فرضية جديدة حول علاقة الرياضة بالمزاج
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
لندن – درس باحثو جامعة “كوليدج لندن” آلية العمليات التي تحدث في الدماغ والجسم عند ممارسة التمارين الرياضية، والتي من شأنها تخفيف أعراض الاكتئاب.
يرتبط الاكتئاب باضطرابات دماغية ونفسية، بما في ذلك ضعف التعلم والذاكرة. وتبين أن النشاط البدني، وخاصة التمارين الهوائية، يقلل من أعراض الاكتئاب، ولكن الآلية وراء ذلك ما تزال غامضة نوعا ما.
وبهذا الصدد، اقترح الباحثون فرضية جديدة لفهم التأثيرات المضادة للاكتئاب الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية. ويعتقد فريق البحث أن العملية قد تعتمد على الدافع، وهو أمر مهم للغاية لتخفيف أعراض الاكتئاب، مثل انعدام المتعة وانخفاض الطاقة و”ضبابية الدماغ”.
ودرس الفريق أوراقا بحثية “استكشفت آليات الاكتئاب لدى كل من البشر والحيوانات”، وخلصت إلى أن الاكتئاب يرتبط بالتهاب مرتفع (ناتج عن استجابة مناعية للجسم)، كما يعطّل انتقال الدوبامين (هرمون السعادة)، وقد تمثل هذه التغيرات البيولوجية عمليات رئيسية تؤدي إلى تغييرات في الدافع، وخاصة انخفاض الرغبة في بذل جهد بدني أو عقلي.
وفي الوقت نفسه، تعمل التمارين الرياضية على تقليل الالتهاب، وتعزيز وظيفة الدوبامين، وبالتالي تحفز الدافع.
ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون سببا مهما لتأثير التمارين الرياضية المضاد للاكتئاب.
وقالت المعدة الرئيسية، إميلي هيرد، من معهد علوم الأعصاب الإدراكية بجامعة كوليدج لندن: “تم إثبات التأثير المضاد للاكتئاب الناجم عن التمارين الهوائية بشكل مقنع من خلال التجارب العشوائية الخاضعة للرقابة، لكن آليتها غير مفهومة جيدا. ويرجع هذا جزئيا إلى أنها تنطوي على مجموعة متنوعة من العمليات البيولوجية والنفسية. على سبيل المثال، إلى جانب تأثيرها الإيجابي على الالتهاب والدوبامين، تعمل التمارين الرياضية أيضا على تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين احترام الذات والكفاءة الذاتية”.
وأضافت: “ومع ذلك، فإننا نقترح أن ممارسة الرياضة تقلل من الالتهاب وتعزز انتقال الدوبامين، ما يزيد بدوره من الرغبة في بذل الجهد، وبالتالي يعزز الدافع بشكل عام”.
ويأمل الفريق أن تساعد النتائج في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة للاكتئاب، مثل برامج التمارين الرياضية الشخصية.
وخلصت هيرد بالقول: “إن معالجة العوائق التي تحول دون ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، أمر بالغ الأهمية، حيث قد يكون النشاط البدني المنتظم قادرا على تخفيف الأعراض وتحسين الحالة المزاجية”.
نشرت الدراسة في مجلة Translational Psychiatry.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: التمارین الریاضیة
إقرأ أيضاً:
دراسة عالمية: اكتشاف جيني يمهد الطريق لعلاج شخصي للاكتئاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بأجرها فريق من علماء الأوبئة الوراثية من جامعة كينغز كوليدج لندن عن دور الجينات في الإصابة بالاكتئاب وخلق طريق جديد للعلاج وفقا لما نشرته مجلة Cell.
وتوصل فريق دولي من العلماء إلى اكتشافات جديدة بشأن دور الجينات في الإصابة بالاكتئاب حيث تمكنوا من ربط 293 اختلافا جينيا بالحالة المدمرة التي تؤثر على الملايين حول العالم من خلال هذه الدراسة والتي تعد واحدة من الأبحاث الأكثر شمولا في هذا المجال آفاقا لعلاج الاكتئاب بطرق أكثر تخصيصا بناء على التركيبة الجينية لكل فرد.
وكان قد استخدم العلماء بيانات مجهولة المصدر لأكثر من 5 ملايين شخص ما جعل الدراسة من أكبر الدراسات التي تربط الجينات بالاكتئاب وقد توصلوا إلى تحديد عوامل خطر وراثية جديدة عبر مجموعات سكانية متعددة حول العالم، ما يمكنهم من التنبؤ بخطر الإصابة بالاكتئاب عبر الأعراق المختلفة.
وبتحليل بيانات من 688808 أشخاص شخصوا بالاكتئاب الشديد و4.3 مليون شخص لا يعانون من هذه الحالة عبر 29 دولة ومجموعة واسعة من الأعراق وتم التوصل إلى فهم أوسع للاكتئاب وكيفية ارتباطه بالجينات.
كما أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من المتغيرات الجينية المكتشفة تعود إلى التنوع العرقي حيث شارك في الدراسة نحو ربع المشاركين من أصول غير أوروبية وهذا التنوع يعزز القدرة على التنبؤ بالاكتئاب وعلاجه بشكل أكثر دقة عبر مجموعات سكانية مختلفة.
وقالت كاثرين لويس عالمة الأوبئة الوراثية من كينغز كوليدج لندن: تظهر هذه النتائج أن الاكتئاب يتسم بتعدد الجينات بشكل كبير ما يفتح آفاقا لتحويل هذه المعرفة إلى علاجات أفضل للأشخاص المصابين بالاكتئاب.
وتمكن فريق البحث من ربط المتغيرات الجينية بأنواع معينة من الخلايا العصبية في الدماغ ولا سيما الخلايا العصبية المثيرة في مناطق الحصين واللوزة الدماغية.
وهذا الاكتشاف لا يقدم فقط مزيدا من الفهم للتغيرات التي قد تحدث في الدماغ بسبب الاكتئاب بل يساعد أيضا على فهم كيفية ارتباط الاكتئاب بمشاكل أخرى في الدماغ مثل القلق ومرض الزهايمر.
ويؤكد العلماء أن الاكتئاب مزيج من العديد من العوامل البيولوجية والنفسية التي تختلف من شخص لآخر كما تساهم هذه الدراسة في تسليط الضوء على المكونات الجينية التي تساهم في تلك الاختلافات.