30 يوليو، 2024

بغداد/المسلة: في ظل الأجواء السياسية المشحونة والمتوترة التي تسبق انتخابات إقليم كردستان العراق المقرر إجراؤها في 20 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يبرز الصراع بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني، كأحد أبرز المشاهد في هذا الحدث السياسي الحاسم.

ويعكس الصراع أبعاداً متعددة تتجاوز التنافس التقليدي، وتشير إلى تغييرات محتملة في المشهد السياسي بالإقليم.

ويمثل التنافس بين الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، أكثر من مجرد سباق على منصب رئيس الإقليم أو رئيس الحكومة. إن التصعيد في الخطاب القومي الكردي، ووعود المكاسب الاقتصادية والتنموية، قد يكون محاولة لدغدغة مشاعر الشارع الكردي واستعادة الثقة التي تآكلت نتيجة سنوات من النزاعات السياسية والأزمات الاقتصادية.

وقد شهدت الحملة الانتخابية تبادل الاتهامات بين الحزبين، حيث اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني غريمه الاتحاد الوطني بالتخادم مع إيران، بينما رد الاتحاد الوطني بتهمة العمالة للحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا ضد مصالح الأكراد. هذه الاتهامات تعكس عمق الانقسامات بين الحزبين، وتزيد من تعقيد الأوضاع السياسية في الإقليم.

ومع وجود حوالي 3.8 ملايين ناخب موزعين على أربع دوائر انتخابية (أربيل، السليمانية، دهوك، حلبجة)، يُتوقع أن تكون عملية الانتخابات أكثر تنافسية هذا العام. لكن ما يلفت النظر هو انخفاض ثقة الشارع بالأحزاب التقليدية، وهو ما دفع العديد منها إلى محاولة جذب الناخبين بطرق غير تقليدية.

الأحزاب تواجه نقصاً في أعداد المرشحين لمقاعد البرلمان، مما دفع بعضها للعودة إلى قادة الحزبين التقليديين، مثل استقطاب أبناء القادة السياسيين البارزين كما هو الحال مع شالاو كوسرت رسول، نجل القيادي في الاتحاد الوطني كوسرت رسول علي. هذه الخطوة تهدف إلى استخدام العلاقات الأسرية والتاريخية لتعبئة قواعد الحزب وتعزيز شرعيتهم.

وفي محاولة لتحفيز الناخبين وزيادة الإقبال على الانتخابات، بدأت بعض الأحزاب في الاستعانة بالصحافيين والإعلاميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي كمرشحين. هذه الاستراتيجية تهدف إلى جذب فئات جديدة من الناخبين، خصوصاً الشباب، الذين قد يكونون أكثر تأثراً بحملات الإعلام الرقمي.

وتشير الأوضاع الحالية إلى احتمال حدوث تغييرات ملحوظة في المشهد السياسي بالإقليم.

واستقطاب الوجوه الجديدة والاعتماد على الإعلاميين يعكس رغبة في تجديد الدماء السياسية، وتلبية تطلعات جيل الشباب الذي يبحث عن تغيير حقيقي. من ناحية أخرى، فإن استخدام الاتهامات المتبادلة واللجوء إلى شخصيات بارزة قد يشير إلى ضعف الثقة في الأحزاب التقليدية وقلقها من فقدان السيطرة.

الانتخابات القادمة ليست مجرد استحقاق سياسي، بل قد تكون منعطفاً حاسماً في مسار الإقليم. إذا ما تحقق تغيير حقيقي في نتائج الانتخابات، فقد نشهد تحولاً في السياسات الداخلية والخارجية للإقليم، مما قد يؤثر على العلاقات مع القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا، وعلى شكل الحكم والإدارة داخل إقليم كردستان.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الدیمقراطی الکردستانی بین الحزبین

إقرأ أيضاً:

برئاسة بن دغر.. أول اجتماع لـ”التكتل الوطني للأحزاب السياسية” في عدن

برئاسة بن دغر.. أول اجتماع لـ”التكتل الوطني للأحزاب السياسية” في عدن

مقالات مشابهة

  •   المشاكل السياسية القادمة في إقليم كردستان العراق بعد نتائج انتخابات 2024
  • إسلاميو المغرب في الحكم والمعارضة تحت المجهر استعدادا لمؤتمرهم الوطني
  • لماذا عاقب المسلمون في أميركا الحزب الديمقراطي؟
  • برئاسة بن دغر.. أول اجتماع لـ”التكتل الوطني للأحزاب السياسية” في عدن
  • هل أطلق بهجلي مسألة حل “الكردستاني” دون علم أردوغان؟
  • نيجيرفان بارزاني والسفير البريطاني يؤكدان على التعاون المشترك لتشكيل حكومة الإقليم
  • حركة كردية معارضة:الدعم التركي لحزب بارزاني لايمكنه من تشكيل حكومة الإقليم
  • حزب بارزاني:تشكيل حكومة الإقليم سيتأخر
  • حكومة كردستان تحذر من التعداد وتعلن موقفها من قرار بغداد بشأن نفط الإقليم
  • مواجهة حاسمة مساء اليوم بين أهلي صنعاء والنصر الإماراتي في الدوحة