من صلالة إلى جوادر.. رحلة عبر الزمن والجمال
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
محمد أنور البلوشي
كانت فترة ما بعد الظهر واحدة من الأيام التي لا تُنسى عندما أخذني والدي -الذي كان يخدم في الجيش العماني آنذاك- من مخيمنا "أم الغوارف" بالقرب من مدينة صلالة إلى مطار صلالة. كنت حينها في التاسعة أو العاشرة من عمري، أعيش بين الجنود العمانيين الشجعان في الثمانينات. كانوا يطلقون عليّ بلطف "الجندي العُماني الصغير".
قبل مُغادرتنا صلالة، قُمنا ببعض التسوق في سوق الحافة واشترينا العطور و البخور. وفي الثمانينات، كان هذا السوق يعج بالمتسوقين ويبدو جميلاً بطابعه الخاص. كان السوق مليئاً بالباعة الذين يعرضون منتجاتهم المتنوعة، مما يجعله مكاناً حيوياً وممتعاً للتجول والتسوق.
كانتْ رائحة البخور والعطور التقليدية تفوح في الأجواء، مُضِيفة لمسة من السحر والتراث على تجربة التسوق. كانت الأكشاك والمحلات ملونة ومزينة بالمنتجات المحلية، من الملابس والأقمشة إلى الهدايا التذكارية والأدوات المنزلية. كان السوق يعكس الحياة اليومية في صلالة خلال تلك الفترة، وكان يشكل نقطة تجمع للسكان المحليين والزوار على حد سواء.
لقد كانتْ تجربة التسوُّق في سوق الحافة تجربة لا تُنسى، مليئة بالألوان والروائح والأصوات التي كانت تعكس الجمال الحقيقي لتلك الحقبة الزمنية.
هبطنا في مطار القوات الجوية العمانية حوالي الساعة الخامسة أو السادسة مساءً وتوجهنا إلى معسكر المرتفعة. تلك الليلة، استمتعنا بالعشاء ومشاهدة فيلم مع الجنود، مما جعلها تجربة ممتعة.
في الصباح الباكر في اليوم التالي، ذهبنا، والدي وأخي الأكبر وأنا، إلى سوق مطرح للتسوق قبل رحلتنا إلى جوادر. أخذنا شاحنة صغيرة "بيك اب" من دوار برج الصحوة إلى سوق مطرح، وكان كل راكب
يدفع 0.300 بيسة.
في اليوم الثالث، سافرنا إلى جوادر، حيث استقبلنا جدي في المطار. كانت جوادر خلابة، يحيط بها البحر من الجانبين. في المساء، استأجر لي جدي دراجة على الشاطئ، بتكلفة روبية واحدة فقط لمدة ساعتين. استمتعت بركوبها، وأحببت نمط الحياة البسيط والجميل في الثمانينات.
لا تزال شوارع جوادر، ببيوتها المميزة والمسجد الذي صليت فيه، حية في ذاكرتي. عندما سألني بائع عما إذا كنت من عمان، أجبت بفخر، "نعم.. من عمان"، رد بحرارة: "عمان بلد جيد وجميل".
كان التراث العماني لجوادار واضحًا في كل مكان. أثناء تجوالي في المدينة القديمة، أعجبت بالمباني التي تعكس الطراز المعماري العماني. قلعة جوادر، التي كانت موقعًا عسكريًا خلال الحكم العماني، كانت تقف بفخر. المسجد، الذي يعد جوهرة معمارية من الفترة العمانية، أظهر التاريخ الغني.
زيارة جوادر لا تكتمل بدون تذوق "حلوى جوادر". تناولنا الكثير منها، واستمتعنا بكل قضمة. تشتهر جوادر بموقعها الاستراتيجي، وحلوياتها، وأسماكها، وقدمت لنا متعة لا تنتهي.
تقع جوادر بين منظرين طبيعيين متناقضين -البحر الأزرق الفيروزي والجبال الوعرة- وتقدم مشهدًا ساحرًا يأسر الروح. يتميز ساحل المدينة على شكل هلال بشواطئه النقية، التي توفر مناظر خلابة للرمال الذهبية.
غروب الشمس على شاطئ جوادر هو مشهد ساحر، حيث تتلون السماء بألوان البرتقالي والوردي، وتنعكس على البحر الهادئ. وتعتبر جوادر، ذات تاريخ غني مشترك مع عمان، خاصة من العام 1783 إلى 1958. خلال الحكم العماني، ازدهرت جوادر بتطوير البنية التحتية، بما في ذلك الموانئ التي عززت التجارة والاتصال. لا يزال هذا الارتباط التاريخي ملموسًا في شوارع المدينة وهندستها المعمارية، مما يجعل جوادر مزيجًا فريدًا من الثقافات والتاريخ.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العكاري: المحافظ يصارع الزمن على أكثر من جبهة
أكد عضو لجنة سعر الصرف بمصرف ليبيا المركزي سابقًا، مصباح العكاري، أن محافظ المصرف المركزي، يصارع الزمن على أكثر من جبهة.
وقال العكاري، في منشور عبر «فيسبوك»: “سيادة المحافظ على أكثر من جبهة يصارع الزمن. نجاح كبير بضرورة إلغاء برنامج المقايضة الثقب الأسوأ في الإيرادات النفطية وتم له ذلك، برنامج الدفع الالكتروني أولوية عمل والأرقام كل يوم في الزيادة والتحول إلى العمل بالوسائل الحديثة أصبح هدف منشود”.
وأضاف “أحداث منتجات إسلامية تساعد في استثمار فوائض الأموال سواء كانت للبنوك التجارية لدى البنك المركزي أو الزبائن لدى البنوك التجارية في خطواتها الأخيرة، محاربة السوق السوداء في قتال عنيف معها سينتصر عليها عاجلآ بإذن الرحمن”.
وتابع “شركات الصرافة التي سيتم من خلالها تنظيم وضبط حركة العملات الأجنبية وتجريم بيع أي دولار خارج الإطار القانوني تنتظر استكمال بعض الإجراءات الإدارية وتنطلق، طباعة عملة جديدة وسحب بعض الإصدارات القديمة أمر واقع وتم الإعلان عليها، قريبا جدا العمل بقرار %60 من قيمة المرتبات على الأحمر باستخدام أدوات الدفع الإلكتروني”.
واستطرد “النقد البناء مهم جدا في تصحيح عمل المسؤولين، كذلك قول كلمة حق فيما يقوم به أيضا، واجب علينا تغير ثقافتنا ليس كل المسؤولين فاسدين بل فيهم من يخلط الليل بالنهار لكي يظهر نتائجه على أرض الواقع”.
الوسومالعكاري المصرف المركزي ليبيا