مختصون لـ "اليوم": المملكة رائدة في مواجهة الاتجار بالبشر وحماية حقوق الإنسان
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
أكد مختصون أن المملكة أولت اهتمامًا كبيرًا بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، من خلال تطوير بنية قانونية ومؤسساتية قوية لمكافحة هذه الجرائم وتعزيز ملاحقتها.
وأشاروا في حديثهم لـ "اليوم" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص الموافق 30 يوليو إلى أنها المملكة أنشأت نيابات متخصصة ومحاكم متنوعة للنظر في قضايا الإتجار بالأشخاص وانضمت للعديد من الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية.
أخبار متعلقة حرس الحدود يحبط تهريب 115 كيلوجرامًا من القات المخدر بجازاناستجابة للإقبال المتزايد.. جامعة الملك فيصل تطلق دفعة استثنائية رابعة من المقبولينتحديات جديدة ومعقدة
وأوضحوا أنه في ظل تسارع العولمة وتوسع نطاق تكنولوجيا المعلومات، تواجه المجتمعات تحديات جديدة ومعقدة تتعلق بجرائم الاتجار بالأشخاص.
أكد المستشار القانوني سليمان الجميعي أن جرائم الاتجار بالأشخاص تشمل استخدام شخص أو إلحاقه أو نقله أو إيواؤه أو استقباله من أجل إساءة استغلاله.
وقال: "أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بهذه القضية من خلال تطوير البنية القانونية والمؤسساتية لتعزيز ملاحقة هذه الجرائم، فقد أنشأت المملكة نيابات متخصصة في جميع فروع النيابة العامة للتحقيق في قضايا الاتجار بالأشخاص، بالإضافة إلى محاكم متنوعة للنظر في هذه الجرائم. كما انضمت إلى عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية، ووقعت عدة مذكرات تعاون مع المنظمات والجهات الدولية والمحلية لتعزيز جهود مكافحة هذه الجرائم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } سليمان الجميعي
وأشار "الجميعي" إلى أنه تم تشكيل لجنة لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص بقرار وزاري رقم (244) بتاريخ 20/7/1430هـ، بقيادة هيئة حقوق الإنسان، وتضم اللجنة ممثلين من وزارات الداخلية، الخارجية، والعدل، والموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والإعلام، والتعليم، والصحة، والنيابة العامة وهيئة حقوق الإنسان.
وأوضح أن اللجنة تتولى متابعة أوضاع ضحايا الاتجار بالأشخاص لضمان عدم إيذائهم مرة أخرى، ووضع سياسة للبحث النشط عن الضحايا وتدريب الأفراد على وسائل التعرف عليهم، والتنسيق مع السلطات المختصة لإعادة الضحايا إلى أوطانهم أو أماكن إقامتهم.
ولفت "الجميعي" إلى أن اللجنة توصي بإبقاء الضحايا في المملكة وتوفيق أوضاعهم النظامية بما يمكّنهم من العمل إذا اقتضى الأمر ذلك، وتخضع هذه التوصية عند اعتمادها للمراجعة بالإجراءات نفسها كل سنة كحد أقصى. بالإضافة إلى ذلك، تقوم اللجنة بإعداد البحوث والمعلومات والحملات العالمية لمنع الاتجار بالأشخاص ومكافحته، والتنسيق مع أجهزة الدولة بشأن المعلومات والإحصاءات المتعلقة بهذه الجرائم.
أنظمة مكافحة الإتجار بالبشر
وأوضح أن القوانين والأنظمة الوطنية ذات الصلة بمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص تشمل النظام الأساسي للحكم، ونظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، ونظام العمل، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ونظام مكافحة غسل الأموال، ونظام الحماية من الإيذاء، ونظام حماية الطفل، ونظام التأمين ضد التعطل عن العمل، ونظام الأحداث، ونظام التبرع بالأعضاء البشرية، ولائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، وقواعد ممارسة نشاط الاستقدام وتقديم الخدمات العمالية. كما صدر مرسوم ملكي رقم (م/40) بتاريخ 21/7/1430هـ حدد صور وأشكال جرائم الاتجار بالأشخاص، ووضع العقوبات المناسبة لها وتشديدها في حالات معينة، وأبرز أوجه حماية الضحايا خاصة في مراحل الاستدلال والتحقيق والمحاكمة.
وأشار الجميعي إلى أن المملكة العربية السعودية تعد نموذجًا رائدًا في تطوير البنية القانونية والمؤسساتية لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص. من خلال تأسيس لجان متخصصة وتوقيع اتفاقيات دولية، وتقديم الدعم الكامل لضحايا هذه الجرائم، تواصل المملكة جهودها لتعزيز حقوق الإنسان وحمايته من كافة أشكال الاستغلال.
جريمة الاستغلال الجنسي
ومن جهتها، أكدت المحامية لجين الجهني، أنه مع تسارع العولمة وتوسع نطاق تكنولوجيا المعلومات، أصبح الوصول إلى التكنولوجيا أسهل وأكثر تأثيرًا على تواصل الناس واستخداماتهم، ومن بين المشكلات الأكثر انتشارًا عالميًا تأتي جريمة الاتجار بالأشخاص، التي أصبحت أكثر تعقيدًا وتوسعًا بفضل الوسائل التكنولوجية مثل الإنترنت.
وأوضحت أن عالم جديد نشأ مع التكنولوجيا وهو يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، حيث أصبح الإنترنت أداة لا يمكن الاستغناء عنها، لكنها ترتبط بظهور جرائم معاصرة تستخدم تقنيات مبتكرة. ومن أخطر هذه الجرائم إنشاء مواقع على الإنترنت للاتجار بالأشخاص.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } لجين الجهني
وأضافت أن جريمة الاستغلال الجنسي تعتبر من أخطر صور الاتجار بالأشخاص، وتنتشر بشكل واسع في مختلف الدول، ويمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات في هذه الجريمة بجميع أشكالها، سواء عن طريق الأفراد لأغراضهم الشخصية أو من قبل الجماعات الإجرامية المنظمة.
وبحسب "الجهني" تشمل هذه الأشكال مواقع الويب التي تُستغل لتوزيع المواد الإباحية أو عرض مقاطع فيديو لأغراض الربح المادي، وغرف الدردشة التي تُستخدم لاستغلال الأطفال وتجنيد الضحايا.
وتتطلب جريمة الاتجار بالبشر توفر أركان محددة حتى يمكن مسائلة الفاعل عن ارتكابها، وهي الركن المادي والمعنوي.
وقالت إن المادة السادسة تنص من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الفقرة الثانية على أن يعاقب بالسجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ينشئ موقعًا على الشبكة المعلوماتية أو ينشره للاتجار في الجنس البشري أو تسهيل التعامل به. ويتطلب الركن المعنوي القصد الجنائي العام والخاص. يجب أن يكون الجاني على علم بفعل التجنيد أو النقل أو الإيواء أو الاستقبال، وأن تتجه إرادته نحو تحقيق النتيجة غير المشروعة بنية الاستغلال.
وشددت "الجهني" على أن ظاهرة الاتجار بالبشر تتطلب التعامل معها بجدية وفعالية. لافتة إلى أن استخدام المجرمين لتكنولوجيا المعلومات سهّل نشاطاتهم الإجرامية وزاد من انتشار الظاهرة.
وختمت حديثها بالتأكيد على أهمية دراسة كيفية استخدام التكنولوجيا في حماية الضحايا وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي والتبادل المعرفي والتقني لمواجهة هذه الظاهرة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات الاتجار بالبشر حقوق الإنسان مکافحة جرائم الاتجار بالأشخاص حقوق الإنسان هذه الجرائم article img ratio إلى أن
إقرأ أيضاً:
نائبة: الحوار الوطني ضرورة وجودية لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية الهوية الوطنية
قالت النائبة الدكتورة هالة أبو السعد، وكيلة لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب، إن لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع المستشار محمود فوزي، رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني، يعكس إدراك الدولة العميق لأهمية الحوار الوطني كآلية فعالة لاستيعاب التنوع الفكري والسياسي داخل المجتمع المصري، والعمل على تحويله إلى طاقة إيجابية تصب في خدمة قضايا الوطن.
ولفتت أبو السعد في بيان لها، أن الحوار الوطني في هذه المرحلة ضرورة وجودية ترتبط بملفات مصيرية تفرضها التطورات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أهمية أن يناقش الحوار الوطني المستجدات الخارجية التي تحدث على الساحة جراء المتغيرات المتلاحقة في المنطقة وسط أجواء من الصراعات والتذبذبات وكذلك السياسات الخارجية وأولويات التحرك المصري، بما يعزز من وحدة الموقف الداخلي، ويُعد الرأي العام لدعم توجهات الدولة ومساندتها في ظل ظروف استثنائية.
وأوضحت الدكتورة هالة أبو السعد أن قضايا الإعلام والدراما والثقافة تمثل حجر زاوية في معركة بناء الإنسان المصري وتعزيز هويته الوطنية، لافتة أن المجتمع ما زال بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة وعميقة للخطاب الإعلامي والمضامين الدرامية بما يجعلها أكثر ارتباطًا بالواقع المصري، وأكثر قدرة على حماية الهوية الوطنية من محاولات التزييف والاختراق الثقافي.
وأضافت أن تأكيد رئيس مجلس الوزراء على الاستعداد الكامل للاستماع إلى رؤى المثقفين والخبراء يعكس قناعة راسخة لدى الدولة بأن معركة بناء الإنسان لا يمكن أن تنجح دون مشاركة واسعة من كافة قوى المجتمع الحية، مشيرة إلى أن المضي قدمًا في تفعيل مخرجات الحوار الوطني، تعد التحدي الحقيقي الذي سيحدد مدى قدرة الدولة المصرية على تحقيق مشروعها الطموح لبناء الإنسان وتحديث الدولة.