سواليف:
2024-09-08@19:52:13 GMT

صَفقوا للقاتل

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

صَفقوا للقاتل  د. #منذر_الحوارات

قبيل وصوله إلى #مبنى #الكابيتول لإلقاء خطابه الرابع،  بيدين ملطختان  بدماء  ما لا يقل  عن مائة وأربعين ألف ضحية بين شهيد وجريح وقطاع مدمرعن بكرة أبيه ومجاعة تضرب أطنابها في كل مكان في القطاع، عدا عن تأبطه ملفاً  قانونياً  أمام محكمة العدل الدولية بتهمة #ارتكاب #جرائم #إبادة ضد الفلسطينيين ومثله ملف طلب للامتثال أمام محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بالإضافة إلى ملفه الشائن في دولته بقضايا فساد مُخزية، هذا ما حمله الحاوي  إلى #واشنطن، وبرغم كل هذه الفظائع إلا أنه  قوبل بتصفيق حارّ منقطع النظير من مستقبليه إما بسبب جهلهم او تواطئهم  .

ولو حمل أي زعيم من أي مكان في العالم واحد على ألف من حمل هذا الرجل لما سُمح له بدخول الولايات المتحدة أصلاً، لكن هذا هو واقع الحال الذي يشير إلى حجم هائل من الازدواجية الأمريكية والتي تقيس الأمور الدولية بمعايير مصلحتها الاقتصادية والجيوسياسية أو العقائدية  واسرائيل هي جزء صميم من المصلحة والأيديولوجية الأمريكية بالتالي فإن تصور وصول العلاقة بينهما إلى مرحلة الانفكاك وهم لا يجب ابداً التفكير فيه، وهذا ما أثبته خطاب بنيامين نتنياهو أمام  الكونغرس الأمريكي حيث كلّت أيادي اعضائه من كثرة التصفيق على معلومات لو اتعبوا انفسهم لبرهة وفتحوا غوغل ودققوا فيها لوجدوا حجم الرياء والكذب في محتواها، مثلاً الجيش الإسرائيلي لم يقتل أي مواطن فلسطيني في رفح فقط هذه تشي عن حجم الكذب في الخطاب، ومثلها أن الجيش الإسرائيلي لم يحاول قتل المدنيين وتلك أم الأكاذيب والشاهد عشرات آلاف القبور في غزة، لكن  لندع كل تلك الأكاذيب التي صُفق لها كثيراً وندقق بمحتوى الخطاب .

الواضح أن الخطاب كان باتجاهين الأول هو التزلف لترامب وجسر الهوة التي خلفتها مباركته لبايدن مباشرة، في محاولة لتعزيز موقعه  لدى الجمهوريين على اعتبار أن ترامب هو الحصان الرابح في سباق الرئاسة كما تشير استطلاعات الرأي على الأقل حتى الآن، وفي نفس الخطاب حاول عدم تنفير الديمقراطيين خشية ان يتعثر ركب ترامب وتميل الكفة من جديد لمصلحة كمالا هاريس غير المستساغة لديه، والهدف الثاني من الخطاب هو رسالة متعددة الأبعاد للإسرائيليين يخبرهم انه الوحيد القادر على فعل ذلك وأنه يحصل من مبنى الكابيتول على شهادة اعتراف بقدرته السياسية ومهاراته الخطابية بالذات بعد أن تُبع الخطاب بلقاءات مع جميع المرجعيات السياسية الأمريكية وأولهم الرئيس بايدن ونائبته كمالا هاريس والرئيس السابق والمرشح دونالد ترامب، كل ذلك أعطاه دفعة سياسية  أكدت على براعته  الكبيرة في  التعامل مع المرجعيات الأمريكية بإقتدار .

مقالات ذات صلة تلوّث تربوي!! 2024/07/30

اماً بالنسبة للقضية الفلسطينية فقد حاول تجاهلها بشكل كلي عندما صور الصراع  بأنه  صراع بين الحضارة والبربرية وتلك كانت الحجة التي سمحت للغرب بقتل  الهنود الحمر بناءاً على فتوى قدمها أحد العلماء بأن هؤلاء دون البشر ويجوز بالتالي قتلهم ويبدو ان نتنياهو يعيد تدوير العجلة من جديد ، وقد صور ما يحدث على انه عبارة عن صراع   بين الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب عموماً وبين هؤلاء البرابرة وان هذه الحرب ليست حرب اسرائيل وحدها بل حرب أهل الحضارة ضد هؤلاء المحبين للموت والكارهين للحياة وأنه حتى تنتصر الحياة وقيم الحضارة لا بد من وقوف العالم المتحضر إلى جانب اسرائيل وبالتالي فإن اسرائيل بهذا المعنى تعرض أبناءها للموت في سبيل الدفاع عن هذا العالم المتحضر ولأجل ذلك اصطحب معه جندي إثيوبي وبدوي عربي ليقول هاهو الجيش الإسرائيلي أمامكم يمثل قيم التنوع والتجانس العابرة للعرقيات، اماً بالنسبة للعدوان على غزة فحاول إعطاء بعض التطمينات مثل أنه ليس في نية اسرائيل احتلال غزة ولكنه دس سمة في هذه المقولة عندما أردف إن  من حق إسرائيل القيام برقابة أمنية على القطاع وماذا يعني هذا غير الاحتلال! بالنسبة له لا يجب ان يكون حكام غزة الجدد كارهون لإسرائيل، وهل يمكن ان يكونوا إلا عملاء لأنه بعد كل هذه المجازر لن يكون إلا الكره  هو اللغة الوحيدة القابلة للتخاطب .

لا يمكن سماع خطاب حافل بالأكاذيب والتصفيق  مثل خطاب نتنياهو في الكابيتول، وإن أشار ذلك إلى حجم الإنحياز والازدواجية الأمريكية إلا أنه يشير بنفس الوقت إلى حجم الفشل والنرجسية التي نحن فيها فكل تصفيقة من 85 تعبر عن حجم  الخيبة  الذي نستنقع فيها وحجم الإخفاق الحضاري والإعلامي  وذلك يؤكد أننا لازلنا على هامش الحضارة لدرجة ان حضارة صنيعة استطاعت أن تفرض نفسها وروايتها الأكذوبة، ونحن أصحاب التاريخ لازلنا نصنع  التابوهات الكاذبة والتي نمجدها وسنعبدها بعد حين، أما نتنياهو فقد حول المجازر والأكاذيب إلى بطولات استحقت تصفيق الجاهلين او المتواطئين والأخيرة ربما تكون هي واقع الحال .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مبنى الكابيتول ارتكاب جرائم إبادة واشنطن

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الأمريكية مسلسل تليفزيونى

لقد أعطى الديمقراطيون انطباعاً واضحاً بأنهم متحدون. فقد جمعت هاريس نحو 500 مليون دولار لحملتها فى شهر واحد فقط. وهى ليست خطيبة عظيمة، مثل بيل كلينتون وأوباما، لكنها ألقت خطاب قبول ممتازًا. فقد قدمت نفسها للجمهور الأمريكى باعتبارها ابنة لأم مهاجرة هندية لا تقهر. وتحدثت بالتفصيل عن موضوع حملتها المختار ببراعة وهو الحرية، وبالتالى أخذت ما كان لسنوات شعاراً جمهورياً وأعادت ربط الحرية بالليبرالية. وقد أدرجت بعض هذه الحريات التى هى أيضاً حريات: حرية المرأة فى اتخاذ القرار بشأن أجسادها، وحرية العيش فى مأمن من العنف المسلح، وحرية حب من تختاره، وحرية تنفس الهواء النقى، وحرية التصويت.
الانتخابات الأمريكية مسلسل تليفزيونى يستحق المشاهدة للغاية، مع حبكة كلاسيكية مألوفة للجميع. لو كانت الولايات المتحدة ديمقراطية برلمانية، وخاصة إذا كان لديها نظام انتخابى قائم على التمثيل النسبى، لما كانت المخاطر مرتفعة إلى هذا الحد. وحتى فى «الدكتاتورية الانتخابية» فى بريطانيا، كما وصف السياسى المحافظ اللورد هيلشام (كوينتين هوج)، يتمتع رئيس الوزراء بسلطة أقل بكثير من رئيس الولايات المتحدة.
ومن المهم بالنسبة لمرشحة ذات خلفية يسارية ليبرالية أن هاريس نجحت فى نقل صورة زعيمة قوية من شأنها أن تمنح الولايات المتحدة «أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكًا فى العالم» وتمكنها من التفوق على الصين فى المنافسة على القرن الحادى والعشرين و«الوقوف بقوة مع أوكرانيا وحلفائنا فى الناتو». من حيث الجوهر، كان من الممكن أن يقول بايدن 90٪ من هذا، لكن الطريقة التى قالت بها ذلك. ونتيجة لهذا فقد ارتفعت الحماسة للمرشحة الديمقراطية ولكن فقط إلى الحد الذى جعل من الصعب التنبؤ بنتيجة الانتخابات. 
يمكنها ذلك؛ ولكن هذا لا يعنى أنها ستفعل ذلك. ربما تكون متقدمة بشكل طفيف فى استطلاعات الرأى على مستوى البلاد، ولكن مع النظام الانتخابى العتيق الذى تستخدمه الولايات المتحدة فى الانتخابات الرئاسية، فقد تفوز بالتصويت الشعبى، كما فعلت هيلارى كلينتون فى عام 2016، ومع ذلك تخسر بسبب بضع عشرات الآلاف من الناخبين المترددين فى الولايات المتأرجحة فى الغرب الأوسط وحزام الشمس. لأن القضايا الثلاث الأهم بالنسبة للناخبين هى الاقتصاد والجريمة والهجرة، وفى كل هذه القضايا الثلاث، يتمتع الجمهوريون عادة بالتفوق. ويبدو ترامب نفسه مشتتا، ويلقى خطبا طويلة مطولة، ولكنه خصم سياسى قوى.
لا تزال المياه الجوفية الاجتماعية لغضب الطبقة العاملة البيضاء ممتلئة للغاية، وخاصة بين الرجال. الفجوة بين الجنسين واضحة للغاية فى قضية هاريس ضد ترامب. 
كل هذا يعنى أن لا أحد يعلم. هو السمة المميزة للانتخابات الديمقراطية الحقيقية. ولكن إليكم الشىء الغريب الفريد فى هذه الانتخابات. فالملايين من الناس فى جميع أنحاء العالم، من النمسا إلى زيمبابوى، لا يتابعونها عن كثب فحسب، بل يعرفون أيضًا العديد من التفاصيل الغامضة أحيانًا والتى قد تقرر النتيجة فى المجمع الانتخابى. وهذا ليس فقط لأن واشنطن هى المسرح السياسى للعالم. لأن النتيجة ستكون لها عواقب مهمة بالنسبة لهم. إذا كنت أوكرانيًا أو فلسطينيًا، فقد يكون الأمر حرفيًا مسألة حياة أو موت.
فى نهاية المطاف، فإن أكثر ما يميز هذه الانتخابات العالمية هو التناقض الصريح بين السبب والنتيجة المحتملة.

مقالات مشابهة

  • إسقاط الطائرة الأمريكية MQ-9 الــ 8 .. كاريكاتير
  • حماس : الأمة ستنخرط في المواجهة ما لم تتوقف جرائم اسرائيل
  • رئيس الوزراء : الخطاب المباشر وهو منهجنا الدائم في بناء الثقة مع الشعب
  • السوداني: الخطاب المباشر وهو منهجنا الدائم في بناء الثقة معكم
  • كنعاني: “اسرائيل” تشعر بخيبة أمل من الانتصار وتتبع استراتيجية “الأرض المحروقة” في الضفة
  • قائد عسكري يكشف تأثير إسقاط MQ9 على العمليات الأمريكية
  • خبراء: سحب حاملات الطائرات الأمريكية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو
  • الانتخابات الأمريكية مسلسل تليفزيونى
  • تركيا تدين جريمة قتل المتضامنة الأمريكية على يد حكومة نتنياهو
  • «الكرملين»: العقوبات الأمريكية على وسائل الإعلام الروسية غير مقبولة