هل يستطيع نتنياهو تحمل تبعات استدعاء سبتمبر أميركا؟
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
في خطابه الرابع في الكونغرس الأميركي في الرابع والعشرين من يوليو/ تموز 2024، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد على أن ما حصل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو شبيه ومماثل لما حصل في الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من العام 2001، مضيفًا أنه يعادل 29 مرة ما حصل في تلك الأحداث.
هذا الاستدعاء التاريخي الذي ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ الساعات الأولى لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يطرح أسئلة مهمة حول استحضار مثل هذا الحدث، لماذا جرى الربط بين أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وبين أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول؟ والسؤال الأهمّ: هل يدرك تبعات مثل هذا الاستدعاء؟
في هذه المقالة يجري التركيز على بعض الخلاصات المهمة التي قد تفيد في فهم لماذا يتم استدعاء التاريخ في مثل هذه الحوادث؟ وهل يجب أن يتم هذا بشكل جزئي؟ أم أن من الضرورة أن يستكمل هذا الاستدعاء لينظر في تفاصيل كل ما حدث، وما آل إليه الحدث المُستدعى، وما يمكن أن يؤول إليه الحدث الذي استُدعي في سياقه؟
الحديث عن السابع من أكتوبر/تشرين الأول، هو حديث عن تلك الهجمات التي قامت بها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات القريبة من شمال غزة وشرقها، هذا الحدث تمّ من قبل حركة ليست دولة None State Actor، ويتم تعريفها كلاعب أقل من الدولة، وهي في السياق الفلسطيني حركة مقاومة، وهذا الحدث الذي استمر لبضع ساعات وجرى من خلاله احتجاز عدد من الإسرائيليين، فتح الباب أمام جملة من التطورات المتسارعة في السياق الفلسطيني والإقليمي والدولي.
فهم الاستدعاء للتاريخ وتبعاتهجرى استدعاء أحداث سبتمبر/أيلول عام 2001 والتي قامت بها مجموعة غير الدولة – تنظيم القاعدة. الخلاصة الأولى مهمة في سياق التصور الإسرائيلي والأميركي لما حصل في سبتمبر/أيلول 2001، أو في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أنّ مثل هؤلاء اللاعبين غير الدولة، لا يمكنهم فعل ذلك إلا إذا كانت وراءهم دولة.
ولذلك بقيت إسرائيل تردد أن إيران هي المسؤولة، وهي التي تساعد حماس، ولو لم تساعد حماس وحزب الله والحوثي "أنصار الله" لما فعلت هذه التنظيمات كل ما تقوم به، وهذا أمر لا يبدو دقيقًا بالمطلق بالنظر إلى سياق كل من هؤلاء اللاعبين السياسي.
فقد فعلت الولايات المتحدة ذات الشيء، عندما اعتبرت حكومة طالبان عاملًا داعمًا لتنظيم القاعدة. بالنسبة إلى إسرائيل وتحديدًا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، فإن هؤلاء اللاعبين غير الدولة فيما يفعلونه ضد إسرائيل، لا يمكن أن يستمر إلا بوجود دعم من قبل إيران.
وبالتالي ليس فقط الاستدعاء لدور اللاعبين، بل أيضًا لدور الدولة.
الخلاصة الثانية، أن الحديث عن هذه الهجمات ليس حديثًا عن مواجهة مباشرة، فاللاعبون – غير الدولة – يبدؤون وفق خططهم الزمنية ووفق أولوياتهم، ويخطفون ما يسمى بالنصر، ويجعلون الطرف الآخر، يسعى لاسترجاع مكانته وقدرته على الردع، إلى غير ذلك.
في مثل هذه الحروب أيضًا تتغير مفاهيم النصر والهزيمة. وهذا ما حصل في الحالتين: الأميركية والإسرائيلية. فالولايات المتحدة بعد هجوم سبتمبر/أيلول 2001 خاضت حربًا كونية ضد الإرهاب – دون تعريف واضح – وفي ثناياها الحرب على العراق عام 2003، وقبلها شنّت حربًا على أفغانستان عام 2001، وحروبًا أخرى متناثرة على تنظيمات مختلفة في الصومال، واليمن، وباكستان، كلها حروب كانت تتم تحت مظلة الحرب على الإرهاب.
لم تكن إسرائيل في ردها على هجمات أكتوبر/تشرين الأول إلا مقلدة، فقد شنّت حربها على حماس في غزة، واستمرّت في عدوانها على الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان، وفي نفس الوقت مع دخول لاعبين آخرين، مثل حزب الله، بدأت تهاجم لبنان.
ضبابية وتيه سياسيثم أضافت اليمن، فبعد قيام مسيّرة يمنية أرسلها الحوثيون لمهاجمة تل أبيب، هاجمت إسرائيل ميناء الحديدة. الحقيقة أن الدولة – وهنا الحديث عن إسرائيل ومن قبلها الولايات المتحدة الأميركية – أصبحت في موقف ردة الفعل وليس الفعل، وهذا جعلها غير قادرة على تقديم تعريف للنصر قابل للتحقق.
ما يحصل في إسرائيل – مثلًا – هناك حالة من التيه السياسي؛ لأن تعريف النصر غير واضح، هناك تعريف يطلقه رئيس الوزراء ومَن حوله من اليمين المتطرف، يتمثل في القضاء على حركة حماس، لكنّ أركان المؤسسة العسكرية والسياسيين الآخرين لا يرون ذلك ممكنًا، وأمام هذه الضبابية في تعريف النصر يجري استنزاف القوة العسكرية؛ لأنها تبحث عن هذا التعريف الذي تؤدّي إليه كل أعمالها ونشاطاتها العسكرية.
ولعل هذا الأمر لم يكن بعيدًا عن الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة على مدى أكثر من عقدين في العالم، فهذه الحروب لم تدفع إلى أي نوع من الاستقرار في أفغانستان أو العراق، بل جعلت تلك الدول أكثر هشاشة وبؤرًا لعدم الاستقرار الإقليمي.
واشنطن كانت ترى أن النصر في القضاء على طالبان، وتشكيل حكومة جديدة وفق المعايير الغربية، لكن ما حصل بعد أكثر من عقدين من الحرب على أفغانستان كان إخفاقًا، واضطرت إلى خيار التفاوض والقبول باللاعب غير الدولة – طالبان – الذي كان العامل الحاسم في مساعدة واشنطن في الانسحاب من أفغانستان.
بالطبع عدم القدرة على تعريف النصر، يجعل الحديث غامضًا ومتغيرًا، ومعه يصعب تجاهل حجم الخَسارة السياسية والمعنوية والاقتصادية التي أصابت الولايات المتّحدة والتي تجاوزت تريليونَي دولار، علاوة عن مقتل أكثر من 50 ألفَ مدني أفغاني وفق الأرقام المتاحة.
بالطبع رافق هذا حجم القتل ومعه الدمار الذي خلّفته تلك الحرب داخل أفغانستان ،والذي تستنسخه الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي يقترب فيها أعداد الشهداء والجرحى من 200 ألف.
إنّ الاستدعاء التاريخي الذي قام به نتنياهو لأحداث سبتمبر/أيلول لا يمكن إلا أن يكون متعمدًا، فمن خلاله يستطيع تمرير مخططاته الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وخلق وقائع على الأرض تجعل فكرة قيام دولة فلسطينية بل وحتى مجتمع فلسطيني موحد بمدن وقرى متواصلة مع بعضها البعض، أشبهَ بالمستحيل.
استنزاف وأثمان باهظةوقد حضر هذا الأمر في حرب واشنطن بعد أحداث سبتمبر/أيلول، حيث ظهر واضحًا الرغبة في إعادة تشكيل قواعد اللعبة في العالم حول مركزية القطب الواحد، وتعريف المشهد كما وصفه جورج بوش الابن بأن على الدول أن تقرر إما أن تكون مع أميركا أو ضدها.
لقد كان الاستدعاء أداة للجم واشنطن سياسيًا في مواقفها من الحرب على غزة، فهو يقول لواشنطن؛ بسبب هجمات سبتمبر/أيلول 2001 كان لديكم الحق في أن تفعلوا كل ما فعلتم لأكثر من عقدين، ثم إنكم لا تريدون من أجل هجمات يعتبرها هو 29 ضعف أحداث سبتمبر /أيلول، ألا ترد إسرائيل؟
إنّ الاستدعاء الذي قام به نتنياهو يستحضر معه أسئلة تتعلق بقدرة إسرائيل على تحمّل تبعاته، والحديث هنا أن الاستدعاء يتم في وقت تعاني واشنطن من استنزاف في القدرة واضح، حيث تمارس "القيادة من الخلف"، وهو الأمر الذي يحتّم على الآخرين تحمّل حجم أكبر من الأدوار ومنها إسرائيل.
لم تتحمل واشنطن ومعها تحالفات دولية ظاهرة، ومنظمات دولية على رأسها الأمم المتحدة تبعات الحروب الطويلة التي استنزفت قدراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، لا سيما في وقت تصعد فيه قوى سياسية من شأنها أن تهدد بحيويتها الاقتصادية والسياسية مكانة أميركا.
فهل تستطيع إسرائيل ذاتيًا أن تتحمل تبعات حرب تقترب من عشرة أشهر في ظل تراجع الحلفاء سياسيًا واقتصاديًا؟ وكيف ستعوض إسرائيل حجم الخسائر الاقتصادية في ظل ظروف اقتصادية صعبة أميركيًا؟ وكيف ستستطيع مواجهة الصورة والسردية السلبيتَين اللتين تجتاحان العالم، وذلك في عالم مفتوح يشهد تغيرًا في تصوّرات الأجيال وقناعاتهم؟
لقد دفعت أميركا – وما زالت – ثمنًا باهظًا؛ بسبب حربها على الإرهاب، وما رافق ذلك من تجاوز على حقوق الإنسان وعلى القيم التي طالما روّجت لها، ولا يبدو أنّ إسرائيل ستكون استثناءً في ظل تجاوزاتها بالنظر إلى عالم تتغير فيه الأفكار، وأدوات التأثير ومعها مراكز القوّة!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السابع من أکتوبر تشرین الأول الولایات المتحدة أحداث سبتمبر سبتمبر أیلول غیر الدولة الحرب على ما حصل فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
ما الذي يفكر فيه سفير واشنطن الجديد في إسرائيل؟.. هذه أهم مواقفه السابقة
ذكر مقال في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية للكاتبة راشيل فينك، إنه عند الإعلان عن اختيار مايك هاكابي لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، كتب الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن هاكابي "يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وبالمثل فإن شعب إسرائيل يحبه. وسيعمل مايك بلا كلل لتحقيق السلام في إسرائيل". الشرق الأوسط".
يقول هوكابي، وهو مسيحي إنجيلي متدين كان في السابق حاكم ولاية أركنساس وترشح مرتين لترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، إنه زار إسرائيل والضفة الغربية "عشرات وعشرات المرات"، ويصف علاقته بأنها "ليست سياسية كثيرًا". لأنها شعورية وشخصية".
وأضافت فينك، أنه باعتباره مؤيدا قويا للضم، وله علاقات وثيقة على مدى عقود مع المستوطنين الإسرائيليين ومجلس يشع، المنظمة الجامعة للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فقد كان صريحًا بشأن ما يعنيه هذا الارتباط "العميق" بإسرائيل الكبرى، فضلاً عن شكوكه. حول التطلعات الوطنية لمن يشير إليهم عادة بـ"ما يسمى بالفلسطينيين".
وأورد المقال ملخصا لأشد تصريحاته اللاذعة حول إسرائيل وفلسطين على مدى العقد ونصف العقد الماضيين:
دعا هوكابي، وهو ضيف متكرر في برنامج إذاعي من إنتاج منظمة الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود تسمى "غذ جذورك الكتابية"، إلى استخدام "لغة الكتاب المقدس" عند التحدث عن إسرائيل في حلقة مسجلة في شباط/ فبراير.
وقال هوكابي: "عندما يستخدم الناس مصطلح "احتلال"، أقول: نعم، إسرائيل تحتل الأرض، لكنه احتلال للأرض التي أعطاهم إياها الله لهم قبل 3500 عام. إنها أرضهم".
وتابع: "في سفر التكوين، عندما قيل لنا أن الله سيبارك أولئك الذين يباركون إسرائيل ويلعن أولئك الذين يلعنون إسرائيل، فأنا بسيط التفكير بما يكفي لأقول: "ها هو ذا. ماذا سأفعل؟" سأصدق ذلك".
وأعلن هوكابي أن "هذا تفويض كتابي، وعلينا أن نقف عليه من هذا المنظور".
وفي عام 2019، انتقد هوكابي عضوة الكونغرس رشيدة طليب بسبب الصورة التي تم نشرها لخريطة العالم في مكتبها والتي تم تغطية إسرائيل عليها بمذكرة لاصقة كتب عليها "فلسطين".
"مزعج. معاد للسامية"، غرد حاكم الولاية آنذاك هوكابي. "الفلسطينية" رشيدة طليب (لم تكن هناك قط دولة تسمى فلسطين) تمحو إسرائيل من الخريطة في مكتبها وفي اليوم الأول بينما تصرخ عضوة الكونجرس بكلمات بذيئة حول دونالد ترامب. هل يدعم الديمقراطيون هذا التعصب والكراهية؟".
وقد كرر هوكابي علنًا رفضه الاعتراف بفلسطين عدة مرات، يعود تاريخها إلى عام 2008 على الأقل، وكرر ذلك في عام 2015 وفي أبريل/نيسان 2024. وفي مقطع فيديو من عام 2008 عاد إلى الظهور الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية هوكابي وهو يتحدث إلى اثنين من اليهود الأرثوذكس. خلال توقف الحملة في ماساتشوستس.
وقال لهم: "في الأساس، لا يوجد حقًا شيء اسمه - يجب أن أكون حذرًا في قول هذا، لأن الناس سوف ينزعجون حقًا - لا يوجد حقًا شيء اسمه فلسطيني".
وفي عام 2017، زار هوكابي مستوطنة "معاليه أدوميم" في الضفة الغربية، كما وضع هوكابي وهو يحمل قبعة كتب عليها "بناء إسرائيل عظيمة مرة أخرى" حجر الأساس لحي جديد في المستوطنة.
وقال هوكابي لمراسل شبكة سي إن إن بعد الحفل: "أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة".
وأضاف، "هناك كلمات معينة أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء من هذا القبيل الاحتلال".
خلال محاولته الرئاسية الثانية غير الناجحة، رفض هوكابي فكرة أن تخلي إسرائيل عن الأراضي المحتلة من شأنه أن يؤدي إلى السلام والاعتراف من قبل جيرانها العرب.
وفي مقطع فيديو صوره أثناء زيارته لإسرائيل في عام 2015، قال هوكابي إن "التخلي عن الأرض لا يعني في الأساس إعطاء الأرض مقابل السلام، بل هو تنازل عن الأرض والسلام. لأنه لن ينتج عن ذلك أي شيء جيد سوى وضع الأشخاص الذين أقسموا على إسرائيل" الدمار أقرب إليهم".
ثم ساوى بين الفلسطينيين وجماعة داعش الإرهابية، قائلاً: "لا أعتقد أنك ستسمح لبعض الأشخاص من داعش بشراء المنزل المجاور لك بكل سرور والانتقال إلى حيّك"، كما قال عن السماح للفلسطينيين بالعيش بالقرب من الإسرائيليين، وفقا للمقال.
في عام 2015، حين توصل الرئيس باراك أوباما إلى اتفاق مع إيران والقوى العالمية الست للحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، انتقد هوكابي الخطة ووصفها بأنها "عاجزة" و"غبية".
وقال هوكابي خلال مقابلة مع موقع بريتبارت اليميني المتطرف: "من السذاجة أن يثق في الإيرانيين". وقال في إشارة إلى معسكرات الاعتقال النازية "بفعله هذا سيأخذ الإسرائيليين ويقودهم إلى باب الأفران".
وقد تعرض تعليق هوكابي لانتقادات واسعة النطاق من قبل السياسيين من كلا الحزبين، بما في ذلك رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية آنذاك ديبي واسرمان شولتز، التي وصفت التصريحات بأنها "غير مسؤولة على الإطلاق" وطالبته بالاعتذار للجالية اليهودية.
وفي ظهور له خلال حفل موسيقي بمناسبة يوم إسرائيل في سنترال بارك بنيويورك، افتتح هوكابي كلمته بالإقرار بما قال إنه حق الشعب اليهودي في الأرض.
وقال القس الإنجيلي للحشد الذي صفق بحماس: "لا يوجد تفسير لإسرائيل سوى يد الله القدير التي حفظت وحمت اليهود وأعطتهم وطنهم بعد 2000 عام من التشتت في جميع أنحاء الأرض". "وبنفس الطريقة، ليس هناك تفسير للولايات المتحدة الأمريكية سوى العناية الإلهية".
وأعلن هوكابي في وقت لاحق من خطابه أنه "دعونا نكون واضحين. حدود إسرائيل لا تحددها الأمم المتحدة بل الله القدير، وهذه الحدود يمكن تأكيدها من قبل الإنسان ولكن لا يمكن إعادة تشكيلها من قبل الإنسان".
وفي حديثه لشبكة الأخبار الوطنية الإسرائيلية بعد ذلك الحدث، قال هوكابي إنه لا يوجد مجال لقيام دولة فلسطينية داخل الأراضي السيادية الإسرائيلية.
وقال هوكابي في المقابلة: "أعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة لنا للتوقف عن ممارسة هذه اللعبة الطنانة المتمثلة في أنه سيكون هناك حل الدولتين حيث يتقاسم الجانبان نفس البلد والعقارات والشوارع، لأنهما ليسا كذلك".
وتابع، "إذا كان هناك حل الدولتين، فإن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون خارج حدود دولة إسرائيل. هناك الكثير من الأراضي في العالم حيث يمكننا أن نجد مكانًا ونقول: حسنًا، دعونا ننشئ دولة فلسطينية." ولكن ليس ضمن حدود إسرائيل الآمنة".
في عام 2011، اصطحب هوكابي، وهو قس معمداني جنوبي، 180 عضوًا من رعيته في رحلة مدتها أسبوعين إلى إسرائيل، حيث قاموا بجولة في الأماكن المقدسة المسيحية في بيت لحم والناصرة إلى جانب المواقع اليهودية مثل قلعة مسعدة الصحراوية ونصب ياد فاشيم التذكاري للمحرقة. بحسب مقابلة مع صحيفة بوليتيكو.
كما وجد هوكابي الوقت للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على انفراد وحضور وضع حجر الأساس لمشروع إسكان يهودي مثير للجدل في أحد الأحياء العربية في القدس خلال الرحلة.
وفي مقابلة مع صحيفة بوليتيكو، قال هوكابي إن الزيارة سلطت الضوء على أهمية بناء المستوطنات كوسيلة لتحقيق الأمن الإسرائيلي.
ونقل عن هوكابي قوله إن الولايات المتحدة "يجب أن تشجع الإسرائيليين على البناء بقدر ما يستطيعون وبأسرع ما يمكن". ووصف أي أمل في حل الدولتين بأنه "غير واقعي" وقال إن جلب اليهود من جميع أنحاء العالم هو "الرد الحقيقي" على التهديد بفقدان الأغلبية اليهودية في إسرائيل.
وتذكر هوكابي أيضًا زيارته لنهر الأردن خلال رحلته الأولى إلى إسرائيل عندما كان يبلغ من العمر 17 عامًا. يتذكر قائلاً: "لقد توقفنا لنرى المكان الذي تعمد فيه يسوع، وبدلاً من ذلك كانت هناك فتيات إسرائيليات رائعات المظهر يرتدين البكيني، يتباهين ويغازلن فقط".