بعد واقعة مجدل شمس.. صدمة ورفض لـإراقة الدم
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
رفضت قيادات دينية ومحلية درزية في الجولان السوري المحتل إراقة "قطرة دم واحدة" بعدما توعدت إسرائيل بالرد على ضربة صاروخية في بلدة مجدل شمس نسبتها إلى حزب الله اللبناني، في وقت ما زال فيه الدروز في صدمة بعد الواقعة.
وطالت الضربة، السبت، ملعبا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية، ما أدى الى مقتل 12 من الفتية والفتيات.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بـ"رد قاس" على هذا القصف خلال زيارته مجدل شمس، الاثنين، فيما تبذل جهود دولية لتجنب مزيد من التصعيد.
واحتج العشرات من سكان البلدة على زيارة نتانياهو، واحتشدوا خلف حواجز معدنية تحت مراقبة عناصر من الشرطة، وفق صحفي في وكالة فرانس برس.
وقالت "الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل" في بيان ليل الاثنين تلقت فرانس برس نسخة عنه "نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كنا وما زلنا دُعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف".
وشددت على أن "التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها".
ويناهز عدد سكان مجدل شمس 11 ألف نسمة غالبيتهم من الدروز الذين ما زالوا يحملون الجنسية السورية ورفضوا الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وأثارت الضربة في مجدل شمس مخاوف دولية متجددة من تفجر نزاع إقليمي مرتبط بالحرب المستمرة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الفلسطينية على مواقع ومناطق في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، الأحد، إن عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة، تحاول احتواء مخاطر التصعيد.
"صدمة"وشعر كثيرون من أفراد الطائفة الدرزية في هضبة الجولان بالصدمة بعد هذه الحادثة. وقالت راية فخر الدين، أحد سكان قرية مجدل شمس الدرزية حيث كان الأطفال والفتيان الاثنا عشر يلعبون كرة القدم عندما سقط الصاروخ عليهم يوم السبت، إن السكان كانوا يشعرون بدرجة كبيرة من الأمان حتى عندما كانت الصواريخ تنطلق في أماكن أخرى.
وقالت "لقد كان الأمر بمثابة صدمة لأننا لم نشعر بأننا مستهدفون ولو لمرة واحدة خلال الأشهر التسعة الماضية، حتى عندما كانت تدوي صفارات الإنذار".
وباعتبارهم أقلية عربية في إسرائيل ولبنان والأردن وسوريا وهضبة الجولان، يشغل الدروز مكانة خاصة في السياسة المعقدة في المنطقة.
وعلى النقيض من معظم الفلسطينيين من عرب 48 في إسرائيل، يخدم الكثير من الدروز في الشرطة والجيش الإسرائيليين بما يشمل الحرب في غزة، ووصل بعضهم إلى رتب عالية.
ولكن في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي واسع، لا يزال كثيرون يعتبرون أنفسهم سوريين ويرفضون الجنسية الإسرائيلية.
"غموض"وانعكس غموض الموقف الدرزي على الجنازة التي أقيمت، الأحد، حيث شارك الآلاف في توديع القتلى في مجدل شمس دون أن تظهر أي أعلام إسرائيلية أو سورية كما غاب الحديث السياسي إلى حد بعيد.
وقالت راية "الكثير من الدروز يشعرون بالغضب ولا يريدون أن يكونوا وقودا في هذه الحرب لأي طرف".
وأدت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان ولكنها لم تصل حتى الآن إلى حد الحرب الشاملة التي يخشاها كثيرون الآن.
واستنكر سلطان أبو جبل (62 عاما)، الذي يعمل ويعيش في مجدل شمس وفقد حفيدته في الهجوم، ما وصفها بأنها "حرب مجنونة".
وأضاف "كلهم ناس أبرياء... شو ذنبي أنا إذا كان فيه مشاكل بين حزب الله ودولة إسرائيل؟".
السياسة الإقليمية حاضرة في الهجوملم تغب السياسة الإقليمية عن هذا الهجوم. ورغم أن الأطفال والفتيان الذين قُتلوا في الضربة لا يحملون الجنسية الإسرائيلية على ما يبدو، فقد تعامل مسؤولون إسرائيليون ومنهم نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت معهم باعتبارهم مواطنين إسرائيليين.
وقال غالانت خلال زيارة لمجدل شمس "الطفل اليهودي الذي قُتل على حدود غزة في السابع من أكتوبر والطفل الدرزي الذي قُتل في هضبة الجولان هما الطفل نفسه. هؤلاء أطفالنا".
وعلى الجانب الآخر من الخط الفاصل، قال الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط، وهو خصم سابق لحزب الله لكنه تصالح مع الجماعة بعد ذلك، لقناة الجزيرة إن الادعاء الإسرائيلي بأن حزب الله أطلق الصاروخ هو "افتراء".
وفي الجانب السوري، صلى الشيخ الدرزي يوسف الجربوع على القتلى واتهم إسرائيل "بارتكاب مجازر يومية" في خطاب نشرته وسائل إعلام رسمية سورية مصحوبا بصورة تظهر العلمين السوري والدرزي خلفه وصورة للرئيس بشار الأسد حليف حزب الله.
وقالت لبنى البسيط، وهي ناشطة مناهضة للأسد في السويداء أكبر مدينة درزية في سوريا "الحادث يستغله جميع الأطراف".
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط "هناك تنافس. من هو الصوت الحقيقي للمجتمع الدرزي - هل هم الدروز الإسرائيليون الذين اندمجوا في إسرائيل ويخدمون في الجيش، أم هم اللبنانيون الذين يتخذون موقفا مناهضا لإسرائيل، وتحديدا جنبلاط الذي يعد زعيما تاريخيا للدروز".
وبينما يتأهب لبنان لاحتمال شن ضربات إسرائيلية عليه من المتوقع أن تتجاوز ما شهدناه حتى الآن في الحرب، فإن الدروز في مجدل شمس لم يبق أمامهم سوى الانتظار.
وقال الشيخ سليم أبو جبل "بنتمني إنه تنتهي هذه الحرب وتكون هذه المجزرة آخر مجازر هذه الحرب المدمرة... نحن دعاة سلام لا نعتدي على أحد ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی مجدل شمس حزب الله
إقرأ أيضاً:
19 إصابة جراء سقوط صاروخ على بلدة عربية وسط إسرائيل وشكوى من التهميش ونقص الملاجئ
أُصيب 19 شخصاً بجروح متفاوتة، صباح السبت، جراء سقوط شظايا صاروخية على بلدة الطيرة في منطقة المثلث الجنوبي بوسط إسرائيل، وفقاً للشرطة الإسرائيلية. كما أن الإصابات شملت حالات متوسطة وطفيفة، مع أضرار جسيمة لحقت بأحد المباني السكنية.
اعلانوذكرت الشرطة الإسرائيلية أن الطواقم الطبية قدمت الإسعافات الأولية للمصابين الذين شملت حالاتهم شاباً (17 عاماً) وشابة (28 عاماً) بحالة متوسطة، وعدد آخر من الشباب والأطفال بحالة طفيفة. تم نقل المصابين بسرعة إلى مستشفيي "مئير" و"بيلنسون" لاستكمال العلاج، فيما عملت فرق الإطفاء على إجلاء بعض العالقين من الطابق العلوي للمبنى المتضرر.
جاء الهجوم بعد إطلاق صافرات الإنذار في عدة بلدات بمنطقة تل أبيب والمثلث الجنوبي، وسط تصاعد القلق من هجمات جديدة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاث قذائف أُطلقت من لبنان نحو وسط إسرائيل، حيث تم اعتراض بعضها، بينما سقطت أخرى في المنطقة المستهدفة.
Relatedلماذا يركز حزب الله في قصفه على مدينة حيفا؟مسيرات حزب الله ترغم نتنياهو على تأجيل زفاف ابنهسجال بين نتنياهو وزعيم معارضته وحصار خانق لغزة والمشافي تناشد لتدخل عاجل وحزب الله يقصف أكثر من هدف فخر الصناعة الإسرائيلية سقطت بنيران حزب الله اليوم.. ماذا نعرف عن قدرات المسيرة هيرمز 900في حادث آخر يوم الجمعة، أصيب 11 شخصاً في قرية شعب بمنطقة الجليل، نتيجة سقوط شظايا صاروخية خلال قطف الزيتون. وتسببت الشظايا في إصابات لأطفال وامرأة حامل، إلى جانب وقوع حالات هلع بين الأهالي.
ومنذ بدء التصعيد، أسفرت الشظايا عن سقوط قتلى وإصابات بين المدنيين في بلدات مثل شفاعمرو وكفر ياسيف ومجد الكروم وترشيحا، في ظل استمرار القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله.
تعاني البلدات العربية في داخل إسرائيل، وخاصة منطقة مجد الكروم وقرى الشاغور، من نقص حاد في الملاجئ، حيث لا يتوفر سوى خمسة ملاجئ عامة تستوعب عددًا محدودًا من السكان. وفي المقابل، تحتوي مدينة كرميئيل المجاورة، التي يقترب عدد سكانها من عدد سكان الشاغور، على 126 ملجأ، مما يكشف عن تباين ملحوظ في مستوى توفير الحماية للسكان.
وفي ظل هذا النقص، تم تحويل أنابيب الصرف الصحي الكبيرة إلى مناطق آمنة مؤقتة، رغم أن هذه الحلول لا توفر حماية كافية من الإصابات المباشرة. هذا الوضع يبرز الحاجة الملحة إلى تطوير مرافق أكثر أمانًا لضمان سلامة السكان في المستقبل وتلبية احتياجاتهم الأساسية في أوقات الأزمات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية 392 يوما من الحرب: شمال غزة بين مخالب الموت والمجاعة والأوبئة ولا حل في لبنان قبل انتخابات أمريكا اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد على الأقل يقتل يومياً منذ 4 أكتوبر عاملات منزليات تركن لقدرهن وأوصدت عليهن الأبواب.. كيف فجرت الحرب في لبنان أبشع أنواع العنصرية؟ صاروخ قصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبنان اعتداء إسرائيل حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل يعرض الآن Next فالنسيا تحت الماء.. صور الأقمار الصناعية تُظهر حجم الكارثة الطبيعية يعرض الآن Next اليابان والاتحاد الأوروبي يوقعان اتفاقًا دفاعيًا هو الأول من نوعه وسط تصاعد التوترات الإقليمية يعرض الآن Next أكثر من 33 مليون نيجيري في دائرة الخطر: أزمة الجوع تهدد أكبر دولة في إفريقيا يعرض الآن Next في خطوة تصعيدية.. طهران تلوح بمراجعة عقيدتها النووية وزيادة مدى صواريخها الباليستية اعلانالاكثر قراءة وزير الخارجية الروسي: المعاهدة "الشاملة" مع إيران ستشمل الدفاع هل دولتك من بينها؟.. الصين تضيف 9 دول لتسهيل العبور بدون تأشيرة بعد وفاته بعام.. 400 سيدة يدعين أنهن ضحايا اعتداء جنسي من رجل الأعمال المصري محمد الفايد 392 يوما من الحرب: شمال غزة بين مخالب الموت والمجاعة والأوبئة ولا حل في لبنان قبل انتخابات أمريكا بايدن: أدليت بصوتي مبكرًا وهذه الانتخابات هي الأكثر أهمية في حياتنا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024إسرائيلفيضانات - سيولدونالد ترامبضحاياإسبانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريسحزب اللهجو بايدنروسياالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024