بعد غياب 7 سنوات.. تدشين الهوية الجديدة لـ"مهرجان المسرح العماني" وسط تطلعات بعودة محققة للآمال
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
◄ 22 سبتمبر المقبل موعدًا لانطلاق المهرجان بمشاركة 30 ضيفا من خارج السلطنة
الرؤية - أحمد التوبي
عقدت وزارة الثقافة والرياضة والشباب، صباح أمس الثلاثاء، مؤتمراً صحفيًّا بمقر الجمعية العمانية للفنون، بحضور الفرق المسرحية المتأهلة للدورة الثامنة من مهرجان المسرح العماني، إلى جانب الفعاليات المرتبطة بالمهرجان، وبحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، إضافة لمُمثلين عن الفرق المسرحية المعنية، والمهتمين بالفن المسرحي، ووسائل الإعلام.
وقال سعادة السيد سعيد البوسعيدي: إنَّه وبعد توقف طويل دام 7 سنوات للمسرح العماني ستكون هذه العودة مُحقِّقة للآمال؛ حيث سيكون هناك معرض بمساحة كبيرة مزوَّد بالإضافات المتكاملة عن المسرح العماني، كما سيتواجد في المعرض مركز إعلامي للرد على كافة الاستفسارات المتعلقة بالمسرح العماني، إضافة لندوات وورش حول المسرح.
بدأ المؤتمر بتدشين الهوية الجديدة لمهرجان المسرح العماني الثامن 2024م، والذي يشير إلى الاستمرارية فــي مجال المسرح العماني، كما يعبر عن النصوص المسرحية، وتتجلَّى فلسفة الهوية البصرية في تصميم شعار مهرجان المسرح العماني من خلال استخدام الألوان والأشكال والرموز التي تعكس طبيعة المهرجان وروحه، وتمثل العناصر الفنية تمثيلا للإبداع والتنوع في المسرح والتعبير الفني. كما تمَّ الإعلان عن قائمة العروض المسرحية المتأهلة للتنافس في المرحلة النهائية، التي تشمل: أصحاب السبت" لفرقة السلطنة، و"أضغاث أوهام" لفرقة نخل، و"الزمر" لفرقة مسقط الحر، و"تغريبة القافر" لفرقة الدن للثقافة والفن، و"جدر" لفرقة لبان، و"شجريون" لفرقة موشكا، و"من بعثنا من مرقدنا" لفرقة الشرق، و"مهره" لفرقة تواصل. كما تم عرض عرضين موازيين هما "ألوان" لفرقة الرستاق و"سكة إسماعيل" لفرقة صلالة.
وتم خلال المؤتمر التطرق لأبرز المُستجدات في الدورة الحالية للمهرجان، والتي تشمل إدخال العروض الموازية وزيادة الجوائز المالية المخصصة للفرق المسرحية، بدءًا من مرحلة التقديم وحتى الإعلان عن الفائزين في ختام المهرجان.
من جانبه، قال إبراهيم بن سيف بني عرابة مدير عام مساعد في المديرية العامة للفنون بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ومدير مهرجان المسرح العماني الثامن: إنَّ المهرجان سيُقام خلال الفترة من 22 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2024؛ وذلك على مسرح مدينة العرفان. كما ستُعرض بعض العروض الموازية على مسرح الجمعية العُمانية للسينما. ومن المتوقع أن يشهد المهرجان حضور حوالي 30 ضيفاً من دول عربية وخليجية مختلفة.
وأوضح بني عرابة أنَّ المهرجان سترافقه العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة، بما في ذلك مؤتمرات صحفية يومية تسبق كل عرض مسرحي، يتحدث فيها القائمون على العروض، وندوات تعقيبية بعد كل عرض. كما سيضم المعرض الفني المصاحب ورشاً فورية، وعروضاً مسرحية متنوعة مثل مسرح الطفل وعروض مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة. من بين الجوائز التي سيتم تقديمها، هناك جائزة لأفضل فيديو "برومو" عن المسرحية وجائزة لأفضل بوستر مسرحي، بالإضافة إلى النشرة اليومية التي ستغطي أحداث المهرجان.
وتضاعفت قيمة الجوائز المالية هذا العام لتتجاوز 30 ألف ريال عُماني، تشمل المراكز الثلاثة الأولى، وأفضل نص مسرحي، وأفضل إخراج، وأفضل سينوغرافيا، وأفضل ممثل وممثلة في الدور الأول والثاني.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما
توفي الممثل والمسرحي اللبناني أنطوان كرباج، الأحد، في بيروت عن 89 عاما إثر معاناة مع مرض ألزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد مسيرة تمثيلية طويلة شكّل خلالها أحد أبرز أركان المسرح والتلفزيون في لبنان.
وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في "بيت القديس جاورجيوس" حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض ألزهايمر، وفق ما أفادت مصادر في دار المسنين هذه التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس.
وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في شباط/ فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.
ظهرت موهبته التمثيلية في سنوات حياته المبكرة، وبدأ كرباج المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في أيلول/ سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر خمسينات القرن العشرين.
والتحق كرباج بعدها بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.
ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن أنطوان كرباج "أبدع في المسرح الإغريقي في "أوديب ملكا" ومسرحيات شكسبير كـ"ماكبث" التي بدأ بها حياته المسرحية".
لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، بينها الطاغية "فاتك المتسلط" في مسرحية "جبال الصوان" (1969)، و"المهرب" في "يعيش يعيش"(1970)، و"الوالي" في "صح النوم" (1971)، و"الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح" (1972)، والقائد الروماني في "بترا" (1977).
"ممثل عالمي"
وأشار الصحفي الذي رافق الحركة الثقافية منذ سبعينات القرن العشرين ميشال معيكي إلى أن كرباج "كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه" و"من أبرز القامات المسرحية في لبنان".
وأضاف: "كان (...) سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته".
أما طربيه فقال إن كرباج "كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع". ورأى فيه "ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم".
ومع أن كرباج "كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل"، إلا أنه بحسب معيكي "لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير وفي التلفزيون".
وبعد انقطاع سنوات، عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية "حكم الرعيان" سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في "زنوبيا" (2007) و"عودة الفينيق" (2008).
وعلى التلفزيون، قدّم أنطوان كرباج عشرات الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية "جان فالجان" في مسلسل "البؤساء" عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور "المفتش" في مسلسل "لمن تغني الطيور" (1976)، وأيضا دور "بربر آغا" في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.
كما كان لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في ثمانينات القرن العشرين، مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي "نساء في خطر" (1982)، و"الصفقة" (1984)، وفي "امرأة في بيت عملاق" للمخرج زيناردي حبيس (1985).
"صرح" مسرحي
وقد غاب أنطوان كرباج عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية في سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجا بسبب تدهور وضعه الصحي.
وقال معيكي: "كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره".
وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج، حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه "الزمن الجميل" في الفن اللبناني.
ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج في منشور على منصة "إكس" بأنه "كان صرحا (...) من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي".