لدعم التحول الرقمي.. .وزير الصحة يلتقي رئيس مجمع الإصدارات الذكية
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
التقى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، اللواء أحمد عبد السلام، رئيس مجمع الإصدارات الذكية والمؤمنة، اليوم الثلاثاء، لبحث سبل التعاون والاستفادة بالإمكانات الهائلة للمجمع، بما يدعم خطة الوزارة للميكنة والتحول الرقمي وفقاً لأحدث النظم التكنولوجية التي يقدمها المجمع.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع تناول النقاش حول إصدار وتأمين كافة المخرجات والوثائق الثبوتية الخاصة بالوزارة من خلال المجمع، بما يضمن تحقيق المأمونية والسرية للبيانات، فضلاً عن تحقيق أعلى درجة من الشفافية بين المواطن والحكومة من خلال تلك الوثائق المؤمنة، مشيراً إلى توجيه الوزير القيادات المعنية بالوزارة خلال الاجتماع بالبدء في وضع آليات وأسس عمل للتعاون مع المجمع وإصدار التراخيص الخاصة بمزاولة المهنة للفرق الطبية من العاملين بالقطاع الصحي، فضلاً عن استخراج قرارات التكليف للأطباء، واستخراج الشهادات الخاصة بتطعيمات الأطفال
وأضاف "عبد الغفار" أن الاجتماع تناول المناقشة حول تطوير منظومة الوزارة للمراقبة على مقدمي الأغذية، من خلال وضع آلية عمل متكاملة لاصدار تراخيص العاملين بمجال الأغذية، وذلك بعد تطبيق الكشف الفعلي عليهم من قبل وزارة الصحة متمثلة في المجالس الطبية المتخصصة والتأكد من خلوهم من الأمراض، كما شدد على تطوير آلية المراقبة على العاملين، بما يضمن تحقيق الأمن الصحي للمواطنين.
وتابع "عبد الغفار" أن الوزير وجه المعنيين من الوزارة خلال الاجتماع بسرعة البدء في التعاون مع المجمع لاستخراج البطاقات التعريفية المميكنة والمؤمنة لكافة العاملين في المنشآت الصحية من الفرق الطبية ووضع التصميم الخاص بها، مؤكداً أن المجمع يعد صرحاً متكاملًا يتمكن من إحكام السيطرة الأمنية على إصدار الأوراق ومنع تزويرها، فضلاً عن تقديم حلولاً تكنولوجية متكاملة لكافة قطاعات الدولة، بما يضمن تحقيق رؤية مصر 2030
ولفت "عبد الغفار" إلى أنه عقب الاجتماع تفقد الوزير كافة أقسام المجمع والذي يقع على مساحة 570 ألف متر مربع، حيث تفقد المصنع الخاص بانتاج الورق المؤمن والمميكن وبطاقات الهوية وجوازات السفر والبنكنوت، واستمع الوزير لشرح مفصل حول مراحل العمل والتحضير الخاصة بالورق وصولاً إلى خروج الشهادات والمستندات في صورتها الأخيرة، كما تفقد الوزير المركز التكنولوجى لصناعة الهولوجرام " ثنائى وثلاثى ورباعى الأبعاد"، موضحاً أن الوزير استمع إلى لشرح مفصل حول آليات ومراحل تأمين الوثائق، والتي تتضمن انتاج الورق والتصميم والعلامات المائية والطباعة ووضع الأحبار المؤمنة.
ومن جانبه أكد اللواء أحمد عبد السلام، أن المجمع يعد هو الأول في مصر وافريقيا والشرق الأوسط الذي يصمم ويمنح العلامة المائية للورق والبنكنوت، وثاني أكبر مجمع على مستوى العالم في تصنيع الورق، حيث يتم انتاج 12 ألف طن ورق سنوياً، مؤكداً الاستعداد الكامل مع الوزارة لتحقيق كافة سبل التعاون، ودعم استراتيجية الدولة للتحول الرقمي والميكنة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الصحة حسام عبدالغفار عبد الغفار
إقرأ أيضاً:
الهوية والمواطنة في عصر التحول الرقمي
جنان العلوية
في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، أصبحت الرقمنة ضرورة لا غنى عنها في مختلف القطاعات، مما يفرض على الدول تحديات جديدة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الهويات الوطنية أمام المد الرقمي الكاسح للقيم والأعراف المحلية. سلطنة عُمان، التي تفخر بتاريخها العريق وتراثها الغني، ليست بمعزل عن هذه التغيرات، فهي تسير بخطى واثقة نحو التحول الرقمي، الأمر الذي يثير تساؤلات جوهرية حول تأثير هذا التحول على الهوية والمواطنة العُمانية. فكيف يمكن تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي من جهة والحفاظ على القيم الوطنية من جهة أخرى؟
ومع توسُّع الفضاء الرقمي، تبرز تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الوطنية وما تحمله من عادات وتقاليد وقيم أصيلة. فقد أدى ازدياد الحضور الافتراضي للأفراد إلى ظهور أشكال جديدة للثقافة العُمانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية. ووفقًا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الصادرة في مارس 2024، فإن 94% من العُمانيين يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يتصدر واتساب الاستخدام بنسبة 93%، يليه يوتيوب بنسبة 71%، ثم إنستغرام بنسبة 50%.
ورغم الإيجابيات التي يوفرها هذا الانتشار في نشر الثقافة العُمانية عالميًا، إلّا أنه يطرح تساؤلًا مهمًا: هل تستطيع الأجيال الرقمية الجديدة الحفاظ على الهوية الوطنية وسط التأثيرات الثقافية المتنوعة؟ فالتعرض المستمر للمحتوى العالمي قد يؤدي إلى تراجع بعض العادات والتقاليد لصالح ثقافات أخرى أكثر هيمنة على الفضاء الرقمي. لذا، لا بد من تعزيز المحتوى الرقمي المحلي كوسيلة للحفاظ على هذه الهوية.
ورغم هذه التحديات، فإن التحول الرقمي لا يشكل تهديدًا للهوية العُمانية بقدر ما يوفر فرصًا لتعزيزها، كما يتجلى في الجهود الحكومية والمجتمعية لدعم المواطنة الرقمية. تعمل الحكومة العُمانية على تنفيذ مبادرة التحول الرقمي، التي تهدف إلى رفع كفاءة المؤسسات الحكومية، وتحسين الخدمات الإلكترونية، وتعزيز سرعة إنجاز المعاملات، وهي خطوات تأتي ضمن رؤية "عُمان 2040" لتحقيق مجتمع رقمي متكامل.
إلى جانب تحسين الخدمات الحكومية، يعزز التحول الرقمي من شعور المواطن بالمسؤولية والمشاركة الفعالة، حيث أصبحت المنصات الإلكترونية أداةً للتواصل المباشر مع المؤسسات، مما يرسخ مفهوم المواطنة الرقمية. ومن بين الجهود البارزة لتعزيز الهوية العُمانية رقميًا، يأتي إنشاء متحف افتراضي يتيح للزوار استكشاف التراث العُماني بطريقة تفاعلية، مما يساعد في ربط الأجيال الجديدة بتاريخهم وهويتهم الوطنية. كما شهدت السلطنة إطلاق الهوية الترويجية الوطنية التي تعكس القيم والثقافة العُمانية، حيث تم إشراك المواطنين في اختيارها عبر تصويت إلكتروني، مما عزز من الوعي الجماعي بأهمية الهوية الوطنية.
إضافة إلى هذه الجهود، تسهم المؤسسات التعليمية والمبادرات الثقافية في تعزيز الهوية الوطنية من خلال التقنيات الحديثة، مثل تطوير المنصات التعليمية الرقمية التي تتيح للأجيال الجديدة التعرف على التراث العُماني بأساليب تفاعلية. كما أن تعزيز الأمن الرقمي وحماية البيانات الشخصية يعد من الأولويات، لضمان استخدام آمن يعزز القيم الوطنية ويحد من التأثيرات السلبية للعولمة الرقمية. وتعمل الحكومة على دعم المشاريع التقنية الناشئة التي تركز على المحتوى الرقمي العُماني، مما يسهم في نشر الثقافة المحلية عالميًا بطرق تتماشى مع العصر الرقمي.
وبينما تواصل سلطنة عُمان رحلتها الرقمية، يبقى التحدي الأكبر متمثلًا في كيفية تحويل هذه الطفرة التكنولوجية إلى قوة داعمة للهوية الوطنية. وهو تحدٍ يمكن التغلب عليه من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، لضمان أن يكون الفضاء الرقمي منبرًا يعزز قيم المواطنة والانتماء، تمامًا كما أثبت التاريخ العُماني قدرة العُمانيين على التكيف مع المتغيرات دون فقدان جوهرهم الأصيل.