مكافحة الاتجار بالبشر.. نداء من أجل الإنسانية والعدالة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
احتفل العالم بمناسبة مهمة جدا، وإنسانية، وهي اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر. وجاء الاحتفاء في وقت يواجه فيه البشر الكثير من التحديات تتجاوز الفهم التقليدي لموضوع الاتجار بالبشر.
واحتفلت سلطنة عُمان بالمناسبة، وهي التي ما فتئت تبث الكثير من الرسائل للداخل والخارج حول خطر هذا النوع من الانتهاك لإنسانية الإنسان.
وتولي سلطنة عمان أهمية كبرى بتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وتوسيع المدارك تجاه التحديات والجرائم التي تلامس كرامة الإنسان، وهي تؤمن أن هذا لا ينبع من كونه التزامًا دوليًّا فقط، وإنما لكونه التزامًا دينيًّا وواجبًا وطنيًّا متجذرًا في الهوية العمانية.
وصدّقت سلطنة عمان وانضمت إلى العديد من الاتفاقيات والمواثيق والصكوك والبروتوكولات الدولية المشتملة على أحكام وتدابير ذات صلة بمكافحة استغلال الأشخاص وبخاصة النساء والأطفال، وقد أصبحت تلك الاتفاقيات جزءًا من القوانين المحلية ولتسهيل تطبيقها وإنفاذ الأحكام الواردة فيها.
ورغم التقدم الذي شهده العالم والثورات التكنولوجية إلا أن تحدي الاتجار بالبشر ما زال أحد شواغل البشرية حتى اليوم، ويعاني منه ملايين الناس المحرومين من كرامتهم وحريتهم وحقوقهم الإنسانية الأساسية.
ويتعرض ضحايا الاتجار للاستغلال بأشكال مختلفة، بما في ذلك العمل القسري والاستغلال الجنسي والاتجار بالأعضاء. وتتمثل الرؤية الإنسانية للاحتفال بهذا اليوم في تسليط الضوء على محنة هؤلاء الأفراد، ورفع مستوى أصواتهم حتى تسمع في كل مكان.
كانت رحلة مكافحة الاتجار بالبشر رحلة شاقة وطويلة عبر التاريخ وشهدت الكثير من الفصول والصراعات أثبت الكثير منها نجاحه فيما ما زالت هناك الكثير من التحديات التي تستحق أن يقف عليها وعلى أشكالها الناس في كل مكان. ويشكل إحياء ذكرى هذا اليوم تذكيرا تاريخيا بالنضال المستمر من أجل الحرية والعدالة.
ويدعو اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر إلى تأمل أعمق في القيم التي تحدد إنسانيتنا، وإلى النظر في الحقوق الأساسية التي يحق لكل إنسان أن يتمتع بها: الحق في العيش خالياً من الخوف والاستغلال والإساءة. ويمكن النظر إلى هذا اليوم وخاصة في هذه المرحلة التي تشهد الكثير من الانتهاكات وعلى كل المستويات، باعتباره بوصلة أخلاقية تذكرنا بأن قيمة الحياة البشرية تتجاوز أي مكسب مادي، كما يدعونا إلى التضامن والرحمة والعزم الجماعي على دعم كرامة الإنسان في كل وقت وآن.
ويعد اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر تذكيرًا مؤثرًا بالنضال الدائم من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة، إنه يوم لتجديد التزامنا بحماية الفئات الأكثر ضعفًا بيننا وضمان استمرار نور الإنسانية في التألق بقوة ضد ظلام الاستغلال خاصة ذلك الذي يحدث في الحروب والنزاعات الطائفية والقومية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتجار بالبشر الکثیر من
إقرأ أيضاً:
من دونكم لا وجود للبنان... نداء من جعجع للمغتربين
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "اتفاق وقف إطلاق النار وسقوط نظام الأسد في سوريا يشكلان فرصة حقيقية لإعادة بناء لبنان الذي كان يوماً مصدر إلهام لعدد كبير من دول العالم".
وذكّر جعجع "كيف كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يصرّح علانيّة بأنه يسعى لتصبح الإمارات العربيّة المتحدة على مثال لبنان". وقال: "اليوم، نرى أين وصلت الإمارات، ونتمنى لها التوفيق والنجاح كله، بينما نأسف لما آل إليه وضع لبنان. كذلك، نريد إعادة بناء لبنان الذي كانت سنغافورة تتطلع إليه وتطمح لتكون "بيروت الشرق الأدنى".
كما شدد جعجع على أن "الأوضاع المانعة التي لم تسمح لنا بالإستمرار في بناء لبنان والإبقاء على مكانته ومكانة بيروت، زالت بشكل أساسي في الوقت الراهن، لذلك فُتحت الطريق أمامنا كي نتمكن من إعادة بناء وطن، الأمر الذي لم يكن متوافراً خلال الـ30 سنة الأخيرة، لأننا في هذه الفترة لم نكن نفتقد وجود دولة في لبنان فحسب، وإنما لم يكن لدينا وطن، بل كان لبنان كناية عن أرض سائبة من دون حسيب أو رقيب". وقال: "لهذه الأسباب كلها أريد منكم أن تحيوا العيد بأبهى الطرق وأن تفرحوا بالعيد إلى أبعد الحدود هذه السنة، لأنه يحمل معانيَ كثيرة وعميقة".
جاء كلام جعجع خلال العشاء الميلادي الذي نظمه مركز أوتاوا التابع لمنسقية كندا في صالة كنيسة مار إلياس – أوتاوا، في حضور ممثلين عن الأحزاب الكندية كافة، إضافة إلى ممثلين عن حزبي "الكتائب اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار"، المونسنيور هنري عماد، الأب فادي عطا الله، وعدد من أعضاء الجالية اللبنانية والمواطنين الكنديين وحشد من القواتيين.
وكان اللقاء بدأ بكلمة ترحيبية لمنسق كندا، ميشال عقل. وقد استهل جعجع كلمته، بتوجيه تحيّة للحاضرين وللكنيسة، وقال: "مساء الخير لهذه الكنيسة التي لا يمكن أن أنساها، وللأب هنري ولكل شابة وشاب منكم، فأنا مررت بأوتاوا في العام 2019، وحتى يومنا هذا ما زلت أتذكّر كل لحظة أمضيتها في هذه المدينة، وبالأخص كل لحظة معكم أنتم". كما رحّب بـ"الأصدقاء" المشاركين في العشاء من مختلف الأحزاب اللبنانيّة والكنديّة.
ووجه جعجع نداءً صريحاً إلى المغتربين اللبنانيين، داعياً إياهم إلى الاستعداد للعودة إلى لبنان، قائلاً: "من دونكم لا وجود للبنان، فالأرض بأهلها. بطبيعة الحال نحن باقون ومستمرون حتى النهاية، ولكن إن لم نتكاتف جميعاً لن نتمكن من إعادة لبنان الذي نحلم به، لذلك أريدكم أن تبدأوا بالتفكير جدياً في العودة لحظة يبدأ البناء الجديد مع التقدير لأرض الخير التي استقبلتكم، كي نشبك أيدي بعضنا البعض ونعمل جميعاً على بناء لبنان".