اعتقالات في الأوساط الإسلامية بالأردن لـالحد من تأثير غزة على الانتخابات
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إلى إجراء السلطات الأردنية حملة اعتقالات في الأوساط الإسلامية لمنع تأثير الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، على الانتخابات النيابية المقررة في أيلول /سبتمبر القادم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع هذا التحول "اللولبي" منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الذي "يستهدف أيضا المؤيدين لليسار والشباب الذين ليس لديهم أي ماض نضالي، يريد النظام تجنب أن تؤدي الحرب على غزة إلى تغذية الاحتجاجات خلال الانتخابات النيابية لشهر أيلول/سبتمبر".
وتجمع عدة مئات من الأردنيين في وقت مبكر من مساء الجمعة 26 تموز/يوليو وسط عمان، دعمًا للفلسطينيين في غزة. وقد ندّدوا بالدعم الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي في حربها على القطاع الفلسطيني، وتقاعس الدول العربية، وانتقدوا السلطة الفلسطينية وهتفوا بدعم حماس.
وأوردت الصحيفة الفرنسية، أن اليسار حاضر في هذه المظاهرات الأسبوعية في الأردن. لكن الإسلاميين يشكلون القوة الرئيسية للحشد. ويتطلعون إلى البناء على الشعور الذي أثاره العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. ومن جهتها، تراقب الحكومة الأردنية شعبيتهم عن كثب مع اقتراب الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 10 أيلول/سبتمبر.
وفي بيان صدر في 23 تموز/يوليو، ندّدت جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، باستمرار اعتقال "الناشطين" واحتجاز أعضائها بعد إعلان ترشحها للانتخابات المقبلة.
"مشاعر قوية مؤيدة لحماس"
ذكرت الصحيفة أن الموجة الأولى من الاعتقالات حدثت في خريف سنة 2023 في أعقاب التعبئة المؤيدة للفلسطينيين، التي دعت إلى إلغاء اتفاقيات السلام بين الأردن و"إسرائيل"، الموقعة في سنة 1994.
وبحسب التقرير، فإن الإسلاميين أصبحوا منذ ذلك الحين جزءًا من أهداف الأجهزة الأمنية. على خلفية ذلك، تم اعتقال أمين سر حزب الشراكة والإنقاذ الأستاذ أيمن صندوقة في كانون الأول/ديسمبر 2023، وأدين بـ "قدح وذم جهة رسمية" بعد أن انتقد استمرارية العلاقات بين الأردن وإسرائيل، ثم وجّه إليه المدعي العام لدى محكمة أمن الدولة، وهي هيئة عسكرية، تهمة "التحريض على معارضة النظام السياسي".
وفي منعطف آخر، ذكرت الصحيفة أنه جرى "إغلاق مكاتب تلفزيون اليرموك، المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، في شهر أيار/مايو. وتعاونت مع قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، التي تلقت منها الصور".
وحسب مصدر مطلع على السياسة الأردنية للصحيفة الفرنسية، فإن "الضغط على دوائر الإسلام السياسي يمليه جزئيا الخوف من الاضطرابات. ولكن من خلال تشديد سيطرتها على الفضاء العام، تخاطر السلطات بتأجيج المزيد من العداء".
ووفقا لصحفي مقرب من الأوساط الإسلامية، فقد "تصدر الإسلاميون المشهد منذ احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2023 والدولة لا تريد أن تستخدم غزة كرمز في الانتخابات. لهذا السبب، تحدث الاعتقالات حتى وإن كانت لفترة قصيرة. ومن جانبها، تقوم السلطات، في صفوف الأردنيين، بتقييم المشاعر القوية المؤيدة لحماس التي يُنظر إليها على أنها قوة مقاومة لإسرائيل. وحدوث انتفاضة في المملكة سيكون خطرا على النظام وعلى إسرائيل". وفي حزيران/ يونيو، أعلنت قوات الأمن أنها اكتشفت مخْبأين للمتفجرات في منطقة عمان، ونفذت اعتقالات.
"تأثير رادع"
ذكرت الصحيفة أن "قادة حماس أطلقوا دعوات جديدة في الربيع حثوا فيها الأردنيين، الذين يعتبر جزء كبير منهم من أصل فلسطيني، على التعبئة. وزادت هذه الدعوات من إثارة النظام. فقد طُردت قيادة حماس من الأردن في سنة 1999، وتناولت السلطات ذاتها قضية غزة، وأدانت بشدة، في وقت مبكر للغاية، الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي". وفقا للتقرير.
وأوردت الصحيفة أن "استهداف الإسلاميين يأتي في إطار حملة قمع أوسع نطاقا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، التي طالت أيضا النشطاء اليساريين أو الشباب الذين ليس لديهم تاريخ في النشاط المدني. ومنذ ذلك التاريخ، تم تنفيذ مئات الاعتقالات".
في هذا السياق، تقول رينا وهبي، مسؤولة حملات معنية بالأردن في منظمة العفو الدولية، "تواصل السلطات الأردنية اعتقال الناشطين والأفراد بناء على اتهامات تتعلق بحرية التجمع والتعبير".
وبحسب التقرير، فقد "أثار اعتقال الكاتب الساخر الشهير أحمد الزعبي، في الثاني من تموز/يوليو الماضي، موجة من السخط في الأردن إذ نفذت قوات الأمن قرارا قضائيا صدر في سنة 2023 وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة بسبب رسالة على فيسبوك انتقد فيها السلطة".
وفي حزيران/يونيو، حُكم على الصحفية هبة أبو طه، التي كانت تنتقد بشدة السياسة الأردنية تجاه الحرب في غزة، بالسجن لمدة سنة. وتمت محاكمتها بتهمة "التحريض على الفتنة".
وبحسب الصحيفة، فقد استندت إدانتها إلى قانون الجرائم الإلكترونية، الذي تم تعديله في صيف 2023، والذي اعتبره المدافعون عن حقوق الإنسان قمعيا. ويشير الصحفي داود كتاب إلى أن هذه الاعتقالات لها "تأثير رادع". بالتالي، أصبحت الرقابة الذاتية مطلوبة، وقد تضاءل حجم المظاهرات المؤيدة لغزة منذ موجة الاعتقالات في الربيع.
في المقابل، أعلن الملك عبد الله الثاني، يوم الخميس 25 تموز/ يوليو، حل البرلمان تمهيدا لإجراء الانتخابات النيابية.
ويتمثل السيناريو المثالي بالنسبة للسلطات في أن يشارك الإسلاميون فيها، لتعزيز الصورة التعددية، ولكن بتحقيق نتيجة محدودة. فعلى سبيل المثال، جرت انتخابات سنة 2020 دون أي حماس يُذكر، ولم تتجاوز نسبة المشاركة الرسمية 30 بالمئة، وفقا لما أورده التقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الاردن غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات النیابیة الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
بعد تعيينه مطران اللاتين بالأردن.. من هو الأب إياد طوال؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الأب إياد طوال، الذي تم تعيينه اليوم مطران اللاتين بالأردن؛ هو كاهن من كهنة البطريركية اللاتينية في القدس، وُلد في عمّان في 1973، ويُعتبر من الشخصيات الكهنوتية البارزة في الكنيسة الكاثوليكية بالأراضي المقدسة.
وحصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة عام 1994، ثم نال شهادة البكالوريوس في اللاهوت عام 1997 من جامعة اللاتران في روما.
في 1998، سيم كاهنًا في مادبا، ليبدأ مسيرته الكهنوتية التي تميزت بتنوع الأدوار والمسؤوليات التي تولّاها في خدمة الكنيسة والتعليم.
في سنواته الأولى من الخدمة، عمل الأب إياد كاهنًا مساعدًا في رعية بيرزيت من 1998 إلى 2000، ثم شغل منصب كاهن رعية بيرزيت ونائب مدير مدارس البطريركية اللاتينية، بالإضافة إلى كونه مرشدًا للكشاف الكاثوليكي في فلسطين.
أسس العديد من المشاريع التي تعزز التربية على السلام والعلاقات الدولية وإدارة الأزمات، وركز على تعزيز الحوار بين الأديان في المنطقة، مع التركيز على التعايش بين المسيحيين والمسلمين في فلسطين والأردن.
في عام 2003، أصبح مديرًا لمدرسة البطريركية اللاتينية في بيرزيت، ثم انتقل إلى مسؤولية مدرسة المعهد الإكليريكي في بيت جالا من 2003 إلى 2005، حيث كان عضوًا في طاقم كهنة المعهد الإكليريكي.
حصل الأب إياد على درجة الماجستير في نظرية المعرفة والفلسفة النظرية من جامعة اللاتران في روما عام 2009، ثم نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة النظرية والفلسفة السياسية في عام 2012. في نفس العام، عُيّن كاهنًا لرعية بيت ساحور ومدرسًا للفلسفة في المعهد الإكليريكي في بيت جالا.
من 2013 إلى 2016، شغل الأب إياد منصب رئيس قسم الدراسات الدينية في جامعة بيت لحم، بالإضافة إلى تدريس الفلسفة في الجامعة. وفي عام 2015، أصبح مرشدًا لأخوية الرحمة. كما شغل من 2016 إلى 2019 منصب مدير عام مدارس البطريركية اللاتينية في فلسطين والجليل، حيث عمل على تطوير المناهج التعليمية ورفع مستوى الجودة الأكاديمية في المدارس التابعة للبطريركية.
في عام 2020، تولى منصب الرئيس التنفيذي لجامعة بيت لحم، حيث ركز على تطوير برامج الجامعة الأكاديمية في مجالات العلوم الإنسانية والدراسات الدينية. كما شغل منصب عضو في مجلس التعليم العالي في العام 2021، مما يعكس دورَه البارز في تطوير التعليم العالي في فلسطين.
إضافة إلى مساهماته الأكاديمية، كان الأب إياد ناشطًا في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية، حيث شارك في العديد من المبادرات التي تدعم العائلات المحتاجة والفئات الضعيفة في المجتمع الفلسطيني. كما كان له تأثير كبير على الشباب من خلال إرشادهم وتوجيههم في أخوية الرحمة والكشاف الكاثوليكي.
الأب إياد طوال يحمل خبرة واسعة في خدمة الكنيسة والتعليم والإدارة، وكان له دور حيوي في تطوير المؤسسات التعليمية والروحية في المنطقة. وفي 17 ديسمبر 2024، تم تعيينه كأسقف معاون للأردن من قبل البابا فرنسيس، ليبدأ مهمة جديدة كأحد المسؤولين البارزين في البطريركية اللاتينية في القدس.
ويحمل الأب إياد رؤية مستقبلية لتطوير دور الكنيسة في المنطقة وتعزيز العمل الكنسي والاجتماعي في الأردن وفلسطين، ويواصل العمل الجاد لتجاوز التحديات الحالية ومواصلة رسالته في خدمة الشعب.