الحسكة-سانا

نظم فرع اتحاد الكتاب العرب بالحسكة وجمعية صفصاف الخابور الثقافية جلسة غنائية وموسيقية تراثية شارك فيها الفنانان حمود العطية ويحيى عبد الجبار وعدد من المواهب الشابة قدموا خلالها مقطوعات موسيقية وغنائية تراثية من تراث الجزيرة السورية والفرات ومن الأغاني العربية الخالدة.

رئيس مجلس إدارة جمعية الصفصاف أحمد الحسين بين في تصريح لمراسل سانا أن ألوان الغناء التراثي الجميل كـ (المولية والعتابا والزهيري والمواوي) كانت حاضرة في الجلسة التي حظيت بإعجاب الحضور وتفاعله، مؤكداً حرص الجمعية على تنفيذ هكذا أنشطة تعنى بالجانب الثقافي التراثي بهدف إحيائه وإبقائه ماثلاً في عقول أبناء المحافظة، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من هذا التراث اللامادي بدأ يندثر كونه تراثاً محكياً غير موثق.

الفنان حمود العطية أكد أهمية إقامة اللقاءات التراثية والجلسات الغنائية والموسيقية التي تهتم بالفنون والموروثات الغنائية التراثية والشعبية، ولا سيما أن هناك فئة كبيرة من جمهور المحافظة لا تزال تهتم وتعجب بهذا النمط من الغناء والألحان التي يجب الحفاظ عليها وتوثيقها من قبل مختلف المؤسسات الثقافية الرسمية والجمعيات الأهلية.

نزار حسن

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الهوية الثقافية ومعركة البقاء والتجديد

يرى البعض أن العولمة الاقتصادية دخلت في مرحلة التآكل، أو أنها تعيش أزمة وجودية، إلا أن تأثير العولمة الثقافية ما زال كبيرا ويشكل خطرا على الهويات الوطنية الشرقية بشكل خاص التي تتقاطع في مناطق كثيرة مع الهويات الغربية التي تتبنى مسارات لا تنتمي للرؤية الأخلاقية في الحضارة الإسلامية والكثير من الحضارات الشرقية.

وساهم الانفتاح الاقتصادي والتدفق المعلوماتي في تعظيم الخطر على الثقافات الوطنية في دول العالم الإسلامي، هذا الأمر جعل سؤال الهوية الثقافية أكثر حضورا وإلحاحا مما كان عليه قبل عقود ماضية.

وتمثل الهوية الثقافية العمود الفقري لكل أمة، فهي مجموعة القيم والعادات والتقاليد واللغة والدين التي تمنح الشعوب طابعها المميز وتحدد مساراتها الحضارية، وإذا غابت هذه المفردات تفقد المجتمعات استقلالها المعنوي، وتذوب في ثقافات أخرى لا تعكس تاريخها ولا تعبر عن وجدانها الجمعي ولا منظومتها الأخلاقية. ويتحقق هذا الخطر في ظل غياب الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية وصيانتها وتعزيزها منذ وقت مبكر من عمر الأجيال الجديدة التي تبدو أكثر عرضة لفقد الانتماء الثقافي الوطني.. وهذا لا يعني أن علينا بناء جدران كبيرة بيننا وبين العالم.

والعولمة ليست ظاهرة أحادية الوجه؛ فقد فتحت آفاقا واسعة للتبادل الثقافي والتقارب بين الشعوب، لكنها في الوقت نفسه فرضت نمطا ثقافيا عالميا يميل إلى طمس الخصوصيات المحلية لصالح ثقافة مهيمنة.. وفي هذه المساحة يمكن رصد التحدي الحقيقي والذي يمكن التعبير عنه عبر طرح السؤال الآتي: كيف يمكننا أن نستفيد من العولمة دون أن نفقد أصالتنا؟ إن التأثير الثقافي الغربي، الذي تغذيه وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا العملاقة، يفرض أنماطا فكرية وسلوكية جديدة تزعزع كثيرا من الثوابت الثقافية المحلية. فتوحيد القيم الثقافية عالميا، وفقا للرؤية الرأسمالية، يضرب التنوع الثقافي ويؤدي إلى ضرب المنظومات الأخلاقية والقيمية والمبادئ والعادات والتقاليد والفنون، بل إن بعض اللغات مهددة بالضياع والانحسار.

على أن مواجهة خطر العولمة الثقافية لا يعني الانغلاق أو رفض الانفتاح! إننا بحاجة ماسة إلى وجود استراتيجية عربية واعية تعزز مناعة الهوية الثقافية، وتجعلها قادرة على التكيف دون الذوبان. إننا في حاجة ماسة للاحتفاء بمفرداتنا الثقافية وبلغتنا العربية ولهجاتها وبمنظوماتنا القيمية والأخلاقية وببناء الأسرة وتقويتها وتقوية كل أركان مجتمعاتنا وتطوير المحتوى الثقافي والإعلامي لمواجهة كل الهيمنات الغربية. لا بد من إنتاج محتوى ثقافي يعكس الهوية الوطنية، ويعزز الانتماء دون الانغلاق، مع تشجيع الفنون والآداب الوطنية التي تعكس روح الدولة الوطنية، وتجعلها درعا يحميها من الانصهار الثقافي.

هذا الأمر يحتاج إلى بناء توازن بين المحافظة على القيم الثقافية واستيعاب المستجدات المعرفية والتكنولوجية. الوعي النقدي هو السلاح الأهم في هذه المعركة، فالمجتمع الذي يمتلك قدرة تحليلية تجاه ما يُعرض عليه من أفكار وقيم يكون أكثر قدرة على انتقاء ما يتناسب مع ثقافته، وأقل عرضة للتأثر السلبي بتدفقات العولمة.

لم تكن العولمة في يوم من الأيام هي نهاية التاريخ لكنها -وهذا ما علينا الإيمان به- مرحلة من مراحل تطوره، وكما واجهت الأمم السابقة تحديات حضارية كبرى واستطاعت أن تحافظ على هوياتها، فإن القدرة على التكيف مع التحولات دون فقدان الأصالة تبقى السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الراهنة.

إننا بحاجة أن ننظر إلى مطلب الحفاظ على الهوية الثقافية باعتباره مشروع تجديد مستمر، والتحدي الحقيقي لا يكمن في منع التغير، بل في توجيهه لخدمة الأمة، بحيث يكون التفاعل مع العولمة عامل إثراء لا أداة إلغاء، وامتلاك هُوية قوية لا يعني رفض العالم، بل يعني المشاركة فيه بوعي ورؤية تحفظ للأمم تميزها وخصوصيتها.

مقالات مشابهة

  • "الصيد بالصقور".. رياضة تراثية ترسخ مكانة الإمارات عالمياً
  • «فرجان دبي» تحتفل بـ«حق الليلة» في أجواء تراثية مبهجة
  • «تيفان لوّل» التراثي يواصل فعالياته بدبا الفجيرة
  • إسرائيل تعلن اغتيال عباس أحمد حمود القائد بالوحدة الجوية في حزب الله
  • الهوية الثقافية ومعركة البقاء والتجديد
  • حلمي عبدالباقي: قررت العودة للغناء بسبب جمهوري
  • عدسة سانا توثق الكنوز الأثرية في المتحف الوطني بدمشق.. لوحات فسيفسائية ومنحوتات نادرة تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على سوريا
  • معهد الشارقه يزيح الستار عن النصب التذكاري لفن "العيالة التراثي".. صور
  • أماكن تراثية ظهرت في برومو مثل حكيم باشا.. بينها معبد دندرة
  • تفاصيل الحالة الصحية للوزير الأسبق مبدع التي منعته من حضور محاكمته