غوغل تنسحب من رعاية المؤتمر التقني للجيش الإسرائيلي في اللحظة الأخيرة
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
في تطور مفاجئ، تراجعت شركة غوغل عن رعايتها لمؤتمر "تكنولوجيا المعلومات لصالح الجيش الإسرائيلي"، الذي عُقد في 10 يوليو/تموز بإسرائيل، وقد جمع هذا الحدث السنوي عدة شركات تقنية رائدة لدعم الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية بقطاع غزة وغيرها من المناطق.
ورغم رعاية غوغل للمؤتمر في السابق، فإن هذا العام شهد غيابها بصورة غير متوقعة في اللحظات الأخيرة، خاصة بعد الضغوط الأخيرة بسبب مشروع "نيمبوس" بين الشركة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، حسب ما ذكره تقرير جديد في موقع "ذي إنترسبت".
اجتذب هذا المؤتمر مجموعة متنوعة من شركات التقنية العالمية، ومن بين الحضور أسماء بارزة مثل شركات نوكيا وديل وكانون، ويهدف هذا الحدث بشكل أساسي إلى تعزيز القدرات التكنولوجية للجيش الإسرائيلي، وهي رسالة أكدها العرض الذي قدمه أحد الجنرالات ليربط بين النزاعات السابقة والاشتباكات العسكرية المستقبلية للجيش، كما أشار التقرير.
انسحاب مفاجئكانت شركة غوغل راعيا بارزا للحدث على مدار العامين الماضيين، إذ تتماشى هذه الشراكة مع انخراط الشركة في مشروع "نيمبوس"، وهو عقد مشترك مع أمازون بقيمة 1.2 مليار دولار، يهدف إلى تطوير الحوسبة السحابية في القطاعات الحكومية الإسرائيلية، كما تذكر الرواية الرسمية للشركة.
ورغم هذه المشاركة التاريخية، فإنه قبل أيام من انعقاد المؤتمر حُذف شعار غوغل من الموقع الإلكتروني للحدث دون تفسير، وعندما سُئل منظمو المؤتمر عن الأمر، ادّعوا عدم معرفتهم بالرعاية المفترضة لشركة غوغل، وأشاروا إلى أن شعار الشركة ربما يكون قد أُدرج عن طريق الخطأ، وصرح المتحدث الرسمي لموقع "404 ميديا" قائلا "من المحتمل أننا استخدمنا شعارهم بالخطأ، لكنهم ليسوا أحد الرعاة، على حد علمي".
لكن خلافا لهذه الرواية، أشارت الوثائق، التي اطّلع عليها موقع "ذي إنترسبت"، إلى أن غوغل كانت مُدرجة فعلا كجهة راعية مشاركة في جدولها الرسمي، بالتعاون مع شركة "كلاود إكس" (CloudEx)، وهي شركة استشارات إسرائيلية في مجال الحوسبة السحابية.
وما زاد من حدة الجدل، أن صور الحدث كشفت عن وجود مربع مطلي بوضوح على إحدى واجهات المؤتمر، مما يشير إلى محاولة لمحو شعار غوغل، وتشير الصور الرسمية للمؤتمر، التي نُشرت في ألبوم عام وراجعها موقع "ذي إنترسبت"، إلا أن علاقة غوغل بالمؤتمر قد طُمست فعليا قبل أن يبدأ. لكن لم توضح غوغل ولا الجهة المنظمة للمؤتمر من الذي حُجب شعاره.
يُنظر إلى انسحاب غوغل المفاجئ على أنه جزء من توجّه أكبر يتمثل في ابتعاد الشركات عن الحرب الدائرة بقطاع غزة، التي أسفرت عن سقوط ما يقرب من 40 ألف شهيد من الفلسطينيين، كما أشار التقرير. وكذلك يأتي هذا القرار في أعقاب الاعتراضات الداخلية في غوغل على مشروع "نيمبوس"، التي فصلت على إثرها أكثر من 50 موظفا في شهر أبريل/نيسان الماضي بسبب احتجاجهم أمام مكاتب الشركة.
الانتقادات التي نالت هذا المشروع كانت تدور حول استخداماته العسكرية لصالح الجيش الإسرائيلي، لكن حاولت غوغل التقليل من أهمية هذا الأمر، وإنكار تورطها في أي عمليات عسكرية رغم وجود أدلة تخالف هذا الأمر، كما أشار تقرير "ذي إنترسبت".
وكان أحد أبرز ما جذب الانتباه في هذا الحدث هو العرض التقديمي لإحدى القيادات حول استخدام الجيش الإسرائيلي المنصات السحابية خلال الحرب على غزة، وسلّطت الضوء على دور "غوغل كلاود"، وفقا لما ذكرته الصحافة الإسرائيلية، كما أشارت محاضرة لاحقة إلى أن شراكة غوغل مع "كلاود إكس" استلزمت "العمل عن كثب على العديد من المشاريع السحابية مع وزارة الدفاع".
وكذلك حصلت شركة "كوميت"، موزع آخر للحوسبة السحابية، مؤخرا على لقب "شريك مبيعات جوجل السحابية لعام 2024 في إسرائيل" لعملها في تنفيذ مشروع "نيمبوس"، وقد روجت في المؤتمر لبرمجياتها الخاصة بإدارة القتال في ساحة المعركة، وفقا لما ذكره التقرير.
وفي مايو/أيار الماضي، كشف تقرير في موقع "ذي إنترسبت" أن مشروع "نيمبوس" يلزم اثنين من أبرز مصنعي الأسلحة الإسرائيليين، وهما شركتا "الصناعات الجوية الإسرائيلية" و"رافائيل"، باستخدام خدمات الحوسبة السحابية من غوغل وأمازون في أعمالهما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
تنصيب ترامب يمهد الطريق لغوغل للاستحواذ على ويز الإسرائيلية
بعد أقل من عام من انهيار خطط غوغل للاستحواذ على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية ويز (Wiz)، تمكن المسؤولون التنفيذيون من إبرام صفقة بعد موجة من المفاوضات حدثت اثناء أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليمين الدستورية قبل ثمانية أسابيع فقط، بحسب وكالة "رويترز".
وأعلنت غوغل (Google) أنها رفعت عرضها الأصلي من 23 مليار دولار في يوليو/تموز إلى 32 مليار دولار، مما يجعله أحد أكبر الصفقات التقنية على الإطلاق، كما رفعت رسوم الانفصال بشكل كبير إلى أكثر من 3.2 مليار دولار، وفقًا لأشخاص مطلعين على الاتفاقية.
لكن سبب إغلاق الصفقة الحقيقي بحسب المصادر التي تحدثت معها رويترز كان التغيير في البيت الأبيض الذي جلب معه احتمال مراجعة أكثر تساهل لقضية مكافحة الاحتكار في عهد ترامب.
وقال هؤلاء الأشخاص إن غوغل قامت بمحاولة أخرى في الخريف الماضي بينما كانت ويز تدرس طرحًا عامًا أوليًا محتملاً. حيث استمرت المفاوضات بشكل متقطع على مدار عدة أشهر، بدأ المسؤولون التنفيذيون في الاجتماع بانتظام لوضع تفاصيل الصفقة بعد تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني وتعيينه مسؤولين رئيسيين في إدارة مكافحة الاحتكار، وفقًا لهؤلاء الأشخاص.
إعلانكما انضم فازال ميرشانت إلى شركة ويز كرئيس مالي جديد لها في يناير، بينما كانت الشركة لا تزال تدرس طرحًا عامًا أوليًا محتملًا. وقال أحد الأشخاص إن ميرشانت لعب دورًا رئيسيًا في صياغة الصفقة، إلى جانب الرئيس التنفيذي عساف رابابورت، مما ساعد في إتمامها. وقال شخصان إن توماس كوريان، رئيس قسم الحوسبة السحابية في غوغل، كان أيضًا مهندسًا رئيسيًا للاتفاقية.
صفقة مُحسّنةوجد المسؤولون التنفيذيون في ويز صعوبة في رفض عرض غوغل المُعدّل، والذي قيّم شركة الأمن السيبراني الناشئة بنسبة أعلى بنسبة 39% من العرض السابق، وتضمن أيضًا رسوم فسخ عكسي أعلى تزيد عن 3.2 مليار دولار، أو أكثر من 10% من قيمة الصفقة، تُدفع لشركة ويز في حال فشل الصفقة، وفقًا للمصادر. ترى غوغل أن هذه العلاوة مبررة بالنظر إلى نمو إيرادات ويز السنوي بنسبة 70% وإيراداتها السنوية التي تزيد عن 700 مليون دولار، وفقًا لمصدر مطلع على المناقشات.
تُدفع رسوم الإنهاء العكسي، المعروفة باسم رسوم الانفصال، من قبل المشترين لتعويض الشركات المستهدفة عند فشل الصفقات لأسباب تنظيمية.
لا تُعدّ رسوم الانفصال المرتفعة هذه شائعة في صفقات الشركات في الولايات المتحدة، على الرغم من ارتفاع هذه الرسوم في السنوات الأخيرة مع تزايد التهديدات التنظيمية للصفقات الكبيرة عالميًا. ووفقًا لدراسة أجرتها شركة المحاماة فينويك وويست (Fenwick & West)، والتي راجعت صفقات لا تقل قيمتها عن مليار دولار والتي تم توقيعها في عام 2023، تراوحت رسوم الانفصال في المتوسط بين 4% و7% من إجمالي قيمة الصفقة.
ليس من الواضح ما إذا كانت غوغل وويز قد تواصلتا مع سلطات مكافحة الاحتكار الأميركية قبل توقيع الصفقة.
أبلغت بعض الشركات هيئات مكافحة الاحتكار الأميركية مسبقًا لتحضيرها قبل توقيع أي صفقة. على سبيل المثال، في عام 2023، سعت شركة تيمبر سيلي (Tempur Sealy) للحصول على موافقة لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية قبل توقيع صفقة بقيمة 4 مليارات دولار للاستحواذ على شركة ماتريس فرم (Mattress Firm).
إعلانقال شخصان إن المسؤولين التنفيذيين في ويز كانوا حذرين بعد رؤية محاولة أدوبي (Adobe) للاستحواذ على فيغما (Figma) بقيمة 20 مليار دولار تنهار بسبب التدقيق في مكافحة الاحتكار في أواخر عام 2023. كما تواجه غوغل حاليًا قضيتين في وزارة العدل الأميركية بشأن هيمنتها على البحث عبر الإنترنت وأخرى تتعلق بتكنولوجيا الإعلانات.
عرضت غوغل دفع رسوم فسخ تبلغ حوالي 2 مليار دولار لشركة ويز في ذلك الوقت – وهو مبلغ شعرت ويز أنه ليس كافيًا لتحمل مخاطر توقيع الصفقة، وفقًا للمصادر.
وقدّم بنك أوف أمريكا المشورة لشركة جوجل بشأن الصفقة، بينما قدّم جولدمان ساكس المشورة لشركة ويز.
وقالت المصادر لرويترز إن بعض أكبر داعمي رأس المال الاستثماري لشركة ويز كانوا قلقين من أن رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية آنذاك، لينا خان، ستفشل الصفقة. أفاد أشخاص مطلعون على الصفقة أن تعيين ترامب لأندرو فيرجسون رئيسًا للجنة التجارة الفيدرالية، وغيل سلاتر لقيادة مراجعات مكافحة الاحتكار في وزارة العدل، منح المسؤولين التنفيذيين في كلتا الشركتين ثقة أكبر في إجراء مراجعة تنظيمية أكثر سلاسة.
ولم يستجب مسؤولو غوغل، ويز، والبيت الأبيض، ووزارة العدل لطلبات التعليق فورًا بحسب تقرير رويترز.
هل تم تعويض مؤسسي غوغل؟وكان المؤسس الشريك لشركة "غوغل"، سيرجي برين،قد خسر 22 مليار دولار نتيجة انخفاض أسهم شركة "آلفابيت إينك" (Alphabet Inc) بنسبة تفوق 7%، جاء ذلك بعد تراجعه عن مواقفه السابقة ضد ترامب وقبوله دعوة لعشاء في مارالاغو، حيث منتجع ترامب الذي دعا فيه كبار الشخصيات ورجال الأعمال في إطار حملته الانتخابية.
وشهدت ثروات 5 مليارديرات، كانوا حاضرين في مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تقلصا كبيرا، إذ خسروا ما مجموعه 209 مليارات دولار من ثرواتهم الشخصية بعد 7 أسابيع فقط من تنصيب ترامب.
إعلان