عربي21:
2024-09-08@20:56:23 GMT

هل يجعل حفتر من ليبيا بوابة الروس إلى دول الساحل؟

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

هل يجعل حفتر من ليبيا بوابة الروس إلى دول الساحل؟

سلطت صحيفة "جون أفريك" الضوء على زيارة صدام حفتر، نجل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، إلى واغادوغو في التاسع من تموز/يوليو كانت تهدف إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع دول الساحل.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من خلال تقربه من الأنظمة القائمة في منطقة الساحل مثل قربه من موسكو يلعب اللواء الليبي على عدة جبهات، ولكنه يسعى قبل كل شيء إلى تعزيز سلطته في مواجهة السلطات الغربية ووضع نفسه كشريك لا غنى عنه بما في ذلك بالنسبة للغربيين.



لم تمر زيارة صدام حفتر، الابن الأصغر للواء المتقاعد الذي يسيطر على أكثر من نصف ليبيا إلى واغادوغو في التاسع من تموز/يوليو، مرور الكرام على الرغم من جو التكتم الذي ميزها. لقد تم بالفعل تكليف الوريث المفترض لممتلكات والده بمهام دبلوماسية، تماما مثل إخوته الآخرين. ولكنه يتمتع بالهيمنة في المجال العسكري، لأنه تمت ترقيته في الخامس عشر من أيار/مايو إلى منصب رئيس أركان القوات البرية التابعة للجيش الوطني الليبي الذي أعلن والده عن تأسيسه.



وبينت الصحيفة أن التوقيت ليس مصادفة؛ حيث تأتي الزيارة بعد ثلاثة أيام من إنشاء اتحاد دول الساحل بين الأنظمة العسكرية التي استولت على السلطة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. ومن بنغازي إلى باماكو؛ تجمع بين كبار الضباط الذين يتولون القيادة نقاط مشتركة، حيث استولوا على السلطة من حكومات مدنية اعتبروها تحت السيطرة وعاجزة عن مواجهة الحروب التي تشعل المنطقة، أو صراعات يغذيها سقوط القذافي منذ نهاية سنة 2011.

التعاون الأمني المنطقي

وأوضحت أنه من النقاط المشتركة بين هؤلاء الضباط أن السياسيين والصحفيين والناشطين.. وكل من يعارضون رؤيتهم وأساليبهم يجدون أنفسهم في قبضة "الإرهاب مع الأعداء المعلنين للجيش: الجهاديين والإسلاميين المتطرفين. وهؤلاء، المتنقلون، والمنظمون في شبكات، يعرفون كيفية الاستفادة من البيئة الشاسعة والعدائية في منطقة الساحل وكذلك الفجوات الحدودية التي زادت بسبب عدم الاستقرار السياسي في الدول الأربع: بالتالي، يبدو إنشاء تعاون أمني فعال منطقيًّا، بل وضروريًّا. وفي الواقع، تم تعيين صدام حفتر، صاحب القوة المطلقة في جيش والده، لإبرام هذه الصفقة مع كونفدرالية دول الساحل".

ونقلت الصحيفة عن جليل حرشاوي، أستاذ العلوم السياسية المتخصص في شؤون ليبيا قوله إن "أبناء حفتر جميعهم يخدمون دبلوماسيته، لكن صدام هو رئيس الأمن وهو المسؤول عن منطقة الحدود الجنوبية حيث تحاول مجموعات مسلحة متعددة التسلل. وكان مسؤولًا عن الملف السوداني، وكان قد التقى بشكل خاص بالتشادي إدريس ديبي قبل وفاته".

ومن بنغازي إلى باماكو؛ يواصل هذا الخط الروسي تأكيد نفسه بشكل أسرع وأعلى وأقوى في مواجهة أعدائه الغربيين المعلنين: فرنسا، التي تم طرد جيوشها من المنطقة، والولايات المتحدة التي بدأت بالانسحاب بالفعل. وهكذا يصبح ميناء طبرق ذو المياه العميقة، شرق بنغازي، الخاضع لسيطرة حفتر، بوابة الكرملين لطموحاته الأفريقية وفيلقه الأفريقي، التابع لوزارة الدفاع، التي حلت محل مجموعة فاغنر شبه العسكرية.

الممر الروسي

وبحسب الصحيفة؛ يعد ميناء طبرق، الذي يمكن الوصول إليه بسرعة من البحر الأسود، محورًا أكثر ملاءمة بكثير مما كانت عليه جمهورية أفريقيا الوسطى المحاصرة، والتي كانت أول هدف روسي يتم ضربه في سنة 2018. ويشتبه منذ فترة طويلة في أن موسكو تسعى لفتح قاعدة بحرية في طبرق كما فعلت في سوريا، في طرطوس، وهي تتصرف الآن هناك كما لو أن الاتفاق قد تم إبرامه بشكل سري، حيث تتناوب سفنها الحربية على الميناء بوتيرة منتظمة. وفي أبريل/نيسان، تم تصوير العديد منهم هناك، أثناء تفريغ آلاف الأطنان من الأسلحة دون أي مراعاة للسرية.

وتقول البروفيسورة فيرجيني كولومبييه، رئيسة منصة ليبيا في جامعة لويس جويدو كارلي في روما: "لقد تساءلنا لمن خُصِّصت هذه المعدات. فربما بقيت كمية معينة في ليبيا، لكن جزءًا كبيرًا منها تم إنزاله ليتم نقله نحو بوركينا فاسو، على طريق بوركينا-النيجر-مالي المهم وعلى الجانب الآخر نحو السودان. لدى روسيا بالفعل مصلحة في استخدام ليبيا كمنصة ونقطة انطلاق نحو دول الساحل، ولا شك أن زيارة صدام إلى واغادوغو مرتبطة بها أيضا"؛ فهل سيصبح حفتر خادمًا لبوتين؟

في كثير من النواحي، تعتبر الدبلوماسية التي يستخدمها خليفة حفتر متناقضة: ففي السودان؛ يدعم قوات الجنرال المنشق حميدتي ضد قوات الجنرال البرهان، رئيس الدولة المدعومة من مصر، الداعم الرئيسي لبنغازي. وقد استضاف الجنود الفرنسيين وكذلك مرتزقة فاغنر الروس السابقين في قواعده، ويسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع باريس بينما بينما يتقارب مع موسكو.

وأضافت الصحيفة أنه في الآونة الأخيرة، بدأ يتقرب من الأتراك، الذين يدعمون منافسيه في طرابلس، لكن مغريات عقود واعدة لإعادة الإعمار والتنمية في المنطقة تجذبهم.

وأنشأت فرنسا "القيادة من أجل أفريقيا" التي عُهد بها، في 26 يونيو/حزيران، إلى الجنرال باسكال لاني. وتتمثل مهمتها في إقامة "شراكات أمنية مع الدول التي تطلب ذلك"، من أجل جمع المعلومات الاستخبارية أولا لمكافحة الإرهاب، حسبما ذكرت صحيفة "'لو كانار انشينيه'" في عددها الصادر في 14 تموز/يوليو.

إذًا، هل ستجعل إعادة توجيه فرنسا نحو أفريقيا من حفتر إحدى أوراقها الرابحة في النصف الشمالي من القارة؟

ولفتت الصحيفة إلى أن عمل الموازنة المعقد الذي يقوم به المشير، والذي يوسع جغرافيته السياسية المحلية من الشراكات الانتهازية والذي نجح حتى الآن، لا يخلو من المخاطر، لأن الرغبة في سماع الجميع قد تجعلك مشتبهًا به من الجميع.

وبينت الصحيفة أن حفتر قد أثار غضب القاهرة، التي ترى في هذا الموقف نقصًا في الولاء، وكذلك من موسكو التي ترغب في وجود حاكم أكثر طاعة: فقد تميل هذه العواصم إلى إيجاد بديل له.

على الجانب الآخر؛ شجع تحالفه الاستراتيجي مع بوتين مؤيديه السابقين في الغرب، وفي المقام الأول فرنسا، على الابتعاد عنه منذ إعادة تنشيط الصراع الأوكراني في سنة 2022. لكن حفتر يحمل ورقة رابحة، وهو مقتنع بأنه لن يتمكن أحد من إيجاد بديل له في الساحة الليبية الحالية.

وبالتالي فإن زيارة صدام حفتر إلى واغادوغو تهدف إلى جعل والده همزة الوصل في تحالف أمني من موسكو إلى كوناكري، والوسيط الذي لا غنى عنه في المنطقة للقوى الدولية التي لها مصالح هناك، كما تهدف إلى بناء شرعية سلطة حفتر بين رؤساء الدول الانقلابيين، الذين هم أيضًا في بحث عن نفس الشرعية الدولية، مع بسط نفوذه إقليميا.

وحسب فيرجيني كولومبييه: "منذ سنة 2011، فقدت ليبيا النفوذ الخارجي الذي كانت تتمتع به في عهد القذافي. ويشعر العديد من محاوري الليبيين بالحزن بسبب ذلك، وقد فقدت الجهات الفاعلة فيها القدرة على فهم بيئتها الإقليمية والتفاعل معها، سواء في شمال أفريقيا وخارجها في القارة، وهو ما يعتبر فجوة كبيرة. ومع ذلك، في هذه الحلقة، هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها إسقاطا دبلوماسيا إقليميا من هذا النوع".



وأكدت الصحيفة على أن المسؤولين الليبيين، من الشرق والغرب، يكثفون من الزيارات الدولية ويستقبلون أعدادًا من الدبلوماسيين. لكن الحسابات ذات طبيعة داخلية، بهدف ضمان الشرعية السياسية وتكوين شراكات اقتصادية والحفاظ على الدعم المستمر لرعاتهم الأجانب، مصر وروسيا والإمارات العربية المتحدة من جانب بنغازي، وتركيا، وبدرجة أقل الجزائر وقطر من جهة طرابلس.

وتذكر الصحيفة أن الباحثة فيرجيني كولومبييه ترى أن "احتلال هذا الفراغ هو خطوة من إستراتيجية حفتر الشاملة التي تهدف إلى ضمان السيطرة على عدد من رافعات القوة الأساسية. وهكذا، وبعد أن كانت يده على رافعة الأمن لفترة طويلة، جعل من جيشه الركيزة الأساسية للاقتصاد سيرًا على خطى النموذج المصري.

ولفتت إلى أن الاقتصاد السري يقع تحت سلطته، بل إنه يشارك في العمل الإنساني، حيث تم تعيين ابنه بلقاسم على رأس "صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا" بعد الفيضانات الكارثية التي اجتاحت درنة في أيلول/سبتمبر 2023، التي خلفت رهانات اقتصادية ضخمة. وفي سياق يتوقع فيه الجميع رؤية المشير البالغ من العمر 80 سنة، والذي أصيب بجلطة دماغية في سنة 2018، يختفي بين عشية وضحاها، وحيث لا يستطيع أحد معرفة ما سيحدث في اليوم التالي، يحاول الأب وأبناؤه إغلاق أكبر عدد ممكن من الآليات الأساسية للسيطرة على أجزاء البلاد التي تقع تحت سيطرتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حفتر دول الساحل ليبيا روسيا ليبيا روسيا حفتر دول الساحل صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى واغادوغو دول الساحل الصحیفة أن صدام حفتر تهدف إلى

إقرأ أيضاً:

مسيرات التنين.. سلاح أوكراني لـ بث الرعب في صفوف الروس

بدأت أوكرانيا بالاستعانة بأسطول من الطائرات المسيرة التي تقذف النار، والمعروفة باسم "مُسيرات التنين"، في حربها ضد القوات الروسية، وفقا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، السبت.

وتظهر سلسلة من مقاطع الفيديو المنشورة وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك على حساب وزارة الدفاع الأوكرانية في تطبيق تلغرام، طائرات مُسيَّرة تحلق على ارتفاع منخفض وهي تسقط سيلا من النار، وهو عبارة عن معدن منصهر، على مواقع يسيطر عليها الروس وسط غابات كثيفة.

والمزيج يدعى الثيرمايت وهو عبارة عن مركب شديد الاشتعال يتكون من أكسيد الحديد وبودرة الألمنيوم يحترق بدرجات حرارة تصل إلى 2200 درجة مئوية.

ويمكن للثيرمايت أن يؤدي بسرعة لحرق الأشجار والنباتات التي توفر غطاء للقوات الروسية، وكذلك قتل أو إصابة الجنود الذي يحتمون هناك.

وجاءت تسمية "مسيرات التنين" على اعتبار أن سقوط الثيرمايت من تلك الطائرات يشبه النار الخارجة من فم حيوان التنين الأسطوري.

ونشر اللواء الميكانيكي الأوكراني الستين على وسائل التواصل الاجتماعي ما نصه أن هذه الطائرات "تشكل تهديدا حقيقياً للعدو، حيث تحرق مواقعه بدقة لا يمكن لأي سلاح آخر تحقيقها".

 

Ukrainian forces getting better at using Dragon's Breath FPV drones to drop incendiary mixture. pic.twitter.com/uVpN4BdlX7

— Clash Report (@clashreport) September 5, 2024

ويرى الخبير العسكري البريطاني نيكولاس دروموند إن هدف القوات الأوكرانية من استخدام مسيرات التنين هو بث الرعب النفسي في صفوف الجنود الروس".

وأوضح دروموند أن الهجمات باستخدام هذه الطائرات تشعل النار في مواقع جنود الروس وتخلق حالة من الذعر والانهيار. مثل هذه الأسلحة لا تؤدي فقط إلى إصابات جسدية، ولكنها تؤثر أيضا على الحالة النفسية للقوات المستهدفة، مما يجعلها أقل فعالية في القتال".

وجرى اكتشاف الثيرمايت في تسعينيات القرن التاسع عشر وكان يستخدم في الأصل في لحام خطوط السكك الحديدية.

ولكن سرعان ما أصبحت قوته العسكرية واضحة، حيث استخدمه الألمان خلال الحرب العالمية الأولى بإسقاطه من المناطيد كقنابل فوق بريطانيا.

وكذلك أستخدم من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لتعطيل المدافع التي يتم الاستيلاء عليها، عن طريق وضع الثيرمايت في فتحة المدفع وإذابة السلاح من الداخل.

 

The Ukrainian military began using the Dragon drone, which burns the area underneath with thermite ???????????? Thermite is a mixture of burning granules of iron oxide and aluminum. About 500 grams of thermite mixture can be placed under a standard FPV drone. The chemical reaction is… pic.twitter.com/3XIzc3LLHN

— Anastasia (@Nastushichek) September 5, 2024

وبحسب منظمة "العمل ضد العنف المسلح" البريطانية فقد استخدمت أوكرانيا سابقا مادة الثيرمايت التي تُسقط من الطائرات المُسيرة لتعطيل الدبابات الروسية بشكل دائم.

وقال تقرير للمنظمة إن الثيرمايت يُسقط "مباشرة عبر الفتحات، حيث تؤدي الحرارة الشديدة بسرعة إلى إشعال وتدمير كل ما بداخل الدبابة."

وأشار التقرير إلى أن "هذا الدقة، جنبا إلى جنب مع قدرة الطائرة المُسيرة على تجاوز الدفاعات التقليدية، تجعل قنابل الثيرمايت أداة فعالة للغاية في الحروب الحديثة."

ولا يُحظر استخدام الثيرمايت في العمليات العسكرية، لكن استخدامه ضد الأهداف المدنية محظور بسبب التأثيرات الرهيبة التي يمكن أن يُحدثها على جسم الإنسان.

مقالات مشابهة

  • زاخاروفا : سنرد بحسم على العقوبات المفروضة على الصحفيين الروس
  • عام على فيضانات درنة.. الكارثة التي تحولت منجما للذهب في ليبيا
  • الدرقاش: الجلوس مع من جلس مع حفتر «خيانة أيضاً»
  • مسيرات التنين.. سلاح أوكراني لـ بث الرعب في صفوف الروس
  • المهندس “بالقاسم حفتر” يوقع مذكرة تفاهم لتطوير طريق “مصر ليبيا تشاد”
  • باستخدام صبغة بيولوجية.. اكتشاف مذهل يجعل الجلد شفافاً!
  • الترهوني: تصريحات صالح وحفتر تدل على رؤية جديدة للجنوب الذي سيكون موطن الإعمار والبناء
  • بينهم ضابط في مخابرات صدام .. كشف هوية القتلى الإرهابيين الثلاثة بضربة في ديالى
  • حمار ”بلاد الروس” يشعل أزمة بين قبائل صنعاء و إب (صور)
  • بسبب أزمة المركزي.. صحيفة إيكونوميست تحذّر من عزلة ليبيا عن النظام المالي العالمي