كشفت مصادر مطلعة أن محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، يرفض التراجع عن استقالته من منصبه والتي قدمها منتصف يوليو الجاري، عقب تراجع مجلس القيادة الرئاسي عن قرارات البنك الأخيرة، بضغوط سعودية، بعد اتفاق الأخيرة مع جماعة الحوثي.

 

وقالت المصادر لـ"الموقع بوست" إن المعبقي لا يزال يصر ويرفض التراجع عن استقالته من منصبه -حتى لحظة كتابة الخبر- على عكس ما أشيع سابقا، بأن محافظ البنك عدل عن استقالته بعد رفض رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس بالإجماع الاستقالة، وفق وكالة سبأ الرسمية.

 

وأكدت المصادر أن مجلس القيادة لم يجمع بشأن رفض استقالة محافظ البنك المركزي وأن إعلان الاتفاق مع الحوثيين لم يكن بعلم الحكومة ورئيسها، الأمر الذي يكشف هشاشة مؤسسات الشرعية وارتهانها للقرار الخارجي.

 

وقدم محافظ البنك المركزي المعبقي، استقالته من منصبه، في مذكرة له في 17 يوليو الجاري عقب تراجع الحكومة عن قرارات البنك الأخيرة، بعد اتفاقها مع جماعة الحوثي برعاية أممية.

 

وقال المعبقي في مذكرة استقالته المقدمة للمجلس الرئاسي، إن "إجراءات البنك المركزي هدفت إلى حماية القطاع المصرفي اليمني والمحافظة على علاقات اليمن وتعاملاته مع المؤسسات المالية والبنوك المراسلة الإقليمية والدولية ومحاولة إنقاذ القطاع المصرفي من تغول جماعة الحوثي والتي تجاوزت كل الحدود وتكاد تنهي البيئة الملائمة للعمل وتقضي على مجمل النشاط الاقتصادي في البلاد".

 

وفي 30 مايو/ أيار المنصرم، أصدر البنك المركزي اليمني في مدينة عدن، قراراً قضى بإيقاف التعامل مع 6 من البنوك والمصارف اليمنية، بعد انتهاء المهلة المحددة بـ60 يوماً لتنفيذ قراره بنقل مراكزها الرئيسية إلى عدن. كما أبلغ نظام الـ "سويفت" بوقف التعامل معها. وهو ما أدَّى إلى تصاعد التوتُّر بين الحوثيين من جهة والحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

 

وهددت جماعة الحوثي -على إثر هذه القرارات- باتخاذ عمليات عسكرية ضد المصالح السعودية، وهو ما استدعى تدخلًا مِن قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتَّحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حيث طالب بتأجيل تنفيذ هذه القرارات إلى نهاية شهر أغسطس القادم.

 

وفي وقت سابق نقلت وكالة "بولمبرغ" الأمريكية عن مصادر مطلعة قولهم إن المسؤولين السعوديين حاولوا تهدئة الموقف عقب تصعيد الحكومة اقتصاديا من خلال حثها على إعادة النظر في الإجراءات المالية المصممة لإضعاف الحوثيين.

 

وأكدت المصادر أن الرياض هددت الحكومة اليمنية بتقليل الدعم الاقتصادي والعسكري في حال عدم التراجع عن قرارات البنك المركزي الأخيرة.

 

وكان تقرير لمركز صنعاء، قد أكد بأن السعودية أجبرت المجلس الرئاسي على التراجع عن القرارات التي أصدرها البنك المركزي في عدن، خوفا من تهديدات جماعة الحوثي باستئناف هجماتها على المملكة.

 

وذكر التقرير أن السفير السعودي محمد آل جابر بذل قصارى جهده لإجبار الحكومة اليمنية على التراجع عن تلك الإجراءات، لكن جهوده لم تفلح في تغيير موقف محافظ البنك أحمد غالب، الذي ظل صامدا رغم التهديدات والإغراءات.

 

وأشار إلى أن آل جابر لجأ إلى استدعاء أعضاء المجلس الرئاسي إلى اجتماع، وهدّد بقطع التمويل تماما عن الحكومة ما لم يتم التراجع عن إجراءات البنك، وألمح إلى أن الحكومة ستواجه مصيرها بمفردها في حال لجأ الحوثيون إلى الانتقام عسكريا.

 

وكانت مصادر متطابقة قالت إن محافظ البنك المركزي المعبقي تحت الإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض.

 

وحظيت قرارات البنك المركزي بقبول لدى شريحة واسعة من الشعب اليمني، الذي خرج بمسيرات ومظاهرات مؤيدة لتلك القرارات، ورافضة لأي ضغوطات للتراجع عنها.

 

وقوبل إعلان التراجع عن القرارات بغضب شعبي واسع في اوساط اليمنيين حيث اعتبره البعض اخر فرص الحكومة والتي لن تتكرر، وعزوا هذا التراجع إلى التهديدات التي أطلقها زعيم جماعة الحوثي ضد السعودية، مؤكدين أن هذا الخذلان المتكرر يفقد الحكومة ثقتها بالناس ويجعلها مرتهنة للسعودية بكامل قراراتها.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية البنك المركزي الحكومة الحوثي محافظ البنک المرکزی استقالته من منصبه قرارات البنک جماعة الحوثی عن استقالته التراجع عن

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

أعلنت جماعة الحوثي، الثلاثاء، استهداف سفينة شحن في البحر الأحمر، غداة تقرير من "مركز المعلومات البحرية المشترك" الذي يديره تحالف غربي عن انفجارين منفصلين قرب سفينة ترفع علم بنما.

وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي يحيى سريع في بيان، إن الحوثيين استهدفوا "سفينة (أناضولو إس) في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ البالستية والبحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة".

ولفت سريع إلى أن استهداف السفينة جاء "لعدم استجابتها لتحذيرات القوات البحرية".

وكان "مركز المعلومات البحرية المشترك" أصدر تقريرا الإثنين أشار فيه إلى أن السفينة المذكورة "تلقت نداء من قبل سلطة يمنية مزعومة، وأمرتها بتغيير مسارها إلى الشمال" في 17 نوفمبر، لكنها لم تمتثل وواصلت مسارها.

وأضافت أنه "بعيد ذلك، أفاد ضابط أمن الشركة أن صاروخا سقط على بعد نحو 3 أمتار من مؤخر السفينة".

والإثنين أبلغ قبطان السفينة عن "هجوم صاروخي ثان. وسقط الصاروخ على مسافة ميل بحري تقريبا من مقدم السفينة".

وأفادت التقارير أن السفينة وطاقمها بخير.

ولفت المركز إلى أنه حقق في الحادثة "ووجد ارتباطا غير مباشر بإسرائيل".

مقالات مشابهة