بوابة الوفد:
2025-04-23@18:42:03 GMT

«محور الاضطرابات» يثير الرعب لدول الغرب

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

وصف الجنرال رولى ووكر، قائد الجيش البريطانى، تحالف بعض الدول بأنها «محور الاضطرابات». كما وصف جورج روبرتسون، رئيس المراجعة الدفاعية الجديدة فى المملكة المتحدة، هذه الدول بأنها «الرباعية القاتلة». وعلى أية حال، بعد أقل من شهر من تولى حكومة حزب العمال السلطة، يتم تسليط الضوء على التحالف الجيوسياسى الناشئ باعتباره تهديدًا بحسب الجارديان البريطانية.

وتتركز المخاوف حول الروابط العسكرية والتجارية المتنامية بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. ورغم أن الدول الأربع بعيدة إلى حد ما عن تشكيل كتلة على غرار الحرب الباردة تعمل فى انسجام وتناغم، فقد عززت العلاقات الثنائية منذ غزو موسكو لأوكرانيا على نحو أدى إلى تأجيج القلق بين المسئولين العسكريين وصناع السياسات.

فى السياق أكد ريتشارد فونتين، المؤلف المشارك فى ورقة بحثية نشرت فى أبريل فى مجلة فورين أفيرز بعنوان «محور الاضطرابات»: «كانت روسيا هى المحفز لهذا». إن البحث اليائس عن الذخائر مع استمرار الحرب فى أوكرانيا إلى ما هو أبعد من توقعاتها الأولية بتحقيق نصر سريع دفع موسكو إلى الحصول على طائرات بدون طيار من طراز شاهد من إيران، وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية، وأجهزة إلكترونية دقيقة، فضلاً عن مكونات ومواد كيميائية أخرى، من الصين لدعم هجماتها.

فى المقابل، تزود روسيا الصين بمستويات قياسية من النفط الخام الرخيص (فى عام 2023 تفوقت على المملكة العربية السعودية كمورد رئيسى لبكين) وتكنولوجيا الدفاع والاستخبارات لطهران، التى استخدمت فى هجومها بالطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل فى أبريل أساليب مألوفة للحرب فى أوكرانيا. زار فلاديمير بوتن، الرئيس الروسى، بيونج يانج الشهر الماضى ووقع على تعهد دفاعى متبادل مع كوريا الشمالية.

وأضاف فونتين «إنك لا ترى زعماء الدول الأربع يجتمعون ويعقدون قممًا، ولكن هناك غراء يجمعهم معًا. هناك حاجة من جانب روسيا إلى الدعم فى حربها فى أوكرانيا، ولكن هذا يحدث فى ظل رفض أوسع للنظام الدولى القائم على القواعد»، أو بعبارة أخرى، التشكك أو حتى العداء لهيمنة الولايات المتحدة وحلفائها بعد الحرب الباردة.

فى مارس أجرت روسيا والصين وإيران خمسة أيام من التدريبات البحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل خليج عمان، وهى أقرب ما تكون إلى إظهار النشاط الموحد بين دول المجموعة، رغم أن اقتراحاً مماثلاً بإجراء تدريبات بحرية ثلاثية مع الصين وكوريا الشمالية لم يتحقق بعد. ولا يزال هناك الكثير من الشكوك المتبادلة، وخاصة بين روسيا والصين، الدولتين اللتين خاضتا حرباً حدودية فى عام 1969.

ولكن أحد مسئولى حلف شمال الأطلسى سلط الضوء على التعاون المتزايد فى قمة هذا الشهر فى واشنطن. فقد قالت بينيديتا بيرتى، رئيسة تخطيط السياسات فى حلف شمال الأطلسي: «أعتقد أن الواقع هو أن التعاون أصبح أكثر تقدماً مما كان معظم المحللين يتوقعونه قبل عام 2022» رغم أنها كانت مترددة فى استخدام كلمة «المحور» لوصفه، مفضلة «التقارب الاستراتيجي».

ويفضل آخرون استخدام لغة أقوى لجذب الانتباه. ويزعم فونتين، مبتكر عبارة «محور الاضطرابات»، أن هذه العبارة تلخص الشعور بعدم الرضا المتبادل عن الهيمنة الغربية، وأنها أقل قسوة من عبارة «محور الاستبداد» أو «محور الشر» الذى تبناه جورج دبليو بوش، والذى يتشابه معه على الرغم من ذلك. وإذا ظل حلف شمال الأطلسى حذراً، فقد التقط الجيش البريطانى هذه العبارة الأسبوع الماضى.

والسؤال الرئيسى هنا هو كيف سيستجيب صناع السياسات الغربيون وخاصة فى وقت يتزايد فيه القلق فى أوروبا إزاء احتمال انتخاب دونالد ترامب المتشكك فى حلف شمال الأطلسى؟. وزعم ووكر أن العسكرة المتزايدة من جانب البلدان الأربعة قد تشكل «مشكلة تهديد متقاربة» بحلول عام 2027 أو 2028، حيث من المرجح أن «تلجأ هذه البلدان إلى مساعدة بعضها البعض» فى أزمة مستقبلية.

ثم واصل قائد الجيش تقديم فرضية مقلقة بشكل متعمد: مزيج من روسيا التى خرجت بطريقة أو بأخرى من حربها فى أوكرانيا «مع شعور بالرغبة فى الانتقام للدعم الذى قدمته» من الغرب والصين التى، كما زعمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مرارا وتكرارا، تريد أن تكون قادرة على غزو تايوان من عام 2027 وإيران التى تخلت أخيرا عن الاتفاق الذى كان يهدف إلى منعها من تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية.

وقال ووكر «فى النصف الأوسط من عام 2027 أو 2028، قد يصل هذا التقارب إلى نوع من التفرد المتبادل»، على الرغم من أن ذلك يعتمد على انتعاش ملحوظ من جانب روسيا، التى تكبدت بالفعل 550 ألف ضحية فى أوكرانيا – والاعتقاد بأن الصين ستكون على استعداد للتضحية بعلاقاتها التجارية العالمية من أجل ما قد يكون عملية عسكرية صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

ولكن إذا كان تحذير ووكر يبدو مثيرا للقلق، فإنه كان مدعوما من قبل المحتلين الجدد لـ داونينج ستريت. وقال المتحدث باسم كير ستارمر: «يتفق رئيس الوزراء تماما مع توجهات قائد الجيش». وقالت مصادر دفاعية من حزب العمال، إن الجنرال كان «يتحدث عن إعادة إرساء الردع الموثوق به» من خلال الدعوة إلى مضاعفة إنتاجية الجيش أو قدرته على القتل بحلول عام 2027.

هناك أسباب سياسية قد تجعلنا نؤكد على محور الاضطرابات. ففى المملكة المتحدة، على الرغم من وعد حزب العمال بزيادة الإنفاق الدفاعى بنحو 5 مليارات جنيه إسترلينى إلى 2,5% من الناتج المحلى الإجمالى، فإنه لم يحدد بعد موعداً للقيام بذلك. وقد يساعد تسليط الضوء على التهديدات الحكومية المنسقة فى تبرير الجدول الزمنى للوصول إلى المستوى الأعلى، وخاصة عندما يكون موقف الولايات المتحدة فى أوروبا فى المستقبل غير مؤكد.

ولكن فكرة أن التهديدات العالمية مترابطة تثير مخاوف عسكرية. لذلك لفت نيل ملفين، المتخصص فى الأمن الدولى فى معهد الخدمات المتحدة الملكى إلى أنه: «ليس فقط أن الولايات المتحدة ليست فى وضع يسمح لها بخوض حربين رئيسيتين فى وقت واحد، ولكنها لا تريد أن تنجر إلى مساعدة أوكرانيا ضد روسيا إلى الحد الذى قد يترك الخزانة فارغة فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ».

إن الحجة هنا ليست أن الحرب حتمية بأى حال من الأحوال، بل إن الأمر يتلخص فى كيفية منع اندلاعها على أفضل نحو ضد مجموعة من البلدان التى تبدو الآن مركزة على إعادة التسلح لدعم نفسها. ويقول ميلفين: «إن العالم أشبه بعالم الدكتور سترينج لوف، ولكن هذه هى المناقشة التى نحتاج إليها الآن. كيف يبدو الردع الجدير بالثقة؟».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لدول الغرب أية حال فى أوکرانیا حلف شمال عام 2027

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: روسيا لم تبد أي استعجال لإنهاء حرب أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن روسيا أبدت ارتياحها لاقتراح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كوسيلة لإنهاء الحرب، لكنها لم تُبد أي استعجال في التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري - إن الإدارة الأمريكية عرضت الفكرة ضمن حزمة مقترحات على مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين الأسبوع الماضي حيث تنتظر الولايات المتحدة رد كييف، المتوقع خلال اجتماع مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين في لندن في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفي حال توافقت المواقف الأمريكية والأوروبية والأوكرانية، فقد تُعرض المقترحات على موسكو.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله للصحفيين أمس: "سمعنا من واشنطن على مستويات مختلفة أن عضوية أوكرانيا في الناتو غير واردة، هذا أمر يُرضينا ويتوافق مع موقفنا" ومع ذلك، رفض بيسكوف التعليق على احتمالات التوصل إلى اتفاق لحل النزاع، وخاصةً بشأن الإطار الزمني بينما أعرب ترامب عن أمله في أن تتوصل أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال فيه إن موسكو لديها "موقف إيجابي" تجاه أي مبادرات سلام، لكن على كييف إظهار استعداد مماثل، مضيفا أن القتال استؤنف بعد وقف إطلاق النار الذي أعلنه في عيد الفصح، والذي لم يؤد فعليًا إلى توقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن دعوة بوتين لوقف إطلاق النار كانت على الأرجح مناورة تستهدف ترامب، الذي هدد بوقف محادثات السلام.
بدوره، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل اجتماع هذا الأسبوع في لندن حيث أكد استعداد بلاده للتحرك بشكل بناء نحو إنهاء النزاع.
وقال زيلينسكي، في منشور على منصة (إكس)،: "يجب أن يكون وقف إطلاق النار غير المشروط الخطوة الأولى نحو السلام، وقد أوضح عيد الفصح هذا أن تصرفات روسيا هي التي تُطيل أمد الحرب".
ونوهت الصحيفة إلى أن محاولات إدارة ترامب لم تفلح للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن، ورغم أن الولايات المتحدة عقدت جولات متعددة من المحادثات، بما في ذلك أول حوار مباشر بين واشنطن وموسكو منذ العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، إلا أن هذه الجهود لم تُوقف القتال حيث تؤجل موسكو محادثات السلام، مُعتبرةً أن مكاسبها الميدانية تمنحها نفوذًا أكبر لتقديم أقصى قدر من التنازلات في المناقشات.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة ستنتقل إلى أولويات دبلوماسية أخرى إذا رأت أن التوصل إلى اتفاق غير ممكن في الأسابيع القليلة المقبلة.
وفي وقت لاحق، قال ترامب إن الولايات المتحدة "ستتجاهل" أي محاولة من موسكو أو كييف لعرقلة التقدم في اتفاق سلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا لطالما زعمت أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أمرا غير مقبول، معتبرة إياه تهديدًا مباشرًا لأمنها وتعديا على ما تعتبره مجال نفوذها حيث قال بيسكوف: "لا ينبغي أن تكون أوكرانيا عضوًا في حلف الناتو، ولا ينبغي أن يكون لديها أي احتمال للاندماج معه، سيُشكل هذا تهديدا للمصالح الوطنية للاتحاد الروسي، وهذا أحد الأسباب الجذرية للصراع".
ورد مسؤولون غربيون بأن الناتو تحالف دفاعي لا يُهدد موسكو، وأن لأوكرانيا، كدولة مستقلة، الحق في اختيار ترتيباتها وتحالفاتها الأمنية الخاصة.
وأوضحت الصحيفة أنه إلى جانب استبعاد أوكرانيا من حلف الناتو، تتضمن مقترحات إدارة ترامب اعترافا أمريكيا محتملا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، وتدعو فكرة أمريكية أخرى إلى اعتبار المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي في زابوريجيا منطقة محايدة يمكن أن تكون تحت السيطرة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأفكار وضعت في وثيقة سرية قدمها كبار مسؤولي إدارة ترامب إلى نظرائهم الأوكرانيين في باريس يوم الخميس الماضي، كما تم تبادلها مع كبار المسؤولين الأوروبيين.. مشيرة إلى رفض بيسكوف يوم الاثنين التعليق على مقترحات السلام الأمريكية، باستثناء المقترح المتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف الناتو، قائلًا إن جهود حل النزاع لا ينبغي أن تُعقد علنًا.
 

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: روسيا تسعى إلى تجميد خط المواجهة مع أوكرانيا
  • إنهيار وخسائر غير مسبوقة لدول عربية بسبب تضررها من رسوم ترامب الجمركية
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • تراجع محتمل.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض ولكن..
  • روسيا تدعو أوكرانيا إلى إزالة العقبات أمام المفاوضات
  • أوكرانيا: روسيا أطلقت 54 طائرة مسيرة الليلة الماضية
  • خطة سلام في أوكرانيا خلال 3 أيام.. هل يعترف ترامب بسيادة روسيا على القرم؟
  • وول ستريت جورنال: روسيا لم تبد أي استعجال لإنهاء حرب أوكرانيا
  • "الدفاع الروسية": مقتل 50 عسكريا أوكرانيا على محور كورسك خلال 24 ساعة
  • الكرملين: روسيا مستعدة لتسوية الأزمة مع أوكرانيا