إعمار الخرطوم عبر الهندسة الجنائية
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
د. الفاتح يس
أثناء تصفحي على صفحات الاسافير؛ قرأت خبرا مفاده أن مدير عام قوات الدفاع المدني يوجه الفريق الهندسي بفحص صلاحية وتقييم جميع المنشأت بمحلية امدرمان؛ سعدت جدا بهذا الخبر الذي يبعث الأمان الهندسي في نفوس المواطنين للعودة إلى منازلهم ومحلاتهم التجارية والصناعية والسكنية بنفوس مطمئنة بعد هذه الحرب اللعينة التي شارفت على نهايتها بإذن الله.
تقييم سلامة وصلاحية المنشآت هي إختبارات فيزيائية تجري للمباني في حالة السلم بعد كل فترة زمنية؛ وفقاً لطبيعة ونشاط ومستخدمي المبنى؛ فالبديهي أن تتم هذه الاختبارات بعد الحرب خصوصاً بعد الضرب والقذف والتدوين والدمار الذي طال مباني العاصمة السودانية الخرطوم.
خدمة فحص جودة البناء عن طريق فحص المطرقة لكشف قوة الخرسانة، وفحص الأمواج (الذبذبات فوق الصوتية)، والمسح الضوئي للكشف عن حديد التسليح، وبكشف العناصر المخفية بالجدران، وقياس عرض التشققات.
ولتقييم المباني إختبارات أساسية للجدران والسقوفات والارضيات للتحقق من العمل الجيد للهياكل العامة للمبنى.
ولابد من إختبارات أنظمة التهوية الداخلية وإختبارات جودة مياه الشرب والمياه العادمة وإختبارات الهواء الداخلي وإختبارات أنظمة التحكم في الحرارة لتحديد أي ملوثات أو معدات مخدرة أو غازات أو سلاح أو مواد كيميائية في المبني.
كما يجب إجراء إختبارات لتحديد متطلبات ومطلوبات إجراءات الصيانة الآنية والوقائية الدورية لحماية المبنى.
هذا التقييم وهذه الاختبارات بمثابة فرصة للإنتباه ولتفعيل هندسة التحقق من الفشل؛ ذلك القانون الهندسي الجنائي المهمل الذي لم يرى النور في سوداننا الحبيب، وتسبب في كثير من الغش العقاري والطُرُق والجسور.
مستقبلاً يُمكن أن نصمم مبانينا ومنشآتنا بنظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة أو ما يسمى نظام (ليد)
(LEED) (Leadership in Energy and Environmental Design).
وهو نظام معترف به دوليا بأنه مقياس تصميم وإنشاء وتشغيل مبانٍ مُرَشده للطاقة والمواد وعالية الأداء؛ ذلك النظام الذي تم تطويره من قبل المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
نظام (ليد) (LEED) وهندسة التحقق من الفشل؛ سأتحدث عنهم في مقالات قادمة إن أذن الله برفع القلم.
أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة
alfatihyassen@gmail.com
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د الفاتح يس
إقرأ أيضاً:
ملهمة مصرية تعيد صياغة مفهوم الهندسة المعمارية عالميًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالم يزداد احتياجه إلى حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية، تبرز المعمارية المصرية الدكتورة هناء ضاحي كواحدة من أبرز الأسماء التي أعادت صياغة مفهوم الهندسة المعمارية عالميًا.
بمزيج من العلم، الإبداع، والاستدامة، استطاعت “هناء” أن تحقق إنجازات استثنائية جعلتها رمزًا ملهمًا في مجالها، ولدت هناء ضاحي في القاهرة، وبدأت رحلتها العلمية في جامعة عين شمس، حيث حصلت على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة المعمارية بتقدير امتياز في عامي 2003 و2006.
شغفها بالتطوير دفعها لتأسيس مكتبها الخاص في القاهرة، حيث عملت على مشاريع معمارية متنوعة في الشرق الأوسط، لكن طموحها لم يتوقف عند حدود الوطن؛ ففي عام 2009، قررت الانتقال إلى ألمانيا لاستكمال دراسات الدكتوراه.
هناك، التحقت بـجامعة شتوتجارت، حيث حصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف في مجال هياكل البناء والتصميم الإنشائي عام 2014.
في عام 2016، حصلت د. هناء على الأستاذية في جامعة شتوتجارت، وبدأت في تأسيس قسم الأبحاث BioMat، المخصص لتطوير مواد البناء ذات الأساس الحيوي. من خلال هذا القسم، أطلقت مبادرات عديدة لتطوير مواد صديقة للبيئة، بينها مادة مصنوعة من ألياف القش المعاد تدويرها، والتي أصبحت نموذجًا بارزًا في العمارة المستدامة، وتم استخدام هذه المادة لبناء ثلاثة نماذج بالحجم الطبيعي، مما أثبت جدواها كحل مرن وصديق للبيئة يناسب التصميمات المعمارية المبتكرة.
تميزت مسيرة هناء ضاحي بحصدها العديد من الجوائز العالمية، من بينها “جائزة التميز العليا في التدريس الأكاديمي من ألمانيا (2016/2017)، جائزة التصميم والتكنولوجيا الدولية في ميونيخ (2015)، Materialpreis في ألمانيا (2019)، وترشيحها لجائزة Eco-Prize في الاستدامة”.
كما تم اختيارها ضمن قائمة المرشحين النهائيين لـجائزة محمد مكية للعمارة 2020، وهي جائزة تُمنح للأفراد والمؤسسات التي ساهمت في تطوير العمارة والبيئة المبنية في الشرق الأوسط.
بصفتها عضوًا مؤسسًا في مركز شتوتجارت للأبحاث العلمية في العمارة والبناء، تواصل د. هناء تقديم مساهماتها البارزة لتعزيز الاستدامة في مجال العمارة، كما أنها عضو في أكبر مشروع للتميز العلمي في التصميم البرمجي وأساليب البناء الرقمي في ألمانيا، وتعكس قصتها ضاحي رؤية متميزة وشغفًا لا حدود له لتطوير الهندسة المعمارية بطريقة تخدم البيئة والمجتمع، وعملها لا يمثل فقط تقدمًا علميًا، بل يلهم الأجيال الجديدة من المعماريين العرب لتحقيق أحلامهم والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة، النجاح ليس مجرد هدف، بل هو رحلة تتطلب الإصرار والإبداع”، هكذا تلخص فلسفتها التي جعلت منها نموذجًا يحتذى به في عالم الهندسة والابتكار.