مواجهات واحتجاجات.. إرهاب مفتوح لذراع إيران ضد القبائل يطول الموالين لها
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
تصاعدت حدة مظاهر الاحتجاج والمصدامات خلال الأيام الماضية بين مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، ضد عدد من القبائل بمناطق سيطرتها، طالت قيادات قبلية موالية لها.
حيث تشهد منطقة الزور بمديرية الحدا شرقي محافظة ذمار منذ ثلاثة أيام حالة توتر بين مجاميع قبلية ومليشيا الحوثي التي استقدمت عشرات الأطقم المسلحة وفرضت حصاراً على المنطقة، بعد مقتل أحد قيادات المليشيا أثناء تصدي أبناء المنطقة لحملة حوثية اقتحمت المنطقة واعتدت على السكان.
وجاء التحشيد الحوثي بعد توافد عشرات المسلحين القبليين للمنطقة من أبناء قبائل الحدا تلبية لـ"نداء النكف القبلي" رفضاً لما شهدته المنطقة السبت الماضي اثناء حملة اقتحام مليشيا الحوثي للمنطقة اختطفت خلالها العشرات من الأهالي وقامت بإطلاق النار العشوائي على المواطنين واعتدت على مزارعهم ونهبت ممتلكاتهم.
ذات المشهد من التوتر والحصار في قرية الزور بذمار، عاشته قرية منجزة بمديرية صوير في محافظة عمران قبل 24 ساعة فقط، حيث اقتحمت المليشيا القرية ظهر الجمعة الماضية لاختطاف أحد أبناء المنطقة، ما اسفر عن مقتل وإصابة 13 شخصا بينهم 4 نساء.
وبحسب مصادر محلية فان المليشيا الحوثية اطلقت النار بشكل عشوائي على أبناء المنطقة اثناء محاولاتها اختطاف احد الأهالي الذي تصدى لهم، واسفر اطلاق المليشيا للنار عشوائياً عن مقتل رجل وامرأة وإصابة 3 نساء أخريات، في حين قتل أربعة من عناصر المليشيا الحوثية وأصيب أربعة آخرون قبل أن يُقتل المواطن الذي تصدى لمحاولة المليشيا اختطافه.
هذه الحوادث تأتي في سياق تصاعد ملحوظ للغضب في أوساط القبائل ضد اعتداءات وجرائم مليشيا الحوثي الإرهابية، وكان لافتاً في هذا السياق مسارعة المليشيا للإفراج عن شيخ قبلي ينتمي لقبائل خولان اختطفه من منزله بصنعاء خوفاً من ردة الفعل التي صدرت من القبائل.
حيث أفرجت المليشيا أواخر الأسبوع الماضي عن الشيخ القبَلي أحمد صالح شديق الذي اختطفته من داخل منزله بصنعاء، إلا أن قبائل خولان سارعت لنشر مقاتليها في منطقة الشرزة استعدادًا لعزل محافظة صنعاء عن مأرب، وهو ما أجبر المليشيا للإفراج عنه.
اللافت أن الجرائم والاعتداءات التي تمارسها مليشيا الحوثي ضد القبائل بمناطق سيطرتها طالت خلال الأيام الماضية قيادات موالية لها، واجبرت آخرين على توجيه انتقادات حادة وغير مسبوقة لسلطة المليشيا.
حيث نشر القيادي بالجماعة الحوثي صادق أبو شوارب خلال الأيام الماضية تغريدات على منصة "إكس" وجه فيها انتقادات لاذعة لسلطة المليشيا، كرد غير مباشر على قيامها باعتقال والده الشيخ عبدالله محمد أبو شوارب مطلع الشهر الجاري من منزله في مسقط رأسه بعمران.
ويوم الخميس الماضي غرد ابو شوارب بتغريدة لافتة اتهم فيها سلطة مليشيا الحوثي بإثارة الفتن بين القبائل، حيث قال إن "القصر الجمهوري في صنعاء يثير الفتن بين القبائل مستخدماً سياسة فرق تسد"، مضيفاً بلغة تتضمن تهديداً مبطناً: "يا ويل القصر الجمهوري من نار ذات لهب ويا لها من لهب سيحترق بنارها أولاً".
وفي أحدث تغريدة له أمس الاثنين، اشار أبو شوارب الى رفض سلطة المليشيا التجاوب مع الاعتصام الذي تقيمه قبائل أرحب وبني الحارث شمال صنعاء منذ منتصف يوليو الجاري للمطالبة بتسليم متهمين بقتل ثلاثة من ابنائها على يد عصابة مسلحة تحظى بحماية من قيادات حوثية نافذة، على رأسهم عبدالكريم الحوثي وزير الداخلية بسلطة الحوثي.
حيث علق ابو شوارب قائلاً بأن "صلف موظفي الدولة (سلطة مليشيا الحوثي) غير المسبوق سيمس الجميع ويدفع ثمنه الجميع وفي حال سكتنا وتفرجنا سندفع ثمنه جميعا دولة وقبيلة".
وفي سياق الاعتصام القبلي لقبائل أرحب وبني الحارث، كان لافتاً مقطع الفيديو الذي تداوله ناشطون لكلمة مقتضبة القاها بالاعتصام الشيخ القبلي البارز فارس الحباري احد القيادات القبلية الموالية لجماعة الحوثي والمعين من قبلها محافظاً لمحافظة ريمة.
حيث قال الحباري مخاطباً القيادي عبدالكريم الحوثي: "من لم يحترمنا لن نحترمه، صوروا كلامي وأرسلوه له (يقصد الحوثي)، نحن مطلبنا القتلة فلماذا لم تأت الى مخيم أرحب.. انت لست سيدا ولسنا خائفين منك ولا من غيرك، نحن من البسناك البدلة أنت وغيرك فلا تنخطوا علينا وتسيسوا مطلبنا".
وأضاف الحباري، الذي يعد من أبرز مشايخ قبيلة أرحب: "تحركنا من أجل مظلومية، لكن الدولة والداخلية متكبرة". في اشارة الى تجاهل قيادة المليشيا ووزير داخليتها للقضية.
مهدداً، القيادي عبدالكريم الحوثي بقوله: "نحن قادرين نبعد هذا الكبر"، مخاطباً في ذات الوقت مشايخ ارحب وبني الحارث: "ولن نقبل من احد ان يتراجع او يتراخى، ولعنة الله على من يتراجع، والجميع يعرف اننا لم نتراجع في اي موقف".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
الشهيد الوائلي.. كابوس إيران الذي لم يمت
لم يكن استشهاد الفريق الركن أمين الوائلي مجرد خبر عابر تعرضه قناة ميليشيات الحوثي الإرهابية، التي يُجبر المختطفين في سجونها على متابعتها كجزء من التعذيب النفسي، بل كان حدثًا هزّ المنطقة، ولم يكن شأناً محلياً، بل عابراً للحدود وجد في طهران احتفاءً استثنائياً خصصت له القنوات التلفزيونية أغلب برامجها لتغطية تأثيره على عوامل صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواصلة صد الهجمات البربرية الحوثية الإيرانية منذ بداية ذلك العام 2021. لتكشف ايران مجدداً بذلك الاحتفاء أن المعركة حرباً إيرانية ضد اليمن تنفذها أدواتها العميلة في صنعاء.
شاهدنا هذه التغطية المكثفة من القنوات الإيرانية واحتفائها بالخبر ونحن في سجن الإرهابي عبدالقادر المرتضى بمعسكر الأمن المركزي بصنعاء، وبعكس ما دأبت عليه الميليشيا لم تُفتح شاشة القناة الحوثية كما هي العادة، بل من قناة العالم الإيرانية، التي هللت بـ”الانتصار الكبير”، وأعلنت أن قائد الجبهة في مأرب قد قُتِل.
عُرضت التغطية الإيرانية أمام المختطفين في محاولة لاستعراض القوة والهيمنة ولكسر المعنويات، لكنهم لم يجدوا إلا وجوهاً صامدة شامخة، ونظرات تفيض بالعزيمة أكثر مما يعتريها الحزن، ووجدوا أكثر من ذلك عندما بثّوا بعد أيام من استشهاده مقطع فيديو له في جبهة مأرب، قابله الأسرى والمختطفين بهتافات النصر والتحية العسكرية، كما كانوا يفعلون مراراً عندما تُعرض قياداتهم الوطنية في قنوات الميليشيا، لتتحول فرحة الميليشيات الحوثية إلى خيبة وانتقام وتهديد ووعيد، ويضطر المشرفون إلى تغيير القناة، هروباً من حقيقة كانوا يرفضون الاعتراف بها: أن الروح المقاومة لا تموت، حتى في أحلك الظروف.
لقد أثبتنا للسجان أن الروح المقاوِمة لا تموت لكن بعض الأحداث لا تمر مروراً عابراً بل تترك أثرها عميقاً في الذاكرة توقظ ذكريات مضت لكنها لم تُنسَ، وفي تلك الليلة الثقيلة عاد بي الزمن إلى آخر تواصل لي مع الشهيد القائد الوائلي قبل احتلال صنعاء، حينها كنت رئيساً للجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية للمطالبة بإعلان وصاب وعتمة محافظة وضمّها إلى إقليم تهامة، كنت برفقة الصديق العزيز اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي، قائد محور مران قائد اللواء الثالث عروبة، وما زالت كلمات الشهيد الوائلي ترنّ في ذاكرتي وهو يقول لنا: “تتحقق الأحلام بعزم الرجال”.
لم تكن تلك الكلمات والموافق مجرد مشهد عابر في ذاكرتي بل بقيت محفورة في وجداني حتى بعد خروجي من السجن حيث وجدت ذات الحزن والألم في عيون القادة الأوفياء الذين عرفوا قيمة الشهيد وعاشوا معه تفاصيل معركة الجمهورية وكان في مقدمتهم الصديق العزيز اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي الذي التقيته بعد تحريري من سجون الإرهابيين الحوثيين، فوجدت في صوته حزناً ممزوجاً بالعزم، وهو يستذكر القائد الوائلي ومآثره العظيمة ويتحدث بحرقة عن الشهيد أمين الجمهورية الذي لم يكن مجرد قائد عسكري، كان جمهورية تمشي على قدمين، وحصنًا منيعًا للجمهورية ضد المد الفارسي، وسيفًا مسلطًا على رقاب أذناب طهران في اليمن، ليس مجرد اسم في معركة بل كان الخط الأحمر الذي كسر زحف الميليشيات في كل جبهة قادها وهزمهم في كل مواجهة حتى صار هدفًا أولًا لإيران.
قال لي القائد السدعي بصوت يملؤه العزم والإيمان: أمثال أمين لا يموتون بل تتحول أرواحهم إلى رايات تقود مسيرة النضال وإلى شعلة لا تنطفئ في وجدان كل يمني حر. القائد أمين الوائلي لم يكن رجلاً عاديا كان مشروعاً جمهورياً متكاملاً وقائداً من طراز نادر، من أولئك الذين يولدون مرة كل قرن ليغيروا مجرى التاريخ. عاش مقاتلاً لا يعرف الهزيمة وقائداً لا يساوم ظل في الميدان حتى آخر لحظة وفي كل خطوة كان يرسم ملامح النصر القادم.
بهذه الكلمات كان السدعي يتحدث عن أمين الجمهورية الرجل الذي ظل حتى آخر لحظة حارساً للكرامة وسنداً للوطن ورمزاً جمهورياً خالداً.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةاتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...
ذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...