ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، بحفل وصفه بـ"لا أخلاقي تجاه العالم المسيحي" خلال افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس، معلنا عزمه الاتصال بالبابا فرنسيس بهذا الصدد.

وقال إردوغان خلال اجتماع لحزبه "سأتصل بالبابا في أول مناسبة للتحدث معه بشأن قلة الأخلاق المرتكبة تجاه العالم المسيحي وتجاه كل المسيحيين"، مضيفا أن "الألعاب الأولمبية استخدمت أداة انحراف لإفساد  الطبيعة البشرية".

وبعدما أعلن إردوغان عزمه على الحضور إلى باريس في 26 و27 يوليو قبل أن يترك الشكوك تحوم حول زيارته، برر تغيبه عن حفل الافتتاح بأن حفيدته حذرته من التوجه إلى العاصمة الفرنسية.

وبالرغم من إبقاء كل مشاهد حفل الافتتاح طي السرية التامة إلى حين عرضها على ضفاف نهر السين، قال إردوغان "ماكرون دعاني. قلت إنني قد آتي. لكن حفيدتي البالغة 13 عاما قالت لي ألا أذهب إلى هناك.. إنهم سينظمون عرضا لمجتمع الميم. عرضت لي صورا على إنستغرام".

وأضاف: "هل تتصورون أن يتم افتتاح حدث رياضي من المفترض أن يوحد الناس، بإبداء عدائية تجاه قيم البشريّة؟"

ورأى أن "ما حصل في باريس مشروع يهدف إلى إعادة البشر إلى مستوى أدنى من الحيوانات، على حد وصفه.

واعتذر منظمو دورة الالعاب الأولمبية، الأحد، لأي شخص شعر بالإهانة من العرض الفني، الذي اعتبر البعض أنه استحضر لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي خلال حفل الافتتاح.

وتصور لوحة دافنشي لحظة شهيرة ليسوع المسيح، وقد شهد العرض خلال حفل يوم الجمعة ظهور منسقة الأغاني، المنتجة باربرا بوتش – أيقونة مجتمع الميم- محاطة بفنانين وراقصين متحولين.

وشجب المحافظون الدينيون من جميع أنحاء العالم هذه الفقرة، واستنكر مؤتمر أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية "مشاهد السخرية" التي قالوا إنها تسخر من المسيحية.

وقال توماس جولي، المدير الفني للحفل، إن الهدف منه هو الاحتفال بالتنوع والإشادة بالولائم وفن الطهي الفرنسي.

بينما قالت المتحدثة باسم باريس 2024 آن ديكامب إنه "من الواضح أنه لم تكن هناك نية على الإطلاق لإظهار عدم الاحترام لأي مجموعة دينية. على العكس من ذلك، أعتقد (مع) توماس جولي أننا حاولنا بالفعل الاحتفال بالتسامح المجتمعي ... بالنظر إلى نتائج استطلاعات الرأي التي شاركناها، نعتقد أن هذا الطموح قد تحقق. إذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن بالطبع آسفون حقًا".

أوضح جولي نواياه لوكالة الأسوشيتدبرس بعد الحفل قائلا: "أمنيتي ألا أكون تخريبيًا، ولا أن أسخر أو أصدم .. الأهم من ذلك كله أنني أردت أن أبعث برسالة حب، رسالة اندماج وعدم انقسام على الإطلاق".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

فن لعالم مضطرب.. معرض في باريس عن السريالية في مئويتها

انطلق في باريس هذا الأسبوع معرض عن الحركة الفنية والأدبية السريالية في الذكرى المئوية لولادتها، يضم أعمالا لأبرز وجوهها، كسلفادور دالي ورينيه ماغريت وجورجيو دي كيريكو وماكس إرنست ودورا مار وليونورا كارينغتون ودوروثيا تانينغ.

ويقام المعرض على مساحة 2200 متر مربع في مركز بومبيدو، ويضم نحو 500 عمل، من لوحات ومنحوتات ورسوم ونصوص وأفلام ووثائق، من بينها ما هو مُعار من مؤسسات أخرى.

زوار يتجولون في معرض السريالية في مركز بومبيدو في 3 سبتمبر/أيلول 2024 في باريس (غيتي)

ويُظهر المعرض الذي يستمر إلى 13 يناير/كانون الثاني المقبل أن هذه الحركة الفنية التي ولدت عام 1924 على يد شعراء من بينهم أندريه بريتون، وانتشرت في مختلف أنحاء العالم، كانت ذات رؤية وتبقى مواكبة للعصر من حيث رغبتها في تغيير العلاقة بين البشر والطبيعة.

وكان العالم إبان نشأة وظهور الفن السريالي يعاني الويلات والنتائج الكارثية للحرب العالمية الأولى، وعلى شفا حرب عالمية ثانية، بينما الآن يدور جدل حول العالم مرتبط بمخاوف من نشوب حروب كبرى جديدة.

انطلقت الحركة السريالية في فرنسا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي واحتضنت فنانين من مختلف التخصصات والمذاهب الفنية، بما في ذلك الرسم والنحت والأدب والسينما والموسيقى.

ويهدف الفن السريالي إلى استكشاف العقل الباطن والعوالم الخيالية من خلال إبداع تصاوير غير تقليدية ومتناقضة. يعتمد الفنانون السرياليون على الأفكار والتقنيات التي تحرر العقل من القيود التقليدية، بما في ذلك استخدام الأحلام والتداعيات الحرة، والرموز الغامضة، والمشاهد غير المنطقية، ويعد الفن السريالي نوعا من الانتفاضة الفوضوية ضد العقلانية المضبوطة والقواعد الثابتة المتفق عليها.

معرض السريالية في مركز بومبيدو في 3 سبتمبر/أيلول 2024 في باريس (غيتي) متاهات سريالية

ويمكن الزوار الاطلاع على بعض أبرز الأعمال السريالية التي تُعرض عادة في مدريد وسان فرانسيسكو وستوكهولم ونيويورك وسواها، ومن بينها "المستمني العظيم" لسلفادور دالي، و"القيم الشخصية" و"إمبراطورية الأضواء" لرينيه ماغريت و"عقل الطفل" و"غناء الحب" لجورجيو دي كيريكو، و"الغابة الكبرى" لماكس إرنست و"كلب ينبح على القمر" لجوان ميرو.

وسبق أن أقيم هذا المعرض ولكن بمضمون أقل اكتمالا في بروكسل واختُتِم في يوليو/تموز، ويُتوقع أن ينتقل لاحقا إلى مدريد وهامبورغ ثم فيلادلفيا.

وتقوم سينوغرافيا المعرض على الوهم البصري، أحد عناصر أعمال السرياليين، وصُمم مساره على شكل متاهة. ويدخل الزائر قاعة دائرية ضخمة تظهر في وسطها المخطوطة الأصلية لـ "البيان السريالي" لأندريه بريتون، في حين يسلط العرض السمعي البصري الغامر الضوء على نشأته وفلسفته.

وقالت ماري ساريه التي تولت تنسيق المعرض مع نائب مدير المتحف الوطني للفن الحديث ديدييه أوتينجيه لوكالة فرانس برس إن "السريالية ليست عقيدة جمالية (…) بقدر ما هي فلسفة جمعت طوال أكثر من 40 عاما رجالا ونساء يؤمنون بعلاقة أخرى مع العالم".

أما أوتينجيه فأوضح أن الهدف بعد مرور أكثر من 20 عاما على آخر معرض مخصص للسريالية في مركز بومبيدو (2002)، يتمثل في إظهار عدم اقتصار هذه الحركة على "وجهة نظر في شأن مسار التاريخ، ولحظاته الحاسمة (الحروب العالمية، الحرب الإسبانية والاستعمار…) والحركات السياسية التي مزقت أوروبا"، وتبيان تعبيرها أيضا عن "نظرة في شأن علاقة أخرى بين الإنسان والكون".

ويتناول المعرض أيضا "الانتشار العالمي للسريالية منذ ثلاثينيات القرن العشرين ووصولها حتى إلى أستراليا"، في حين "تُرجِمَت النصوص الرئيسية لأراغون وبريتون في الصين"، بحسب أوتينجيه.

وفي المعرض كذلك أعمال لتاتسو إيكيدا (اليابان) وويلهلم فريدي (الدانمارك)، وروفينو تامايو (المكسيك).

ويركّز المعرض على أميركا الجنوبية وعلى "المكانة الكبيرة" للنساء داخل "حركة الفن الحديث"، بحسب ساريه، ومنهن المكسيكية ريميديوس فارو والبريطانية إيثيل كولكوهون والفرنسية التشيكية توايان والفرنسية دورا مار والأميركية دوروثيا تانينغ.

مقالات مشابهة

  • إردوغان يدعو لتشكيل تحالف إسلامي ضد إسرائيل.. والأخيرة ترد
  • السعودية تنظم أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IAIO) بمشاركة أكثر من 25 دولة
  • سر أشهر صورة لأحمد الجندي وخطيبته في الأولمبياد.. خطفت القلوب
  • السعودية تنظم أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي
  • المملكة تنظم أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IAIO)
  • المملكة تنظم أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي
  • المملكة تنظم أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IAIO) بمشاركة أكثر من 25 دولة
  • فن لعالم مضطرب.. معرض في باريس عن السريالية في مئويتها
  • افتتاح أكبر مسار تزلج في العالم بالصين
  • الإمارات تكتسح قطر في افتتاح تصفيات كأس العالم 2026