب في مضاعفات تؤثر على العضلات المحيطة بالمفصل وتسبب ضمور العضلات، أو على العظام حول المفصل وتتسبب بنخر العظم أو إلى تشوه المفصل.
وذكرت أنه لتشخيص التهاب المفاصل مجهول السبب عند الأطفال يجب أن يستمر الالتهاب في المفصل لمدة 6 أسابيع على الأقل والرجوع إلى طبيب مختص في روماتيزم الأطفال للفحص السريري وعمل الفحوص اللازمة للتأكد من الإصابة بهذا المرض وبدء العلاج. 
وأشارت إلى أن العلاجات تختلف حسب عدد المفاصل والنوع وتطور الحالة، حيث قد يحتاج بعض الأطفال إلى مضادات الالتهاب بالفم أو إبره كورتيزون في المفصل لمرة واحدة فقط، ولكن في الحالات المتقدمة من المرض فقد نلجأ للمستوى الثاني من الأدوية، وهي مثبطات المناعة، وقد أحدثت الأدوية البيولوجية طفره في علاج جميع أمراض الروماتيزم بشكل عام والتهاب المفاصل بشكل خاص، كما انه من المهم جداً الالتزام بالعلاجات التكميلية كالعلاج الطبيعي والوظيفي مع الحرص على تناول الأكل الصحي والنشاط البدني.
كما نصحت الدكتورة عائشة المهيري لمن لدية طفل يعاني أياً من هذه الأعراض بالتوجه إلى الطبيب المختص في روماتيزم الأطفال للتأكد من الحالة والالتزام بخطة علاجية مع الطبيب، أخذ الأدوية بانتظام والمتابعة الدورية والدعم النفسي لهم للتأكد من نجاح الخطة العلاجية التي تهدف إلى مساعدة الأطفال أن ينعموا بحياة طبيعية كأقرانهم.

أخبار ذات صلة شرطة أبوظبي: «دورية السعادة» ترسخ القيم الإيجابية وتعزز الوعي المروري الرئيس التشيلي: «موانئ دبي» نموذج ملهم للابتكار والممارسات المستدامة

الطفح الجلدي
قال الدكتور أحمد يوسف، استشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل بمدينة برجيل الطبية بأبوظبي: إن التهاب المفاصل لدى الأطفال يعتبر شكلاً من أشكال التهابات المفاصل المزمنة أوالتهاب المفاصل المزمن، تتمثل أعراضه في تورم وآلام في  المفاصل؛ لذلك يجب استشارة الطبيب المختص والبحث عن علامات التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل النطاق المحدود للحركة والطفح الجلدي وأعراض العين وتورم المفاصل والألم.
وأشار إلى أن التهاب المفاصل متعدد الإصابات، بأنه أول نوع من التهاب المفاصل الذي يصيب  30 - 40 % من الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل وعادة ما يصيب خمسة أو أكثر من المفاصل ،والنوع الثاني هو التهاب المفاصل الرثواني الذي يؤثر على نحو 50 % من الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل، وعادة ما يصيب هذا النوع أقل من أربعة مفاصل وقد يسبب التهاب العين عند الفتيات مع إيجابية الأجسام المضادة.
وذكر أن التهاب (المفاصل الروماتويدي اليفعي) يمكن أن يبقى مرضاً مزمناً لفترات مطولة إذا كان من دون معالجة الأمر الذي سيسفر عن وجود مضاعفات منها التقزّم والألم وهزال العضلات وعدم اتساق الطول، حيث تختلف أعراض كل نوع من أنواع التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي، فيما يساعد معرفة النوع الذي يعاني منه طفلك على اختيار العلاج المناسب.
وأضاف: «إصابة الطفل بالتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي مع مرحلة النمو لها آثار على جسم تختلف من يوم لآخر، فيما يعاني الأطفال المصابين بهذه الحالة تقلب المزاج وصعوبة النوم والتهابات العين».

العلاجات
قال الدكتور أحمد يوسف: إن معالجة المرض تشمل الأدوية، والعلاج الطبيعي، والجبائر والجراحة، للحد من التورم وتخفيف الألم والحفاظ على كامل حركة المفاصل، فيما يتم تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، النشاط البدني عندما يكون ذلك ممكناً والحصول على العلاج الطبيعي الوظيفي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التهاب المفاصل آلام المفاصل الإمارات التهابات المفاصل الوقاية الصحية الروماتيزم المفاصل الروماتویدی بالتهاب المفاصل التهاب المفاصل عند الأطفال

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن جوع خفي يصيب مليارات الأشخاص بسبب نقص المغذيات الأساسية

كشف باحثون من جامعتي هارفارد وكاليفورنيا عن حقيقة مقلقة حول سوء التغذية العالمي، حيث أظهرت أول تقديرات شاملة للاستهلاك غير الكافي للمغذيات الدقيقة أن مليارات الأشخاص حول العالم لا يحصلون على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن الأساسية في وجباتهم الغذائية. ووفقاً للدراسة المنشورة في "ستادي فايندز"، يؤثر هذا "الجوع الخفي" على أكثر من ثلثي سكان العالم، مما يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة.

حلّل الباحثون بيانات غذائية من 185 دولة، تغطي 99.3% من سكان العالم، ووجدوا أن أكثر من 5 مليارات شخص لا يحصلون على كميات كافية من اليود أو فيتامين هـ أو الكالسيوم في وجباتهم الغذائية. كما أن نقص الحديد يؤثر على 65% من البشر، مما يجعله السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى التعب، والضعف، وضعف الوظائف الإدراكية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني أكثر من 4 مليارات شخص من نقص في الريبوفلافين، وحمض الفوليك، وفيتامين سي.

أوضح تاي بيل، كبير المتخصصين الفنيين في التحالف العالمي لتحسين التغذية، أن هذه النتائج تكشف عن نقص كبير في استهلاك المغذيات الدقيقة الأساسية لدى معظم الناس حول العالم، بغض النظر عن المناطق أو مستويات الدخل. وهذا يشير إلى أن سوء التغذية ليس مشكلة محصورة في البلدان الفقيرة فقط، بل يمتد ليشمل جميع أنحاء العالم.

وتظهر الدراسة أيضاً أن هناك اختلافات بين النساء والرجال في نسب نقص المغذيات. النساء كنّ أكثر عرضة لنقص اليود، وفيتامين ب12، والحديد، والسيلينيوم، بينما كان الرجال أكثر عرضة لنقص المغنيسيوم، وفيتامين ب6، والزنك، وفيتامين سي، وفيتامين أ، والثيامين، والنياسين. يمكن أن تؤدي هذه النواقص إلى عواقب بعيدة المدى على صحة الدماغ والعظام والغدة الدرقية، مما يؤكد على ضرورة التصدي لهذه المشكلة العالمية بفعالية.

مقالات مشابهة

  • الشيخ إبراهيم رضا: الحسد مرض معنوي يصيب القلب ولا يؤدي إلى الموت
  • 36 جلسة علاجية تعيد الحركة لشاب مقعد بالمدينة المنورة
  • علاج واعد لإيقاف تطور هشاشة العظام
  • خضار تساعد على الوقاية من السرطان
  • في حفل زفاف.. اطلاق ناري عشوائي يصيب طفلا في قضاء بيجي
  • كل ما تريد معرفته عن مرض اللسان الأزرق.. هل يصيب البشر؟
  • دراسة تكشف عن جوع خفي يصيب مليارات الأشخاص بسبب نقص المغذيات الأساسية
  • نخر الأنف بالأصبع تسبب هذا المرض الذي يعاني منه الكثيرون.. دراسة جديدة تكشف آخر ما توصل إليه العلماء
  • طرق الوقاية من جدري القرود
  • عادات يومية تزيد من خطر الإصابة بخشونة الركبة وكيفية الوقاية منها