حرب ماما امريكا… علي عسكوري -29يوليو 2024
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
تاق برس- تعتقد المؤسسة الحاكمة في الامبراطورية الامريكية انه يقع على عاتقها مواصلة السيطرة على شعوب العالم كما فعل الاوروبيون قبل قرن ونيف. اكثر من ذلك تعتقد الامبراطورية انها حامى حمى قيم الحضارة الغربية ورافعة رأيتها ولذلك ليس فقط على شعوب العالم النامية الخضوع لسطوتها وامضاء ارادتها، بل ينطبق ذلك حتى على امم وشعوب اوروبا، فمن يقول ان شعوب اوروبا حرة من الهيمنة الامريكية يخدع نفسه والآخرين…!
النخبة الامريكية في الحزبين (الديموقراطى والجمهوري) متفقة تماما ان على شعوب العالم السمع والطاعة وتنفيذ تعليمات ماما امريكا دون ابداء اى تبرم او تسآؤل.
المشكلة الحقيقية التى تواجهها امريكا في السودان هى انها تواجه شعبا يرفض الخضوع لارادتها واملاءتها، ولا يعبأ بالتبعات.
منذ عقود طويلة حتى قبل نظام الانقاد حاولت امريكا كسر ارداة الشعب السوداني واخضاعة لمشيئتها، لكنها فشلت..! لجأت لحصاره وافقاره وقفلت جميع ابواب الرزق والتجارة مع العالم في وجهه، وحرمته حتى من ابسط مقومات الحياة ولكن سياسة التجويع لم تحقق شيئا رغم طول اجلها و انعدام مبرراتها الاخلاقية .
بعد فشل جميع محاولات الاخضاع الناعمة والخشنة، تفتقت عقلية الامبراطورية مؤخرا عن اطلاق يد مليشيا مجرمة لتعوس فسادا وارهابا في بلاد السودان لكسر الجيش والشعب حتى تضمن تنصيب حكومة (فيشي) يقودها عميلها عبد الله حمدوك وصبيته في تقدم لتمرير سياسات نهب موارد السودان وتغيير هويته. بالتأكيد، يعلم الجميع ان الحرب الحالية في السودان هي حرب امريكا وان ظهرت بالوكالة. تلك هى الحقيقة التى يجب ان يدركها السودانيون. فلولا موافقة امريكا لما قامت حرب في السودان. أمل ان يتوقف الناس عن اطلاق سهامهم نحو ظل الفيل، دعونا نصوب السهام نحو الفيل نفسه، فلم يعد لدينا ما نخسره!
لأمريكا تجارب مريرة مع شعوب العالم خرجت منها جميعا مهزومة تجر اذيال الخيبة رغم انها خسرت فيها مئات المليارات وعشرات الالاف من جنودها الذين هلكوا (سمبلة) لا بواكى لهم!
لو انفقت امريكا ربع ما اهدرته فى الحروب والقتل على فقراء العالم لما بقي في العالم فقير! لكنها سياسة تدمير الشعوب المتبعة منذ الامبراطورية الرومانية حتى اليوم.. حقيقة لم يتغير شىء..!
رغم كل تلك الهزائم المدوية والخيبات المتلاحقة لا تزال الامبراطورية تعتقد ان بوسعها فرض واملاء ارادتها على الشعوب التى لا تقبل بهيمنتها وسيطرتها، خاصة بعد ان تبنت سياسة جديدة تقوم علي دعم مرتزقة وعملاء ليقوموا بالقتال بدلا عن جنودها، وفي ذلك بالطبع تحييد او تطمين لمواطنيها ان ابنائهم لن يموتوا في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فما اكثر المرتزقة والعملاء في عالم اليوم، وما اكثر المال السايب المنهوب اصلا من شعوب اخري! ترى كم نهب من العراق وليبيا ويتم الان استخدامه في حرب السودان! يخطىء من يظن ان دولة الامارات تمول حرب امريكا في السودان من حر مالها..!
قبل اكثر من قرن قال المفكر كارل ماركس ان الراسمالية تعتمد في استمراريتها على الحروب وان لم تجد واحدة اخترعتها، فالحروب هى اوكسجين الحياة لاستمراريتها او كما قال.
حرب السودان الحالية خطط لها منذ اكثر من عقدين ( سبتمبر ٢٠٠١)، ولكن لم يكن من الممكن ان ترسل الامبريالية جنودها لفيافي السودان وصحاريه الشاسعة ليموتوا موت الضان. لذلك ظلت تبحث عن قوة تقوم بالنيابة عنها بذلك الدور. اخيرا وجدت ضالتها في مليشيا الدعم السريع وجندت لها حمدوك وصبيته كغطاء. ما يجدر ذكره ان الاوروبين ورغم دعاوى حقوق الانسان اسسوا واحتفظوا بعلاقة وثيقة مع مليشيا الدعم السريع منذ اكثر من عقد من الزمان تحت غطاء مكافحة الهجرة غير الشرعية. دفعوا للمليشيا ميئات الملايين رغم انهم كانوا على علم تام بجرائمها ضد مواطنى دارفور. ثم وافقوا لها بالذهاب والارتزاق في حرب اليمن. وهل يعتقد احد ان المليشيا كانت ستذهب دون موافقتهم!
في السودان الأن تحاول امريكا من خلال المفاوضات تحقيق ما فشلت في تحقيقه بالحرب! تتصرف و كأنها الآمرة الناهية في مصير بلادنا وان بوسعها فعل ما تريد! نسي اباطرة الامبريالية الجدد ان العالم تغير وان الشعوب لن تقبل باستعمار جديد بواسطة عملاء من بني جلدتهم.
مصيبة امريكا هي انها لا تعرف الشعب السودانى ولا صلابة معدنه ولا فخره بسيادته واعتزازه بنفسه وكبريائه، وانه لا يقر لامريكا بشىء في بلاده، وانه يرفض تماما اى وجود للمليشيا او حمدوك وصبيته في السلطة او الحياة العامة، وأن الشعب وقواته المسلحة والامن والمستفرين عازمين على دحر المليشيا وسحقها مهما طال الزمن ومهما كانت التكاليف…!
هذا هو موقف الشعب وهو الموقف الذي يجب على امريكا ووكلائها فهمه. يكذب من يقول لك ان هنالك حلا غير هذا.
سينتهي مؤتمرها الى لا شىء كالمؤتمرات السابقه، وستقبض الريح. وان كانت ماما امريكا حريصة – كما تزعم- على وقف الحرب في السودان، عليها توجيه مليشياتها بوقف هجماتها على المواطنين وتوجيه وكلائها بوقف نقل الاسلحة والعتاد لمليشياتها.
ولكم في البشتون والفيتناميين قدوة ايها السودانيين!
هذه الارض لنا
علي عسكوريالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: علي عسكوري شعوب العالم فی السودان اکثر من
إقرأ أيضاً:
بينها السعودية ومصر.. تقرير يرصد أكبر دول العالم استيرادا للأسلحة من 2020- 2024
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حدد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام 162 دولة كمستوردة للأسلحة الرئيسية في الفترة 2020-2024. وقد تلقت أكبر خمس دول مستوردة للأسلحة 35% من واردات الأسلحة العالمية في هذه الفترة، وهم أوكرانيا والهند وقطر والمملكة العربية السعودية وباكستان.
وكانت أوكرانيا أكبر مستورد للأسلحة الرئيسية في العالم في الفترة 2020-2024، حيث زادت وارداتها بما يقرب من 100 مرة (+9627%) مقارنة بالفترة 2015-2019.
وكانت الولايات المتحدة أكبر مصدر للأسلحة الرئيسية في الفترة 2020-2024 بفارق كبير وبنسبة 43% من صادرات الأسلحة العالمية.
وشكلت دول آسيا وأوقيانوسيا 33% من إجمالي واردات الأسلحة في الفترة 2020-2024، تليها دول أوروبا (28%)، والشرق الأوسط (27%)، والأمريكتان (6.2%)، وإفريقيا (4.5%).
وبحسب تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد أدرج أكبر 40 دولة مستوردة للأسلحة الرئيسية، بين عامي 2020 و2024. ومن بينهم 8 دول عربية، وكانت قطر والسعودية ومصر والكويت ضمن أكبر 10 دول استيرادا للأسلحة.
وقال المعهد إنه من المتوقع أن تزداد واردات أكبر مستوردين في إفريقيا وهم الجزائر (-73%) والمغرب (-26%). وانخفضت واردات الجزائر من الأسلحة في الفترة 2020-2024 بعد أن بلغت ذروتها في الفترة 2015-2019. وبين الفترة 2005-2009 والفترة 2010-2014، زادت واردات المغرب من الأسلحة بأكثر من 10 أضعاف (+1164%)، لكنها انخفضت في كل فترة منذ ذلك الحين.
وبناءً على عمليات التسليم المعلقة، من المتوقع أن تزداد واردات المغرب من الأسلحة في السنوات القادمة. كانت روسيا (التي استحوذت على 21% من الواردات لإفريقيا من الأسلحة الرئيسية)، والصين (18%)، والولايات المتحدة الأمريكية (16%) أبرز الموردين لإفريقيا خلال الفترة 2020-2024.
أمريكاأوكرانياالسعوديةقطرمصرأسلحةانفوجرافيكنشر الاثنين، 17 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.