ما رسائل النظام السوري من وضع أردوغان على قائمة داعمي الإرهاب؟
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
في الوقت الذي تتزايد فيه الترجيحات بقرب موعد اللقاء الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد، يبعث الأخير برسائل متضاربة "وضاغطة" في هذا المسار، تمثلت في وضع النظام السوري اسم الرئيس التركي أردوغان على قائمة من المتهمين لديه بتهمة "دعم وتمويل الإرهاب".
وفي التفاصيل، نشرت مصادر إخبارية صوراً لقائمة جديدة صادرة عن "هيئة مكافحة وغسل الأموال وتمويل الإرهاب" التابعة للنظام السوري، صادرة في تموز/ يوليو 2024، ضمت اسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة التركية السابق أحمد داوود أوغلو.
والقائمة هي تحديث لقائمة الأشخاص والكيانات المتهمة بغسيل الأموال ودعم الإرهاب المحلي، اعتاد النظام على إصدارها منذ اندلاع الثورة ضده في العام 2011.
واللافت أن اسم أردوغان جاء على رأس القائمة، الأمر الذي أثار تساؤلات عن أهداف النظام السوري من هذه الخطوة "السياسية"، وتوقيتها الذي يأتي بالتزامن مع تجديد تركيا رغبتها بتطبيع العلاقات مع النظام السوري، وإبداء الأسد مرونة حيال اللقاء بأردوغان.
رسائل ضاغطة
ويضع الباحث في مركز "إدراك للدراسات الاستراتيجية" محمد سالم خلال حديثه لـ"عربي21" الخطوة، في خانة التأكيد من النظام السوري على شروطه المسبقة قبل الموافقة على اللقاء بين أردوغان والأسد.
ويشترط النظام السوري بالدرجة الأولى انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، في حين تربط أنقرة تنفيذ المطلب بانتهاء التهديدات التي تشكلها "التنظيمات الإرهابية" التابعة لحزب "العمال" الكردستاني على أمنها انطلاقا من الحدود السورية.
بالتالي، وفق سالم، الهدف من تضمين أردوغان في قائمة "الإرهاب" من قبل النظام هو محاولة فرض الانسحاب العسكري من قبل الاتراك من شمال سوريا، أو على الأقل الوعد به، مضيفاً: "نشاهد عددا من وسائل الضغط منها على سبيل المثال هذه الرسالة إلى جانب أو بالتوازي مع الرسائل العسكرية مثل استخدام "المسيرات" في شمال سوريا واستهداف النقاط العسكرية التركية، كما حصل قبل أيام".
موازنة بين موسكو وطهران
أما الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي، فيقول: "منذ أن أبدت أنقرة استعدادها لإعادة العلاقات مع نظام الأسد في العام ٢٠٢٢، واجه الأخير تلك الاستعدادات التركية بمزيد من الفتور الذي يرقى الى مرحلة الاشتراطات والرفض، ومع استمرار الرغبة التركية بموازاة مع الضغوطات الروسية عليه لدفعه نحو مزيد من التجاوب مع الرغبة التركية تظهر إيران ودورها الرافض لابتعادها عن المشهد، وقد عبرت عن رفضها من خلال الإيحاءات المتكررة للأسد برفض أي لقاء مع أردوغان دون أن يكون مشروطا بانسحاب تركي".
ويضيف لـ"عربي21" : في واقع الحال يحاول الأسد اتخاذ موقف متوازن حيال حليفيه الروسي والإيراني دون إشعار أحدهما بالانحياز للآخر، ولذلك فإن المرونة التي أبداها بشار الأسد مؤخرا حيال لقائه بأردوغان، أراد أن تكون موازية لموقف متشدد يرضي إيران، فكان أن أدرج اسم أردوغان ضمن القائمة التي أصدرها حول ممولي الإرهاب.
ويعتقد النيفي أن الخطوة لا تعكس حقيقة موقف النظام الفعلي بقدر ما تعكس اللعب على التوازنات.
تصعيد قبل اللقاء المرتقب
من جهته، يرى الباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أن النظام السوري اعتاد التصعيد قبل أي استحقاق تفاوضي.
ويقول لـ"عربي21"، إن النظام يدرك أن توقيت الجلوس مع الأتراك قد اقترب، وبالتالي هو يرفع السقف من خلال الشروط، وأيضاً من خلال الخطوة الأخيرة المتمثلة بوضع أردوغان على لائحة "الإرهاب".
وبحسب القربي، لا تعدو الخطوة عن رسالة سياسية بدون أي مفاعيل حقيقية، مستدركاً بقوله: "لا يعني ذلك، أن النظام يرفض التفاوض مع الأتراك، وإنما هي خطوة تفاوضية، أي من غير المستبعد إزالة اسم أردوغان من اللائحة بمجرد الجلوس على طاولة التفاوض، كبادرة حسن نية".
يذكر أن مصادر إخبارية تركية قد تحدثت مؤخراً عن قرب موعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك في لقاء من شأنه أن ينهي قطيعة استمرت لأكثر من عقد، على خلفية اندلاع الثورة، ودعم تركيا المعارضة السورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية أردوغان بشار الأسد تركيا سوريا سوريا تركيا أردوغان بشار الأسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری الرئیس الترکی
إقرأ أيضاً:
واشنطن تطالب تركيا بالحياد في الأجواء السورية حال التصعيد مع إيران
ذكرت وسائل إعلام تركية، أن واشنطن قد تطالب تركيا بالحياد في الأجواء السورية حال التصعيد مع إيران.
وقالت وسائل الإعلام التركية، نقلا عن مصادر إن الولايات المتحدة قد تطلب من تركيا عدم التدخل في استخدام المجال الجوي السوري في حال نشوب صراع مع إيران والبقاء على الحياد.
وجاء في منشور صحيفة “حريت” التركية التي نقلت الخبر: “إذا لم تكلل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بالنجاح، فستكون إيران أحد بنود جدول أعمال اللقاء بين أردوغان وترامب. أردوغان، بالطبع، يعارض هجوم إسرائيل على إيران، ويعتبره خطرًا على منطقتنا. لكن قد يُطلب من تركيا البقاء على الحياد في هذه الحرب وعدم التدخل في استخدام المجال الجوي السوري”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قد يزور تركيا في إطار جولته في الشرق الأوسط في مايو/أيار المقبل. ونوّهت الصحيفة إلى أنه “من المحتمل أن يزور ترامب تركيا بعد زيارته للسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وإذا لم يحدث ذلك، فمن المقرر أن يقوم الرئيس أردوغان بزيارة الولايات المتحدة في يونيو/حزيران المقبل”.
وعُقدت الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في عُمان يوم 12 أبريل/ نيسان الجاري. ووفقًا للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، كانت المحادثات إيجابية وبناءة. ووصف وزير الخارجية الإيراني أجواء هذه المحادثات بأنها بناءة وهادئة، وشكر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، على جهوده في تبادل وجهات النظر بين الوفدين الإيراني والأمريكي.
وأرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في أوائل مارس/آذار الماضي، يقترح فيها اتفاقا نوويا جديدا، مهددا بالعمل العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. وفي المقابل، استبعدت قيادة الجمهورية الإسلامية إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع القيادة في واشنطن، ولم تترك الباب مفتوحا إلا للحوار بوساطة دول ثالثة.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب