أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إلى إجراء السلطات الأردنية حملة اعتقالات في الأوساط الإسلامية لمنع تأثير الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، على الانتخابات النيابية المقررة في أيلول /سبتمبر القادم.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع هذا التحول "اللولبي" منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الذي "يستهدف أيضا المؤيدين لليسار والشباب الذين ليس لديهم أي ماض نضالي، يريد النظام تجنب أن تؤدي الحرب على غزة إلى تغذية الاحتجاجات خلال الانتخابات النيابية لشهر أيلول/سبتمبر".



وتجمع عدة مئات من الأردنيين في وقت مبكر من مساء الجمعة 26 تموز/يوليو وسط عمان، دعمًا للفلسطينيين في غزة. وقد ندّدوا بالدعم الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي في حربها على القطاع الفلسطيني، وتقاعس الدول العربية، وانتقدوا السلطة الفلسطينية وهتفوا بدعم حماس.

وأوردت الصحيفة الفرنسية، أن اليسار حاضر في هذه المظاهرات الأسبوعية في الأردن. لكن الإسلاميين يشكلون القوة الرئيسية للحشد. ويتطلعون إلى البناء على الشعور الذي أثاره العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. ومن جهتها، تراقب الحكومة الأردنية شعبيتهم عن كثب مع اقتراب الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 10 أيلول/سبتمبر.


وفي بيان صدر في 23 تموز/يوليو، ندّدت جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، باستمرار اعتقال "الناشطين" واحتجاز أعضائها بعد إعلان ترشحها للانتخابات المقبلة.

"مشاعر قوية مؤيدة لحماس"
ذكرت الصحيفة أن الموجة الأولى من الاعتقالات حدثت في خريف سنة 2023 في أعقاب التعبئة المؤيدة للفلسطينيين، التي دعت إلى إلغاء اتفاقيات السلام بين الأردن و"إسرائيل"، الموقعة في سنة 1994.

وبحسب التقرير، فإن الإسلاميين أصبحوا منذ ذلك الحين جزءًا من أهداف الأجهزة الأمنية. على خلفية ذلك، تم اعتقال أمين سر حزب الشراكة والإنقاذ الأستاذ أيمن صندوقة في كانون الأول/ديسمبر 2023، وأدين بـ "قدح وذم جهة رسمية" بعد أن انتقد استمرارية العلاقات بين الأردن وإسرائيل، ثم وجّه إليه المدعي العام لدى محكمة أمن الدولة، وهي هيئة عسكرية، تهمة "التحريض على معارضة النظام السياسي".

وفي منعطف آخر، ذكرت الصحيفة أنه جرى "إغلاق مكاتب تلفزيون اليرموك، المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، في شهر أيار/مايو. وتعاونت مع قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، التي تلقت منها الصور".

وحسب مصدر مطلع على السياسة الأردنية للصحيفة الفرنسية، فإن "الضغط على دوائر الإسلام السياسي يمليه جزئيا الخوف من الاضطرابات. ولكن من خلال تشديد سيطرتها على الفضاء العام، تخاطر السلطات بتأجيج المزيد من العداء".

ووفقا لصحفي مقرب من الأوساط الإسلامية، فقد "تصدر الإسلاميون المشهد منذ احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2023 والدولة لا تريد أن تستخدم غزة كرمز في الانتخابات. لهذا السبب، تحدث الاعتقالات حتى وإن كانت لفترة قصيرة. ومن جانبها، تقوم السلطات، في صفوف الأردنيين، بتقييم المشاعر القوية المؤيدة لحماس التي يُنظر إليها على أنها قوة مقاومة لإسرائيل. وحدوث انتفاضة في المملكة سيكون خطرا على النظام وعلى إسرائيل". وفي حزيران/ يونيو، أعلنت قوات الأمن أنها اكتشفت مخْبأين للمتفجرات في منطقة عمان، ونفذت اعتقالات.

"تأثير رادع"
ذكرت الصحيفة أن "قادة حماس أطلقوا دعوات جديدة في الربيع حثوا فيها الأردنيين، الذين يعتبر جزء كبير منهم من أصل فلسطيني، على التعبئة. وزادت هذه الدعوات من إثارة النظام. فقد طُردت قيادة حماس من الأردن في سنة 1999، وتناولت السلطات ذاتها قضية غزة، وأدانت بشدة، في وقت مبكر للغاية، الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي". وفقا للتقرير.

وأوردت الصحيفة أن "استهداف الإسلاميين يأتي في إطار حملة قمع أوسع نطاقا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، التي طالت أيضا النشطاء اليساريين أو الشباب الذين ليس لديهم تاريخ في النشاط المدني. ومنذ ذلك التاريخ، تم تنفيذ مئات الاعتقالات".

في هذا السياق، تقول رينا وهبي، مسؤولة حملات معنية بالأردن في منظمة العفو الدولية، "تواصل السلطات الأردنية اعتقال الناشطين والأفراد بناء على اتهامات تتعلق بحرية التجمع والتعبير".


وبحسب التقرير، فقد "أثار اعتقال الكاتب الساخر الشهير أحمد الزعبي، في الثاني من تموز/يوليو الماضي، موجة من السخط في الأردن إذ نفذت قوات الأمن قرارا قضائيا صدر في سنة 2023 وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة بسبب رسالة على فيسبوك انتقد فيها السلطة".

وفي حزيران/يونيو، حُكم على الصحفية هبة أبو طه، التي كانت تنتقد بشدة السياسة الأردنية تجاه الحرب في غزة، بالسجن لمدة سنة. وتمت محاكمتها بتهمة "التحريض على الفتنة".

وبحسب الصحيفة، فقد استندت إدانتها إلى قانون الجرائم الإلكترونية، الذي تم تعديله في صيف 2023، والذي اعتبره المدافعون عن حقوق الإنسان قمعيا. ويشير الصحفي داود كتاب إلى أن هذه الاعتقالات لها "تأثير رادع". بالتالي، أصبحت الرقابة الذاتية مطلوبة، وقد تضاءل حجم المظاهرات المؤيدة لغزة منذ موجة الاعتقالات في الربيع.

في المقابل، أعلن الملك عبد الله الثاني، يوم الخميس 25 تموز/ يوليو، حل البرلمان تمهيدا لإجراء الانتخابات النيابية.

ويتمثل السيناريو المثالي بالنسبة للسلطات في أن يشارك الإسلاميون فيها، لتعزيز الصورة التعددية، ولكن بتحقيق نتيجة محدودة. فعلى سبيل المثال، جرت انتخابات سنة 2020 دون أي حماس يُذكر، ولم تتجاوز نسبة المشاركة الرسمية 30 بالمئة، وفقا لما أورده التقرير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الاردن غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات النیابیة الصحیفة أن

إقرأ أيضاً:

الأرصاد الجوية تكشف عن تأثير «أخدود علوي بارد» على الطقس في مصر

كشف الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، عن تأثير منخفض جوي في طبقات الجو العليا على البلاد، حيث يطلق عليه "أخدود علوي بارد"، والذي يسبب تكاثر السحب المتوسطة والرعدية والركامية، ما يؤدي إلى هطول الأمطار في عدة مناطق.

وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى، أكد القياتي أن البلاد تشهد منذ يوم أمس فرص أمطار بدأت على الحدود الشمالية الغربية، وتحديداً في مطروح، ثم انتقلت إلى الإسكندرية.

وقال إنه من المتوقع أن يسيطر هذا المنخفض على المناطق الشمالية من البلاد اليوم.

توقعات الأمطار على السواحل الشمالية وبعض المحافظات

وأوضح القياتي أن البلاد ستستمر في مواجهة الأمطار المتوسطة والرعدية على السواحل الشمالية الغربية، خاصة في الإسكندرية ومطروح، بالإضافة إلى بعض محافظات شمال الوجه البحري مثل البحيرة وكفر الشيخ والدقهلية.

وأضاف أنه من المحتمل أن تمتد تلك الأمطار إلى مناطق من القاهرة الكبرى وسيناء وشمال الصعيد، ولكن بدرجة أقل من حيث الشدة خلال الـ48 ساعة المقبلة.

نصائح هامة للمواطنين والسائقين

وشدد الدكتور محمود القياتي على أهمية اتخاذ المواطنين بعض الاحتياطات بسبب الطقس العاصف والأمطار الرعدية، حيث نصح بعدم صعود الأسطح في المباني تجنباً لأي حوادث، كما أشار إلى ضرورة عدم ملامسة أعمدة النور أو التواجد أسفل المباني المتهالكة. 

وأوصى السائقين بضرورة توخي الحذر التام أثناء القيادة، والالتزام بالهدوء على الطرق، خاصة في المناطق التي تشهد أمطاراً غزيرة.

الطقس في الأيام المقبلة

وذكر القياتي أن درجات الحرارة لن تشهد انخفاضاً ملحوظاً، ولكن من المتوقع أن تنخفض بمعدل درجتين فقط. 

وأكد أن تأثير هذا المنخفض الجوي سينتهي يوم الجمعة المقبل، حيث يخرج من الحدود الشرقية للبلاد، ليعم الاستقرار على الطقس بشكل كامل يوم السبت المقبل.

مقالات مشابهة

  • بعد سلسلة من الاعتقالات لمسؤولين موالين للمعارضة.. رئيس جنوب السودان: البلاد لن تعود للحرب
  • استنكار بالأردن لحملة اعتقالات طالت نشطاء داعمين لغزة
  • منتخب سوريا الأولمبي يبدأ أولى تدريباته على استاد إدلب البلدي.. تحضيراً لبطولة غرب آسيا المقامة في عمان بالأردن
  • الأرصاد الجوية تكشف عن تأثير «أخدود علوي بارد» على الطقس في مصر
  • عاجل | وول ستريت جورنال عن مصادر: إسرائيل ترى تهديدا متزايدا في محاولات الإسلاميين توحيد سوريا
  • اعتقالات وتحويل منازل فلسطينيين بالضفة إلى ثكنات عسكرية
  • طلاب يحرقون زميلهم داخل مدرسة بالأردن.. أشعلوا النار فيه بعد سكب الكاز عليه
  • اعتقالات واسعة في الضفة المحتلة بينهم اسيرة محررة في صفقة طوفان الأقصى
  • لأول مرة بالأردن.. نجاح عملية لجراحة المنظار بتصحيح تشوهات جمجمة الأطفال
  • حملة اعتقالات مرتقبة خلال رمضان في صفوف برلمانيين ورؤساء جماعات