عربي21:
2025-04-17@07:27:40 GMT

الغرب عارياً.. وبعض الأعراب أيضا..!

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

"قد تكون هذه مشاهد مقرفة لذوق البعض، لكن حفل افتتاح أولمبياد باريس2024 الذي استمر 3 ساعات كان مدهشا ورائعا وبديعا، وركز على قيم العدالة والمساواة والحرية والأخوة".. تغريدة عبد الخالق عبد الله الأكاديمي الإماراتي في معرض تعليقه على حفل افتتاح أوليمبياد باريس 2024.

" أنا منفتح الذهن جدا ولكنني أعتقد أن ما قاموا به كان مهينا  الرئيس الأمريكي السابق والمثير للجدل في أمريكا والعالم دونالد ترامب.



"إنهم يتخلون تدريجاً عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة.. مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد أمس (الجمعة)" فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر في تعليقه على الحفل ذاته.

الكنيسة الفرنسية على ضعفها وقلة حيلتها وتراجع دورها في المجتمعات الغربية وخصوصا الفرنسية اعترضت على تشويه صورة سيدنا عيسى بن مريم واعتبرت المشاهد التي تناولته في العشاء الأخيرة مشاهد مؤسفة.هل لاحظت شيئا عزيز القارئ، العربي المسلم الذي لا تعرف بلاده معنى للحرية ولا المساواة ولا العدالة وسجونها مليئة بالأبرياء من الرجال والنساء يمتدح حفلا ماجنا روج للانحطاط الأخلاقي في أسوأ صورة ومشهد، ويتحدث كما لو كان أوروبيا عاريا يمشي متسكعا في شوارع باريس وعلى الطريقة المصرية في الأفلام القديمة يمسك بيده زجاجة ويسكي ويميل يمنة ويسرة قائلا أنا جدع.. أنا جدع.

هذا الأعرابي القادم من أطراف الجزيرة العربية التي شرفت بظهور الإسلام وانتشاره شرقا وغربا يصف انحطاط الباريسيين بأنه أبرز قيم التسامح والأخوة والإنسانية التي لا مكان لها في الحقيقة على أرض الواقع في فرنسا ولا في غيرها من دول الغرب.

ويتحدث الأكاديمي الإماراتي عن الروعة والجمال والإبداع في حفل باريس 2024 ولا أعرف كيف طاوعه قلبه كيف يصف البغاء والمثلية والبيدوفيليا بالروعة والجمال، ولا أفهم أين الإبداع في النيل من رسول كريم هو المسيح عيسى بن مريم الذي كرمه الإسلام ورفع شأنه حين نال منه أتباعه وأرادوا النيل منه ومن أمه مريم عليها السلام؟ ما هو الإبداع في جلب المتحولين جنسيا إلى مسرح الأحداث في مشهد صارخ ومؤذي للفطرة وللنفس السليمة؟

لقد انتفض دونالد ترامب وهو من هو من حيث فضائحه الجنسية وقبح سلوكه وعنجهيته السياسية لكنه وللحقيقة يقف موقفا قويا ضد الميوعة والمثلية والإجهاض، في الوقت الذي لم ينتفض فيه من يدعي أنه مسلم وعربي وتربى في بيئة محافظة أو هكذا كنت أتصور.

انتفض  رئيس وزراء المجر المسيحي فيكتور أوربان  ضد الإنهيار الأخلاقي الأوروبي الذي امتدحه عبد الخالق عبد الله الذي كان ينبغي له أن يخجل من نفسه عوضا عن أن يمتدح ما اتفق الأوروبيون على قبحه وسوء مخبره.

الكنيسة الفرنسية على ضعفها وقلة حيلتها وتراجع دورها في المجتمعات الغربية وخصوصا الفرنسية اعترضت على تشويه صورة سيدنا عيسى بن مريم واعتبرت المشاهد التي تناولته في العشاء الأخيرة مشاهد مؤسفة.

حتى رجل الأعمال المصري المسيحي نجيب ساويرس وهو ليبرالي متحرر أو هكذا يبدو غرد بالإنجليزية منتقدا "أمر غير محترم وذوق سيء للغاية"، ولا أعرف لماذا انفرد عبد الخالق عبد الله دون خلق الله بمدح الحفل وتصويره على أنه عمل مبدع ومدهش إلا أن تكون هذه تعليمات السيد محمد بن زايد لكي يجامل من خلال غلامه فرنسا ويظهر بن زايد كمتحرر وليبرالي كاره للفطرة والأخلاق بحجم كراهيته للإسلام والمسلمين.

الغرب الذي لطالما وصف نفسه بالحضارة والتحضر بدا لي محتضرا تائها باحثا عن هوية مفقودة ومجد ضائع، فلا هو حافظ على أخلاق الكنيسة ولا تعاليم المسيح عليه السلام، ولا حتى الفطرة السليمة للإنسان، ولا أنتج منتجا ثقافيا قابلا للبقاء والاستمرارية، والمشكلة هنا لا تنحصر في الغرب فله أجندته وله طريقته في الحياة والتي أراها كما رآها كثير من المفكرين والمثقفين الغربيين أنها طريقة للتدمير الذاتي، لكن المشكلة في هؤلاء الإمعات التُبع الذين بهرتهم أضواء الغرب وهرولوا نحوها كهرولة  الظمآن الذي يحسب السراب ماء فلما جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه.

الغرب أصبح عاريا كما عبر بصدق فيكتور أوربان، وانهيار الأخلاق في الغرب هو آخر مسمار في نعش ما سمي بالحضارة الغربية، وأتصور أن الغرب في احتضار وليس تحضر وفي انهيار وليس تقدم ولم يعد لديهم من شيء يقدمونه للبشرية بعد أن جردوا الإنسان من ملابسه وعرضوه في فترينات العرض الجنسية في أكبر الشوارع والميادين كسلعة لراغبي المتعة، ليس بعد هذه الحضيض من حضيض وليس بعد هذا القاع من قاع.

الغرب الذي لطالما وصف نفسه بالحضارة والتحضر بدا لي محتضرا تائها باحثا عن هوية مفقودة ومجد ضائع، فلا هو حافظ على أخلاق الكنيسة ولا تعاليم المسيح عليه السلام، ولا حتى الفطرة السليمة للإنسان، ولا أنتج منتجا ثقافيا قابلا للبقاء والاستمراريةالمصيبة أن الغرب الذي بات عاريا يريد كل الحضارات الحقيقية مثله عارية من الأخلاق والأدب والدين والقيم، لا يستحي هذا الغرب ولا يتورع عن شن حروب على دول تختلف معه وتصطدم حضارتهم مع حضارته العارية معلنا أن هذه الحروب من أجل تقديم نموذج التحضر الغربي للشعوب (المتخلفة حضاريا) في المنطقة العربية والدول المسلمة.

لقد صدقت أجيال عربية ومسلمة  كثيرة شعارات الغرب وحيله الاستعمارية الملتحفة بشعارات براقة عن الحرية والمساواة والعدالة ولكن شعوبنا لم ترى منهم سوى الظلم والعدوان والعنصرية والكبت والقهر ، و المؤسف أنه لايزال البعض من بني جلدتنا يكاد يذهب بريق الزيف الغربي بأبصارهم وعقولهم فيمتدحون القبح والسوء ويفضلونه على قيم الإسلام النبيلة والجميلة والعظيمة والحقيقية غير المزورة أو المزيف.

الغرب يبدو عاريا ولكن للأسف ثلة من بني جلدتنا باتت أكثر عريا وقبحا من الغرب ذاته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه افتتاح أولمبياد فرنسا فرنسا أولمبياد احتفالات رأي افتتاح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي: ‎وللكلمة أيضاً ألم وأسف ونصف ابتسامة

(1) وجد المزرعة، فلم يجد التمويل. وجد التمويل ففسدت التقاوي.
‎ما حصده كان دون نصيب المزارعة والمزارعين.
‎حاصره المصرف. استسلم، وقد أثقل الصك الأبدي، بسجن ما ومزرعة غريبة تحفها الأعاصير والتباريح.
‎ولذا فإن حديث الغرباء له وقع خاص في قلوب السمر المعروقين..
(2)

‎قال لرفيقته إننا كثيراً ما نحتاج للفرح والتبسم ولقليل من الضحك غير البعاث، ولكننا أيضاً نحتاج للحزن وبأضعاف ما نرتجيه من الفرح والحزن الذي يقوم على التدبر والشوق والفكرة هو الأبقى ومن سماته أنه يستدعي. فطلبت منه أن يستدعي حادثة محزنة
‎قال: (عن عائشة: لما بلغها موت علي قالت دامعة لتصنع العرب ما شاءت فليس أحد ينهاها). وغاص في لجة من البكاء المستدام حتى أنفضت النجوم والسمار وجف الدمع وتقرحت المآقي.

(3)

‎الأول زوجوه بمن يحب. والثاني أقاموا له المشروع الذي كان يحلم به منذ صباه الباكر، والأخير سلموه مفتاح الدائرة الانتخابية دون أن يتحدث في ندوة أو يجامل منتدى بخطاب عابر.
‎ذهب الأول لحبيبة قلبه متعثراً
‎وذهب الثاني صوب مشروعه متأثراً
‎وذهب الثالث نحو برلمانه متحسراً
‎الجملة أخفوها عن الناس والعبرة كانت (لقد جئنا في زمان باخت فيه الأشياء).
(4)
‎الإفلاس ليس في أننا نفتقد العمر
‎والذكريات والأصدقاء والملتقى عن طواعية وحب
‎الإفلاس أن ترى الوطن يرفل مزهواً في إغلاله وهو سعيد ببئر ماء وسفر طارئ وأن هنالك إرهاصات لدواء جديد للملاريا..

(5)

‎الكثير من الشجاعة التي يجب أن تحتفي بها العشيرة بقليل من الاكتراث.. أن يقف فارسها الأول وشجاع المدن والبيادر ويقولها بمنتهى الفخر إني أعلنها على رؤوس الأشهاد وأقسم عليها بأني خائف.

(6)

‎أليست هذه ذات الشركة التي أسسناها سوياً ودعونا لها العامة والأذكياء وأحرقنا ليوم نصرها وأكتتابها البخور؟
‎قال سكرتير مجلس الإدارة النزق الجديد المفتري بمنصب وأمتياز لا يستحقه، نعم إنها ذات الشركة.
‎قلنا: إذاً لماذا لم تدعنا للجمعية العمومية ولمَ لمْ ترسل لنا شيك الأرباح الضئيلة وفوتوغرافيا الانجازات الهواء..
‎قال لأننا بلغنا بألا نبلغكم حتى لا تموتون غماً ويصبح رحيلكم هو وحده المتنعم باشتغال المحل بحركة المناسبة.

(7)

‎هذا المعرض الفسيح للكتاب لم أجد به كتاباً واحداً يستحق الاقتناء حتى هذا المصنف القديم لمطربنا المعتق وجدنا أن تكنلوجيا الأبناء لا تتقبله..
‎حتى الشوارع لم تقربنا من قريتنا اضطررنا لايقاف سياراتنا قرب شرطة المدينة واستأجرنا سيارة أجرة للنادي القديم وعندما أكملنا ليلة التعازي لم نعرف مكان الشرطة ولا أرقام سياراتنا ولم نحدث أحداً بمأساتنا
‎فالضحك من الدهماء على غباء أهل الفطرة أكثر إيلاماً من فراق التي علمتها الحب فظنت أنه درس عذري لتحب عبره أحد الزناة من أوغاد المدينة بوعد سيارة لن تأتي وشقة سيدفع قسطها الأول بعد مائة عام من الكذبة..
(8)
‎الصحافة السودانية قديما كانت ‎تقاوم معركة التوزيع ‎ومعركة الطباعة وإيجار الصحف وشح الإعلان وتكشيرة أولي العزم من العسس والدرك وكراهية الساسة من كل التيارات وكل هذا مقدور عليه..
‎المعركة الوحيدة التي كانوا لا يحسبون لها حساباً الصحافة الأثيرية المتاحة المجانية التي تملك كل ما نملك بجانب رذيلة الحذر والتسلل والاختلاء.
أما الآن فقد صار هم حلم الإعلام المسموع والمشاهد والمقروء بعد هجمة عصابة دقلو التدميرية (كفن من طرف السوق وشبر في المقابر).

(9)

‎هنالك حضارات وصراعات وإنقلابات في شعوب الطير والنمل والنحل والجراد السوداني.
‎(وآه من حائط اللغة آه)
‎فحتى الآن لا نعلم ماذا يفعلون بانقلاباتهم وأزماتهم وعلاقتهم بدول الجوار وحركاتها المسلحة.. وما هو سعر عسل النحل المعد للتصدير وجيش اللسعات وماذا أعد سلاح الطيران الجرادي لمعركة العبور.
ويبقي أدب الباطنية هو الأكثر وضوحاً من أدب المكشوف.
(10)

‎قال تعالى:
(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا أحمل فيها من كل زوجين إثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل).
‎صدق الله العظيم
‎وبالرغم من الاقناع والصبر والرسالات والمعجزات والماء المتلاطم الموار بالفجيعة الكبرى القادمة والهلاك .. ورغم كل ذلك ما آمن معه إلا قليل..
‎والبداية الجسورة تبدأ دائماً بالقليل المنفعل بالقضية والإيمان وحرية الإنسان في كسر قيد الإنسان للدخول في رحاب فيوضات خالق الإنسان.. ومن هنا يأتي معنى الاستشراف والنصر القادم فهل أدركتم قيمة (الطليعة) في محيط (الناس الساكت) والأكثرية المغيية؟!

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • مدير تعليم الإسكندرية يزور الكنيسة المرقسية لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: كل قوة نمتلكها بعيدًا عن الله هي قوة زائلة مؤقتة
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: كل قوة نمتلكها بعيدًا عن الله زائلة
  • إهتمام فرنسي بلبنان... وسوريا أيضا
  • حسين خوجلي: ‎وللكلمة أيضاً ألم وأسف ونصف ابتسامة
  • خامنئي: لسنا متفائلين بشكل مفرط بالمفاوضات ولا متشائمين أيضاً
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
  • الموتى أيضا يضحكون
  • علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب