الحرة:
2024-09-08@19:06:00 GMT

بعد واقعة مجدل شمس.. صدمة ورفض لـإراقة الدم

تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT

بعد واقعة مجدل شمس.. صدمة ورفض لـإراقة الدم

رفضت قيادات دينية ومحلية درزية في الجولان السوري المحتل إراقة "قطرة دم واحدة" بعدما توعدت إسرائيل بالرد على ضربة صاروخية في بلدة مجدل شمس نسبتها إلى حزب الله اللبناني، في وقت ما زال فيه الدروز في صدمة بعد الواقعة.

وطالت الضربة، السبت، ملعبا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية، ما أدى الى مقتل 12 من الفتية والفتيات.

ونفى حزب الله "أي علاقة" له بالحادث.

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بـ"رد قاس" على هذا القصف خلال زيارته مجدل شمس، الاثنين، فيما تبذل جهود دولية لتجنب مزيد من التصعيد.

واحتج العشرات من سكان البلدة على زيارة نتانياهو، واحتشدوا خلف حواجز معدنية تحت مراقبة عناصر من الشرطة، وفق صحفي في وكالة فرانس برس.

وقالت "الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل" في بيان ليل الاثنين تلقت فرانس برس نسخة عنه "نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف".

وشددت على أن "التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها".

ويناهز عدد سكان مجدل شمس 11 ألف نسمة غالبيتهم من الدروز الذين ما زالوا يحملون الجنسية السورية ورفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية.

وأثارت الضربة في مجدل شمس مخاوف دولية متجددة من تفجر نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على مواقع ومناطق في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، الأحد، إن عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، تحاول احتواء مخاطر التصعيد.

"صدمة"

وشعر كثيرون من أفراد الطائفة الدرزية في هضبة الجولان بالصدمة بعد هذه الحادثة. وقالت راية فخر الدين، أحد سكان قرية مجدل شمس الدرزية حيث كان الأطفال والفتيان الاثنا عشر يلعبون كرة القدم عندما سقط الصاروخ عليهم يوم السبت، إن السكان كانوا يشعرون بدرجة كبيرة من الأمان حتى عندما كانت الصواريخ تنطلق في أماكن أخرى.

وقالت "لقد كان الأمر بمثابة صدمة لأننا لم نشعر بأننا مستهدفون ولو لمرة واحدة خلال الأشهر التسعة الماضية، حتى عندما كانت تدوي صفارات الإنذار".

وباعتبارهم أقلية عربية في إسرائيل ولبنان والأردن وسوريا وهضبة الجولان، يشغل الدروز مكانة خاصة في السياسة المعقدة في المنطقة.

وعلى النقيض من معظم الفلسطينيين من عرب 48 في إسرائيل، يخدم الكثير من الدروز في الشرطة والجيش الإسرائيليين بما يشمل الحرب في غزة، ووصل بعضهم إلى رتب عالية.

ولكن في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي واسع، لا يزال كثيرون يعتبرون أنفسهم سوريين ويرفضون الجنسية الإسرائيلية.

"غموض"

وانعكس غموض الموقف الدرزي على الجنازة التي أقيمت، الأحد، حيث شارك الآلاف في توديع القتلى في مجدل شمس دون أن تظهر أي أعلام إسرائيلية أو سورية كما غاب الحديث السياسي إلى حد بعيد.

وقالت راية "الكثير من الدروز يشعرون بالغضب ولا يريدون أن يكونوا وقودا في هذه الحرب لأي طرف".

وأدت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان ولكنها لم تصل حتى الآن إلى حد الحرب الشاملة التي يخشاها كثيرون الآن.

واستنكر سلطان أبو جبل (62 عاما)، الذي يعمل ويعيش في مجدل شمس وفقد حفيدته في الهجوم، ما وصفها بأنها "حرب مجنونة".

وأضاف "كلهم ناس أبرياء... شو ذنبي أنا إذا كان فيه مشاكل بين حزب الله ودولة إسرائيل؟".

السياسة الإقليمية حاضرة في الهجوم

لم تغب السياسة الإقليمية عن هذا الهجوم. ورغم أن الأطفال والفتيان الذين قُتلوا في الضربة لا يحملون الجنسية الإسرائيلية على ما يبدو، فقد تعامل مسؤولون إسرائيليون ومنهم نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت معهم باعتبارهم مواطنين إسرائيليين.

وقال غالانت خلال زيارة لمجدل شمس "الطفل اليهودي الذي قُتل على حدود غزة في السابع من أكتوبر والطفل الدرزي الذي قُتل في هضبة الجولان هما الطفل نفسه. هؤلاء أطفالنا".

وعلى الجانب الآخر من الخط الفاصل، قال الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط، وهو خصم سابق لحزب الله لكنه تصالح مع الجماعة بعد ذلك، لقناة الجزيرة إن الادعاء الإسرائيلي بأن حزب الله أطلق الصاروخ هو "افتراء".

وفي الجانب السوري، صلى الشيخ الدرزي يوسف الجربوع على القتلى واتهم إسرائيل "بارتكاب مجازر يومية" في خطاب نشرته وسائل إعلام رسمية سورية مصحوبا بصورة تظهر العلمين السوري والدرزي خلفه وصورة للرئيس بشار الأسد حليف حزب الله.

وقالت لبنى البسيط، وهي ناشطة مناهضة للأسد في السويداء أكبر مدينة درزية في سوريا "الحادث يستغله جميع الأطراف".

وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط "هناك تنافس. من هو الصوت الحقيقي للمجتمع الدرزي - هل هم الدروز الإسرائيليون الذين اندمجوا في إسرائيل ويخدمون في الجيش، أم هم اللبنانيون الذين يتخذون موقفا مناهضا لإسرائيل، وتحديدا جنبلاط الذي يعد زعيما تاريخيا للدروز".

وبينما يتأهب لبنان لاحتمال شن ضربات إسرائيلية عليه من المتوقع أن تتجاوز ما شهدناه حتى الآن في الحرب، فإن الدروز في مجدل شمس لم يبق أمامهم سوى الانتظار.

وقال الشيخ سليم أبو جبل "بنتمني إنه تنتهي هذه الحرب وتكون هذه المجزرة آخر مجازر هذه الحرب المدمرة... نحن دعاة سلام لا نعتدي على أحد ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی مجدل شمس حزب الله

إقرأ أيضاً:

عودة اليسار لا تعني مواجهة اليمين في إسرائيل

بنى بعض المراقبين تقديراتهم على عودة دور اليسار للتأثير بقوة في المسار السياسي داخل إسرائيل، على مظاهرة حاشدة خرجت الأحد الماضي نظمها اتحاد نقابات العمال، الهيستدروت، تضامناً من أهالي الأسرى والمحتجزين لدى حركة حماس، وتجاهل هؤلاء أن هذه أول مرة يعلو فيها صوت اليسار بهذه الدرجة من الارتفاع منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، وكانت ولا تزال الغلبة لليمين المتطرف للحكم في مفاصل الشارع والسياسة والحرب، وهو ما يستمد منه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جزءا كبيرا من قوته السياسية، والأعلى ضجيجا وصخبا على الساحة الإسرائيلية.
حرّكت مظاهرة الهيستدروت الكثير من المياه للوقوف على شكل العلاقة بين اليسار واليمين، والتي ظهرت تجلياتها السلبية في السنوات الماضية، إذ مالت تماما ناحية الثاني، بالصورة التي يعتمد فيها تشكيل الحكومات على أحزابه المحسوبة على اليمين بألوانه المتباينة، والذي ازداد تغولا وحصد مكاسب متعددة، ونجح في توظيف حرب غزة في شرعنة الكثير من سياسات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وتحول إلى شبكة أمان لنتنياهو من أجل مواصلة الحرب على القطاع، ووضع خطة تعيد احتلاله، أو على الأقل إدارته بالطريقة التي تتواءم مع مصالح رئيس الحكومة الحالية.
بدت مظاهرة الهيستدروت الحاشدة كطيف عمالي مـرّ علينا واختفى سريعا، لأن محكمة العمل قضت بعدم قانونية التظاهر ورفضت التسييس، وهي رسالة ردع ليبقى اليسار كامنا، ولا يحاول الخروج على الجمهور علنا مرة أخرى، لأنه سيُصدم عمليا بمظاهرات أشد قسوة من قبل المتطرفين، وتنقل معركة الحرب من الكنيست والحكومة وبعض وسائل الإعلام إلى الشارع، وغالبا ستحسم لصالح المتشددين الذين يملكون غطاء سياسيا متماسكا من وزيري الأمن القومي والمالية، ناهيك عن استجابة كبيرة من جانب رئيس الحكومة لدعم التيار الذي يمثلانه.

من راهنوا على خروج الهيستدروت من قوقعته، تذكروا دوره في المظاهرات التي خرجت قبل اندلاع حرب غزة اعتراضاً على تغيير النظام القضائي، وتجاهلوا أن لا أحد تقريبا يتحدث عن هذه القضية في خضم ما يروج له اليمين من ضرورة توجيه الدفة نحو الشعب الفلسطيني، لتقويض حلمه في دولة مستقلة، وتعزيز السيطرة اليهودية الكاملة على المسجد الأقصى، وهو ما لا نسمع عنه اعتراضا واضحاً من أحزاب اليسار والجهات المحسوبة عليه.
لم يعد دور الهيستدروت قاصراً على الدفاع عن حقوق العمال، وانخرط في السياسة بشكل حوّله سابقا إلى قوة ثمينة لليسار من دون أن يتخلى عن المبادئ التوراتية الرئيسية التي تنطلق منها إسرائيل، وتكفي الإشارة إلى أن غالبية الحروب العربية الإسرائيلية اندلعت في عهد حكومات ينتمي قادتها لليسار، بينما عقدت اتفاقيات السلام في عهد حكومات يمينية ومتشددة.
والدلالة التي تكشفها هذه المسألة تكمن في سهولة الدخول في حرب، وصعوبة الوصول إلى السلام بين إسرائيل وأي من الدول العربية، لأن دعم الحرب يظل ثابتا في الذاكرة الجمعية لليهود، بينما التسوية السياسية بحاجة إلى إرادة وقوة وقدرة على المواجهة، لأن الأخيرة تحمل في جوهرها ما يعرف بالتنازلات من جانب إسرائيل.
يمثل الهيستدروت مصالح نحو 800 ألف عامل، وهي نسبة قليلة مقارنةً مع الجبهات التي يمثلها المتطرفون بمشاربهم المتنوعة التي أصبحت تقدر بالملايين، ومع اتساع رقعة الحركة أمام اليمين انكمش اتحاد العمال، وركز جل همه على مهمته الرئيسية المتعلقة بدعم المؤسسات الصناعية والمالية والاقتصادية التي قامت عليها إسرائيل أصلاً عام 1948، فالاتحاد تأسس قبل نحو عقدين من هذا التاريخ، ويقال دوماً إنه أقدم من الدولة نفسها، ولعب دورا حيوياً في تلبية احتياجات العمال في زمن هجرة اليهود إلى فلسطين في الفترة الأولى، كما أن ديفيد بن غوريون هو زعيم الهيستدروت في سنوات التأسيس، أصبح رئيساً للوزراء بعد ذلك.
كشفت الذكريات التي اجتّرها البعض مع مظاهرة اتحاد العمال عن نوع من التفاؤل وأنه سوف يلعب دوراً في الدفع نحو التعجيل بعقد صفقة الأسرى، وحث الحكومة على تليين موقفها، لكن ما حدث أن المظاهرة انفضّت سريعاً ومن غير المتوقع تكرارها بعد حكم محكمة العمل، ونتانياهو ضاعف شروطه بما يوحي أنه لا يعبأ بسماع الهيستدروت أو غيره من اللوبيات، ومصمم على استكمال مشواره في التصعيد.

أكدت المظاهرة ذاتها وجود انقسام داخل أهالي الأسرى وداعميهم حيال التوقيع على الصفقة، فهناك جبهة تعارضها، وتعتقد أن القبول بها في هذه الأجواء من قبيل الاستسلام لحماس، ما يعني أن اليمين نجح في اختراق أهالي الأسرى، ولم تعد العملية منحصرة في تحريرهم بأي ثمن سياسي، وهو الذي يمكن رئيس الحكومة من توسيع نطاق صلفه في المفاوضات، وعدم الاكتراث باليسار أو اتحاد العمال، فقد حلّت حكومة الحرب بعد خروج بيني غانتس منها، ولا يزال نتانياهو متماسكاً.
رسخت الحرب وتداعياتها مؤشرات خفوت دور اليسار قبلها، وعززت قوة اليمين داخل إسرائيل، الذي يريد قادته تأكيد أنه استوعب دروس الماضي بشأن الذهاب إلى عمليات سياسية للحفاظ على أمن الدولة، حيث اكتشف أن هذه المهمة تتحقق بالقوة وليس بالركون إلى السلام، ما يعني أن من يراهنون على تسويات رضائية إقليمية ودولية لن يحالفهم الحظ، فكل التصورات التي طرحها نتنياهو والتصرفات التي قام بها تؤيد خيار القوة، فضلا عما ينوي عليه من توجهات لتصفية القضية الفلسطينية.
يمكن أن تتغير هذه المعادلة في حالتين، الأولى: وجود ضغوط داخلية تجبره على الانحناء، وهي غير موجودة حتى الآن، بل على العكس ثمة قوة تساعده على المضي قدما في طريقه، والثانية: إرادة قوية من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للعودة إلى خيار السلام وحل الدولتين، وهو ما يسعى نتانياهو إلى تحطيمه مسبقاً من خلال الحلقات العسكرية الجهنمية التي تتم في قطاع غزة والضفة الغربية، وخلق ذرائع لأزمة مع مصر بشأن ممر فيلادلفيا، والاستغراق في تفاصيلها، في حين تمضي قوات الاحتلال في مخططها لتفريغ القضية الفلسطينية من مضامينها.
ولذلك فالتئام مظاهرة لليسار، ولو كانت حاشدة، لا يعني التصدي لليمين أو الدخول في مواجهة ممتدة معه، فقد نجح نتانياهو في إيجاد مساحة مشتركة بينهما على الأهداف الكبرى للحرب، ويندرج التباين الحاصل حول صفقة الأسرى ضمن أدوات اللعبة التي يتقنها، إذ يعي أن استطلاعات الرأي تميل لصالحه، وكل خصومه السياسيين من اليسار أو اليمين لا يوجد من يهدده بالشكل الذي يجبره على التراجع وتقديم تنازلات لحماس، لأنه بات على يقين أن الضغط العسكري هو الطريق الوحيد لتحرير ما تبقى من الأسرى والمحتجزين، وأن الحركة خسرت قوتها الضاغطة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعزع أمن المنطقة
  • قواعد الاشتباك تبدّلت؟
  • عودة سعود آل سويلم إلى النصر تثير المخاوف.. ورفض قرار لبن نافل في الهلال وخيبة أمل لجمهور الزعيم
  • الأمم المتحدة: إسرائيل جوعت سكان غزة خلال أثناء الحرب
  • صحف عالمية: إسرائيل تطبق إستراتيجية قتالها بغزة على الضفة
  • الاستعدادات انطلقت.. الجيش الإسرائيلي: قواتنا ستتحرك لهجوم داخل لبنان
  • عودة اليسار لا تعني مواجهة اليمين في إسرائيل
  • من الجولان.. إقرأوا ما أعلنه مسؤولٌ إسرائيليّ عن حزب الله!
  • 11 شهرا من الحرب على غزة تلحق أضرارا جسيمة باقتصاد إسرائيل
  • لقاء الشويفات.. استكمال للتموضع الدرزي الكامل