لجريدة عمان:
2025-11-07@17:37:27 GMT

عُمان مشروع حضاري: الوطن ليس أولئك

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

من المسلم به أن المشروع الحضاري العماني هو مشروع ضارب في أعماق التاريخ، فالعمانيون شكلوا مع منعطفات التاريخ رمزا ثابتا في التأثير والإثراء والتفاعل في الحضارة الإنسانية... كانت عُمان ولا تزال حاضرة في التاريخ إقليميا وعالميا، ولكن تظل المرحلة الحالية من عمر الحضارة العمانية نقطة مفصلية في تاريخ بناء الدولة العمانية، فقد بدأت ومع الخطوة الأولى من حكم السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- لإعادة عُمان إلى مسيرة الحضارة مرة أخرى، ويكمل الآن مسيرة التجديد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله وأبقاه- فجلالته أعاد رسم خارطة الطريق الجديدة لعُمان الحضارة نحو مستقبل مختلف الآفاق والأدوات والأهداف.

ركز المشروع الحضاري العماني على صنع الهوية الوطنية وخصائصها المميزة مما أوجد مركبا سياسيا دقيقا جسد الثوابت الوطنية وأولويات المصلحة الوطنية العليا، وتماهت فيه الاحتياجات والتطلعات والإنجازات إلى حد كبير، لقد اشتغل العمانيون مع قيادتهم على مدار العقود الخمسة الماضية على تجسيد وبرهنة مدى انتمائهم وولائهم وحبهم وتقديسهم لعُمان بعيدا عن الشعارات الفضفاضة، يتعلمون ويعلمون الآخرين أن عُمان ليست فئة ولا قبيلة، وأن المسيرة أكبر من الأشخاص، فالثابت الوحيد هو تلاحم الوطن بقيادته وشعبه... وستبقى عُمان دائما وأبدا فوق الجميع والعمل الوطني يتطلب فهما للصورة الكبيرة ونكرانا للذات وطموحات عُمان العزة والكرامة ترتقي عاليا فوق الأوهام والأطماع وضيق الرؤية وأنانية الغاية والمقصد.

«نعم الوطن ليس أولئك»، فالوطن بقيادته الحكيمة وشعبه المعطاء ماضون في مسار العمل المشترك تحت سقف الثوابت الوطنية وتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية والتاريخية المناطة بهم مع وجود المواطن كشريك حقيقي، ولاؤه للوطن وقيادته على أسس المواطنة الكاملة وصيانة حقوق الإنسان وكرامته وتكافؤ الفرص... يقول شكسبير «لا شيء يأتي من لا شيء» فالوحدة الوطنية والشعور بالانتماء للوطن تأتي دوما كنتيجة وأثر لشروط والتزامات غاية في الأهمية والضرورة ولا شيء يصون الوحدة الوطنية ويحمي مكاسبها كتكريس مفهوم المواطنة الكاملة.

إن المشروع الحضاري العماني يقوم على مفهوم الدولة للجميع وبالجميع يتم القيام بمختلف الوظائف والأدوار، الدولة ليست إقليما ذا جغرافيا وتاريخ فقط بل هي كيان نابض يفتح قلبه ومشروعاته ومؤسساته وهياكله ومناصبه ومسؤولياته لكافة مكونات المجتمع، لذلك كان المشهد العماني فريدا من نوعه في التفاف الشعب بكل فخر واعتزاز حول قيادته الملهمة والمحققة لآماله وطموحاته ورفدها دون قيد أو شرط بكل غالي ونفيس؛ فاختلط عرق الجميع بالتراب الوطني في مسير واحد ومصير واحد وهدف واحد، فحققت عُمان مسارا تقدميا وفكرا نهضويا مميزا جعل منها تجربة حضارية وإنسانية رائدة.

إن المكون الأساسي للمشروع الحضاري العماني يعتمد على قاعدة يتوازن فيها الجانب الثقافي بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات مع جانب الانضباط وحب العمل والإنجاز وهو ما يؤكد على اجتهاد العمانيين عبر كل العصور كأمة عاملة ذات طموح ورغبة جامحة وجهد مثابر للاستكشاف والتعلم ونشر العلم والدين، ولعل هذا الفهم لمكون الحضارة العمانية وقوتها الناعمة يفرض علينا أن نطور لدى الأجيال المقبلة ثقافة حب العمل والمشاركة لأهميتها في عملية التنمية وبناء المستقبل فهي توفر فرص لإثراء المشهد وتنويعه بآراء وأفكار متجددة ومن مصادر متنوعة ودونما إقصاء لفرد أو جماعة، فالعناية بتشكيل ثقافة الأجيال القادمة هو جزء لا يتجزأ من منطلقات المشروع الحضاري للدولة بقطاعاته الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

وختاما يمكننا القول بأن خصوصية المشروع الحضاري العماني تتلخص في رؤيته الاستشرافية للمستقبل يترجمها حراك جاد وهادف لتطوير بناء عمان (الدولة) وعمان (الإنسان).

د. خالد الحمداني كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مدبولي: لولا الإنفاق على البنية التحتية لم نستطيع اجتذاب استثمارات في كل المجالات

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه لولا الإنفاق الذى تم على البنية التحتية لم نكن نستطيع أو ننجح في إجتذاب إستثمارات في كل المجالات، منوها إلى أن ما قامت به الدولة هو الذى مهد الطريق في الإحتفال بإفتتاح مشروع علم الروم.

مدبولي: مشروع تنميه علم الروم سيسهم في دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل مدبولي: مشروع تطوير علم الروم يتضمن إنشاء منطقة عمرانية متكاملة

وذكر رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة وضعت منطقة الساحل الشمالي الغربي على رأس أولوياتها للتنمية، مشيراً إلى أن المشروع تنميه علم الروم، سيسهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمار السياحي والعقاري في مصر.

مشروع تطوير منطقة علم الروم في الساحل الشمالي

وأكد “مدبولي” خلال كلمته في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، أن مشروع تطوير منطقة علم الروم في الساحل الشمالي الغربي يمثل خطوة واضحة وملموسة في مسار التنمية التي تنتهجها الدولة.

ونوه رئيس الوزراء، إلى أن المشروع يعكس التزام الدولة بالاستثمار الفعلي في مناطق سياحية واستثمارية استراتيجية، وأن جهود السنوات الماضية بدأت تؤتي ثمارها، مؤكداً أن النتائج الآن واضحة للعيان على أرض الواقع.

الناس كانت بتقول الحكومة مش هي اللي هتنفذ المشروع بنفسها 

وتابع رئيس مجلس الوزراء: “الناس كانت بتقول الحكومة مش هي اللي هتنفذ المشروع بنفسها لية الحقيقة أنا ضحكت، لأن من 5 سنين كانوا بيقولوا إن الدولة بتنفق على حاجة مالهاش داعي زي العاصمة الجديدة وغيرها، لكن النهاردة ده واضح”.

مقالات مشابهة

  • 15 % أرباحا و250 ألف فرصة عمل.. مكاسب مصر من مشروع علم الروم العملاق
  • تفاصيل مشروع علم الروم.. حصة عينية للحكومة و15٪ من الأرباح
  • الجبهة الوطنية: شراكة علم الروم توفر الآلاف من فرص العمل وتدعم الافتصاد
  • باحث اقتصادي: «نيوم» مشروع مستقبلي فريد لا مثيل له في العالم
  • مدبولي: سداد 3.5 مليار دولار للدولة مقابل أرض مشروع علم الروم ديسمبر المقبل
  • مدبولي: لولا الإنفاق على البنية التحتية لم نستطيع اجتذاب استثمارات في كل المجالات
  • مدبولي: مشروع تنميه علم الروم سيسهم في دعم الاقتصاد وخلق فرص عمل
  • البناء الحضاري وأمانة السلطان هيثم التاريخية
  • تعليمية البريمي تكرّم الفائزين في مشروع من أجل الوطن
  • المدينة المستدامة - يتي تُسجّل 17 مليون ساعة عمل آمنة دون إصاباتٍ