بوابة الوفد:
2025-01-23@18:17:40 GMT

«محور الاضطرابات» يثير الرعب لدول الغرب

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

وصف الجنرال رولى ووكر، قائد الجيش البريطانى، تحالف بعض الدول بأنها «محور الاضطرابات». كما وصف جورج روبرتسون، رئيس المراجعة الدفاعية الجديدة فى المملكة المتحدة، هذه الدول بأنها «الرباعية القاتلة». وعلى أية حال، بعد أقل من شهر من تولى حكومة حزب العمال السلطة، يتم تسليط الضوء على التحالف الجيوسياسى الناشئ باعتباره تهديدًا بحسب الجارديان البريطانية.

وتتركز المخاوف حول الروابط العسكرية والتجارية المتنامية بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. ورغم أن الدول الأربع بعيدة إلى حد ما عن تشكيل كتلة على غرار الحرب الباردة تعمل فى انسجام وتناغم، فقد عززت العلاقات الثنائية منذ غزو موسكو لأوكرانيا على نحو أدى إلى تأجيج القلق بين المسئولين العسكريين وصناع السياسات.

فى السياق أكد ريتشارد فونتين، المؤلف المشارك فى ورقة بحثية نشرت فى أبريل فى مجلة فورين أفيرز بعنوان «محور الاضطرابات»: «كانت روسيا هى المحفز لهذا». إن البحث اليائس عن الذخائر مع استمرار الحرب فى أوكرانيا إلى ما هو أبعد من توقعاتها الأولية بتحقيق نصر سريع دفع موسكو إلى الحصول على طائرات بدون طيار من طراز شاهد من إيران، وقذائف مدفعية من كوريا الشمالية، وأجهزة إلكترونية دقيقة، فضلاً عن مكونات ومواد كيميائية أخرى، من الصين لدعم هجماتها.

فى المقابل، تزود روسيا الصين بمستويات قياسية من النفط الخام الرخيص (فى عام 2023 تفوقت على المملكة العربية السعودية كمورد رئيسى لبكين) وتكنولوجيا الدفاع والاستخبارات لطهران، التى استخدمت فى هجومها بالطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل فى أبريل أساليب مألوفة للحرب فى أوكرانيا. زار فلاديمير بوتن، الرئيس الروسى، بيونج يانج الشهر الماضى ووقع على تعهد دفاعى متبادل مع كوريا الشمالية.

وأضاف فونتين «إنك لا ترى زعماء الدول الأربع يجتمعون ويعقدون قممًا، ولكن هناك غراء يجمعهم معًا. هناك حاجة من جانب روسيا إلى الدعم فى حربها فى أوكرانيا، ولكن هذا يحدث فى ظل رفض أوسع للنظام الدولى القائم على القواعد»، أو بعبارة أخرى، التشكك أو حتى العداء لهيمنة الولايات المتحدة وحلفائها بعد الحرب الباردة.

فى مارس أجرت روسيا والصين وإيران خمسة أيام من التدريبات البحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل خليج عمان، وهى أقرب ما تكون إلى إظهار النشاط الموحد بين دول المجموعة، رغم أن اقتراحاً مماثلاً بإجراء تدريبات بحرية ثلاثية مع الصين وكوريا الشمالية لم يتحقق بعد. ولا يزال هناك الكثير من الشكوك المتبادلة، وخاصة بين روسيا والصين، الدولتين اللتين خاضتا حرباً حدودية فى عام 1969.

ولكن أحد مسئولى حلف شمال الأطلسى سلط الضوء على التعاون المتزايد فى قمة هذا الشهر فى واشنطن. فقد قالت بينيديتا بيرتى، رئيسة تخطيط السياسات فى حلف شمال الأطلسي: «أعتقد أن الواقع هو أن التعاون أصبح أكثر تقدماً مما كان معظم المحللين يتوقعونه قبل عام 2022» رغم أنها كانت مترددة فى استخدام كلمة «المحور» لوصفه، مفضلة «التقارب الاستراتيجي».

ويفضل آخرون استخدام لغة أقوى لجذب الانتباه. ويزعم فونتين، مبتكر عبارة «محور الاضطرابات»، أن هذه العبارة تلخص الشعور بعدم الرضا المتبادل عن الهيمنة الغربية، وأنها أقل قسوة من عبارة «محور الاستبداد» أو «محور الشر» الذى تبناه جورج دبليو بوش، والذى يتشابه معه على الرغم من ذلك. وإذا ظل حلف شمال الأطلسى حذراً، فقد التقط الجيش البريطانى هذه العبارة الأسبوع الماضى.

والسؤال الرئيسى هنا هو كيف سيستجيب صناع السياسات الغربيون وخاصة فى وقت يتزايد فيه القلق فى أوروبا إزاء احتمال انتخاب دونالد ترامب المتشكك فى حلف شمال الأطلسى؟. وزعم ووكر أن العسكرة المتزايدة من جانب البلدان الأربعة قد تشكل «مشكلة تهديد متقاربة» بحلول عام 2027 أو 2028، حيث من المرجح أن «تلجأ هذه البلدان إلى مساعدة بعضها البعض» فى أزمة مستقبلية.

ثم واصل قائد الجيش تقديم فرضية مقلقة بشكل متعمد: مزيج من روسيا التى خرجت بطريقة أو بأخرى من حربها فى أوكرانيا «مع شعور بالرغبة فى الانتقام للدعم الذى قدمته» من الغرب والصين التى، كما زعمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية مرارا وتكرارا، تريد أن تكون قادرة على غزو تايوان من عام 2027 وإيران التى تخلت أخيرا عن الاتفاق الذى كان يهدف إلى منعها من تخصيب اليورانيوم لصنع قنبلة ذرية.

وقال ووكر «فى النصف الأوسط من عام 2027 أو 2028، قد يصل هذا التقارب إلى نوع من التفرد المتبادل»، على الرغم من أن ذلك يعتمد على انتعاش ملحوظ من جانب روسيا، التى تكبدت بالفعل 550 ألف ضحية فى أوكرانيا – والاعتقاد بأن الصين ستكون على استعداد للتضحية بعلاقاتها التجارية العالمية من أجل ما قد يكون عملية عسكرية صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

ولكن إذا كان تحذير ووكر يبدو مثيرا للقلق، فإنه كان مدعوما من قبل المحتلين الجدد لـ داونينج ستريت. وقال المتحدث باسم كير ستارمر: «يتفق رئيس الوزراء تماما مع توجهات قائد الجيش». وقالت مصادر دفاعية من حزب العمال، إن الجنرال كان «يتحدث عن إعادة إرساء الردع الموثوق به» من خلال الدعوة إلى مضاعفة إنتاجية الجيش أو قدرته على القتل بحلول عام 2027.

هناك أسباب سياسية قد تجعلنا نؤكد على محور الاضطرابات. ففى المملكة المتحدة، على الرغم من وعد حزب العمال بزيادة الإنفاق الدفاعى بنحو 5 مليارات جنيه إسترلينى إلى 2,5% من الناتج المحلى الإجمالى، فإنه لم يحدد بعد موعداً للقيام بذلك. وقد يساعد تسليط الضوء على التهديدات الحكومية المنسقة فى تبرير الجدول الزمنى للوصول إلى المستوى الأعلى، وخاصة عندما يكون موقف الولايات المتحدة فى أوروبا فى المستقبل غير مؤكد.

ولكن فكرة أن التهديدات العالمية مترابطة تثير مخاوف عسكرية. لذلك لفت نيل ملفين، المتخصص فى الأمن الدولى فى معهد الخدمات المتحدة الملكى إلى أنه: «ليس فقط أن الولايات المتحدة ليست فى وضع يسمح لها بخوض حربين رئيسيتين فى وقت واحد، ولكنها لا تريد أن تنجر إلى مساعدة أوكرانيا ضد روسيا إلى الحد الذى قد يترك الخزانة فارغة فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ».

إن الحجة هنا ليست أن الحرب حتمية بأى حال من الأحوال، بل إن الأمر يتلخص فى كيفية منع اندلاعها على أفضل نحو ضد مجموعة من البلدان التى تبدو الآن مركزة على إعادة التسلح لدعم نفسها. ويقول ميلفين: «إن العالم أشبه بعالم الدكتور سترينج لوف، ولكن هذه هى المناقشة التى نحتاج إليها الآن. كيف يبدو الردع الجدير بالثقة؟».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لدول الغرب أية حال فى أوکرانیا حلف شمال عام 2027

إقرأ أيضاً:

فوراً..ترامب يهدد روسيا بالعقوبات إذا لم توقف الحرب على أوكرانيا

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بالتوصل لاتفاق ينهي للحرب الطاحنة في أوكرانيا "على الفور"، مهدداً موسكو بفرض رسوم جمركية وعقوبات عليها.

وجاء في منشور لترامب "تروث سوشال" "إذا لم نعقد صفقة، قريباً، لا خيار آخر لدي سوى فرض ضرائب ثقيلة ورسوم جمركية وعقوبات على كل ما تبيعه روسيا للولايات المتحدة ولدول أخرى".

وأضاف ترامب في منشوره "لا أسعى إلى إيذاء روسيا. أنا أحب الشعب الروسي، وكانت علاقتي بالرئيس بوتين جيدة للغاية".

وتطرق ترامب لما وصفه  بـ"خدعة اليسار الراديكالي" وقال: "لا يجب أن ننسى أبداً أن روسيا ساعدتنا على الفوز بالحرب العالمية الثانية، التي خسرنا ما يقارب 60 مليون إنسان فيها".

وختم منشورة بالقول: "يمكننا أن نفعل ذلك بالطريقة السهلة، أو الصعبة حان الوقت "لإبرام صفقة" ولا يجب أن نخسر المزيد من الأرواح".

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يطالب الغرب بإرسال قوات إلى أوكرانيا
  • روسيا: نحن بحاجة لمعرفة ما هو بالضبط اتفاق ترامب المقترح حول أوكرانيا
  • روسيا: يجب دراسة مقترحات ترامب حول أوكرانيا
  • تلوث مياه الرى يثير غضب أهالى الدقهلية
  • ترامب يهدد روسيا بفرض عقوبات ورسوم جمركية إذا لم تتوقف حرب أوكرانيا
  • ترامب يهدد روسيا بعقوبات حال لم تتوصّل "فورا" إلى حل مع أوكرانيا
  • فوراً..ترامب يهدد روسيا بالعقوبات إذا لم توقف الحرب على أوكرانيا
  • ترامب: على روسيا وبوتين أن يوقفا الحرب السخيفة في أوكرانيا
  • ترامب يلوح بعقوبات على روسيا بشأن أوكرانيا
  • وبقيت غزة شامخة