أبناء مديرية بني حشيش بصنعاء يجودون بقافلة من الخوخ دعماً للمرابطين في الجبهات
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
الثورة نت|
سيّر أبناء محمية خربة سعوان بمديرية بني حشيش في محافظة صنعاء اليوم، القافلة الأولى من الخوخ “الفرسك ” للمرابطين في الجبهات تزامنا مع ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
وخلال تسيير القافلة التي تكونت من 350 سلة من الخوخ، أشاد نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة محمد خميس، بدور أبناء مديرية بني حشيش في رفد جبهات العزة بكل غالٍ ونفيس.
وأشار إلى أن هذه القافلة تتزامن مع ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام، لما له من مكانة في قلوب اليمنيين عامة.
فيما اعتبر أبناء محمية خربة سعوان دعم المرابطين أقل واجب تقديرا لتضحياتهم في الذود عن الوطن ، مؤكدين أن القوافل مسؤولية تقع على عاتق الجميع للمساهمة في صناعة أمجاد وبطولات الشعب اليمني في مواجهة قوى الغزو والاحتلال والتصدي لمشاريعها ومخططاتها.
وجددوا العهد بالمضي قدماً في الوقوف إلى جانب القيادة الحكيمة والقوات المسلحة في مواجهة العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صنعاء مديرية بني حشيش
إقرأ أيضاً:
وحدة الساحات وتعدد الجبهات
لا يماري أحد في الفرق الهائل بين إمكانات العدو وداعميه وإمكانات المقاومة المحاصرة في غزة وداعميها، هذا الفارق هو الذي يعظّم الإنجاز الذي حققته المقاومة سواء بصمودها في الميدان أو بثباتها على أهدافها وإرغامها العدو على النزول إلى شروطها.
تمثلت عبقرية المقاومة في أمرين:
الأول: العمل على وحدة الساحات، فلأول مرة يجد العدو نفسه يصد هجمات قادمة من لبنان وتصيبه مسيّرات قادمة من العراق ويفاجأ بجبهة مفتوحة من اليمن على بعد آلاف الأميال تحاصره من الجنوب، ويضطر إلى طلب النجدة من أمريكا لصد الهجوم القادم من إيران.
الثاني: أن المقاومة رغم ضعف إمكاناتها ورغم حصارها أدركت أن مواجهتها مع العدو هي مواجهة في جبهات كثيرة لا بد أن تعمل فيها جميعا. فالعدو يمتلك التفوق العسكري عددا وعتادا، والتطور التكنولوجي الذي جعل الكيان مصدرا للبرمجيات ومتعاونا ومشاركا لمعظم مراكز الأبحاث والجامعات حول العالم، وهو ما كشف عنه الحراك الطلابي في أمريكا وأوروبا.
والعدو يمتلك أجهزة من أعتى أجهزة المخابرات والمعلومات والتجسس على مستوى العالم، ويتعاون ويتبادل المعلومات مع أجهزة الدول الكبرى والإقليمية.
والعدو يسيطر على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الأوروبية والأمريكية ومن خلالها روج لأكاذيب لا يصدقها عقل؛ من قبيل أن هذا الكيان واحة للديمقراطية وسط غابة من الأشرار والوحوش، وأنه يبحث عن السلام ولكن العرب الإرهابيين يرفضون، وأن الفلسطينيين يعتدون على المستوطنين المساكين، في سردية طويلة عمل عليها وترسخت لعقود من الزمان.
وهناك الجبهة الداخلية أو الحاضنة الشعبية التي سيقع عليها عبء إجرام العدو وإمعانه في القتل والتخريب. هذه الجبهة الأخيرة عملت عليها المقاومة حتى ارتبط معظم أهل غزة بمشروع المقاومة والتحرير، وكان الأساس في هذا هو التكافل الإسلامي والسعي في حوائج الناس وارتباط الجميع بالمساجد وحلقات حفظ وسرد القرآن.
أما جبهة التطور التكنولوجي والعسكري، فقد سعت المقاومة للتزود بكل ما تستطيع من وسائل القوة وسعت إلى التصنيع الذاتي فأقامت ورشها ودربت أجيالا، وفي نفس الوقت فإن هذا التفوق للعدو يركن إليه ويقل اعتماده على المجهود البشري هربا من التكلفة البشرية للحروب.
كانت النتيجة أن المقاومة امتلكت أسلحة بسيطة ولكنها مؤثرة واشتهرت قذائف الياسين و"تي بي جي" ومسيرات الزواري وعبوات ثاقب والشواظ والعبوة الرعدية والتلفزيونية والبرميلية، حتى إذا كانت المواجهة البرية رأينا دبابات الميركافا وحاملة الجنود النمر تحترق في الميدان وتخرج عن الخدمة.
أما على جبهة الاستخبارات والمعلومات فقد بذلت المقاومة جهدا كبيرا:
1- على مدار عقود من الزمان وقبل انتفاضة الحجارة في نهاية الثمانينات التي أظهرت خطورة الجواسيس وعملاء الكيان وأدت إلى استشهاد عدد كبير من القادة، مما جعل المقاومة تتابع مجموعات التجسس ولا تتسامح معها مطلقا فطهرت القطاع منهم، وكانت النتيجة أن العدو فقد عينه التي يرى بها غزة وفقد أصابعه التي يعيث من خلالها الفساد.
2- التصدي لكل محاولات جيش العدو لزراعة أجهزة تجسس في غزة وإفشالها على النحو الذي حدث في 2018، عندما اكتشفت المقاومة سيارة للعدو بها كل التجهيزات واشتبكت معها مما اضطر طيران العدو للتدخل لإنقاذ القوة المتسللة التي قتل قائدها وأصيب آخر، ودمر طيران العدو السيارة واستشهد 7 من المقاومة منهم القائد نور بركة.
3- عملت المقاومة مئات المواقع الوهمية على وسائل التواصل واصطادت من خلالها مئات وآلاف الجنود والضباط، واخترقت هواتفهم وحواسيبهم وحضرت اجتماعاتهم.
4- جرت محاولات عديدة لتعطيل عمل القبة الحديدة، وظهر ذلك عندما أنقذت المخابرات التركية الشاب الفلسطيني الذي اختطفه الموساد في ماليزيا لأنه ساهم في فك شفرات القبة الحديدية.
5- اكتشاف أجهزة تنصت زرعها العدو داخل قطاع غزة وتركها تعمل مع إرسال رسائل خاطئة لتضليل العدو. أثمر عمل المقاومة في هذا المجال أن العدو بنى استراتيجيته على أن حماس غير معنية بالحرب وأنها تريد تحسين الأحوال المعيشية في القطاع، ومن هنا كانت المفاجأة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
حرب العقول هذه ما زالت تعمل حتى الآن وفشل العدو في مواجهتها رغم ما يملك من إمكانات، حتى إنه لم يكتشف أن السنوار كان يقاتل فوق الأرض من المسافة صفر ولم يكن في الأنفاق ويحمي نفسه بالأسرى كما قالوا، وأن قائد كتيبة بيت حانون الذي أعلن العدو مقتله قبل ثمانية أشهر ما زال مع رجاله في الميدان.
يزيد من قيمة ما عملته المقاومة في هذا المجال أنها كانت تواجه ليس مخابرات العدو، وإنما معها مخابرات بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وربما أجهزة الدول المحيطة بالقطاع.
كانت النتيجة أن اعترف العدو بالفشل وعاد يبحث عن الصفقة وتشير التقديرات إلى هروب مليون مستوطن إلى الخارج، أما شعب غزة الذي أبهر العالم وأفشل مخططات الاحتلال فما يزال متشبثا بأرضه مقيما على انقاضها عازما على إعادة بنائها وإعمارها. أما عن المواجهة الإعلامية والمواجهة في الجبهة الأخلاقية فلها حديث آخر.