استراتيجية متكاملة لـ زراعة الأعضاء بسلطنة عمان،، و 12 ألفا في قائمة مانحي الأمل
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
د. قاسم الجهضمي: المتبرع يمكن أن ينقذ حياة 8 أشخاص يعانون من الفشل العضوي
كشفت وزارة الصحة أن عدد المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة تجاوز 12 ألف شخص وأنه تم إجراء 19 عملية زراعة كلى و11 زراعة كبد داخل سلطنة عمان العام الماضي.
وقال الدكتور قاسم بن محمد الجهضمي رئيس قسم التبرع بالأعضاء بدائرة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة في حديث لـ "عُمان": إن مشروع قانون تنظيم التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وصل إلى مراحل متقدمة في دورته التشريعية، مؤكدًا على جهود البرنامج الوطني في تنظيم عملية زراعة الأعضاء ووضع استراتيجيات متكاملة وإنشاء قوائم انتظار وطنية لمرضى الفشل العضوي ومحذرًا في الوقت نفسه من مخاطر زراعة الأعضاء في الخارج والوقوع ضحايا لعصابات تجارة الأعضاء والأسواق السوداء.
وأوضح الجهضمي، أن المركز العماني لزراعة الأعضاء الذي جاء بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يقوم بتنظيم عمليات نقل وزراعة الأعضاء في سلطنة عُمان من خلال إنشاء دائرة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء وذلك لوضع استراتيجيات متكاملة وتطوير القوانين والسياسات الوطنية المتعلقة بنقل وزراعة الأعضاء، بالإضافة إلى إنشاء قوائم انتظار وطنية لمرضى الفشل العضوي لتحديد الأولوية في الحصول على زراعة الأعضاء، كما يقوم البرنامج بوضع المعايير اللازمة التي تضمن سلامة المتبرعين بالأعضاء ونجاح عمليات الزراعة للمتلقين.
وقام البرنامج الوطني بتفعيل برنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، ومقابلة أقارب المتوفى للحصول على الموافقة على التبرع بالأعضاء، حيث تم الحصول على موافقتين خلال عام 2023، و3 موافقات من المتوفين دماغيًا حتى يوليو 2024.
وأضاف الجهضمي: تُعد عملية زراعة الأعضاء البشرية هي الحل الأمثل لعلاج الفشل العضوي مثل فشل الكلى والكبد وغيرها من الأعضاء الحيوية التي يعاني منها ملايين المرضى على مستوى العالم.
ولا يمكن إنقاذ حياة هؤلاء المرضى إلا من خلال التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة، ويمثل التبرع بالأعضاء أقل من 10% من الحاجة الفعلية لهذا النوع من العمليات بسبب قلة المتبرعين عالميًا، أشار إلى أن رفع الوعي في المجتمع عن أهمية التبرع بالأعضاء في إنقاذ حياة المرضى يعد أولوية للبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، حيث أن نجاح البرنامج لا يكتمل إلا بإقبال أفراد المجتمع على التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة.
وتابع بالقول: سُجل في تطبيق شفاء أكثر من 12 ألف شخص كمتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، والعام الماضي تم إجراء 19 عملية زراعة كلى في داخل سلطنة عُمان من 15 شخصًا متبرعًا حيًا 4 من متبرعين بعد الوفاة الدماغية، كما تم إجراء 11 زراعة كبد، واحدة منها من متبرع بعد الوفاة.
لائحة تنظيمية
وعن آلية تنظيم عمليات التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة، أشار الدكتور إلى أن اللائحة التنظيمية لنقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية تنظم إجراءات التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة حيث يُشترط في المتبرع بالأعضاء أثناء الحياة أن يكون المتبرع بالغًا سن الرشد، كامل الأهلية وبصحة جيدة، كما يجب أن يكون على صلة قرابة مع المتبرع له حتى الدرجة الرابعة، على أنه يجوز التبرع لغير الأقارب إذا كان المتبرع له في حاجة ماسة للزرع، شريطة موافقة اللجنة المختصة بوزارة الصحة.
أما بالنسبة للمتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية فيمكن أن ينقذ حياة 8 أشخاص يعانون من الفشل العضوي ويسهم في تحسين جودة حياة الكثير من المرضى عن طريق التبرع بالأنسجة كذلك.
وتُعرّف الوفاة الدماغية على أنها توقف جميع وظائف جذع المخ توقفا نهائيا وفقًا للمعايير الطبية الدقيقة، ويتم تشخيص الوفاة الدماغية عبر تطبيق بروتوكول صارم من قبل استشاريين في تخصصات دقيقة، وتُعد الوفاة الدماغية وفاة حقيقية من الناحية الطبية والشرعية، ويشترط للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة وجود وصية مكتوبة، واستثناءً يجوز نقل عضو أو نسيج بشري من متوفى بموافقة ولي أمره، وأن تُثبت الوفاة بشكل نهائي على وجه اليقين كما حددته اللائحة التنظيمية لنقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.
ثقافة التبرع
وحول تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتشجيع أفراد المجتمع، ذكر الدكتور قاسم أن البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء يعمل على تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتشجيع أفراد المجتمع من خلال عدة استراتيجيات مبتكرة وشاملة، تتمثل في تنفيذ حملات توعوية واسعة النطاق، حيث دشن البرنامج خلال احتفاله باليوم العماني للتبرع بالأعضاء عام 2022م الحملة الوطنية للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء، وتفعيلها بجميع محافظات سلطنة عمان بالتنسيق مع مديريات الخدمات الصحية، بالإضافة إلى تنظيم حملات إعلامية عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية لتسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء وفوائده للمجتمع. والعمل على إنتاج ونشر مقاطع فيديو توعوية وإعلانات توضح أهمية التبرع بالأعضاء وقصص نجاح التبرع بالأعضاء وأثرها الإيجابي على حياة المرضى. وتنظيم فعاليات توعوية في الجامعات وأماكن العمل لتعزيز الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، والمشاركة في المعارض الصحية والمجتمعية لتعريف الجمهور بعمليات التبرع والزراعة، والتعاون مع الجمعيات والرابطة العمانية لزراعة الأعضاء والمؤسسات غير الحكومية لتوسيع نطاق التوعية والوصول إلى أكبر عدد من الأفراد و المجتمع.
نقص المتبرعين
وعن التحديات التي تواجه برنامج زراعة الأعضاء، أكد الجهضمي، أن عمليات التبرع وزراعة الأعضاء تُعد من أكثر الإجراءات الطبية تعقيدًا في المجال الصحي، والتي تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين العديد من الأطراف، بالإضافة إلى توافر تقنيات طبية متقدمة وكوادر بشرية مدربة، وهذا ما يعمل عليه البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء. ويُعتبر نقص المتبرعين بالأعضاء من أهم التحديات العالمية، وليس على المستوى المحلي فحسب، بالإضافة إلى تقبل المجتمع لتشخيص الوفاة الدماغية والموافقة على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، حيث يتطلب الأمر زيادة الوعي بأهمية التبرع وتحفيز الأفراد على التبرع بالأعضاء أثناء الحياة والتسجيل كمتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة عبر تطبيق (شفاء).
وحول الإجراءات المتبعة في حال حاجة مريض لزراعة عضو بشكل عاجل ولا يوجد له متبرع في سلطنة عُمان، قال: أود التأكيد على أن عمليات زراعة الكلى والكبد تتم داخل سلطنة عُمان، وفي حال بعض العمليات الزراعة التي تحتاج إلى تقنيات غير متوفرة في البلاد، يتم إرسال المتبرع والمريض إلى الخارج بالتنسيق مع دائرة العلاج بالخارج، ولا يمكن إرسال المريض فقط وشراء عضو من الخارج لأن هذا يعد اتجارًا بالأعضاء المجرم قانونًا والمحرم شرعًا.
وفي حال عدم توفر متبرع حي، يوضع المريض في قوائم الانتظار الوطنية للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
مشروع قانون
وعن الأنظمة والتشريعات التي تنظم عمليات التبرع وزراعة الأعضاء قانونيًا، قال الجهضمي: يعمل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بالتنسيق مع مختلف الجهات على مشروع قانون لتنظيم التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، حيث وصل إلى مراحل متقدمة في دورته التشريعية.
وحاليًا تنظم العمل اللائحة التنظيمية لنقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية إجراءات التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة.
تجارة الأعضاء
وحول موضوع تجارة الأعضاء البشرية في الخارج وظهور دول جديدة لسوق تجارة الأعضاء، أكد الدكتور قاسم أن البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء يراقب التقارير الصادرة والدول التي يعود منها بعض المرضى بعد زراعة الأعضاء في الأسواق السوداء، ويقوم بتكثيف الجهود للتحذير من السفر لزراعة الأعضاء في الأسواق السوداء وتوضيح العواقب الصحية والقانونية والشرعية والأخلاقية لهذا الفعل.
وحث أفراد المجتمع على الإقبال على التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة لإنقاذ حياة مرضى الفشل العضوي وإنهاء معاناتهم، مشيرًا إلى قرار وزارة التنمية الاجتماعية بمنع جمع الأموال بغرض زراعة الأعضاء في الخارج، حيث لوحظ قيام بعض الفرق الخيرية - وبحسن نية - لجمع أموال لمساعدة مرضى الفشل العضوي لزراعة أعضاء في الخارج، ووصلت تقارير تفيد سفر كثير من هؤلاء المرضى لزراعة الأعضاء في الأسواق السوداء، وهذا يعد مخالفًا للائحة التنظيمية لنقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، التي تنص على أنه يحظر الدعاية أو الإعلان أو الترويج بغرض بيع أو شراء العضو أو النسيج البشري.
ويعاقب قانون الجزاء العماني بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 7 سنوات، كل من تعامل في أي عضو من أعضاء جسم الإنسان أو جزء منه أو أحد أنسجته أو خلاياه على سبيل البيع أو الشراء أو بمقابل أيا كانت طبيعته، أو قام بالدعوة أو الإعلان عن ذلك أو الترويج له أو التوسط فيه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التبرع وزراعة الأعضاء على التبرع بالأعضاء زراعة الأعضاء فی عملیات التبرع أفراد المجتمع تجارة الأعضاء بالإضافة إلى عملیة زراعة الأعضاء ا فی الخارج على أن
إقرأ أيضاً:
أسيوط تُطلق مبادرة لتوزيع 10 آلاف لوح فوم لزراعة 2 مليون شتلة
عقد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، لقاءاً موسعًا مع مديري المدارس الزراعية والصناعية على مستوى المحافظة لبحث تنفيذ مبادرة زرع شتلات الزينة والخضر والفاكهة وزراعة أسطح المدارس تحت عنوان "ازرع غذائك بإيديك" فضلاً عن مناقشة سبل الإستفادة من إمكانيات هذه المدارس في تنفيذ مشروعات إنتاجية ذات مردود اقتصادي واجتماعي حيث تم توزيع 200 لوح فوم ضمن مبادرة توزيع 10 ألاف لوح فوم لزراعة 2 مليون شتلة في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية باستغلال كافة الإمكانيات المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الموارد الإقتصادية.
جاء ذلك بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ ومحمد إبراهيم دسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط ومحمد النمر مدير التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم وعلي سيد وكيل وزارة العمل ومديري المدارس الزراعية والصناعية ورؤساء إتحاد الطلاب في المدارس وعلى مستوى القطاع.
بدأ اللقاء بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية ثم كلمات لوكيل وزارة التربية والتعليم ومدير التعليم الفني وجها فيها الشكر لمحافظ أسيوط على دعمه للعملية التعليمية بكافة أركانها وحرصه على تنمية الأفكار الابداعية والابتكارية لدى الطلاب لتنمية مهاراتهم وتطوير التعليم الفنى والسعي إلى زيادة مخرجاته وربطه بسوق العمل بما يخدم خطط وسياسات التنمية المستدامة للدولة ورؤية مصر 2030.
وفي كلمته أكد محافظ أسيوط على أهمية تفعيل دور المدارس الفنية ككيانات إنتاجية تساهم في تحقيق التنمية المحلية، مؤكداً على ضرورة التعاون بين هذه المدارس وكافة القطاعات بالمحافظة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تسهم في توفير فرص عمل للشباب وتعزيز الإقتصاد المحلي حيث أن المدارس تمتلك الإمكانيات والكوادر القادرة على تنفيذ المشروعات بكفاءة عالية.
واستعرض المحافظ بعض المشروعات التي يمكن تنفيذها بالاستعانة بطلاب المدارس الفنية وتعميمها على جميع المدارس وهي فكرة زراعة الشتلات حيث يتم توزيع ألواح فوم على الطلاب بها قواعد لزراعة الشتلات فضلاً عن توزيع الكمبوست والبذور مجاناً لإنتاج الآلاف من الشتلات وبيعها وتعزيز الموارد بالإضافة إلى فكرة زراعة نبات الأزولا، وهو نبات يستخدم كعلف إقتصادي للماشية والأسماك ويسهم في تقليل تكلفة الإنتاج الزراعي كما تطرق الإجتماع إلى مشروع التدوير سواء المخلفات أو الأخشاب أو الخردة، وعرض المحافظ على الطلاب أحد منتجات الأثاث التي تم صناعتها من جريد النخيل ووتطوير هذه الصناعة وإضافة عليها بعض التطوير وتنجيد هذا الجريد وإضافة بعض الحليات لتصنيع غرف نوم وانتريهات للعرائس بأسعار مخفضة واقتصادية ذلك بالإضافة أنها صناعات صديقة للبيئة مما يعزز الاستدامة البيئية.
وخلال اللقاء، استمع اللواء دكتور هشام أبوالنصر إلى الإمكانيات الموجودة بالمدارس ومقترحات وتحديات مديري المدارس، واعداً بتقديم الدعم اللازم لتذليل العقبات وتوفير الإمكانيات سواء من خلال توفير المواد الخام أو تقديم التدريب اللازم مما يساهم في تحسين الإنتاجية وتعظيم الإستفادة من كافة المقومات مشيراً إلى أهمية إستثمار الخبرات العملية والعلمية لدى الطلاب والمعلمين، فضلاً عن استغلال كافة امكانيات المدارس من المزراع وحظائر المواشي والمناحل والشتلات والورش الصناعية لتحقيق أقصى استفادة من خلال إشراك الطلاب في تنفيذ هذه المشروعات، بهدف تعزيز مهاراتهم العملية إعداد الكوادر المؤهلة لسوق العمل.
واختتم المحافظ اللقاء بتوجيه الشكر لمديري المدارس على جهودهم في تطوير التعليم الفني، داعياً الجميع إلى العمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة، وتعزيز دور التعليم الفني كعنصر رئيسي في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
وفي نهاية اللقاء تم توزيع عدد 200 من ألواح الفوم كل لوح يحتوى على 209 قاعدة لزراعة الشتلات بحيث تنتج هذه الألواح ما يقرب من 40 ألف شتلة وذلك ضمن 10 ألاف لوح فوم سيتم توزيعها تباعاً عن المدارس لانتاج 2 مليون شتلة يتم تسويقها وبيعها في منافذ تابعة للمدارس أو للمحافظة بأسعار مخفضة لتعزيز الإنتاج المحلي وتوفير فرص عمل جديدة الإستفادة وتطوير البنية التحتية الزراعية ونشر الوعي البيئي بين المواطنين.