من يملك التحكم بالنقد الأجنبي بمصر بعد عودة حيازة الأجانب بقوة في أدوات الدين
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
بلغت حيازة الأجانب لأذون الخزانة المصرية 12.7 مليار دولار في نهاية عام 2023. وهذا يعيد إلى الأذهان تأثير سحب الأجانب لنحو 22 مليار دولار في عام 2022 على الاقتصاد المصري ووضع النقد الأجنبي في البلاد.
في آذار/ مارس الماضي قرر البنك المركزي المصري تحرير سعر صرف الجنيه وهوى من 30 جنيها إلى نحو 48 جنيها بنسبة 60%، ووافق صندوق النقد الدولي على رفع قيمة قرض مصر من 3 إلى 8 مليارات دولار ما سمح بعودة الاستثمارات الأجنبية للسوق المصري مجددا.
خلال أول شهرين من تحرير سعر الصرف في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل الماضيين، تدفقت استثمارات أجنبية غير مباشرة في أذون الخزانة بنحو 21.8 مليار دولار بحسب بيانات التقرير الشهري الصادر للبنك المركزي المصري.
الأرقام وتداعياتها
قفز متوسط سعر الفائدة على أذون الخزانة المصرية بالعملة المحلية لأجل 3 أشهر 91 يوما، الاثنين، إلى 27.15% وسجل أعلى مستوى له منذ 4 شهور، وفق بيانات منشورة على الموقع الإلكتروني للبنك المركزي.
حيازات الأجانب: 35.5 مليار دولار في نيسان/ أبريل 2023، ارتفاعاً بنسبة 180% منذ بداية العام.
مدفوعات الفوائد: تُشكل حوالي 50% من إجمالي الموازنة العامة للدولة في العام المالي 2024/2025، بزيادة من 37% في الموازنة الحالية.
حجم الموازنة: حوالي 3.870 تريليون جنيه (81 مليار دولار).
مدفوعات الفوائد: 1.834 تريليون جنيه (38 مليار دولار) مقارنة بـ 1.120 تريليون جنيه (23 مليار دولار) في الموازنة السابقة.
احتياجات الاقتراض: 2.850 تريليون جنيه (60 مليار دولار)، موزعة على عجز الموازنة (1.243 تريليون جنيه) وسداد أقساط القروض (1.607 تريليون جنيه).
تساؤلات
تثير هذه الأرقام تساؤلات حول تحكم الأجانب في النقد الأجنبي في مصر، خصوصًا في ظل الارتفاع الكبير في حجم مدفوعات الفوائد، واعتماد الحكومة المصرية على الاقتراض لتمويل العجز وسداد الأقساط. كما يُثير هذا الوضع مخاوف من تأثيره على الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد.
وأشار خبراء في تصريحات لـ"عربي21" أن هناك تساؤلات أخرى تتعلق بمدى قدرة الحكومة على تنفيذ خططها الاقتصادية دون الاعتماد المفرط على التمويل الأجنبي، وتأثير ذلك على المواطن المصري، الذي يتحمل أعباء ارتفاع الأسعار والتضخم في ظل هذه الظروف.
دائرة مغلقة من الاقتراض والأزمات
وصف الخبير الاقتصادي، إبراهيم نوار، تأثير تدفق استثمارات الأجانب "بالخطر المحدق، خاصة أن مصر هي ثاني أكبر دولة في العالم مدينة لصندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين، وما تزال لديها قدرة على الاقتراض. إذا أخذنا بعين الاعتبار التطورات الجيوسياسية".
وتعتبر مدفوعات سداد الفوائد المستحقة على الدين الحكومي، بحسب تصريحات نوار لـ"عربي21" "أكبر بند من بنود الميزانية العامة للدولة، والبند الوحيد الذي ينمو نموا بشكل سرطاني ومقلق منذ بدأت الدولة في الاعتماد على الاستدانة لتمويل استخدامات الميزانية بزعم أنها تقترض لتمويل الاستثمار، لكن الحقيقة المرة التي لا تقبل الجدل هي أن الحكومة تقترض لسداد أعباء الديون، ولا علاقة لذلك بالتنمية الحقيقية من قريب أو بعيد".
ورأى الخبير الاقتصادي أن "الأخطر من ذلك هو أن حاجة الدولة لتوفير موارد لسداد الفوائد أصبحت المحرك الرئيسي لزيادة الضرائب العامة والتي تبلغ أكثر من 75% من إيرادات الدولة. وهنا فإن الضرائب تخرج عن نطاق وظيفتها الحقيقية في تمويل التنمية والإدارة العامة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتخرج عن نطاق السيطرة".
وطالب نوار "بوقف المشروعات القومية عديمة الجدوى، ووقف المشروعات الكبرى بالأمر المباشر، وإجراء مراجعة التكاليف الحقيقية للمشروعات، لأن هناك مبالغة كبيرة في التكاليف، وإخضاع حسابات المشاريع للمساءلة، وأن يقتصر الاقتراض لتمويل مشروعات تدخل في نطاق استراتيجية تحقيق التنمية"، مشيرا إلى أن "الحكومة هي من صنعت أزمة المديونية الحالية، وهي مسؤولة عن حلها".
توقعات مستقبلية متشائمة
انتقد الباحث الاقتصادي وخبير أسواق المال، أحمد قطب، برنامج حكومة مدبولي الجديد "الذي يفتقر لبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات بما يعزز الصلابة الاقتصادية من ناحية والمرونة والاستباقية في إدارة الأزمات، والتصدي لها بفاعلية".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "تأثير الأموال الساخنة بفوائدها المرتفعة سيؤدي إلى ارتفاع حجم الدين وزيادة الفوائد وبالتالي ينعكس ذلك بالسلب على انخفاض بنود الإنفاق الأخرى في الميزانية من الدعم والصحة والتعليم، وهو ما دفع الحكومة إلى رفع أسعار الطاقة والوقود وغيرها من الخدمات الحيوية التي سوف تزيد معدلات التضخم مجددا".
وتوقع قطب استمرار الحكومة "في اتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية من أجل زيادة الإيرادات مثل زيادة الضرائب إلى جانب رفع الدعم بشكل نهائي خلال 3 سنوات وتخفيض البنود الاستراتيجية في الموازنة بما فيها خفض الدعم الموجه للخبز، كل هذا مقدمة لتغييرات كبيرة سلبية على حياة ومعيشة الجزء الأكبر من المواطنين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية مصر اجانب أدوات الدين المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تریلیون جنیه ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الدين الخارجي عاد إلى النسب الآمنة وخطة لخفضه من 1.5 إلى 2 مليار دولار
كتب- أحمد الجندي:
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة وضعت تصورًا كاملًا لإدارة الدين الخارجي، موضحًا أن مستوى الدين عاد إلى النسب الآمنة بفضل الإجراءات التي تم تنفيذها خلال العام الماضي.
وأضاف "مدبولي"، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقد اليوم الأربعاء بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية، أن إصدار السندات أصبح يتم في إطار مدروس ومحدد، بحيث يتم استخدامها في إعادة تمويل الديون وليس زيادتها، مما يسهم في إطالة عمر الدين دون رفع إجمالي الدين الخارجي.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الإجراءات المتبعة ستؤدي إلى خفض الدين الخارجي بما لا يقل عن 1.5 إلى 2 مليار دولار، مما يعكس نجاح الاستراتيجية الحكومية في تحقيق استقرار مالي دون تحميل الاقتصاد أعباء إضافية.
اقرأ أيضًا:
حالة الطقس| الأرصاد: الحرارة 33 درجة على القاهرة.. وغدا الذروة
"حساباتنا لا تخطئ".. رئيس معهد الفلك يحدد موعد عيد الفطر
صور- وزير الإسكان: بدء تنفيذ 494 شقة في مشروع "ديارنا" للإسكان المتوسط
أعمدة تحت الأهرامات.. جدل يتجدد وعلماء يكشفون الحقيقة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراءتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
هَلَّ هِلاَلُهُ
المزيد فيديو.. سعودي يستعرض كتاباً من 133 سنة يحدد الشهور الهجرية: "العيد الإثنينإعلان
مدبولي: الدين الخارجي عاد إلى النسب الآمنة وخطة لخفضه من 1.5 إلى 2 مليار دولار
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك