البابا فرنسيس: حرب أوكرانيا تقلقنا لأنها الأقرب، ولكن من يفكر في اليمن وسورية وحروب افريقيا
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
في مقابلة أجرتها معه مجلة كاثوليكية إسبانية، تساءل البابا فرنسيس عن “من يفكر اليوم في اليمن وسورية وكل تلك الحروب في أفريقيا”، وذلك في إشارة إلى تركيز اهتمام الغرب وإعلامه على الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأشار البابا لمجلة Vida Nueva (الحياة الجديدة) إجابة على سؤال حول صعوبة الحلم في عالم مثل عالم اليوم، إلى أنه “ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت هناك نزاعات في مناطق مختلفة، واليوم نشهد حربا في أوكرانيا”، مضيفا إن “هذه حرب تقلقنا لأنها قريبة منا”.
وتساءل فرنسيس، حسبما جاء في المقابلة التي نشرها الموقع الإعلامي للكرسي الرسولي، “مَن يفكر اليوم في اليمن وسورية وكل تلك الحروب في أفريقيا”؟ كما وأشار إلى “ما يعاني منه الروهينغا” الأقلية المسلمة المضطهدة في ميانمار و”الذين يطوفون العالم لأن لا أحد يريد استقبالهم”.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
الدولة العميقة الامريكية وحروب الشرق الأوسط
تحدث بروفسور جيفري ساكس وهو مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولمبيا واحد المتحدثين خارج منظومة الإعلام الرسمي عبر اليوتيوب وغيرها وضيف أسبوعي دائم مع القاضي نابوليتانو في اليوتيوب في منصة judging freedom.
عرض في اللقاء حديث لقائد عسكري أمريكي بالمعاش ويسلي كلارك (تم اللقاء في مارس ٢٠٢٣) وحكى عن خطة وضعها البنتاجون للتدخل في سبعة دول شرق اوسطية. كانت هذه الأفكار منذ نهاية التسعينات وبدأ تشجيعها منذ مجيء نتنياهو للسلطة عام 1996وحديثه المكثف عن أهمية إسقاط سبع دول بالتدخل في العراق ليبيا الصومال لبنان السودان سوريا و ايران (تم إشعال حروب في ٦ دول منها)باعتبارها دول تؤيد الفلسطينين خاصة المقاومة المسلحة ولابد من تصفيتها.
عرض القاضي نابوليتانو في يوتيوب آخر في مناقشات حول سوريا مع دوجلاس ماكغريغور وهو كولونيل متقاعد من الجيش الامريكي كيف قام الأمريكان بواسطة المخابرات المركزية والبريطان عبر أم آي ٦ والموساد باحتضان دولة القاعدة والدواعش وتدريبهم لكي يقوموا بما قاموا به. واعاد ما قاله عدة مرات ان الإمبراطورية تريد دمى في مشاريعها وليس شركاء. اى أنهم يقومون بتنفيذ مشاريعهم بلا أي اعتبارات اخلاقية او قانونية (كان الجولاني مطلوبا امريكياً مقابل عشرة مليون دولار ).
لقد وضح من متابعات المراقبين والمحللين السياسيين الغربيين ان رؤساء الجمهورية في الغرب لديهم مجال محدود لتغيير السياسات خاصة فيما يتعلق بالسياسات الخارجية المتعلقة بالسيطرة والهيمنة. وقد لوحظ هذا بشكل كبير في فترتي بايدن وترامب الفائتتين. فكل الأفكار التي طرحها ترامب لتغيير سياسات امريكا تم التوفيق فيها بين الدولة العميقة والرئاسة. ففكرة ترامب بسحب القوات من سوريا، لم تنفذ لأنها ارتبطت بحماية اسرائيل ولاحقاً في تنفيذ مخططات امريكا في خلق الدولة الكردية وابتزاز الدولة الجديدة في موارد البترول والأرض الصالحة للزراعة وغيرها.
لربط هذا بما يحدث في الوطن فكثير من السودانيون يعتبرون ما يحدث في السودان منفصلاً عن هذه السردية الإقليمية الدولية، ويرجعونه لأسباب متعلقة بالشخصية والسلوكيات المتداولة السودانية، والتاريخ والأحزاب ودولة الإنقاذ وهكذا. كلها يمكن ان تكون صحيحة بشكل جزئي وبني عليها التحرك الأخير لكن لابد من ان نقتنع ان مايقال من الأصوات الأجنبية الإنسانية التي خارج إطار السلطة الحاكمة والغير المستفيدة مثل البروف ساكس والذي في كل حياته هو متعاطف مع الشعوب والفقراء ومناصر للقضية الفلسطينية وضد سياسات الهيمنة الإمبريالية الغربية. وقال سكوت ريتر وهو عمل في البحرية الأمريكية وكان مشرف الأمم المتحدة في موضوع الأسلحة النووية العراقية "ان امريكا لاتهتم باي شعب او أي شخص لكنها تثير المشكلات في أي مكان لاتوجد عليه.
إذن فهذه الحرب التي في بلادنا هي ذات جذر اسرائيلي أمريكي ونتاج خطة الدولة العميقة في بنتاجون امريكا ودعم لوبيهات الصهيونية في امريكا والغرب. وعندما أسقطت الدولة السورية ( الديكتاتورية التي وقفنا ضدها طويلاً) فقد اتجهت اسرائيل مباشرة إلى تحطيم كل الإمكانيات العسكرية للجيش السوري، لأنها تعلم ان الجيش الوطني هو سياج سيادة الدولة وحاميها.
هذا هو الوضع في الوطن ان مجموعات من القوى المدنية ولظروف مختلفة من النزوع السلطوي، الخضوع للابتزاز، سطحية التحليل، التمويل الحزبي والفردي نصبت نفسها مدافعا سياسياً بمختلف المستويات عن الجنجويد وتدافع عن ممارساته بشكل واضح او تبريري. وتدعو للتدخلات الدولية وحكومة منفى الجنجويد ووو. وتشن الحملات والأكاذيب ضد من يدافع عن الدولة ويقف خلف جيش البلاد للانتصار على الغزاة. وسبيله لذلك هو الاتهامات، ورغم أنهم اغلبهم شخصيات لها تاريخ طويل من النضال ضد كافة أشكال القمع والحكومات المتسلطة، وعبر كتاب وكاتبات يستعملون لغة بذيئة ومنحطة بانهم كيزان ووو. القيادة التي يعبرون عنها تضم أيضا رجالا ونساء بذيئيون وبذيئات لا يتورعون عن استعمال أي طريقة للإساءة للآخرين.
تم استعمال أسلحة كثيرة في هذا الصراع الدامي: اولها هو سلاح العنف المفرط الذي استعمله الجنجويد بكفاءة على خطى القوى الإسلامية المتطرفة في منطقة الشام والعراق وليبيا وكانت صناعة أمريكية بالكامل وتم استعمالهم في حرب إسقاط نظام الأسد اخيرا. في السودان اظهر الجنجويد أقسى التصرفات ضد السكان المحليين وعبروا عن وحشية نادرة في صراعات السودان؛ السلاح الثاني هو حشد التعاطف الإنساني مع الجرائم التي ترتكب وتؤدي للمجاعات والأضرار الصحية والتشريد والسلب والنهب بدون تحديد المجرم الحقيقي؛ السلاح الثالث تحركات القوى الدولية من الأمم المتحدة إلى الوحدة الأفريقية والجامعة العربية والمنظمات المختلفة والجمعيات المدنية المهتمة ويتم استعمالها حسب الاحتياج وحسب دورها المرسوم؛ السلاح الرابع هو العقوبات الأمريكية والاتحاد الأوربي وتشريعات مجلس الشيوخ التي تظهر وتختفي حسب طلب الابتزاز والتهديد والإغراء؛ السلاح الخامس هو الإعلام والدراسات والأبحاث التي تعمل لصالح العملاء والمؤيدين وضد المعارضين وتقدم مبررات منطقية ومدعومة بالإحصاءات الحقيقية والمزورة، كما تسيطر على مراكز التواصل الاجتماعي وتمنع وتسمح بما يناسبها.
السلاح السادس والأخير والأكثر استعمالا والأكثر خطورة هو تمويل أنشطة المجتمعات المدنية في مناطق نفوذها وفي المناطق المعادية لها. هذا السلاح الأخير هو الذي يؤثر بشكل فعال في تغبيش الاراء وغسل الأدمغة وتغيير الاراء. واسأل هنا بصراحة ووضوح عن مصدر الأموال ومن أين يتم الحصول عليها وكيف ووفق أي شروط وأصحاب القرار في التصرف فيها. لقد كتب الكثير في السنوات الأخيرة عن مال منظمات المجتمع المدني وأثره الضار على المجتمعات وتحول مجموعات كبيرة من الشباب من الأنشطة الموجهة حول التغيرات الاجتماعية إلى دائرة السياسات العامة ووضع اجندة الدول والتجمعات الدولية في نشاط المنظمات المحلية، مما يثير قضايا الاستقلالية. وتعتبر المنظمة المدنية القائمة حاليا في مجال السياسات العامة (تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم) والممولة جيدا لتغرى ولتجذب المنظمات الاجتماعية السودانية لتلتف حولها، هي الأخطر لأنها تعمل على تنفيذ نفس مخطط ليبيا وسوريا من تدمير الدولة ومؤسساتها واهمها الموسسات الأمنية، وتغيير اتجاهاتها الاستراتيجية خاصة الاقتصادية لتكون الدولة مفتوحة على مصراعيها.
حدث تحول كبير وعميق في التمويل في ظرف العامين السابقين، من تمويل القضايا الاجتماعية (الفقر والعوز والصحة خاصة النساء والأطفال والمناخ ودعم الصناعات المحلية ووو) إلى تحول اغلب الممولين للمنظمات السودانية العاملة في مجال السياسات العامة في مناطق تواجد السودانيين. وهي منظمات أمريكية ذات طابع سياسي من الدولة العميقة الأمريكية وممولة من الدولة مثل فريدوم هاوس، المعهد الديمقراطي الأمريكي، والمعهد الجمهوري الأمريكي وهي منظمات أمريكية سياسية تتدخل بشكل مباشر في تحديد السياسات السودانية وقد كان لها ممارسات في مصر في الربيع العربي غير سليمة ويمكن الرجوع اليها. ان تغول هذه المنظمات ووجودها في مناطق لجوء السودانيين من مصر، أديس ، يوغندا وربما تشاد يثير تحفظات كثيرة. هذا ليس اتهاماً لأي من المنظمات السودانية التي تتلقى تمويلا ولكن جزء من أعمال الحذر والتدبر والشفافية.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842