كتب- محمد شاكر:
شاركت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، باحتفالية تكريم الفائزين بمسابقة "ثقافة بلادي"، والتي يُنظمها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالتعاون بين قطاعات الأزهر الشريف، ووزارة الثقافة -ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي لثقافة الطفل-، ووزارة السياحة والآثار.

وقالت وزيرة الثقافة في كلمتها بالاحتفالية: "إن الأزهر الشريف قلعة الدفاع الأولى عن الإسلام بمفهومه الصحيح والمعتدل، والبعيد كل البعد عن التعصب والتشدد، إضافة إلى دوره الكبير في نشر تعاليم الإسلام السمحة.

وأشارت وزيرة الثقافة، إلى أن احتفالية اليوم تكرس الدور المعرفي الريادي للأزهر الشريف، حيث تم تكريم الفائزين في مسابقة "ثقافة بلادي"، تلك المسابقة الواعدة التي أطلقها الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والتي كان من أهم أهدافها تعزيز تبادل الخبرات الثقافية بين الطلاب المصريين من ناحية والطلاب الوافدين من ناحية أخرى، ابتداء من المرحلة الثانوية مرورًا بالمرحلة الجامعية الأولى وحتى الدراسات العليا، ولعل من أهم ما يميزها هو تعريف الطلاب الوافدين ودمجهم بثقافة المجتمع المصري وأعرافه وعاداته وتقاليده، ومن ثًم تمكنهم من اللغة العربية عامة واللهجة المصرية خاصة، كما أنها تُسهم في تعريف الطلاب المصريين بثقافات الشعوب الأخرى وأنماط حياتهم، كما ساعدت على تنشيط السياحة المصرية من خلال تعريف الطالب الوافد بإظهار الأماكن السياحية والأثرية والحضارية المنتشرة في ربوع مصر.

وأشارت وزيرة الثقافة، أن المقاطع المصورة التي تقدم بها الطلاب المصريون والوافدون، عبرت عن ذلك الاندماج الثقافي الذي تحقق بينهم خلال فترة المسابقة، كما عملت هذه التسجيلات على الترويج للثقافة المصرية وثقافة البلد التي يمثلها الطالب الوافد، إلى جانب تعبيرها عن الحالة الإنسانية والوجدانية التي رسخت علاقة قوية بين الطالبين، مما سيكون له أثرًا كبيرًا فى نشر ثقافة المحبة والتسامح بين الشعوب في العالم الإسلامي.

وعبرت وزيرة الثقافة عن سعادتها، بمشاركة وزارة الثقافة المصرية في هذا المسابقة المهمة من خلال تقديم ٦٠ حقيبة معرفية تتضمن عددًا من الإصدارات الحديثة، مكونة من كتب المجلس الأعلى للثقافة، والمركز القومي لثقافة الطفل، كما شاركت الوزارة في اللجنة العليا للمسابقة والتحكيم فيها، من خلال رئيس المركز القومي لثقافة الطفل.

وأكدت وزيرة الثقافة، أنه من حسن الطالع أن تأتي هذه الاحتفالية بعد أيام قليلة من توقيع بروتوكول التعاون بين وزارة الثقافة وجامعة الأزهر، والذي يأتي تعزيزًا وتدعيمًا لأوجه الشراكة الاستراتيجية المرتبطة بتنفيذ محور بناء الإنسان المصري، وصقله ثقافيًا وتوعويًا، بما يخدم تأصيل مفاهيم الوسطية والتسامح والتعايش السلمي.

من جانبه، قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: "تعيش مصر حالة فريدة من التعايش بين أبنائها، وخاصة في ظل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ودعوته للحوار الهادف الذي تتضافر فيه جهود الجميع لإعلاء قيم التعايش والتسامح، ومد جسور التفاهم والإخاء، والتصدي لخطاب الكراهية، ونشر قيم العدل والمساواة من أجل تحقيق السلام والاستقرار".

وأكد الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن فكرة المسابقة "ثقافة بلادي" تأتي إيمانًا من الأزهر الشريف، بقيمة الدولة المصرية، وبدورها الحضاري في صناعة الأمم وبناء الإنسان ونقل الأفكار وتبادل المعلومات، مؤكدًا أهمية الثقافة، وكيف أنها ترسم بشكل فاعل وفعال تحرير العقول من رق الأفكار والتقاليد القديمة والعتيقة التي يمكن أن تؤدي إلى اختلال فكري.

وعقب الكلمات، تم تكريم الفائزين، حيث حصل على المركز الأول: خليل أمين إبراهيم "مصر"- محمد منير الإسلام "بنجلاديش"- أنس عادل "مصر"- عبد القادر سميح "اليمن"- جنة أيمن "مصر"- حنيفة رمضانتي "إندونيسيا"- روان خليل عبد السلام "مصر"- رحمة حكما نافعا من لدنا "إندونيسيا"- محمد أحمد محمد كمال "مصر"- محمد معروف "بنجلاديش".

وجاء بالمركز الثاني: عمر علي حاسوب "مصر"- محمود خالد يحيى "سوريا"- سند محمد عبد النعيم "مصر"- محمد إكمال خيري "ماليزيا"- فاطمة محمد مهنا "مصر"- فيلذا كاملة بوتري "إندونيسيا"- منار أحمد محمود "مصر"- حليمة السعدية "إندونيسيا"- سارة السيد محمد عبد "مصر"- نور عفيفة أولياء "إندونيسيا"-.

وفاز بالمركز الثالث: مريم هلال محمود "مصر"- أيوه سفيرة إندرتمي "إندونيسيا"- عمر محمد فريد "مصر"- محمد محمود الحسن "بنجلاديش"- مريم أحمد "مصر"- إيرال كاتيوسهاتري "إندونيسيا"- خالد بن محمد المقدميني "تونس"- عبد الله رفاعي محمد "مصر"- رضوی محمد حسام الدين "مصر"- سودة ثابت "إندونيسيا"-.

كما حصد المركز الرابع: نورهان أحمد محمد "مصر"- عائشة علاء الدين كاظم "العراق"- براءة إسماعيل صالح "السودان"- أسماء أحمد إبراهيم محمد "مصر"- حسناء محسن يحي "مصر"- سيلا عائشة إبراهيم "ساحل العاج"- أميرة عبد المنعم عبد المحسن "مصر"- فنطة بنت موسى "إندونيسيا"- أروى إبراهيم عمارة "مصر"- نور عزيزة محمد "إندونيسيا"- رحمة محمد عبد الحليم "مصر"- مفلحة رمضية معصومة "إندونيسيا"- محمد سعد محمد على "مصر"- محمد توصيف "الهند"- أمنية جمعة السيد "مصر"- حليمة ممادو ثاني دودو "إفريقيا الوسطى"- هدى جمال "مصر"- نور الصباح "إندونيسيا"- خواجة أحمد شايق "أفغانستان"- محمد بدر محمد "مصر"-.

كما حصل على المركز الخامس: آلاء ممدوح إبراهيم "مصر"- فاطمة الطاهر صالح بدوي "السودان"- أمنية حسن حامد "مصر"- نور هارا "إندونيسيا"- رزان خليل عبد السلام "مصر"- وفديانا إنتان ساري "إندونيسيا"- محمد شبير أحمد غفران "بنجلاديش"- يوسف أحمد "مصر"- سندس محسن يحي أحمد "مصر"- سيتي نور صافورة "ماليزيا"-.

الجدير بالذكر أن المسابقة شارك فيها الطلاب المصريون والوافدون من الدارسين بالأزهر، حيث مرت المسابقة بعدة مراحل، وبمشاركة خبراء من الداخل والخارج، وتستهدف نقل الثقافة المصرية إلى غيرها من ثقافات الشعوب الأخرى، وذلك عن طريق التزامل بين طالبين: طالب مصري، وآخر وافد يتعلم على أرض مصر ويدرس بالأزهر الشريف، وانطلاقًا من دور الأزهر الشريف المعرفي والتوعوي، حيث التأكيد على الريادة العلمية والمجتمعية للأزهر الشريف من خلال تعريف الوافدين ودمجهم بثقافة المجتمع المصري وأعرافه وعاداته وتقاليده، ومن ثم تمكينهم من اللغة العربية عامة واللهجة المصرية خاصة، وتعريف الطالب المصري بثقافات الشعوب الأخرى وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتنشيط السياحة المصرية من خلال تعريف الوافدين بأبرز الأماكن السياحية والأثرية والحضارية في مصرنا الحبيبة، وتنمية روح التعاون بين الطلاب المصريين والوافدين، وتحقيق الأمن المجتمعي من خلال بثّ روح الألفة والتعاون، وتفعيل المشاركة الهادفة بين الأزهر وقطاعات الدولة المختلفة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: جدول قطع الكهرباء نتيجة الثانوية العامة 2023 الموجة الحارة انقطاع الكهرباء سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة وزيرة الثقافة الأزهر الشريف الإسلام الأزهر الشریف وزیرة الثقافة من خلال

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: الإسلام له تجارِبُ تاريخيَّةٌ معلومة في تجاورِ الحضارات وتعدُّد الأديان

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن السَّبيلَ العِلميَّ الذي يَضمَنُ تأسيسَ رُوحِ الوَحدةِ بين المسلمين واستمرارَها، هو النَّهجُ التَّعليميُّ الوَسَطيُّ المُنفَتِحُ، الَّذي لا يَعرِفُ الإقصاءَ ولا شَيْطنةَ المُخالِفين، ولا الإدانةَ الجاهِزَةَ لمَذاهِبَ إسلاميَّةٍ تَلَقَّتْها جماهيرُ الأُمَّةِ بالقَبولِ ولا تَزالُ تَسْتَمسِكُ بها إلى يومِ النَّاسِ هذا.

شيخ الأزهر: الجرأةُ على التَّكفيرِ والتَّفسيقِ والتبديع كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي

وأضاف شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM، بمناسبة منح فضيلته الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة، أنه كُتب علينا نحن المسلمين في الآونة الأخيرة أن نُوضَع جميعًا -بإسلامنا ونَبيِّنا الكريم عليه أفضلُ الصَّلاة والسَّلام- في قفَص الاتِّهام، من قِبَل مؤسَّسات غربيَّة سياسيَّة ودينيَّة، واتُّهم الإسلامُ زورًا وبُهتانًا -أو جَهْلًا- بأنَّه دينُ العُنف والتَّطرف والسَّيف والحرب، وهي تُهَمٌ قديمةٌ بالِيَة، كنَّا نظنُّ أنَّ العقل الغربيَّ المعاصر قد تَخطَّاها بعد ما توفَّرت لديه الحقائقُ والوَثائق العِلمية والتَّاريخية الشَّاهدة على زَيف هذه الادِّعاءات.

وأوضح شيخ الأزهر أنه قد بُذلَت جهودٌ ومحاولات كثيرة من أجل توضيح الحقيقة على الجانبين؛ الغربي والإسلامي، لكنَّها لم تُؤتِ ثمارَها المرجوَّة؛ لعَـقبات كثيرةٍ، أهمُّها: عَقَبة التَّعميم المَعيب من بعض الغربيِّين الذين يُعمِّمون أحكامَهم المُسيئة على الإسلام والمسلمين، انطلاقًا من تصرُّفات فئةٍ شاردةٍ، انحرَفت بفَهْم الإسلام؛ إمَّا إلى حرفيَّة شديدة الانغلاق والتَّزمُّت، وإمَّا إلى عُنف مُسلَّح، اتَّخذَته أُسلوبًا في التَّعبير ومنهجًا في الحوار.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن بعض المسلمين في الشَّرق لم يَتخلَّصوا من هذا العيب حين وَضعوا الغرب كلَّه في سلَّة واحدة، ونظروا إليه على أنَّه شَرٌّ مُستَطير وعدوٌّ متربِّص بالإسلام والمسلمين، تَجبُ مواجهته، وتَحيُّن الفُرَص لتحجيـم آثـاره قدرَ المُستطـاع، معبرا عن أمله في أن تكون هبَّة شباب الجامعات الأوروبيَّة والأمريكيَّة لنصرة القضيَّة الفلسطينيَّة في غزَّة تُسهمُ بشكلٍ كبيرٍ في تجاوز هذه العقبة، وتكشف لنا عن منابع الخير في نفوس الأحرار في العالَم.

بعضَ الغربيِّين يَتوجَّسُ خيفةً من تكاثُر الجاليات الإسلاميَّة

وأشار شيخ الأزهر إلى عقبة أخرى نتَفهَّمُها نحن المسلمين؛ وهى: أنَّ بعضَ الغربيِّين يَتوجَّسُ خيفةً من تكاثُر الجاليات الإسلاميَّة، والخشية من غلبةِ أنماطها الثَّقافية على الشَّارع الغربي، مؤكدًا أننا يمكن أن نتغلَّب على هذه العَقبة إذا ما اقتنع العُقلاء في الغرب والشَّرق بأنَّ الإسلام بطبيعتِه دينٌ له تجارِبُ تاريخيَّةٌ معلومة في تجاورِ الحضارات، وتعدُّد الأديان والتَّشريعات والطُّقوس والأنظمة الاجتماعيَّة تحت سَماء الدَّولة الواحدة، دون إقصاءٍ لهذه الحضارات، أو إزاحتِها، أو حتى مزاحمَتِها.

واستشهد فضيلته بمؤسسات الإسلام العلمية –وفي طليعتها الأزهر الشريف– لنتأمل الرسالة التي تحملها، والتي تَتمثَّلُ في المَقامِ الأوَّلِ في أمرين، أَوَّلُهما: الحفاظُ على وَحدةِ المسلمين وجمعُ كَلمتِهم. والسَّلامُ الدَّاخلي والإقليميُّ ثمَّ العالَميُّ؛ وذلك انطلاقًا مِن أنَّ رسولَ الإسلامِ قد أَرسَلَه اللَّهُ رحمةً للعالَمِينَ: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، فلابدَّ أن يَنالَ النَّاسُ في الشَّرقِ والغربِ نصيبَهم مِن هذه الرَّحمةِ المُهداةِ، التي يُجَسِّدُها هذا النَّبيُّ الرَّحيمُ بقولِه: «إنَّما أنا رحمةٌ مهداةٌ»، وثانيهما: تَجرِبةُ الأزهر الشَّريف في تعليم الدِّين: نُصوصًا وعقائدَ وقيمًا وأحكامًا، والتي أَكَّدَتْ أنَّه كُلَّما اتَّسَعَ نِطاقُ النَّظَرِ، وتَنوَّعَت مصادرُ الفكرِ، ولم يَقتصرِ الباحثُ على مورِدٍ واحدٍ مِن مشاربِ الفِكرِ، أو مُفكِّرٍ واحدٍ مِن أهلِ النَّظرِ والاجتهادِ، أو حتَّى على مدرسةٍ واحدةٍ ومذهبٍ واحدٍ بعَينِه، كلما كان الأمرُ كذلك أَمِنَ طالِبُ العِلمِ مِن خطَرِ التَّشدُّدِ، وخَطَلِ التَّعصُّبِ، واكتَسَبَ رَحابةَ صدرٍ ومُرونةَ فِكرٍ، تُعينُه على الخيارِ الصَّحيحِ، والاقتناعِ الرَّاسخِ بما يَهدي إليه الدَّليلُ وتُسلِمُ إليه الحُجَّةُ.

ومنحت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM، الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسُّنَّة، لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، حيث سلمها لفصيلته سمو ولي العهد السيد، تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان بماليزيا، بحضور السيد، داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والبروفيسور محمد رضا وحيدين، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية USIM، ولفيف من الوزراء والعلماء والأساتذة والباحثين والطلاب الماليزيين.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يشهدان احتفالية الطرق الصوفية بمناسبة العام الهجري الجديد
  • البحوث الإسلامية: جولة أحمد الطيب تدل على الدور الريادي والحضاري للدولة المصرية
  • بالصور.. المحافظون يشهدون احتفال «الأوقـاف» بذكرى الهجرة النبوية
  • أحمد الطيب: الأزهر الشريف و«حكماء المسلمين» يستهدفان تعزيز السّلم وتأكيد ثقافة التعايش
  • أحمد الطيب : الأزهر الشريف و”حكماء المسلمين” يستهدفان تعزيز السّلم وتأكيد ثقافة التعايش
  • حول فضل القرآن ووسطية الإسلام.. أبرز 10 رسائل لـ شيخ الأزهر من ماليزيا
  • موعد افتتاح وختام المهرجان القومي للمسرح المصري
  • شيخ الأزهر: وسطية الإسلام هي الحل لمكافحة ظاهرة الجرأة على التكفير
  • شيخ الأزهر يعرب عن أمله في شباب الجامعات الأوروبيَّة والأمريكيَّة لنصرة غزَّة
  • شيخ الأزهر: الإسلام له تجارِبُ تاريخيَّةٌ معلومة في تجاورِ الحضارات وتعدُّد الأديان