فرض حزب الله طوقا أمنيا محكما في محيط المنطقة التي استهدفها القصف الإسرائيلي بعد ظهر الأربعاء، في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، ومنع وصول الصحفيين والتصوير والتجمع في الموقع.

وتعرض عدد من الصحفيين لاعتداءات متفرقة ومضايقات خلال محاولتهم نقل الصورة والوصول إلى مكان القصف الذي أغلق بشكل كامل، في ظل زحمة خانقة في الطرقات والأحياء المحيطة والمؤدية إلى المكان الذي تعرض للقصف.

وانتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات لعدم التوجه إلى مكان القصف ومنع التجمع، فيما رُصد تجمهر لمجموعات من الشبان التي أطلقت هتافات موالية لحزب الله من مكان القصف، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وطالت الاعتداءات مراسلين ومصورين من بينهم مصور قناة mtv المحلية، داني طانيوس، الذي تعرض لضرب مبرح، إضافة إلى مراسلة القناة نوال بري التي منعت من إكمال رسالتها، كما تعرض مراسل قناة الجزيرة القطرية في بيروت لمضايقات ومنع تصوير في مكان الحادثة حيث أجبر بدوره على وقف رسالته.  

 

اعتداء شباب من الضاحية الجنوبية لفريق عمل الMTV — نوال برّي و المصور داني طانيوس @MTVLebanonNews @MTVLebanon @berrynawal pic.twitter.com/2mzG25xcd5

— Andrews (@andrewsabaphoto) July 30, 2024

 

ولم تتمكن فرق صحفية عدة من الوصول لتغطية الحدث في المكان الذي يعتبر منطقة أمنية مغلقة تحت سلطة حزب الله، وإحدى أبرز مناطق نفوذه وسيطرته حيث يقع العديد من المراكز المعلنة له مثل مركز "مجلس الشورى" وغيرها، التي يمنع فيها التصوير والعمل الصحفي حتى في الحالات الطبيعية، دون التنسيق والحصول على إذن مرفق، وصولاً إلى الإشراف على المحتوى المصور.

 

لحظة ضرب مذيعة MTV نوال بري pic.twitter.com/H3LhfqHFnQ

—  ₿ ܡܐܪܝܘ???????????????????????? (@MarioLeb79) July 30, 2024

 

في تعليقه لموقع "الحرة" على الاعتداءات المسجلة، دان المسؤول الإعلامي في مؤسسة "عيون سمير قصير" (سكايز) المعنية بتسجيل وتوثيق الانتهاكات التي تطال الصحفيين وحقوقهم، جاد شحرور، الاعتداءات التي تطال الصحفيين "خاصة وهم يقومون بواجبهم ومهمتهم في نقل الواقع وما يجري على الأرض في ظل هذه الظروف الصعبة."

وتابع "خلال الحروب والنزاعات، هناك حسابات يجب الأخذ بها على الأرض ويفترض بالقنوات والوسائل الإعلامية أن يكون لديها مستشارون أمنيون ينصحون بكيفية التعامل مع كل حدث حسب المنطقة والاعتبارات الاجتماعية وغيرها. وللأسف هذا الأمر غير معمول به في القنوات المحلية في لبنان، مما يزيد الخطر على المراسلين الذين يتوجهون إلى مناطق الخطر، مثلما شهدنا اليوم ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت".

في المقابل، دعا شحرور الناس في كل المناطق أن يتقبلوا عمل الصحفي لاسيما في هذا الوقت، وأن يفهموا بأن مهمته هي نقل الواقع والصورة، "حتى لو كان هناك اختلاف مع توجهات أو سياسات الوسيلة الإعلامية، خاصة أن العمل الصحفي في الحروب هو ميداني أكثر مما هو سياسي".

ولكن في نهاية الأمر "هذه مناطق خاضعة لسلطة أمنية حزبية"، بحسب شحرور، "حيث يشعر السكان فيها بأنهم مسؤولون بدورهم عن نوع من الحماية الأمنية، مما يولد هذا النوع من الاعتداءات المرفوضة والمدانة".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت على القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس، وقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الآخرين".

وأفادت مراسلة "الحرة" بأن المبنى المستهدف مؤلف من طابقين، وقد دمر بشكل كامل، وأن الغارة تم تفيذها بطائرة من دون طيار أطلقت 3 صواريخ.

وحسب مراسل "الحرة"، كان القصف دقيقا ومشابها للقصف الذي تم من خلاله استهداف قيادي في حماس بالضاحية سابقا، إذ تم تدمير جانب واحد من مبنى مكون من نحو 8 شقق.

وأفادت وكالة فرانس برس عن مقتل شخص نتيجة الغارة الإسرائيلية، فيما نقل عشرات الجرحى إلى المستشفيات، التي سجل فيها طلب كبير للتبرع بالدم من جميع الفئات.  

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مواصلة جرائم التقتيل والإبادة في غزة ولا مكان آمن في كل فلسطين

تتواصل جرائم التقتيل والإبادة في قطاع غزة، حيث أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، الخميس، عن ارتقاء عدد من الشهداء إثر غارات لكيان الاحتلال الإسرائيلي على خيام النازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

وشهد حي الزيتون شرقي قطاع غزة، قصفا مدفعيا نجم عنه اشتعال النيران في محيط منطقة حسن البنا، كما قام طيران الاحتلال بقصف تجمُّع للمواطنين في محيط مستشفى كمال، مما أسفر عن ارتقاء شهداء وإصابة آخرين.

وأفادت تقارير فلسطينية، بأنه إلى جانب القصف، تقوم طائرات مُسيّرة للاحتلال منذ الساعات الأولى من أمس الخميس، بإطلاق النار وإلقاء القنابل بين الحين والآخر على مناطق متفرقة من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

وفي الصدد نفسه، أكدت وزارة الصحة في تصريح صحافي، أن « الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدميرا ممنهجا لجنين ومختلف محافظات فلسطين »، وشددت على أنه « لا مكان آمن في كل فلسطين، وليس في غزة فقط بسبب سياسات الاحتلال ».

وأبرزت الوزارة أن « الاحتلال يكرر ما فعله في قطاع غزة من جرائم ضد القطاع الصحي ويستهدف القطاع الطبي في جنين، وقمنا باستنفار كامل لطواقمنا المتواجدة داخل المستشفيات لتوفير الإمدادات اللازمة »، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

كلمات دلالية الاحتلال غزة فلسطين

مقالات مشابهة

  • عضو كنيست لمعاريف: نعرف مكان نصر الله وربما نقضي عليه
  • شخصيات سياسية استنكرت جريمة استهداف عناصر الدفاع المدني: الاعتداءات الاسرائيلية ما زالت متفلتة
  • اتحاد الحراش يغيّر مكان تربصه
  • مكان: هذا ما تطالب به حماس مقابل مختطفين مرضى ومسنين
  • هل يمكن أن تنتقل المحكمة إلى مكان شاهد لسماع أقواله؟
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة
  • الأسير الصهيوني القتيل “ألموج ساروسي”: انا والمخطوفين الآخرين كنا هدفاً للقصف الصهيوني
  • إصابة مبان بمستوطنة المطلة في تبادل للقصف بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي
  • مستوطنون يحرقون مركبة فلسطينية ويخطون شعارات عنصرية برام الله
  • مواصلة جرائم التقتيل والإبادة في غزة ولا مكان آمن في كل فلسطين