لجريدة عمان:
2024-11-24@03:07:29 GMT

عُمان مشروع حضاري: الوطن ليس أولئك

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

من المسلم به أن المشروع الحضاري العماني هو مشروع ضارب في أعماق التاريخ، فالعمانيون شكلوا مع منعطفات التاريخ رمزا ثابتا في التأثير والإثراء والتفاعل في الحضارة الإنسانية... كانت عُمان ولا تزال حاضرة في التاريخ إقليميا وعالميا، ولكن تظل المرحلة الحالية من عمر الحضارة العمانية نقطة مفصلية في تاريخ بناء الدولة العمانية، فقد بدأت ومع الخطوة الأولى من حكم السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- لإعادة عُمان إلى مسيرة الحضارة مرة أخرى، ويكمل الآن مسيرة التجديد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله وأبقاه- فجلالته أعاد رسم خارطة الطريق الجديدة لعُمان الحضارة نحو مستقبل مختلف الآفاق والأدوات والأهداف.

ركز المشروع الحضاري العماني على صنع الهوية الوطنية وخصائصها المميزة مما أوجد مركبا سياسيا دقيقا جسد الثوابت الوطنية وأولويات المصلحة الوطنية العليا، وتماهت فيه الاحتياجات والتطلعات والإنجازات إلى حد كبير، لقد اشتغل العمانيون مع قيادتهم على مدار العقود الخمسة الماضية على تجسيد وبرهنة مدى انتمائهم وولائهم وحبهم وتقديسهم لعُمان بعيدا عن الشعارات الفضفاضة، يتعلمون ويعلمون الآخرين أن عُمان ليست فئة ولا قبيلة، وأن المسيرة أكبر من الأشخاص، فالثابت الوحيد هو تلاحم الوطن بقيادته وشعبه... وستبقى عُمان دائما وأبدا فوق الجميع والعمل الوطني يتطلب فهما للصورة الكبيرة ونكرانا للذات وطموحات عُمان العزة والكرامة ترتقي عاليا فوق الأوهام والأطماع وضيق الرؤية وأنانية الغاية والمقصد.

«نعم الوطن ليس أولئك»، فالوطن بقيادته الحكيمة وشعبه المعطاء ماضون في مسار العمل المشترك تحت سقف الثوابت الوطنية وتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية والتاريخية المناطة بهم مع وجود المواطن كشريك حقيقي، ولاؤه للوطن وقيادته على أسس المواطنة الكاملة وصيانة حقوق الإنسان وكرامته وتكافؤ الفرص... يقول شكسبير «لا شيء يأتي من لا شيء» فالوحدة الوطنية والشعور بالانتماء للوطن تأتي دوما كنتيجة وأثر لشروط والتزامات غاية في الأهمية والضرورة ولا شيء يصون الوحدة الوطنية ويحمي مكاسبها كتكريس مفهوم المواطنة الكاملة.

إن المشروع الحضاري العماني يقوم على مفهوم الدولة للجميع وبالجميع يتم القيام بمختلف الوظائف والأدوار، الدولة ليست إقليما ذا جغرافيا وتاريخ فقط بل هي كيان نابض يفتح قلبه ومشروعاته ومؤسساته وهياكله ومناصبه ومسؤولياته لكافة مكونات المجتمع، لذلك كان المشهد العماني فريدا من نوعه في التفاف الشعب بكل فخر واعتزاز حول قيادته الملهمة والمحققة لآماله وطموحاته ورفدها دون قيد أو شرط بكل غالي ونفيس؛ فاختلط عرق الجميع بالتراب الوطني في مسير واحد ومصير واحد وهدف واحد، فحققت عُمان مسارا تقدميا وفكرا نهضويا مميزا جعل منها تجربة حضارية وإنسانية رائدة.

إن المكون الأساسي للمشروع الحضاري العماني يعتمد على قاعدة يتوازن فيها الجانب الثقافي بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات مع جانب الانضباط وحب العمل والإنجاز وهو ما يؤكد على اجتهاد العمانيين عبر كل العصور كأمة عاملة ذات طموح ورغبة جامحة وجهد مثابر للاستكشاف والتعلم ونشر العلم والدين، ولعل هذا الفهم لمكون الحضارة العمانية وقوتها الناعمة يفرض علينا أن نطور لدى الأجيال المقبلة ثقافة حب العمل والمشاركة لأهميتها في عملية التنمية وبناء المستقبل فهي توفر فرص لإثراء المشهد وتنويعه بآراء وأفكار متجددة ومن مصادر متنوعة ودونما إقصاء لفرد أو جماعة، فالعناية بتشكيل ثقافة الأجيال القادمة هو جزء لا يتجزأ من منطلقات المشروع الحضاري للدولة بقطاعاته الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.

وختاما يمكننا القول بأن خصوصية المشروع الحضاري العماني تتلخص في رؤيته الاستشرافية للمستقبل يترجمها حراك جاد وهادف لتطوير بناء عمان (الدولة) وعمان (الإنسان).

د. خالد الحمداني كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سكر تير عام مساعد مطروح: قانون التصالح تنظيم للبناء للوصول إلى مظهر حضاري

أكد المهندس حسين السنيني السكرتير العام المساعد بمطروح  رئيس اللجنة العليا لملف التصالح علي مخالفات البناء ، على أهمية التصالح على المباني طبقا قانون التصالح رقم 187 لسنة 2023 ، باعتباره استكمالًا لإجراءات تملك المبنى بشكل قانوني .

مسابقة بحثية بمناسبة عيد مطروح القومي صحة مطروح: تقديم 894 ألف خدمة طبية ضمن بداية جديدة لبناء الإنسان دعم المواطنين غير القادرين خلال شهر بإجمالي 269 ألف جنيه بمطروح

وأضاف خلال ندوة توعوية حول قانون التصالح علي مخالفات البناء  والتى نظمها حزب حماة الوطن بمطروح  ان قانون التصالح  يساهم فى حصول المواطن على رخصة مباني قانونية، مما يضمن حق المواطن في الحصول على كافة المرافق والخدمات من "مياه، كهرباء، صرف صحي، وجميع الخدمات" بطرق آمنة.

وأشار أن الهدف الأساسي لقانون التصالح رقم 187 لسنة 2023 ، هو تنظيم البناء والوصول إلى مظهر عمراني حضاري ومستقر بالتصالح في المخالفات التي يصعب إزالتها ، وذلك بعد قرار مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، لمد فترة التصالح في مخالفات البناء وتقنين الأوضاع لمدة 6 أشهر إضافية، حيث أصدر قرارًا حمل رقم 3528 لسنة 2024 ، بعد انتهاء المدة المقررة في 4 نوفمبر الجاري .

وشرح المهندس حسين السنيني السكرتير العام المساعد اللائحة التنفيذية والأوراق المطلوبة وطريقة تقديم الطلبات بالمراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين، مشيرًا إلى أنه ، يتم التصالح على مخالفات البناء حتى تاريخ آخر تصوير جوى 15/10/2023 .

وناشد رئيس اللجنة العليا لملف التصالح علي مخالفات البناء ، المواطنين للاستفادة من التسهيلات الجديدة في قانون التصالح بمخالفات البناء ، داعياً الجميع إلى سرعة تقديم الطلبات واستكمال الأوراق والمستندات المطلوبة قبل انتهاء الموعد المحدد.

وأشار إلى أن المراكز التكنولوجية تتلقى طلبات واستفسارات المواطنين، كما يمكن التقديم عبر تطبيق «تصالح» المتوفر على «جوجل بلاي» أو من خلال بوابة خدمات المحليات، بالإضافة إلى ذلك، يتاح سداد الرسوم من خلال وسائل الدفع الإلكترونية لتيسير الأمر على المواطنين.

حضر الندوة سعيد المغواري أمين التنظيم والحاج فرج ابو شملة الأمين المساعد ، ولفيف من أعضاء حزب حماة الوطن بمطروح.

من ناحية اخرى وفى وقت سابق أعلنت جامعة مطروح برئاسة الدكتور مصطفى النجار، اليوم الأربعاء الموافق العشرون من نوفمبر 2024، الكشوف النهائية للطلاب المتقدمين لخوض انتخابات الاتحادات الطلابية للعام الجامعي 2024 /2025، وذلك طبقًا للجدول الزمني المنظم للعملية الانتخابية.

وأوضح رئيس جامعة مطروح، أن اللجان المشرفة على العملية الانتخابية بكليات الجامعة؛ لم تتلق أية طعون من قبل الطلاب على زملائهم المرشحين لخوض الانتخابات، مشيرًا إلى أن إجراءات العملية الانتخابية ستستمر فعالياتها حتى الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري، حيث ستنتهي بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الجامعة.

ووجه رئيس جامعة مطروح بضرورة التزام الطلاب بالقواعد المنظمة للانتخابات الطلابية ومراعاة قواعد الدعاية الانتخابية التي ستبدأ غدًا الخميس، على أن يتم إجراء الجولة الأولى من الانتخابات بجميع الكليات والفرز وإعلان النتائج الأحد 24 نوفمبر، داعيًا الطلاب بضرورة المشاركة في العملية الانتخابية لاختيار من يمثلهم تمثيلًا حقيقيًا.

مقالات مشابهة

  • عقيلة صالح: إصدار قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية خلال أيام
  • محمود عصمت: الربط الكهربائي بين مصر والسعودية نواة لمشروع عربي
  • وزير الكهرباء يتفقد مستجدات تنفيذ أعمال محطة الربط المصرى السعودي
  • وزير الكهرباء: مخطط زمني محدد لإنهاء الأعمال بمشروع الربط المصري السعودي
  • سكر تير عام مساعد مطروح: قانون التصالح تنظيم للبناء للوصول إلى مظهر حضاري
  • تفاصيل أول مشروع طاقة شمسية عائم في مصر
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن البناء الحضاري في التراث الإسلامي
  • قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
  • الحكم المحلي تتابع «مشروع بلديتي» لتعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية
  • محافظ القليوبية يبحث مع «التنسيق الحضاري» مشروع تطوير القناطر الخيرية