عربي21:
2025-03-16@15:27:50 GMT

مجدل شمس.. تاريخ من رفض الاحتلال وتجريم التعامل معه

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

مجدل شمس.. تاريخ من رفض الاحتلال وتجريم التعامل معه

أعادت حادثة بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، والتي قتل فيها 12 طفلا في ملعب لكرة القدم، بصاروخ مجهول المصدر، إلى الأذهان تاريخ البلدة، وعلاقتها مع الاحتلال، الذي دخل إليها في العام 1967.

وللبلدة تاريخ مقاوم ورافض لوجود الاحتلال على أراضي الجولان، وتعكس المشاهد التي بثت خلال اليومين الماضيين، من هجوم السكان على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزرائه والهتاف بطردهم من البلدة، واستعانة الاحتلال، بأطراف متعاونة معهم، لالتقاط صورة تسوق علاقتهم الودية بالسكان، أبرز دليل على إصرار الأهالي على رفض الاحتلال ومكوناته.



 ونستعرض في التقارير التالي، جانبا من تاريخ البلدة خلال العقود الماضية.

معقل ضد الاستعمار

تعد بلدة مجدل شمس، إحدى المعاقل الهامة للثوار في الجولان، إبان الثورة السورية الكبرى، ضد الاستعمار الفرنسي، بحكم الموقع الجغرافي المميز لها، حيث الجبال ووعورة التضاريس.

وتعرضت البلدة للحرق على يد الفرنسيين، 3 مرات، انتقاما من سكانها، بسبب تقديمهم الدعم للثوار.

رفض للاحتلال

خلال حرب عام 1967، خسرت سوريا هضبة الجولان، بكافة بلداتها، وبقي السكان متمسكين بأراضيهم، ومنهم سكان مجدل شمس، والذين خضعوا للحكم العسكري، منذ 1967 وحتى العام 1982، وهو تاريخ إعلان الاحتلال، بسط الإدارة المدنية على المنطقة، بعد ضمه إياها بشكل كامل، رغم أنها وفقا للقانون الدولي لا تزال أرضا محتلة.



عمل الاحتلال منذ السيطرة على الجولان، على فرض الاستيطان عليها، وهدم العديد من القرى وهجر سكانها، وبلغ عدد القرى المدمرة أكثر من 160 قرية، ولم يتبق منها إلا مجدل شمس وعين قنية والغجر ومسعدة وبقعاثا.

ويرفض السكان الاحتلال حتى يومنا هذا، ويصنفون أنفسهم على أنهم عرب سوريون، ولم يقبلوا أن يصبحوا مواطنين لدى الاحتلال.

الحصار الكبير

بعد قرار الاحتلال ضم الجولان،  من خلال قانون في الكنيست، وفرض الجنسية على السكان بالقوة، بدأ السكان ما عرف بـ"الإضراب الكبير" ووقعت انتفاضة عارمة، بدأت بإعلان الإضراب المفتوح، ومواجهة السكان العزل مع الاحتلال بواسطة الحجارة والعصي، والتي رد عليها الاحتلال باستخدام الأسلحة الثقيلة لقمع السكان.

ومع تفاقم المواجهات، صعّد لاحتلال، من حملته القمعية، وقام بفرض حصار امتد إلى 6 أشهر، ومع السكان عبره من الحصول على الغذاء والدواء ومورس التجويع بحقهم لكسر إرداتهم، والرضوخ لشروط الاحتلال.

ولجأ سكان مجدل شمس إلى رفع العلم السوري آنذاك، من أجل التأكيد على هويتهم الأصلية، ورفض الرضوخ للاحتلال في سلبهم أراضيهم، وأقر وجهاء الجولان ما عرف بـ"الوثيقة الوطنية للمواطنين السوريين في مرتفعات الجولان السورية المحتلة".

ما الذي تضمنته الوثيقة؟

أعلن وجهاء الجولان في الوثيقة، اعتبار أراضيهم جزءا من سوريا، وتمسكهم بالجنسية السورية، وتجريم كل من تسول له نفسه من سكان الجولان بيع أو التنازل أو التخلي عن أي جزء من أراضيها، ووصمه بالخيانة الوطنية التي لا تغتفر.

عدم الاعتراف بأي قرار يصدر عن الاحتلال، لضم أراضي الجولان، ورفض أي قرارات تهدف لنزع الهوية العربية السورية.

رفض الاعتراف بالمجالس المحلية والمذهبية، المعينة من خلال الحاكم العسكري للاحتلال، ورفض تلقي التعليمات منها ورؤساء تلك المجالس لا يمثلون سكان الجولان.

اعتبار كل من يستبدل جنسيته بالجنسية الإسرائيلية، مسيئا لكرامة أهالي الجولان وشرفهم الوطني وانتمائهم القومي والديني ويعتبر خائنا للبلاد.

نبذ وطرد كل من يتجنس بالجنسية الإسرائيلية، من الدين والنسيج الاجتماعي، وتحريم التعامل معه، إلى أن يقرب بالذنب ويتراجع عن فعلته، ويطلب المسامحة من مجتمعه ويستعيد الجنسية الحقيقية.

تصد للاحتلال

على مدار العقود الماضية، وقعت العديد من المواجهات والمصادمات، بين سكان مجدل شمس، وقوات الاحتلال، ضمن محاولاتها الضغط عليهم للرضوخ لسيطرتها وخاصة خلال الإضراب الكبير.

وفي عام 2010، وقعت مواجهات كبيرة مع سكان البلدة، بعد مداهمة أحد المنازل، من أجل تفتيشه، وهو ما أثار غضب السكان، والذين اضطروا لاحتجاز عدد من عناصر الاحتلال، والمفاوضة للحصول على ضمانات بعدم تكرار الفعلة والاعتداء على بيوت السكان، وهو ما حدث في نهاية المواجهات وانسحبت من مجدل شمس.



وفي عام 2011، اعتدت قوات الاحتلال على سكان بلدة مجدل شمس، بعد قيام آلاف المتظاهرين، بقص الشريط الفاصل واختراق الحدود في ذكرى النكبة.

وقام سكان البلدة باستقبال الشبان الذين اخترقوا الحدود، فيما عمد الاحتلال إلى إطلاق النار عليهم بصورة مباشرة، واستشهد في تلك الواقعة 17 شخصا، أغلبهم من مخيمات اللاجئين في سوريا، فضلا عن اعتقال العشرات من سكان البلدة والقرى المجاورة.

وفي عام 2023، تظاهر المئات في بلدة مجدل شمس يتقدمهم شيوخ الطائفة الدرزية هناك، ضد مشروع للاحتلال الإسرائيلي، لبناء مراوح توليد كهرباء بطاقة الرياح على أراضي السكان هنا.

ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات كتب عليها "لا للمراوح، لا للتفاوض.. مهما حاولتم جذورنا أعمق ومشروعكم سيسقط.. الجولان العربي السوري المحتل".

وأصر المشاركون على رفض أي مظاهر للاحتلال في التظاهرة، ورفضوا رفع علمه، واكتفوا برفع رايات الطائفة الدرزية الملونة، التي تعتبر شعارا لهم، وقام الاحتلال بالاعتداء عليهم، عبر إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بينها خطيرة.

وكان المشروع سيؤثر سلبا على أكثر من 3600 دونم من بساتين التفاح والكرز لسكان المنطقة، وتقليص مساحة القرية من الناحية السكنية، ويؤثر على فرص توسيع المنطقة المأهولة مستقبلا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجولان الاحتلال مجدل شمس سوريا سوريا الاحتلال الجولان مجدل شمس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بلدة مجدل شمس

إقرأ أيضاً:

أهالي الجولان: (إسرائيل) تستغل زيارة رجال دين دروز لزرع الفتنة

سرايا - أكّد أهالي قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان التي تحتل إسرائيل القسم الأكبر منها، أن سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، تستغل زيارة دينية، "لزرع الانقسام في الصف الوطنيّ".

جاء ذلك في بيان مقتضب صدر اليوم، الجمعة، بعد وقت وجيز من عبور وفد من رجال الدين الدروز في ثلاث حافلات، رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية، إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ليتوجه بعد ذلك شمالا، لزيارة مقام دينيّ.

وأكد أهالي قرية حضر في بيانهم، استنكارهم "زيارة بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة، تلبية لدعوة جهات موالية للاحتلال".

وشدّدوا على أن إسرائيل، "تستغل زيارة دينية، لزرع الانقسام في الصف الوطنيّ".

وأضاف البيان أن سلطات الاحتلال "تسعى لاستخدام الطائفة الدرزية خطّا دفاعيًّا، لتحقيق مصالحها التوسعيّة".

وقال الأهالي في بيانهم: "لن ننسى جرائم الاحتلال بحقّ أهلنا في الجولان، والضفة الغربية، وقطاع غزة".

وشدّدوا على "انتمائهم للشعب السوري، و(على أن) المشايخ لا يمثلون إلا أنفسهم".

في السياق، قالت مشيخة العقل في لبنان: "بعد إعلامنا بالدعوة الموجّهة إلى مشايخ حضر، وإقليم البلّان لزيارة الأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة، فإن مشيخة العقل في لبنان تحذّر مجددا الأخوة اللبنانيين، وعلى الأخص رجال الدين المعروفيين الكرام، إلى مخاطر الانجراف العاطفي، وتبعات المشاركة في هذه المناسبة وغيرها، لما يترتب على ذلك من مسؤولية قانونية على كل من يدخل الأراضي المحتلة".

كما أكدت مشيخة العقل على "المحاسبة الدينية، ورفع الغطاء بالكامل عن كل مخالف لتلك التوجهات؛ آملين التفهم والتجاوب بمسؤولية والتزام".

وتجمع نحو ستين رجل دين درزي صباح الجمعة عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، قبل التوجّه لإسرائيل.

وأثارت تصريحات إسرائيلية مؤخرا، غضبا شعبيا في سورية، بعدما قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مطلع الشهر الجاري، إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.

وحتى قبل بيان اليوم، أبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية، وأكدوا تمسكهم بوحدة سورية، وهو ما أكده الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوبيّ سورية، عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتجري حاليا محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سورية، للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.

إقرأ أيضاً : كاتس: (إسرائيل) ستبقى في المواقع الخمسة في جنوب لبنانإقرأ أيضاً : إعلام عبري: الطائرة الخاصة بالرئيس الراحل ياسر عرفات تنشط برحلات "سرية" إقرأ أيضاً : حماس توافق على مقترح الوسطاء بتسليم محتجز إسرائيلي وجثامين 4 آخرين



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #جرائم#فلسطين#المنطقة#لبنان#مدينة#دينية#اليوم#الدفاع#غزة#الاحتلال#أحمد#الرئيس



طباعة المشاهدات: 519  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 14-03-2025 04:36 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"42 يوما دون طعام" .. امرأة تفقد وزنها بسبب جراحة الفك جاستن بيبر يعترف بشعوره "عدم الكفاءة" ويصف نفسه بـ"المحتال" تغيير صادم وأسرته ليست معجبة .. جورج كلوني في مظهر جديد .. صورة تفاصيل صادمة .. مقتل تيكتوكر تركية شابة بوابل من الرصاص شيخ الدروز في سوريا يهاجم الإدارة الجديدة ويتهمها... كركي يعفو عن المتسببة بفقدان نجله إثر حادث دهس:... ريهام حجاج: "تعرضت لمحاولات اغتيال بسبب... المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات... الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي) كاتس: (إسرائيل) ستبقى في المواقع الخمسة في جنوب لبنانإعلام عبري: الطائرة الخاصة بالرئيس الراحل ياسر...حماس توافق على مقترح الوسطاء بتسليم محتجز إسرائيلي...شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن...حماس: مصرّون على تطبيق اتفاق وقف النار بمراحله...الأم التي أبكت السوريين تطل ثانية .. (كلكم ولادي)الأغذية العالمي سيلغي مساعدات غذائية عن مليون شخص...أميركا وإسرائيل عرضتا توطين سكان غزة على 3 دول أفريقيةالخارجية القطرية: دعم الكهرباء سيشمل دمشق وحمص وحلب... "إخواتي" .. حل لغز وفاة أحمد حاتم... أحدهم قبطي .. "موائد رحمن" لمشاهير تتحول... ريهام حجاج تكشف تعرضها لحروب بسبب زواجها محمد رمضان يحذّر من استغلال اسم برنامجه للنصب مسلسل شارع الأعشى الحلقة 14 .. زواج مزنة ورياض بسبب الصيام .. طرد 3 لاعبين من الإفريقي التونسي كيليان مبابي يعود إلى صفوف المنتخب الفرنسي بنزيمة .. ثاني أطول "صيام" عن التسجيل سلامي يشرح سبب عدم التحاق المحترفين بمنتخب النشامى إعلان قائمة المنتخب الفلسطيني لمواجهة الأردن والعراق "القمر الدموي" .. خسوف كلّي ساحر يترقبه العالم لماذا عمر النساء أطول من عمر الرجال؟ قصة لا يتصورها عقل .. حجزت ابن زوجها 20 سنة في قبو بعمر ال108 .. مصففة شعر تدخل "غينيس" وتوجه نصيحة قد تغير حياتك انفجار تجربة علمية في مدرسة تركية .. والطلاب يحترقون داخل المختبر لغز مومياء باشيرى : سر التحنيط الفريد الذي حير العلماء لأكثر من قرن مفرقعات رمضان .. تحرق عقارًا وتتسبب بوفاة شخص في مصر القمر يتحول إلى اللون الأحمر في خسوف مثير يستمر لساعات "هيرا" تلتقط صورا نادرة لقمر المريخ الغامض كلب يطلق النار على أميركي من مسدس!

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • شهيد في قصف للاحتلال على سيارة مدنية في بنت جبيل (شاهد)
  • شهيد في غارة للاحتلال استهدفت سيارة جنوبي لبنان
  • نابلس - استشهاد عمر اشتية في بلدة سالم
  • استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في سالم شرق نابلس
  • WP: الخطة العربية لإعمار غزة واقعية ويجب التعامل معها بجدية
  • استشهاد 4 أطفال بقصف للاحتلال جنوبي غزة.. كانوا يجمعون الحطب
  • أهالي الجولان: (إسرائيل) تستغل زيارة رجال دين دروز لزرع الفتنة
  • شبح المجاعة يهدد غزة وإغلاق المعابر يمنع المياه عن 90% من السكان
  • أكثر من 1300 خرق للاحتلال الإسرائيلي منذ وقف اطلاق النار في غزة
  • الاحتلال يبعد موظفًا في الأوقاف عن الأقصى لشهرين