عمل الدكتور محمد أبو مغيصيب نائب المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في عدة مناطق فلسطينية بينها نابلس والضفة الغربية والقدس، وفي غزة التي  استقر فيها نسبيا 20 سنة متواصلة تخللتها حروب.

ولكن منذ بداية الحرب يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اضطر وعائلته للنزوح عدة مرات لأول مرة في حياتهم، وتنقلوا مرارا قبل أن ينجح بإخراجهم إلى مصر، وبقي هو يكمل مهمته في القطاع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إنه غوانتانامو.. واشنطن بوست تتناول الانتهاكات الفظيعة ضد الفلسطينيين بسجون إسرائيلlist 2 of 2توماس فريدمان: الديمقراطيون قد يندمون على نعت ترامب وأنصاره بغرباء الأطوارend of list

وللوقوف على جزء من قصة المأساة الطبية والإنسانية المستمرة في غزة، أجرت نسرين مالك من الغارديان مقابلة مع الطبيب تسأله فيها عن تجربته بصفته طبيبا وتجربته بصفته فلسطينيا يعاني من دوامة الحرب.

معاناة الأطباء

وكشف أبو مغيصيب عن طبيعة الإصابات التي يراها الأطباء ويعاني منها الفلسطينيون بشكل يومي، حيث تصل لخيم ومستشفيات المنظمة شتى الحالات الدموية والحرجة، وتكون أغلب الإصابات في البطن أو الأطراف السفلية.

وحسب المقابلة، فإن حوالي 60% من المصابين أطفال ونساء، واستذكر أبو مغيصيب قصة مريضة هزت الطاقم الطبي، حيث وصلت شابة حامل في منتصف العشرينيات مصابة إلى المشفى، وقد تعرض منزلها للقصف، ومات جراءه زوجها وأطفالها، وبترت قدمها وخسرت جنينها.

ووصف أبو مغيصيب شعور صدمة الطاقم الطبي وغير الطبي اتجاه حالات مماثلة، وقال إنه وأفراد الطاقم يصبرون أنفسهم بأن عوائلهم بخير على الأقل، إلا أن رؤية "أطفال مبتوري الأطراف، أو فقدوا عائلاتهم بالكامل، أمر صعب للغاية، عاطفيا ونفسيا".

ونظرا لشريحة المصابين وشح الموارد وكثرة المرضى، يعيش الأطباء أيضا تحت ضغط مهني عال، وقال أبو مغيصيب أن "مقابل كل مريض نعالجه 5 آخرون يحتاجون للعناية المباشرة".

انهيار القطاع الصحي

وتعكس إفادة أبو مغيصيب ما تكشفه الأخبار من انهيار القطاع الصحي في غزة نتاج القصف الإسرائيلي المستمر وانعكاس ذلك على المصابين والضحايا الفلسطينيين، إذ قال إن "أطباء بلا حدود" لم تتلق أي إمدادات طبية منذ بداية اجتياح رفح في مايو/أيار الماضي، وإذا لم يسمح لشاحنات المساعدات بالدخول فستضطر المنظمة للحد من عملها.

وتطرق أبو مغيصيب في إجاباته لصعوبة عمل أطباء بلا حدود في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمشافي وأوامر الإخلاء المتكررة، وذكر مستشفى ميدانيا افتتح برفح في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكان يستوعب 60 مريضا، واضطرت المنظمة لإغلاقه وإخلائه في مايو/أيار الماضي بسبب الحرب.

ودفعت ظروف مماثلة المنظمة لإخلاء مستشفى بخان يونس في فبراير/شباط ومستشفى الشفاء في أبريل/نيسان.

وتنحصر نشاطات المنظمة الآن في خان يونس، حيث مستشفى ناصر وعيادة أخرى، كما عاودت المنظمة بعض نشاطاتها في الشمال.

منظمة أطباء بلا حدود توفر العناية الطبية في مخيم رفح (الأوروبية) نزوح وخوف مستمر

ويوازي عدم استقرار عمل أبو مغيصيب وضع عائلته المتزعزع في الشهور الأولى من الحرب، إذ اضطروا للنزوح عدة مرات -حالهم حال غالبية سكان القطاع- متنقلين بين "المناطق الآمنة" التي يقصفها الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف، وتاركين وراءهم "كل شيء، بيتهم، وذكرياتهم" على حد تعبيره.

وقال أبو مغيصيب في إشارة منه لمعاناة الفلسطينيين إن "على خبراء الصحة النفسية حول العالم ابتكار مصطلح جديد خاص بمعاناة أهل غزة فقط، فنحن نعاني من خليط من الخوف واضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أطباء بلا حدود فی غزة

إقرأ أيضاً:

"أطباء بلا حدود" تتهم إسرائيل بالهجوم الممنهج على النظام الصحي في غزة

اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الخميس، إسرائيل بشن هجمات منهجية على النظام الصحي في غزة، وبتقييد المساعدات الإنسانية الأساسية.

وقالت المنظمة، التي تعمل في غزة منذ أكثر من 20 عاماً، إن موظفيها تعرضوا لأكثر من 40 هجوماً منذ بداية الحرب، بما في ذلك غارات جوية وقصف واقتحامات عسكرية على المنشآت الصحية. وذكرت أنه بحلول شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم إغلاق 19 من مستشفيات غزة الـ36، ومنع القتال المستمر العديد من السكان من الوصول إلى المستشفيات التي لا تزال تعمل.

❌ Food
❌ Water
❌ Medicine

Israel was ordered to take immediate measures to enable the provision of humanitarian aid in Gaza almost a year ago. Still today, Palestinians are fighting for survival without these basic necessities.

“The recent military offensive in the north is… pic.twitter.com/R0jE5FDsBA

— Doctors w/o Borders (@MSF_USA) December 19, 2024

وذكر تقرير المنظمة أن "الهجمات على المدنيين، وتفكيك النظام الصحي، ومنع الطعام والماء والإمدادات، هي شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على سكان غزة. يجب أن يتوقف هذا الآن".

ومن جهتها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير بـ"الكاذب والمضلل تماماً"، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تستهدف العاملين في المجال الصحي الأبرياء وتسعى لضمان إيصال المساعدات. واتهمت المجموعة الطبية بعدم الاعتراف باستخدام حركة حماس للمستشفيات كقواعد "للأنشطة والعمليات الإرهابية".

???? Repeated military attacks on Palestinian civilians

???? Dismantling of health care system

???? Suffocating siege

???? Denial of aid

Israel has been destroying the conditions of life in Gaza over the past 14 months. More in our latest report: https://t.co/6pq8xV52Xj

— Doctors w/o Borders (@MSF_USA) December 19, 2024

وتكرر ذكر بعض الاتهامات الواردة في تقرير أطباء بلا حدود، في تقرير آخر من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي اتهمت إسرائيل بحملة في غزة تشكل "أعمال إبادة جماعية"، من خلال قطع إمدادات المياه والكهرباء، وتدمير البنية التحتية، ومنع توزيع الإمدادات الحيوية. 

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى بالعاصمة السودانية
  • المبعوث الأميركي للسودان: الدعم السريع متورطة في تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية
  • "أطباء بلا حدود" تتهم إسرائيل بالهجوم الممنهج على النظام الصحي في غزة
  • اتهام إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» و«تطهير عرقي» في غزة
  • «مصيدة الموت في غزة».. تقرير جديد لـ«أطباء بلا حدود»
  • منظمة أطباء بلا حدود تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • “أطباء بلا حدود” تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • أطباء بلا حدود: العيش في غزة مصيدة للموت
  • “أطباء بلا حدود”: علامات واضحة على التطهير العرقي في قطاع غزة
  • انتشار داء “أنكلستوما” الجلدي في محافظة الحديدة غرب اليمن