اعتادت الناس على مهاجمة التيك توك وما فيه من مساخر ومهازل، وصلت إلى حد أن بدأت بعض الفتيات المنحرفات فى عرض أنفسهن على الجمهور، وكأننا فى سوق النخاسة!!
لكن بجانب ذلك طالعت على هذا التطبيق العجيب مجموعة من الفيديوهات الهادفة، والتى تقدم فنًا هادفًا،عن كيفية طاعة الوالدين وعواقب عقوقهم، وكيفية معاملة الزوجة لحمايتها وحماها، وفوائد الأمانة ومراعاة الله فى كل تصرفاتنا، كل ذلك فى إطار تمثيلى جميل محبب للنفس، ولعل من أشهر تلك المجموعات «عائلة كرتون» وهم مجموعة من الشباب وكبار السن، اتفقوا على تقديم مجموعة من الفيديوهات المصورة، مكتوبة بكل دقة وعناية، وفى آخرها تقدم المجموعة مجموعة من النصائح فى نفس الموضوع المثار فى الحلقة أو الفيديو المصور.
بصراحة انبهرت بما يقدمونه ويقدمه أيضًا شباب آخرون فى نفس هذا الاتجاه وهو الفن الهادف الذى يبنى المجتمع ولا يهدمه، الذى يحترم ثوابته ورموزه ولا يسيء لهم، بعكس غالبية ما نراه فى السينما والتليفزيون والمسرح فى مصر، وما نراه من مساخر ومهازل، لا يهدف إلا للضحك على الناس وتشجيع التنمر عليهم، ناهيك عن الألفاظ النابية والعبارات الخادشة للحياء، والايحاءات الجنسية المكشوفة، التى يعتبرونها نوعًا من خفة الدم والضحك على الزبون!!
بصراحة أصبحت أتابع فيديوهات التيك توك، وأتمنى أيضًا أن تتابعوها انتم أيضًا، فليس التيك توك شرًا كله، ولكن هناك إيجابيات ينبغى أن نركز عليها، ونشجع عليها كما يقدمه فريق عائلة كرتون وغيرها من الفرق التى تقدم فنًا هادفًا وراقيًا، يفيد الناس ويعلمهم كيف يعيشون فى الحياة، وكيف يكونون عناصر تقدم للمجتمع نماذج مشرفة من الأبناء التى تحترم الآباء والأمهات، وتنشر قيم العدل والتسامح والمساواة بين البشر، ولا تتسابق فى خراب البيوت، وحض الزوجات على التمرد والنمردة على الأسر والأزواج!!
بصراحة أتمنى تعميمًا للفائدة أن تستعين الفضائيات بهذه الفيديوهات المصورة، لسرعة انتشارها وتوصيل معانيها للناس.
فهذا هو الفن الذى يرقى بذوق المجتمع، ويحترم ثوابته، ويقدس رموزه، أتمنى أن أشاهد هذه الفيديوهات على الشاشات، وأن تتم الاستعانة بأبطالها فى أعمال فنيه هادفة تكتب لهم خصيصًا حتى يكون الفن فى خدمة المجتمع حقًا وفعلًا، لا شعارات فارغة ترفع بين الحين والآخر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إشراقات فيديوهات التيك توك مجموعة من التیک توک
إقرأ أيضاً:
إفطارهم في الجنة محمد مبروك.. صوت الحق الذى لم يسكت
في قلب الصمت ووسط الظلال الخفية، ظل الشهيد البطل محمد مبروك يشع بنور الحقيقة، كان صوتًا صامدًا في وجه الظلام، وعينًا ساهرة على أمن الوطن، فبقدر ما كانت حياته بعيدة عن الأضواء، كانت إنجازاته تضيء دروب الأمن، وتكشف عن شخصيته الفذة في عالم مليء بالتحديات والخفاء.
كان "الصندوق الأسود" الذي كشف الجماعة الإرهابية، تلك اللقب الذي منحته له أروقة الأجهزة الأمنية، وهو لقب يليق بشخص أدرك أهمية المعلومة وسبل حفظها وحمايتها في عالم مليء بالأسرار والتهديدات.
ولد محمد مبروك في عام 1974، وأصبح منذ تخرجه من كلية الشرطة في عام 1995 أحد أبرز الوجوه في جهاز أمن الدولة، الذي تحول لاحقًا إلى جهاز الأمن الوطني.
كان بعيدًا عن الإعلام، لا يبحث عن الأضواء، بل كان يرى أن واجبه الأسمى هو حماية وطنه بصمت، وكان جهازه الأمني هو سلاحه الذي يحارب به الأعداء، إلا أن هذه العزلة عن الأضواء لم تمنع الجماعات الإرهابية من استهدافه، فهو كان على رأس قائمة اغتيالاتهم، نظرًا لدوره المحوري في العديد من القضايا الأمنية التي أجهضت مخططاتهم، مثل قضية التخابر الشهيرة. وفي يوم 18 نوفمبر 2013، عندما كان يستعد للذهاب إلى عمله، اغتالته يد الإرهاب الغادرة، لتتساقط عليه اثنتا عشرة رصاصة، ويصعد إلى الرفيق الأعلى شهيدًا.
لقد كان محمد مبروك يشرف على قضايا محورية، بدءًا من تقديم شهاداته في قضايا التخابر مرورًا بالإشراف على تحريات هروب محمد مرسي من سجن وادي النطرون، وصولًا إلى مشاركته الفاعلة في القبض على القيادات الكبرى لجماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو.
كانت دماؤه الزكية ثمنًا للسلام، وصوته الذي حاولوا إسكاته، هو الصوت الذي ظل ينادي بالحق والعدالة حتى آخر لحظة.
إن استشهاد محمد مبروك ليس مجرد فقدان لشخص، بل هو فقدان لصوت وطني صادق، عز نظيره، ورمز للوفاء لهذا الوطن الذي لم يتردد في أن يضع نفسه في قلب معركته.
مشاركة