موظفون في الكونغرس يدشنون قناة معارضة للحرب على غزة على الإنترنت
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عددا يتجاوز العشرة من الموظفين الصغار في الكونغرس صعدوا يوم الأحد من اعتراضهم على دعم الولايات المتحدة إلى "إسرائيل" وأعلنوا عن موقع على الإنترنت يقومون وغيرهم من الذين يوافقونهم الرأي على نشر مذكرات بدون الكشف عن هويتهم، تنتقد السياسية الأمريكية من "إسرائيل" وحرب غزة، بما في ذلك انتقاد رؤسائهم بدون خوف من الانتقام.
وجاء هذا التطور بعد محاولات غير مجدية لإقناع الساسة على تغيير مواقفهم من الحرب. فمنذ اندلاعها في الخريف الماضي، تحدث مئات من المساعدين العاملين في الكونغرس ضد الدعم الأمريكي للحرب، حيث اختلف الكثيرون منهم مع مواقف رؤسائهم. وعملوا بشكل مجهول لحماية مناصبهم المطلوبة في الكونغرس وكتبوا رسائل ووزعوا عرائض ووضعوا منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض الحالات، تركوا وظائفهم للضغط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء شحنات الأسلحة المصنعة في الولايات المتحدة إلى "إسرائيل".
ويقول هؤلاء المساعدين إن أعضاء الكونغرس رفضوا الالتفات إلى اعتراضات الأمريكيين -التي عبروا عنها من خلال مئات الآلاف من المكالمات والرسائل والبريد الإلكتروني والزيارات الشخصية لمكاتبهم- على الحرب وسلوك "إسرائيل" فيها.
ويقول المنظمون إن المنبر الذي أطلق عليه "قناة المعارضة في الكونغرس" يحاكي قناة المعارضة في وزارة الخارجية للموظفين العاملين في السلك الخارجي، وهي القناة التي أنشئت أثناء الحرب في فيتنام، وهو نزاع آخر أدى إلى انقسام سياسي مر في الولايات المتحدة وأشعل حركة احتجاج، وتحديدا بين الشبان الأمريكيين.
وخلافا للقناة هذه التي ظلت ضمن النظام الداخلي الحكومي، يلجأ إليها المعارضون لبث أفكارهم المعارضة لمواقف الحكومة سرا، فالموقع الجديد هو منصة عامة يقوم من خلالها المساعدون في الكونغرس بنشر انتقاداتهم والتركيز على الخلافات داخل مكاتبهم بالكونغرس.
وقامت نفس المجموعة التي نظمت الخروج من العمل المؤيد لفلسطين في الكونغرس الأسبوع الماضي عندما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجلسة مشتركة في فيه، وهي نفس المجموعة التي نظمت اعتصام الزهور في تشرين الثاني/ نوفمبر للدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وفي بيان حول ما يريدون عمله، وصفت المجموعة نفسها بأنها "مجموعة من المساعدين في الكونغرس مكرسة لتغيير نموذج الدعم الأمريكي للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة التي تنفذها دولة إسرائيل".
وهذا هو التحرك الأخير للمساعدين في الكونغرس الذين من المفترض أن يسمع صوتهم ولا يرى، والذين تقتصر وظائفهم على الالتزام بسياسات المسؤولين عنهم وتضخيم أصواتهم في "الكابيتال هيل".
ولا تتوفر لدى الموظفين في الكونغرس أي طرق للتعبير عن مواقفهم التي تختلف مع مواقف رؤسائهم، ومن يتجرأ منهم على المخالفة علنا يطرد من وظيفته.
وفي حين تشجع بعض المكاتب مساعديها علنا على تقديم آراء مخالفة بشكل خاص والسعي إلى الحصول على مدخلات سياسية من الناخبين في الدائرة التي يمثلها النائب، فإن حفنة من كبار المستشارين يمارسون عموما معظم السلطة في مكتب الكونغرس ويقررون الآراء التي يسمعها المشرع.
ونقلت الصحيفة عن مايكل ساتشكي، المتحدث باسم منظمة الموظفين التقدميين في الكونغرس والتي تدعم الكثير من الجهود الداعمة لفلسطين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر إن المساعدين الذين يشاركون في قناة المعارضة يقومون بوظيفة مهمة من عملهم في الكونغرس: "ففي الوقت الذي قد نعمل ويوظفنا الكونغرس، فإن قسمنا مرتبط في النهاية بالدستور- الشعب الأمريكي". وعندما يرى المساعدون "خلافا واضحا" بين مواقف رؤسائهم وما يتوفر لديهم من مداخلات يسمعمونها من مواطني الدائرة فهم "ملزمون" لقول شيء.
ومن الناحية التقليدية، يحتفظ الموظفون المساعدون بمستوى متدن من الظهور ويتجنبون مخالفة أعضاء الكونغرس الذين يعملون معهم، لكن بعضهم في السنوات الأخيرة بدأوا يطالبون بتحسين ظروفهم ويرفعون أصواتهم بشكل عام.
وقال النائب الديمقراطي غلين أف أيفي إن الكونغرس كان يعرف في الثمانينات وبداية التسعينات بأنه "المزرعة الأخيرة"، حيث عمل كمساعد فيه ومستشار قانوني. وفي ذلك الوقت لم يكن للموظفين "أي حقوق"، وانتشرت التحرشات الجنسية وألوان عدة من التمييز، لكن لم يتم الحديث عنها أو حتى الإبلاغ عنها.
وفي هذه الأيام، اكتسب الموظفون الأصغر سنا على وجه الخصوص نشاطا متزايدا بسبب المشاعر المؤيدة للعمال التي اجتاحت البلاد مؤخرا. فقد اجتمعت العديد من جمعيات الموظفين معا في أعقاب هجوم 6 كانون الثاني/ يناير 2021 على مبنى "الكابيتال هيل" للضغط من أجل تعزيز تدابير السلامة وتوفير موارد الصحة العقلية الأكثر قوة للمساعدين الذين أصيبوا بصدمة بسبب أعمال الشغب.
وأنشأ المساعدون الشباب جمعية الموظفين التقدميين في صيف ذلك العام وحساب بدون إسم على منصات التواصل الاجتماعي "دير وايت ستافر" نشرت من خلاله تقارير عن الجو المسموم في "الكابيتال هيل".
وبعد أقل من عام، تقدم موظفون في خمس مكاتب بعريضة تطالب بإنشاء نقابة جديدة في الكونغرس، نقابة العمال. وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قامت حفنة من الموظفين التقدميين بإنشاء مجموعة منفصلة لغرض الدعوة إلى وقف إطلاق النار ووقف شحنات السلاح إلى "إسرائيل".
وقال مساعدون صغار في رسائل مفتوحة إنهم يتحملون العبء الأكبر من ردود الفعل العنيفة من جانب الناخبين تجاه الهجوم الإسرائيلي على غزة، وذلك ردا على عشرات الآلاف من المكالمات والرسائل الإلكترونية والخطابات والزوار لمكاتبهم، ويزعمون أن كبار المسؤولين يتجاهلون معظمها.
وجاء في بيان إنشاء الموقع "نعيش في لحظة من السياسة الخارجية الأمريكية محفوفة بالمخاطر، يتم فيها إسقاط القنابل المصنوعة في أمريكا على البيوت والمدارس والمستشفيات ويدفع ثمنها دافع الضريبة الأمريكي".
وواصل البيان: "رغم الأدلة الواضحة للعيان، يتم تهميش وتجاهل وتشويه الأصوات في الكونغرس الداعية لحل براغماتي وأخلاقي يدعم التزامنا بالمعاهدات ويمكن أن تكون وسيطا للسلام".
وإلى جانب بيان المهمة احتوى الموقع على صورة التقطت في غرفة بالكونغرس أثناء جلسة استماع وتظهر ثلاثة أشخاص تم التمويه على وجوههم وهم يحملون طائرة بدون طيار قابلة للنفخ وبعلم إسرائيلي صغير ولافتة مكتوب عليها بالخط العريض "نحن نعارض".
وقال المنظمون للموقع إنهم حصلوا على إذن الدخول للغرفة والذي يحتاج لإذن من عضو في الكونغرس، وذلك لالتقاط الصورة ولفت الانتباه إلى الطريقة التي تسلح فيها أمريكا "إسرائيل".
وحتى يوم الإثنين نشر الموقع ستة مذكرات من الكونغرس ووقع عليها المساعدون توقيعات عامة مثل "مساعد لجنة في الكونغرس لديمقراطي من شمال- شرق".
وطلب من المساعدين الذين يريدون وضع مذكرات اتباع نموذج مقدم وإرسال مذكراتهم عبر البريد الإلكتروني إلى صندوق الوارد الخاص بقناة المعارضة.
ثم يقوم فريق مكون من أعضاء حاليين وسابقين من الموظفين بقراءة وتقييم محتوى المذكرة والتحقق من هوية المؤلف ونشرها على الموقع. ويحتوي الموقع على لقطات فيديو يتم فيها إخفاء الوجوه والأصوات للتمويه على هوية المتقدمين بها.
والنتيجة هي ظهور أصوات معارضة للموظفين العاملين مع المسؤولين واختلافهم في الموقف.
وقال أيفي الذي ظل مدافعا عن "إسرائيل" ورفض الدعوات لوقف إطلاق النار، إن موظفا صغيرا استقال من طاقمه بسبب مواقفه من الحرب. وقال إن على الموظفين إجراء بحث عن مواقف المشرع وإن كانوا يتفقون معها قبل الموافقة للعمل معهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الكونغرس غزة امريكا غزة الكونغرس ابادة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قناة المعارضة فی الکونغرس إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.