تحت إشراف العالم المغربي كمال الودغيري ... وكالة ناسا تجري تحديثا لأحد أهم مختبراتها
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية ــ الرباط
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أنها أطلقت مؤخرا مركبة فضائية تحمل المعدات اللازمة لإجراء تحديث لأول مختبر لفيزياء الكم في الفضاء "كولد أتوم لاب"، وذلك تحت إشراف العالم المغربي كمال الودغيري.
ويشتغل مختبر "كولد أتوم لاب"، (مختبر الذرة الباردة)، انطلاقا من موقعه بمحطة الفضاء الدولية منذ يوليوز 2018.
وقال كمال الودغيري، المسؤول عن المشروع، في بيان صادر عن وكالة ناسا، "نأمل أن يكون مختبر (كولد أتوم لاب) بمثابة بداية حقيقية لحقبة ت ستخدم فيها الأدوات الكمية بانتظام في الفضاء".
وأضاف العالم المغربي "من خلال (كولد أتوم لاب)، أظهرنا أن هذه الأدوات الكمية الدقيقة موثوقة وقابلة للتطوير في الفضاء. ونأمل أن يكون المختبر خطوة أولى لتعزيز مهمات فضائية أخرى متوقعة في المستقبل".
وأدى مجال فيزياء الكم إلى تطوير تقنيات مثل الليزر والترانزستورات (مكون رئيسي للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر) والأقمار الصناعية لأنظمة الملاحة (جي بي إس) والأجهزة الطبية.
وسيسهم التقدم المستقبلي في هذا الميدان في تحسين الملاحة والاتصالات الفضائية.
وقال جيسون ويليامز، العالم في مشروع مختبر (كولد أتوم لاب) بوكالة ناسا، إن "التجارب التي نجريها في مختبر (كولد أتوم لاب) ستسمح لنا يوما ما بقياس الجاذبية بدقة غير مسبوقة".
ويمكن الفهم الأفضل للجاذبية من إجراء قياس دقيق لتسارع أي مركبة فضائية، وهو ما يمكن استخدامه في الملاحة الفضائية عالية الدقة.
علاوة على ذلك، يمكن استخدام مستشعرات كمية في مهمات فضائية لدراسة أسرار كونية مثل المادة المظلمة والطاقة المظلمة.
وتشكل المادة والطاقة المظلمتان 95 في المائة من الكون، لكن طبيعتها لا تزال لغزا كبيرا للعلماء. وبينما تمثل المادة المظلمة ضمانة لتجانس المجرات، تتسبب الطاقة المظلمة في توسع الكون.
وتم تأهيل المختبر، المزود بقدرات تقنية عالية والمعد للاشتغال في أبرد بيئة في الكون، ليكون أكثر كفاءة من خلال تثبيت مقياس تداخل ذري قوي جديد.
ويعد الإنجاز الجديد، الذي يتيح دراسة أصغر الذرات في أبرد بيئة ممكنة، لبنة مهمة في الفيزياء الأساسية وبالتالي يعبد الطريق للبحث العلمي في مختلف المجالات المهمة في مجال الفيزياء مثل طبيعة الجاذبية الكمية، والمادة المظلمة والطاقة المظلمة، وموجات الجاذبية، وكذلك التطبيقات الأكثر عملية، مثل التنقل في المركبات الفضائية والتنقيب عن المعادن تحت الأرض على الكواكب الأخرى.
وتقديرا للعمل الذي قاده العالم المغربي، منح المعهد الأمريكي للملاحة الجوية والفضائية جائزة علوم الفضاء لسنة 2020 لفريق "مختبر الذرة الباردة".
ونال الفريق هذا التتويج نظير "الريادة التي أبان عنها في الأبحاث العلمية المبتكرة المرتبطة بالبعثات العلمية الفضائية، حيث عمل على تطوير وتسليم المختبر المبتكر للغاية للذرات الباردة لمحطة الفضاء الدولية، فضلا عن إنجازاته العلمية الرائدة".
ولعب كمال الودغيري، الذي يمتد مساره المهني بوكالة "ناسا" الى عقدين، دورا رئيسيا في العديد من المهمات الفضائية، وخاصة تلك المتعلقة بالمعدات الاستكشافية للمريخ، "كيريوزيتي"، "روفرز"، "سبيريت"، و"أوبورتينيتي"، والمهمة الدولية "كاسيني" التي استهدفت كوكب زحل، ومهمة القمر "غرايل"، ومهمة "جونو" التي همت كوكب المشتري.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: العالم المغربی
إقرأ أيضاً:
تؤثر على الواي فاي والهواتف.. ما هي "متلازمة كيسلر" التي تهدد الأرض؟
منذ بداية استكشاف البشر للفضاء، أُرسلت آلاف الأقمار الصناعية والصواريخ إلى هذا العالم الواسع، والمليء بالألغاز التي لا تنتهي.
تلعب هذه الأقمار الصناعية أدواراً متعددة، حيث تسهم في دعم العلماء في اكتشاف الفضاء، وإجراء الأبحاث، بالإضافة إلى تقديم خدمات حيوية مثل الترفيه، وشبكات الاتصالات، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وقبل حلول عيد الميلاد، تفكك قمر صناعي تابع للقوات الجوية الأمريكية إلى 50 قطعة، مما يمثل واحداً من 4 حوادث تفكك مداري حديثة أثارت المخاوف بشأن ظاهرة تُعرف باسم "متلازمة كيسلر".
تُعرف متلازمة كيسلر، التي سميت نسبة إلى الفيزيائي الفلكي الأمريكي دونالد كيسلر، بأنها سلسلة من التفاعلات المتسلسلة في الفضاء، حيث يؤدي تصادم الحطام الفضائي إلى خلق المزيد من الشظايا، مما يزيد من خطر الاصطدامات المستقبلية.
هذه الظاهرة، التي حذر منها كيسلر لأول مرة في عام 1978، تتفاقم بسبب العدد المتزايد من الأجسام الاصطناعية في المدار. ووفقاً للخبراء فإن انفجاراً واحداً يرسل عموداً من الشظايا التي بدورها تصطدم بأجسام أخرى محمولة في الفضاء، ما يخلق المزيد من المخلفات.
وقد يستمر التأثير المتتالي حتى يصبح مدار الأرض مسدوداً بالنفايات، ما يجعل الأقمار الصناعية غير صالحة للعمل.
وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية، تدور حالياً أكثر من 130 مليون قطعة من الحطام الفضائي حول الأرض؛ تتراوح أحجامها من أقل من بوصة إلى أكثر من 4 بوصات. وعلى الرغم من أن بعضها صغير الحجم، إلا أنها تتحرك بسرعات هائلة تصل إلى 18 ألف ميل في الساعة، مما يجعلها خطيرة للغاية.
ومنذ عام 1957، سُجلت حوالي 650 حادثة تصادم مدارية كبيرة، ولكن السنوات الأخيرة شهدت زيادة هائلة في إطلاق الأقمار الصناعية. على سبيل المثال، ارتفع متوسط عمليات الإطلاق السنوية من 82 بين عامي 2008 و2017 إلى 133 منذ عام 2018.
حذر خبراء، مثل دان بيكر، مدير مختبر الفيزياء الجوية والفضائية بجامعة كولورادو، من أن عدم اتخاذ إجراءات جادة قد يجعل بعض أجزاء مدار الأرض غير قابلة للاستخدام. فالحطام الفضائي في المدارات المنخفضة يمكن أن يسقط ويحترق في الغلاف الجوي مع الوقت، لكن الحطام في المدار الجغرافي الثابت، حيث توجد الأقمار الصناعية المهمة للاتصالات والمراقبة، قد يبقى لمئات أو آلاف السنين، مما يرفع احتمالية الاصطدامات الكارثية.
وفي الوقت الحالي، يتتبع الجيش الأمريكي حوالي 47 ألف جسم مداري، ولكن الأرقام الحقيقية للحطام الفضائي قد تكون أعلى من ذلك بكثير. وباتت التحذيرات اليومية عن اقتراب الأجسام الفضائية تصدر بمعدل ألف تحذير يومياً، مما يجعل من الصعب على مشغلي الأقمار الصناعية تحديد الأولويات.
ويشير خبراء إلى أن الحطام الناتج عن "مجموعات الأقمار الصناعية الضخمة"، مثل شبكة "ستارلينك" التابعة لشركة سبيس إكس، قد يسبب تغييرات في المجال المغناطيسي للأرض، مما يهدد بتعريض الكوكب للإشعاعات الكونية.
ويشبه العلماء هذه الأزمة بـ"مأساة الموارد المشتركة"، حيث يؤدي الاستغلال غير المنضبط للفضاء إلى تدمير موارده المشتركة، ولذلك يأمل الخبراء أن تؤدي الجهود الدولية والتنسيق بين الحكومات والقطاع الخاص إلى السيطرة على هذه المشكلة، قبل فوات الأوان.