عربي21:
2025-04-26@02:37:45 GMT

هل يجعل حفتر من ليبيا بوابة الروس إلى دول الساحل؟

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

هل يجعل حفتر من ليبيا بوابة الروس إلى دول الساحل؟

سلطت صحيفة "جون أفريك" الضوء على زيارة صدام حفتر، نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، إلى واغادوغو في التاسع من تموز/يوليو كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع دول الساحل.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من خلال تقربه من الأنظمة القائمة في منطقة الساحل مثل قربه من موسكو يلعب اللواء الليبي على عدة جبهات، ولكنه يسعى قبل كل شيء إلى تعزيز سلطته في مواجهة السلطات الغربية ووضع نفسه كشريك لا غنى عنه بما في ذلك بالنسبة للغربيين.



لم تمر زيارة صدام حفتر، الابن الأصغر للواء المتقاعد الذي يسيطر على أكثر من نصف ليبيا إلى واغادوغو في التاسع من تموز/يوليو، مرور الكرام على الرغم من جو التكتم الذي ميزها. لقد تم بالفعل تكليف الوريث المفترض لممتلكات والده بمهام دبلوماسية، تماما مثل إخوته الآخرين. ولكنه يتمتع بالهيمنة في المجال العسكري، لأنه تمت ترقيته في الخامس عشر من أيار/مايو إلى منصب رئيس أركان القوات البرية التابعة للجيش الوطني الليبي الذي أعلن والده عن تأسيسه.



وبينت الصحيفة أن التوقيت ليس مصادفة؛ حيث تأتي الزيارة بعد ثلاثة أيام من إنشاء اتحاد دول الساحل بين الأنظمة العسكرية التي استولت على السلطة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ومن بنغازي إلى باماكو؛ تجمع بين كبار الضباط الذين يتولون القيادة نقاط مشتركة، حيث استولوا على السلطة من حكومات مدنية اعتبروها تحت السيطرة وعاجزة عن مواجهة الحروب التي تشعل المنطقة، أو صراعات يغذيها سقوط القذافي منذ نهاية سنة 2011.

التعاون الأمني المنطقي

وأوضحت أنه من النقاط المشتركة بين هؤلاء الضباط أن السياسيين والصحفيين والناشطين.. وكل من يعارضون رؤيتهم وأساليبهم يجدون أنفسهم في قبضة "الإرهاب مع الأعداء المعلنين للجيش: الجهاديين والإسلاميين المتطرفين. وهؤلاء، المتنقلون، والمنظمون في شبكات، يعرفون كيفية الاستفادة من البيئة الشاسعة والعدائية في منطقة الساحل وكذلك الفجوات الحدودية التي زادت بسبب عدم الاستقرار السياسي في الدول الأربع: بالتالي، يبدو إنشاء تعاون أمني فعال منطقيًّا، بل وضروريًّا. وفي الواقع، تم تعيين صدام حفتر، صاحب القوة المطلقة في جيش والده، لإبرام هذه الصفقة مع كونفدرالية دول الساحل".

ونقلت الصحيفة عن جليل حرشاوي، أستاذ العلوم السياسية المتخصص في شؤون ليبيا قوله إن "أبناء حفتر جميعهم يخدمون دبلوماسيته، لكن صدام هو رئيس الأمن وهو المسؤول عن منطقة الحدود الجنوبية حيث تحاول مجموعات مسلحة متعددة التسلل. وكان مسؤولًا عن الملف السوداني، وكان قد التقى بشكل خاص بالتشادي إدريس ديبي قبل وفاته".

ومن بنغازي إلى باماكو؛ يواصل هذا الخط الروسي تأكيد نفسه بشكل أسرع وأعلى وأقوى في مواجهة أعدائه الغربيين المعلنين: فرنسا، التي تم طرد جيوشها من المنطقة، والولايات المتحدة التي بدأت بالانسحاب بالفعل. وهكذا يصبح ميناء طبرق ذو المياه العميقة، شرق بنغازي، الخاضع لسيطرة حفتر، بوابة الكرملين لطموحاته الأفريقية وفيلقه الأفريقي، التابع لوزارة الدفاع، التي حلت محل مجموعة فاغنر شبه العسكرية.

الممر الروسي

وبحسب الصحيفة؛ يعد ميناء طبرق، الذي يمكن الوصول إليه بسرعة من البحر الأسود، محورًا أكثر ملاءمة بكثير مما كانت عليه جمهورية أفريقيا الوسطى المحاصرة، والتي كانت أول هدف روسي يتم ضربه في سنة 2018. ويشتبه منذ فترة طويلة في أن موسكو تسعى لفتح قاعدة بحرية في طبرق كما فعلت في سوريا، في طرطوس، وهي تتصرف الآن هناك كما لو أن الاتفاق قد تم إبرامه بشكل سري، حيث تتناوب سفنها الحربية على الميناء بوتيرة منتظمة. وفي أبريل/نيسان، تم تصوير العديد منهم هناك، أثناء تفريغ آلاف الأطنان من الأسلحة دون أي مراعاة للسرية.

وتقول البروفيسورة فيرجيني كولومبييه، رئيسة منصة ليبيا في جامعة لويس جويدو كارلي في روما: "لقد تساءلنا لمن خُصِّصت هذه المعدات. فربما بقيت كمية معينة في ليبيا، لكن جزءًا كبيرًا منها تم إنزاله ليتم نقله نحو بوركينا فاسو، على طريق بوركينا-النيجر-مالي المهم وعلى الجانب الآخر نحو السودان. لدى روسيا بالفعل مصلحة في استخدام ليبيا كمنصة ونقطة انطلاق نحو دول الساحل، ولا شك أن زيارة صدام إلى واغادوغو مرتبطة بها أيضا"؛ فهل سيصبح حفتر خادمًا لبوتين؟

في كثير من النواحي، تعتبر الدبلوماسية التي يستخدمها خليفة حفتر متناقضة: ففي السودان؛ يدعم قوات الجنرال المنشق حميدتي ضد قوات الجنرال البرهان، رئيس الدولة المدعومة من مصر، الداعم الرئيسي لبنغازي. وقد استضاف الجنود الفرنسيين وكذلك مرتزقة فاغنر الروس السابقين في قواعده، ويسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع باريس بينما بينما يتقارب مع موسكو.

وأضافت الصحيفة أنه في الآونة الأخيرة، بدأ يتقرب من الأتراك، الذين يدعمون منافسيه في طرابلس، لكن مغريات عقود واعدة لإعادة الإعمار والتنمية في المنطقة تجذبهم.

وأنشأت فرنسا "القيادة من أجل أفريقيا" التي عُهد بها، في 26 يونيو/حزيران، إلى الجنرال باسكال لاني. وتتمثل مهمتها في إقامة "شراكات أمنية مع الدول التي تطلب ذلك"، من أجل جمع المعلومات الاستخبارية أولا لمكافحة الإرهاب، حسبما ذكرت صحيفة "'لو كانار انشينيه'" في عددها الصادر في 14 تموز/يوليو.

إذًا، هل ستجعل إعادة توجيه فرنسا نحو أفريقيا من حفتر إحدى أوراقها الرابحة في النصف الشمالي من القارة؟

ولفتت الصحيفة إلى أن عمل الموازنة المعقد الذي يقوم به المشير، والذي يوسع جغرافيته السياسية المحلية من الشراكات الانتهازية والذي نجح حتى الآن، لا يخلو من المخاطر، لأن الرغبة في سماع الجميع قد تجعلك مشتبهًا به من الجميع.

وبينت الصحيفة أن حفتر قد أثار غضب القاهرة، التي ترى في هذا الموقف نقصًا في الولاء، وكذلك من موسكو التي ترغب في وجود حاكم أكثر طاعة: فقد تميل هذه العواصم إلى إيجاد بديل له.

على الجانب الآخر؛ شجع تحالفه الاستراتيجي مع بوتين مؤيديه السابقين في الغرب، وفي المقام الأول فرنسا، على الابتعاد عنه منذ إعادة تنشيط الصراع الأوكراني في سنة 2022. لكن حفتر يحمل ورقة رابحة، وهو مقتنع بأنه لن يتمكن أحد من إيجاد بديل له في الساحة الليبية الحالية.

وبالتالي فإن زيارة صدام حفتر إلى واغادوغو تهدف إلى جعل والده همزة الوصل في تحالف أمني من موسكو إلى كوناكري، والوسيط الذي لا غنى عنه في المنطقة للقوى الدولية التي لها مصالح هناك، كما تهدف إلى بناء شرعية سلطة حفتر بين رؤساء الدول الانقلابيين، الذين هم أيضًا في بحث عن نفس الشرعية الدولية، مع بسط نفوذه إقليميا.

وحسب فيرجيني كولومبييه: "منذ سنة 2011، فقدت ليبيا النفوذ الخارجي الذي كانت تتمتع به في عهد القذافي. ويشعر العديد من محاوري الليبيين بالحزن بسبب ذلك، وقد فقدت الجهات الفاعلة فيها القدرة على فهم بيئتها الإقليمية والتفاعل معها، سواء في شمال أفريقيا وخارجها في القارة، وهو ما يعتبر فجوة كبيرة. ومع ذلك، في هذه الحلقة، هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها إسقاطا دبلوماسيا إقليميا من هذا النوع".



وأكدت الصحيفة على أن المسؤولين الليبيين، من الشرق والغرب، يكثفون من الزيارات الدولية ويستقبلون أعدادًا من الدبلوماسيين. لكن الحسابات ذات طبيعة داخلية، بهدف ضمان الشرعية السياسية وتكوين شراكات اقتصادية والحفاظ على الدعم المستمر لرعاتهم الأجانب، مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة من جانب بنغازي، وتركيا، وبدرجة أقل الجزائر وقطر من جهة طرابلس.

وتذكر الصحيفة أن الباحثة فيرجيني كولومبييه ترى أن "احتلال هذا الفراغ هو خطوة من إستراتيجية حفتر الشاملة التي تهدف إلى ضمان السيطرة على عدد من رافعات القوة الأساسية. وهكذا، وبعد أن كانت يده على رافعة الأمن لفترة طويلة، جعل من جيشه الركيزة الأساسية للاقتصاد سيرًا على خطى النموذج المصري.

ولفتت إلى أن الاقتصاد السري يقع تحت سلطته، بل إنه يشارك في العمل الإنساني، حيث تم تعيين ابنه بلقاسم على رأس "صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا" بعد الفيضانات الكارثية التي اجتاحت درنة في أيلول/سبتمبر 2023، التي خلفت رهانات اقتصادية ضخمة. وفي سياق يتوقع فيه الجميع رؤية المشير البالغ من العمر 80 سنة، والذي أصيب بجلطة دماغية في سنة 2018، يختفي بين عشية وضحاها، وحيث لا يستطيع أحد معرفة ما سيحدث في اليوم التالي، يحاول الأب وأبناؤه إغلاق أكبر عدد ممكن من الآليات الأساسية للسيطرة على أجزاء البلاد التي تقع تحت سيطرتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حفتر دول الساحل ليبيا روسيا ليبيا روسيا حفتر دول الساحل صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى واغادوغو دول الساحل الصحیفة أن صدام حفتر تهدف إلى

إقرأ أيضاً:

المرعاش: رؤية حفتر بدأت تلقى قبولًا دوليًا.. وتحولات مرتقبة في الأشهر القادمة

???? ليبيا | المرعاش: زيارة الوفد الإيطالي لبنغازي تمهد لحكومة جديدة وانتخابات وشيكة

???? الزيارة ضمن ترتيبات لتغيير المشهد السياسي ????
ليبيا – قال المحلل السياسي كامل المرعاش إن زيارة الوفد الإيطالي إلى القيادة العامة للقوات المسلحة في بنغازي تندرج ضمن ترتيبات دولية جديدة تهدف إلى تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد نحو تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية.

المرعاش وفي تصريح لقناة “ليبيا الحدث” وتابعته صحيفة المرصد، أكد أن الاستراتيجية التي يتبناها المشير خليفة حفتر بدأت تلقى قبولًا واسعًا، خاصة من الدول التي كانت سابقًا داعمة للوضع القائم في طرابلس، مشيرًا إلى تغير وشيك في الموقف التركي، ووجود موقف أمريكي واضح تجلى في إشادات صادرة عن مستشار للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

???? تحالف دولي لدعم رؤية حفتر ????
المرعاش كشف عن تنسيق أمريكي-فرنسي-إيطالي لتحديد ملامح المرحلة المقبلة في ليبيا، استنادًا إلى النظرة الاستراتيجية التي يطرحها المشير حفتر، والهادفة إلى استعادة سيادة الدولة ومواجهة الإرهاب، مضيفًا أن هذا الطرح بات يلقى تفهمًا دوليًا واسعًا.

???? إيطاليا تغير موقفها بعد فشل حكومة الدبيبة ????????
وقال المرعاش إن إيطاليا التي كانت داعمة لحكومة طرابلس بدأت تتبنى موقفًا جديدًا بعدما ثبت فشل حكومة الدبيبة في تحقيق الاستقرار، وباتت ترى في الجيش الوطني الليبي شريكًا ضامنًا للعملية السياسية، لا سيما في ظل حرص روما على مصالحها في ملف الهجرة والطاقة.

???? تحولات داخلية تمهد لتغيير شامل ????
ورأى أن المواطنين في غرب ليبيا باتوا على قناعة بضرورة تغيير الحكومة الحالية، نتيجة ارتفاع نسب الفقر والتضخم، ما يعكس تآكل شرعية حكومة الدبيبة.

كما توقع أن تشهد الأشهر الستة المقبلة تغيرات كبيرة، قد تشمل دخول الجيش إلى طرابلس وانطلاق مرحلة إعادة الإعمار في الغرب، على غرار ما يجري في الشرق والجنوب، بإشراف كوادر وطنية شابة.

???? دعم أوروبي-أمريكي لتشكيل مؤسسة عسكرية موحدة ????️
وأكد المرعاش أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني باتت تمثل الصوت الأوروبي الأقرب إلى البيت الأبيض، ما قد يدفع نحو مبادرة دولية جديدة تعتمد على تأسيس مؤسسة عسكرية وطنية موحدة تؤمن الانتخابات وتعيد الاستقرار، بما يخدم ملف الهجرة والأمن الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي قد يجعل من الجميع مدراء.. مايكروسوفت توضح
  • اختتام فعاليات “جائزة حفظ وتجويد القرآن” ببنغازي برعاية الفريق صدام حفتر
  • المرعاش: رؤية حفتر بدأت تلقى قبولًا دوليًا.. وتحولات مرتقبة في الأشهر القادمة
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • خيسوس يضع اللمسات الأخيرة قبل صدام غوانغجو في دوري النخبة
  • مرغم: يجب تحرير ليبيا من “مشروع حفتر” بقوة السلاح وتشكيل “مجلس الثوار” لقيادة هذه العملية
  • صدام حسين سيقصف إسطنبول بقُنبلةٍ نووية .. ما القصة؟
  • فاجنكنيشت: يجب دعوة الروس للمشاركة في إحياء الذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية
  • اللجنة الأولمبية الدولية توضح موقفها بشأن مشاركة الروس في أولمبياد 2026
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: صدام بين وزير المالية ورئيس الأركان خلال اجتماع الحكومة الأمنية