عربي21:
2025-02-23@19:09:34 GMT

الغرب عارياً.. وبعض الأعراب أيضا..!

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

"قد تكون هذه مشاهد مقرفة لذوق البعض، لكن حفل افتتاح أولمبياد باريس2024 الذي استمر 3 ساعات كان مدهشا ورائعا وبديعا، وركز على قيم العدالة والمساواة والحرية والأخوة".. تغريدة عبد الخالق عبد الله الأكاديمي الإماراتي في معرض تعليقه على حفل افتتاح أوليمبياد باريس 2024.

" أنا منفتح الذهن جدا ولكنني أعتقد أن ما قاموا به كان مهينا  الرئيس الأمريكي السابق والمثير للجدل في أمريكا والعالم دونالد ترامب.



"إنهم يتخلون تدريجاً عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة.. مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد أمس (الجمعة)" فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر في تعليقه على الحفل ذاته.

الكنيسة الفرنسية على ضعفها وقلة حيلتها وتراجع دورها في المجتمعات الغربية وخصوصا الفرنسية اعترضت على تشويه صورة سيدنا عيسى بن مريم واعتبرت المشاهد التي تناولته في العشاء الأخيرة مشاهد مؤسفة.هل لاحظت شيئا عزيز القارئ، العربي المسلم الذي لا تعرف بلاده معنى للحرية ولا المساواة ولا العدالة وسجونها مليئة بالأبرياء من الرجال والنساء يمتدح حفلا ماجنا روج للانحطاط الأخلاقي في أسوأ صورة ومشهد، ويتحدث كما لو كان أوروبيا عاريا يمشي متسكعا في شوارع باريس وعلى الطريقة المصرية في الأفلام القديمة يمسك بيده زجاجة ويسكي ويميل يمنة ويسرة قائلا أنا جدع.. أنا جدع.

هذا الأعرابي القادم من أطراف الجزيرة العربية التي شرفت بظهور الإسلام وانتشاره شرقا وغربا يصف انحطاط الباريسيين بأنه أبرز قيم التسامح والأخوة والإنسانية التي لا مكان لها في الحقيقة على أرض الواقع في فرنسا ولا في غيرها من دول الغرب.

ويتحدث الأكاديمي الإماراتي عن الروعة والجمال والإبداع في حفل باريس 2024 ولا أعرف كيف طاوعه قلبه كيف يصف البغاء والمثلية والبيدوفيليا بالروعة والجمال، ولا أفهم أين الإبداع في النيل من رسول كريم هو المسيح عيسى بن مريم الذي كرمه الإسلام ورفع شأنه حين نال منه أتباعه وأرادوا النيل منه ومن أمه مريم عليها السلام؟ ما هو الإبداع في جلب المتحولين جنسيا إلى مسرح الأحداث في مشهد صارخ ومؤذي للفطرة وللنفس السليمة؟

لقد انتفض دونالد ترامب وهو من هو من حيث فضائحه الجنسية وقبح سلوكه وعنجهيته السياسية لكنه وللحقيقة يقف موقفا قويا ضد الميوعة والمثلية والإجهاض، في الوقت الذي لم ينتفض فيه من يدعي أنه مسلم وعربي وتربى في بيئة محافظة أو هكذا كنت أتصور.

انتفض  رئيس وزراء المجر المسيحي فيكتور أوربان  ضد الإنهيار الأخلاقي الأوروبي الذي امتدحه عبد الخالق عبد الله الذي كان ينبغي له أن يخجل من نفسه عوضا عن أن يمتدح ما اتفق الأوروبيون على قبحه وسوء مخبره.

الكنيسة الفرنسية على ضعفها وقلة حيلتها وتراجع دورها في المجتمعات الغربية وخصوصا الفرنسية اعترضت على تشويه صورة سيدنا عيسى بن مريم واعتبرت المشاهد التي تناولته في العشاء الأخيرة مشاهد مؤسفة.

حتى رجل الأعمال المصري المسيحي نجيب ساويرس وهو ليبرالي متحرر أو هكذا يبدو غرد بالإنجليزية منتقدا "أمر غير محترم وذوق سيء للغاية"، ولا أعرف لماذا انفرد عبد الخالق عبد الله دون خلق الله بمدح الحفل وتصويره على أنه عمل مبدع ومدهش إلا أن تكون هذه تعليمات السيد محمد بن زايد لكي يجامل من خلال غلامه فرنسا ويظهر بن زايد كمتحرر وليبرالي كاره للفطرة والأخلاق بحجم كراهيته للإسلام والمسلمين.

الغرب الذي لطالما وصف نفسه بالحضارة والتحضر بدا لي محتضرا تائها باحثا عن هوية مفقودة ومجد ضائع، فلا هو حافظ على أخلاق الكنيسة ولا تعاليم المسيح عليه السلام، ولا حتى الفطرة السليمة للإنسان، ولا أنتج منتجا ثقافيا قابلا للبقاء والاستمرارية، والمشكلة هنا لا تنحصر في الغرب فله أجندته وله طريقته في الحياة والتي أراها كما رآها كثير من المفكرين والمثقفين الغربيين أنها طريقة للتدمير الذاتي، لكن المشكلة في هؤلاء الإمعات التُبع الذين بهرتهم أضواء الغرب وهرولوا نحوها كهرولة  الظمآن الذي يحسب السراب ماء فلما جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه.

الغرب أصبح عاريا كما عبر بصدق فيكتور أوربان، وانهيار الأخلاق في الغرب هو آخر مسمار في نعش ما سمي بالحضارة الغربية، وأتصور أن الغرب في احتضار وليس تحضر وفي انهيار وليس تقدم ولم يعد لديهم من شيء يقدمونه للبشرية بعد أن جردوا الإنسان من ملابسه وعرضوه في فترينات العرض الجنسية في أكبر الشوارع والميادين كسلعة لراغبي المتعة، ليس بعد هذه الحضيض من حضيض وليس بعد هذا القاع من قاع.

الغرب الذي لطالما وصف نفسه بالحضارة والتحضر بدا لي محتضرا تائها باحثا عن هوية مفقودة ومجد ضائع، فلا هو حافظ على أخلاق الكنيسة ولا تعاليم المسيح عليه السلام، ولا حتى الفطرة السليمة للإنسان، ولا أنتج منتجا ثقافيا قابلا للبقاء والاستمراريةالمصيبة أن الغرب الذي بات عاريا يريد كل الحضارات الحقيقية مثله عارية من الأخلاق والأدب والدين والقيم، لا يستحي هذا الغرب ولا يتورع عن شن حروب على دول تختلف معه وتصطدم حضارتهم مع حضارته العارية معلنا أن هذه الحروب من أجل تقديم نموذج التحضر الغربي للشعوب (المتخلفة حضاريا) في المنطقة العربية والدول المسلمة.

لقد صدقت أجيال عربية ومسلمة  كثيرة شعارات الغرب وحيله الاستعمارية الملتحفة بشعارات براقة عن الحرية والمساواة والعدالة ولكن شعوبنا لم ترى منهم سوى الظلم والعدوان والعنصرية والكبت والقهر ، و المؤسف أنه لايزال البعض من بني جلدتنا يكاد يذهب بريق الزيف الغربي بأبصارهم وعقولهم فيمتدحون القبح والسوء ويفضلونه على قيم الإسلام النبيلة والجميلة والعظيمة والحقيقية غير المزورة أو المزيف.

الغرب يبدو عاريا ولكن للأسف ثلة من بني جلدتنا باتت أكثر عريا وقبحا من الغرب ذاته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه افتتاح أولمبياد فرنسا فرنسا أولمبياد احتفالات رأي افتتاح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الغرب وروسيا.. إلى أين تتجه السياسة الخارجية للشرع؟

تُشكل الجغرافيا السياسية وقوانينها الضاغطة على الدول، التي تكون محور تنافس إقليمي ودولي عليها، تحديًا كبيرًا بالنسبة لسياساتها الخارجية. ويُصبح هذا التحدي مُضاعفًا عندما تكون هذه الدول خارجة للتو من صراع دمّرها وأفقدها سيادتها الوطنية وتتواجد على أراضيها العديد من القوات الأجنبية.

في حالة سوريا، فإن هذا النمط من تحدي الجغرافيا السياسية ليس غريبًا عنها في الواقع. فعلى مدى ما يقرب من عقد ونصفٍ من الحرب، كان عامل المنافسة الإقليمية والدولية مُهيمنًا على الأشكال الأخرى للصراع. وهذا الوضع يفرض هذا التحدي كأولوية رئيسية ينبغي التعامل معها للحد من مخاطرها على عملية التحول.

لقد أظهر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع حتى الآن قدرًا كبيرًا من الإدراك لتحدي الجغرافيا السياسية وحاجة سوريا إلى تجنب الانخراط السلبي فيها. على سبيل المثال، أبدى الشرع على نحو غير متوقع براغماتية لافتة في التعاطي مع ملف العلاقة مع روسيا ويُظهر استعدادًا لقبول مبدأ إقامة علاقة جيدة مع موسكو رغم دورها الحاسم في تشكيل موازين الصراع لصالح نظام المخلوع بشار الأسد بعد النصف الثاني من العقد الماضي.

وتبدو هذه البراغماتية مفهومة. فروسيا لا تزال تحتفظ بقاعدتين عسكريتين في سوريا، وحاجة إدارة الشرع إلى تكريس أركان السلطة الجديدة واستقرار الوضع الأمني يفرض عليه تجنب موقف عدائي مع موسكو يُمكن أن يجلب مخاطر غير مرغوب بها على عملية التحول.

إعلان

علاوة على ذلك، ينظر الشرع إلى مستقبل القواعد الروسية في سوريا كورقة لتحسين موقفه التفاوضي مع الغرب للحصول على قدر أكبر من الشرعية والدعم من جانب الغربيين.

مع ذلك، تظهر العلاقة مع كل من تركيا والسعودية كأحد المظاهر الرئيسية لمعضلة الجغرافيا السياسية الإقليمية المؤثرة بشكل أكبر على التحول السوري. إن اختيار الشرع للسعودية ثم تركيا كأول وجهتين خارجيتين له تعكس أولًا إدراكه الحاجة إلى تنويع الشراكات الإستراتيجية بين قوتين إقليميتين مُهمتين بالنسبة لسوريا، وثانيًا حرصه على تجنب التموضع الإقليمي في أحد المحاور.

ويبدو ذلك مفهومًا أيضًا. فتركيا هي شريك إستراتيجي طبيعي لسوريا الجديدة بحكم الجغرافيا ودعمها القوي للثورة السورية وحضورها الكبير ومُتعدد الأوجه في سوريا. لكن السعودية هي ركيزة العمق العربي، الذي يرغب الشرع في توجيه سوريا الجديدة نحوه، وهي بوابة للحصول على الدعم الاقتصادي السخي وإعادة الإعمار، فضلًا عن كونها تستطيع التأثير بشكل قوي على السياسات الغربية في سوريا.

على مستوى العلاقة مع الغرب، فمن الواضح أن اهتمام الشرع بإقامة علاقات جيدة مع الدول الغربية لا يقتصر فقط على حاجة سوريا إلى تفكيك العقوبات المفروضة عليها رغم أهمية هذا العامل.

فالولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بوجود عسكري في شمال شرق سوريا. والعلاقة الجيدة معها تُعظم من فرص التوصل إلى تفاهم يُفضي إلى الانسحاب الأميركي، ومعالجة مُعضلة ملف وحدات حماية الشعب الكردية التي تُشكل أكبر تهديد لوحدة الأراضي السورية.

كما أن التحدي الجديد الذي أضافه احتلال إسرائيل أجزاء من الأراضي السورية بعد سقوط النظام المخلوع يزيد من حاجة الشرع إلى مخاطبة الغرب للضغط على إسرائيل من أجل انسحابها من الأراضي التي احتلتها.

إن التعامل مع ملف الوجود العسكري التركي والأميركي والروسي والإسرائيلي يتطلب قدرًا كبيرًا من الحنكة في موازنة الشراكات الخارجية لسوريا الجديدة. ومثل هذه الموازنة لا تحدّ فحسب من مخاطر الضغط الذي تُشكله الجغرافيا السياسية على التحول السوري، بل تُوجد كذلك هامشًا قويا للشرع لتنويع الشراكات وتحفيز الفاعلين الإقليميين والدوليين على الانخراط الإيجابي في دعم التحول وإظهار أهمية واضحة للتعامل مع حاجة سوريا إلى إيجاد أطر تُعالج ملف الوجود العسكري الأجنبي على أراضيها بما يُمكنها من استعادة سيادتها الوطنية على كافة أراضيها.

إعلان

لقد أظهر مُعظم هؤلاء الفاعلين رغبتهم في إنجاح عملية التحول السوري، لكنّ هذه الرغبة لا تُخفي حقيقة أن التنافس الإقليمي والدولي على سوريا الجديدة سيظل عنصرًا مؤثرًا في تحديد سياقات التحول ومدى قدرتها على التعامل مع معضلة الجغرافيا السياسية.

في ضوء ذلك، يَظهر مساران مُحتملان لتحدي الجغرافيا السياسية على التحول السوري. يتمثل الأول في العناصر الضاغطة التي سيجلبها هذا التحدي على التحول إذا فشل الشرع في تحقيق موازنة دقيقة في الشراكات الجديدة على المستوى الإقليمي خصوصًا مع تركيا والسعودية.

كما أن قدرة تركيا والولايات المتحدة على التفاهم حول مستقبل الوحدات الكردية ستُحدد حجم الآثار السلبية لعوامل المنافسة الخارجية على سوريا.

ويتمثل المسار الثاني في تحول الجغرافيا السياسية إلى عنصر داعم للتحول إذا ما تمكنت تركيا والسعودية من تحقيق قدر كبير من الانسجام في سياستهما السورية وإدارة أهدافهما وطموحاتهما على قاعدة التعاون التنافسي، وإذا ما استطاع الشرع الموازنة بين علاقات ودية مع روسيا وعلاقات جيدة مع الغرب.

وتبدو مثل هذه الموازنة صعبة لكنها لا تبدو ضرورية بالنظر إلى أن ما يُمكن أن يُقدمه الغرب لسوريا تفوق أهميته ما يُمكن أن تُقدمه روسيا لها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • هل الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه كلب أو صورة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه كلب أو صورة؟.. أمين الفتوى يجيب |فيديو
  • الإعدام شنقا للمتهم بقتل طالب الشروق
  • شاهد| هذا هو المكان الذي سيدفن فيه جثمان الأمين العام الأسبق لـ”حزب الله” اللبناني الشهيد السيد حسن نصر الله (فيديو)
  • الغرب وروسيا.. إلى أين تتجه السياسة الخارجية للشرع؟
  • قصة المعلم الإسباني الذي وقع في حب السعودية .. فيديو
  • في ورشة ويامو: تجارة الذهب وبعض البنوك ساهم في إستمرار الحرب بالسودان وسيناريوهان تستبعد تحقيق العدالة
  • وزير الدفاع الروسي يهدد الغرب باللحظة الحاسمة للمواجهة
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)