يوليو 30, 2024آخر تحديث: يوليو 30, 2024

محمد حسن الساعدي

بالتزامن مع الاجتياح الذي تقوم به أنقرة في شمال العراق بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني برزت العديد من التساؤلات حول الجدوى والهدف من هذه الحملة، مع وجود الحزب المعارض للنظام التركي منذ عشرات السنين، ولماذا تسعى تركيا الى أعادة السيطرة على الحدود المتوازية بينها وبين العراق وسوريا على حد سواء، إذ أن الهجوم يأتي وسط أتساع العمليات التركية ضد أهداف حزب العمال الكردستاني داخل أقليم كردستان مع نقل القوات البرية من منطقة هكاري التركية لتعزيز وتوسيع القواعد والمواقع الاستيطانية التركية في محيط محافظة دهوك.

الجيش التركي بحسب التصريحات قد حقق تقدماً وأستولى على عدد من قمم التلال الاستراتيجية، حيث تؤكد تصريحات قادة الجيش التركي بانه هناك شبكة من الانفاق التي بناها حزب العمال الكردستاني منذ أن بدأت تركيا في نشر طائراتها بدون طيار ضدهم قد تم تشخصيها، ما يجعل من الصعب على حزب العمال الكردستاني الحفاظ على وجوده فوق الارض كما فعلت منذ عقود مضت.

تسعى أنقرة الى فرض سيطرتها الكاملة على حدودها مع العراق بقدر ما تريد مع سوريا، حيث تقوم بعمليات عسكرية بصورة متوازية، مع فرض عمليات عسكرية من الجو وعلى نطاق أكثر محدودية، والذي يأتي وسط تهديد الرئيس التركي في الاشهر الاخيرة بشن هجوم كبير من شانه تطهير حدود أقليم كردستان من حزب العمال مرة واحدة وللابد، وهذا ما عده المسؤولين العراقيين تهديداً لأمن البلاد واستقرارها.

المسؤولين العراقيين خففوا من هذه الحملة، وأكدوا أن الجيش التركي لا يستطيع القضاء على حزب العمال الكردستاني بالكامل وهو أمر حاول الاتراك مراراً وتكراراً في الماضي وفشلوا في عزل المسلحين والضغط عليهم غي معاقلهم الاستراتيجية في سنجار والشرق الاقصى في كركوك وقنديل على الحدود الايرانية، ومحاولة الجيش التركي غرس الثقة العامة التي من شانها أن تسمح للحكومة باستئناف محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني التي تم تعليقها في عام 2015 .

تأتي هذه العمليات العسكرية التركية وسط تكهنات في محاولة “أردوغان” العمل على إعادة مراجعة الدستور، والذي يسعى الى الالتفاف على القواعد التي تمنعه من الترشح لولاية ثالثة عندما تنتهي الولاية الحالية في عام 2028، والذي قد يلجأ الى دعم حزب المساواة والديمقراطية الموالي للأكراد ويأخذ اوامره المباشرة من حزب العمال الكردستاني وهو نفس الادعاء الذي أستخدمه لسجن الآلاف من اعضائه.

زيارة “أردوغان” الى بغداد في نيسان من العام الجاري والتي تعد الاولى له منذ عام 2011 لإجراء مباحثات رسمية مع العراق حول الملف الامني وملف المياه والتي أسفرت عن تعهدات للجانب العراقي وعقد اتفاقات في مختلف المجالات ومن ضمنها المياه لعشرة سنوات قادمة، وكذلك تعاون أنقرة في مشروع طريق التنمية أمر بالغ الاهمية، على الرغم أن تعارضه عدد من دول المنطقة والتي تراه قد يسبب تراجع أقتصادي لديها، كما هو الشعور لدة الاكراد الذين يعتقدون بأن الطريق ستجاوز منطقتهم مما يجعل معبر “إبراهيم الخليل” مع تركيا غير ذات أهمية تذكر.

تواصل المباحثات بين بغداد وأنقرة ينسجم مع استراتيجيتها الاوسع المتمثلة في حشد تعاون جيرانها ضد حزب العمال الكردستاني، وهذا ما يفسر جزء كبيراً من سياسة أردوغان الدراماتيكية في التعامل مع العراق، وتقربه من بغداد وإنهاء الملفات العالقة بينهما.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی الجیش الترکی

إقرأ أيضاً:

البحث عن ظل

بقلم : هادي جلو مرعي ..

جلس المعلم الأستاذ هاشم، وكان قريبا من سن التقاعد على إحدى الرحلات الخشبية في الصف، وكنا للتو دخلنا المدرسة الإبتدائية، وكنا فرحين لأن المعلم هاشم قرر أن يتحدث معنا في قضايا عامة، وترك الدرس، وأخذ يسألنا، وكان سؤاله الأول عن رمضان، لم سمي رمضان؟ فإجتهدت في الإجابة، وقلت: سمي رمضان نسبة الى الرمض، وهي الأرض الحارة بفعل الشمس، وكانوا يقولون: رمضاء مكة، ولم أبحث في أصل التسمية فقد أعجبتني الإجابة، وأعجبني ثناء المعلم، وإحتفظت بها ذكرى جميلة، مثلما إحتفظت بذكريات جميلة وصعبة من الحياة، وأتذكر إنني بدأت بالصوم في شهر رمضان، وكان وقت الصيف، وكنت أعمل في بناء مدرسة مع مجموعة من العمال، وذهب العمال الى بيوتهم القريبة للراحة والغذاء، وبقيت في مكان العمل، وكان مدرسة إبتدائية، وألقيت بجسدي المتعب في ظل سياج حديث البناء متخيلا مجيء وقت الإفطار الذي طال إنتظاره يومها.
قررت منذ ذلك الحين البعيد أن أصوم الشهر الكريم، وسواء كان الوقت صيفا، أو شتاءا فلم أكن مستعدا للتفريط، وتفويت شهر من الشهور التي تأتي مسرعة، وتمضي مسرعة، وكنت أنتظر وقبيل المغرب بث إمساكية رمضان، ومواقيت الصلاة والإفطار، وكانت موسيقى أغنية أم كلثوم (القلب يعشق كل جميل) وهي واحدة من مجموعة أغان دينية غنتها، وأبدعت فيها، كانت في مقدمة برنامج الإمساكية.
يأتي شهر رمضان في الصيف حين نكاد نهلك من شدة الحرارة والعطش، ويأتي في الشتاء عندما نكون نرتجف في منتصف الليل، وتلسعنا برودة الماء وقت صلاة الفجر، لكنه شهر جميل، يبعث القوة في النفوس، وهو شهر يعلم الناس على الطاعة والرأفة بالمستضعفين، والتراحم، وفهم مصاعب الحياة، وتحدياتها القاسية لأنها زائلة، وبالتالي فهي لاتستحق تفويت الفرص، وشهر رمضان فرصة ذهبية للوصول الى غايات طيبة لاندركها على الدوام.

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • الدفاع التركية: تحييد 21 عمّالياً خلال أسبوع في العراق وسوريا
  • سؤال من ياسين الى الحكومة عن تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون: علينا التحرك سريعا لمعالجته
  • الأحزاب التركية المسلحة في العراق تصطدم مع الجيش العراقي
  • خلال أسبوع.. الدفاع التركية تعلن تحييد 21 مسلحا في العراق وشمال سوريا
  • جيش الاحتلال: التحرك من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مسموح به فقط عبر طريق الرشيد
  • الجيش التركي يأمر قواته في شمال العراق بإيقاف أي أنشطة عسكرية مباشرة
  • البحث عن ظل
  • حزب طالباني يطالب بانسحاب القوات التركية من شمال العراق
  • الزمالك يبدأ التحرك مبكرًا لتأمين نجومه
  • رسميا الآن| أسعار الذهب تواصل التحرك .. ومفاجأة في عيار 21