أكد د. نضال أبوزكي، مدير عام مجموعة أورينت بلانيت، أهمية التحول الرقمي كمحرك أساسي للتنمية المستدامة في لبنان، مشيراً إلى أن الاقتصاد الرقمي يلعب دوراً محورياً في فتح آفاق جديدة لتعزيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب، حيث يوفر الاقتصاد الرقمي بيئة حاضنة لنمو مختلف القطاعات الاقتصادية، من خلال تعزيز كفاءة الإدارة وتحسين الوصول إلى الخدمات.

كما يُساهم في تمكين رواد الأعمال وتشجيع الاستثمار، ودعم النمو الاقتصادي القائم على المعرفة.
جاء ذلك خلال ندوة "أفق وتحديات الاقتصاد الرقمي في لبنان" التي نظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مؤخراً في مقر المجلس في بيروت. وتناولت الندوة دور الاقتصاد الرقمي في تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز النمو الاقتصادي، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية المتنوعة، فضلاً عن فتح آفاق جديدة لرواد الأعمال والشركات الناشئة.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية لعضو هيئة مكتب المجلس الاقتصادي، الدكتور أنيس بو دياب، أوضح فيها أهمية الاقتصاد الرقمي كضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن لبنان كان السباق في العالم العربي في مجال التحول الرقمي، حيث وُضعت استراتيجية حكومية للتحول الرقمي في عام 2001، لكنها ما زالت عالقة في الأدراج وتحتاج إلى مراسيم. كما وضعت الحكومة مؤخراً خطة 2020-2030 لرؤية التحول التكنولوجي، إضافة إلى وضع لجنة التكنولوجيا في المجلس الاقتصادي في عام 2019 استراتيجية وطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية المستدامة في لبنان.
وأكد بو دياب أن الاقتصاد الرقمي يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا الرقمية، مشيراً إلى أن حجم هذا الاقتصاد عالمياً بلغ حوالي 17% من الناتج المحلي الإجمالي ما يعادل حوالي 20 تريليون دولار، وحجم الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي اللبناني لا يتجاوز الواحد ونصف بالمئة، أي ما بين 200 و250 مليون دولار.
وقال د. نضال أبوزكي: "يلعب الاقتصاد الرقمي دوراً محورياً في فتح آفاق جديدة لتعزيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب، حيث يوفر بيئة حاضنة لنمو مختلف القطاعات الاقتصادية، من خلال تعزيز كفاءة الإدارة وتحسين الوصول إلى الخدمات. كما يُساهم في تمكين رواد الأعمال وتشجيع الاستثمار، ودعم النمو الاقتصادي القائم على المعرفة."
وتابع: "يشهد العالم تطوراً هائلاً في الاستثمار في التقنيات الحديثة. ففي ظل التوسع السريع للسوق العالمية وتحول الاقتصاد إلى كيان بلا حدود، تنمو معدلات الاستثمار بشكل هائل دون قيود جغرافية. فقد يقوم موظف من الهند بالعمل لصالح شركة في نيويورك لحل مشكلة لشركة في ألمانيا، مشيراً إلى أن نصيب لبنان من الاستثمار العالمي ما زال منخفضاً جداً."
ولفت د. أبوزكي إلى دور الاقتصاد الرقمي في تحسين كفاءة قطاعات الاقتصاد وتوسيع دائرة السوق وتوفير آفاق أكبر لمواجهة البطالة وتحقيق رفاهية أكبر للمستهلك، الأمر الذي يُسهم في تعزيز جودة الحياة للمواطنين. حيث يسمح الاقتصاد الرقمي بتنمية الأعمال والابتكار والتنافسية في العديد من الصناعات. مثل الخدمات المالية الرقمية، والعمل عن بعد، والتكنولوجيا المالية، وغيرها من المجالات التي تعتمد على استخدام التقنيات الرقمية لتطوير الأعمال وتحقيق فوائد اقتصادية.
وأشار د. أبوزكي إلى أن المؤسسات الحكومية في لبنان بحاجة إلى العمل على إعداد تشريعات ومنظومة بنية تحتية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية القائمة على الابتكار، وكذلك البدء بالتنمية الاجتماعية مثل التعليم والضمان الاجتماعي قبل التنمية الاقتصادية، حيث ثبتت أهمية تنمية رأس المال البشري قبل رأس المال النقدي، وكذلك المرونة من جانب المؤسسات الحكومية. فمن الصعب التنبؤ بالتطورات المستقبلية، ولكن من الممكن التحرك السريع معها مما يستلزم مرونة عالية، مؤكداً على أهمية وجود شركات عملاقة أو عالمية لبنانية تعمل كمحرك أو قاطرة للتنمية المتواصلة.
وتطرق د. أبوزكي إلى تجربة بعض الدول النامية في مجال الاقتصاد الرقمي، مسلطًا الضوء على تجربة الهند التي شهدت انتشاراً واسعاً للتقنيات الرقمية واستخدام البيانات. وأوضح أن الهند تمتلك أكثر من 250 مركزًا تقنيًا، مما يعكس النمو السريع لقدراتها التكنولوجية. 

وأشار إلى أن هذا الاقتصاد الرقمي أسفر عن نتائج إيجابية ملموسة على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
واختتم د. أبوزكي: "تشير التوقعات إلى أن اعتماد التقنيات الرقمية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من شأنه أن يحقق منافع اجتماعية واقتصادية هائلة تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنوياً، وتحقيق طفرة تشتد الحاجة إليها في الوظائف الجديدة. وتمثل التقنيات الرقمية أحد الأسباب الرئيسية لتعزيز النمو والمساعدة على خفض التكلفة المرتفعة للمعلومات التي تقيد المعاملات الاقتصادية، وتتراجع هذه التكلفة عندما يستخدم المزيد من المواطنين هذه التقنيات، حيث إن الرقمنة الكاملة للاقتصاد يمكن أن ترفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسبة لا تقل عن 46% على مدى 30 عاماً."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاقتصاد الرقمی فی فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزيرة التخطيط: الاستفادة من خبرات المنتدى الاقتصادي العالمي

وقّعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، خطاب نوايا مع المنتدى الاقتصادي العالمي، لإطلاق «محفز النمو الاقتصادي والتنمية»، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والبروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى.

وبموجب خطاب النوايا، يجري تطوير «محفز النمو الاقتصادي والتنمية» بجمهورية مصر العربية، بما يدعم جهود تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر، والاستفادة من الرؤى والأفكار المستمدة من مركز الاقتصاد الجديد والمجتمع التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي. 

كما ينص خطاب النوايا على تولي الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، منصب الرئيس المُشارك للمحفز.

الاستفادة من خبرات المنتدى الاقتصادي العالمي 

أوضحت رانيا المشاط، أن التعاون الجديد مع المنتدى الاقتصادي العالمي، يُرسخ الشراكة الوثيقة التي تم تدشينها مع المنتدى خلال السنوات الماضية، مضيفة أن تدشين «محفز النمو الاقتصادي والتنمية» يمكن مصر من الانضمام لمبادرة هامة أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي، من أجل إعادة صياغة النمو العالمي ودعم صناع القرار في الدول المختلفة من أجل تحقيق التوازن بين النمو كمًا ونوعًا.

تعزيز الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي

ذكرت «المشاط» أن مبادرة مسرعات مستقبل النمو تقدم نهجًا متعدد الأبعاد لتعزيز النمو العالمي والموائمة بين الأولويات لكل دولة والأهداف العالمي، كما تتيح المبادرة البيانات والتحليلات المقدمة من مجموعة واسعة من الأطراف ذات الصلة، وعبر أكثر من 100 اقتصاد، بما يعزز التكامل ويحقق الابتكار والشمول، ويدعم جهود تبادل الخبرات والرؤى لدفع النمو المستدام.

ونوهت بأن انضمام مصر لشبكة مسرعات النمو التي تجمع مجموعة واسعة من المؤسسات والأطراف من القطاعين الحكومي والخاص والرؤساء التنفيذيين وممثلي المجتمع المدني والأكاديمي، بما يدعم جهود إعادة صياغة النمو وتشكيل مستقبل الاقتصاد، ورسم خريطة لمحركات النمو وتحديد أولوياته،

وأشارت إلى أن الخطوة التي اتخذتها الحكومة المصرية تتسق مع المرحلة الجديدة التي يمر بها الاقتصاد المصري، حيث تعمل الحكومة من خلال برنامجها للسنوات الثلاثة المقبلة، على تعزيز صمود واستقرار الاقتصاد المصري، 

المشاط: شراكتنا الجديدة مع المنتدى الاقتصادي العالمي الثانية بعد «محفز سد الفجوة بين الجنسين» في عام 2020 

أشارت إلى أن هذا التعاون، يُعزز الجهود التي تقوم بها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، منذ دمج الوزارتين في التشكيل الحكومي الجديد لدفع النمو الشامل والمستدام، من خلال تعظيم الاستفادة  من أدوات التخطيط، 

مبادرة مستقبل النمو التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2024

يعد التعاون الجديد مع المنتدى، استمرارًا للشراكة الوثيقة حيث تتولى رانيا المشاط، منصب الرئيس المُشارك لشبكة تحفيز الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة في الاقتصادات الناشئة، كما تتولى عضوية في عدد من المراكز والتحالفات المهمة بالمنتدى منها «مركز الاقتصاد الجديد والمجتمع» و«تحالف المرونة» و«مبادرة مستقبل النمو».

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: محفز النمو الاقتصادي والتنمية يمكن مصر من الانضمام لمبادرة هامة
  • وزيرة التخطيط: الاستفادة من خبرات المنتدى الاقتصادي العالمي
  • "مكتب الشورى" يستعرض ردودًا وزارية ويوافق على دراسة ملف الاقتصاد الرقمي
  • "الدولة" يستعرض مقترح دراسة "الاقتصاد الرقمي وحوكمة البيانات"
  • تكريم رئيس الوفد في مؤتمر الرادار الاقتصادي .. صور
  • الصناعة تعلن توفير السمنت اللاصق بدءاً من الشهر المقبل
  • متحدث الحكومة: جهود الإصلاح الاقتصادي لها آثار إيجابية على الاقتصاد المصري
  • دافوس 2025.. منصة عالمية للتعاون الذكي واستشراف مستقبل الاقتصاد الرقمي
  • وزير الاتصالات يناقش في دافوس دعم نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز الحراك الابتكاري مع شركاء المملكة الدوليين
  • عملات ترامب الرقمية وتأثيرها على مستقبل الاقتصاد العالمي