زنقة 20 | الرباط

قال عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية، أن فرنسا خرجت من سياسة الغموض والحربائية اتجاه القضية الوطنية، والتحقت رغم التأخر بقائمة الدول الكبرى الداعمة بشكل واضح لسيادة المغرب على صحراءه.

و ذكر الشرقاوي في مقال له ، أنه بعد الاختراق الكبير الذي حققه الموقف الأمريكي في جدار الانفصال، و الموقف الاسباني والإسرائيلي والألماني والبرتغالي والبلجيكي بتأييدهم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية جاء الموقف الفرنسي ليبعثر ما تبقى من أوراق الانفصال.

و اعتبر الأستاذ الجامعي ، أن فرنسا اختارت اشهار الاعتراف الرئاسي بالتزامن مع احتفالات المغرب بالذكرى 25 لتربع الملك محمد السادس على العرش، وبلا شك أن اختيار هذا التوقيت والمناسبة الوطنية له دلالته الرمزية ويزيد من قوة الموقف الفرنسي ورمزيته.

و أشار الشرقاوي، إلى أن الأحداث بعدما كانت تتجاوز فرنسا في علاقتها بالمغرب، انصت قصر الاليزيه لصوت العقل والمصالح المشتركة، مع العلم أن التاريخ الطويل لفرنسا مع بلدنا، كان يفترض أن تكون فرنسا المدافع الأول عن سيادة المغرب وحقوقه التاريخية على أراضيه.

لكن سياسة اللعب على كل الحبال التي كان يمارسها الرئيس إيمانويل ماكرون والتي حولت مواقف فرنسا اتجاه حليف تقليدي كما تدعي إلى مواقف بلا ألوان، بل أصبحت المواقف الفرنسية من القضية الوطنية تتلوَّن كلَّ يوم بلون معيَّن بحسب مصالحها في الشتاء والصيف يقول الشرقاوي.

و اعتبر المتحدث ، أن المملكة المغربية اختارت أن لا تستمر في وضع فرنسا على رأس قائمة الدول الصديقة والحليف الاستراتيجي إذا كانت باريس تصر على الاستمرار في مواقفها الضبابية والاحتماء بمناطق الراحة.

اليوم مع الموقف الفرنسي الذي طبخ على نار هادئة، يظهر أن باريس اختارت طريقها الصحيح وأكدت بالملموس أنها ترجح كفة المصالح الاستراتيجية المغربية الفرنسية على غيرها من المصالح مع دولة كالجزائر يضيف الشرقاوي.

ووصف الأستاذ الجامعي، الموقف الفرنسي بالزلزال الدبلوماسي، الذي أخرج حكام الجزائر منذ أسبوع عن طوعهم، ودخلوا في هيستيريا ديبلوماسية، و ستدفع بلا شك نظام “الكابرانات” الى اتخاذ قرارات بهلوانية من مثيل الغاء زيارة تبون لفرنسا واستدعاء سفيرهم في باريس للتشاور دون مراعاة القرارات السيادية للدول، ودون احترام حتى سمفونية الحياد الديبلوماسي التي ظلت ترددها اكثر من اربعة عقود.

لكن ما لم يستوعبه النظام الجزائري البائد، ان الخريطة الجيوستراتيجية تغيرت جذريا على المستوى العالمي والاقليمي، وان فرنسا وامريكا واسبانيا وبريطانيا أصبحوا في حاجة لدول مدنية موثوقة ومستقرة وذات مصداقية، وليس الى دول هشة تبني شرعيتها على اختلاق توترات اقليمية ودفع رشاوى دولية للمس بسيادة جيرانها على حد قوله.

وخلص الشرقاوي ، إلى أن فرنسا حققت الانعراجة الديبلوماسية المطلوبة من دولة صديقة، وأن الجزائر فاتها القطار ومن صرف ماله على تقسيم الدول مات غما وحسرة بقرارات صادمة وهذا حال “الجارة” الشرقية، وطبعا لن تستطيع فعل أي شيء لتغيير ما يجري بكل بساطة لأنها دولة هامشية وهشة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الموقف الفرنسی

إقرأ أيضاً:

فرنسا تعترف بقتل قيادي جزائري بعد 70 عاماً

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بأن القيادي في جبهة التحرير الوطني التي قادت حرب التحرير في الجزائر، العربي بن مهيدي، "قتله عسكريون فرنسيون"، وذلك في مناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية.

وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن رئيس الجمهورية "يعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني للجزائر وأحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 1954، قتله عسكريون فرنسيون، كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس".
وكان الجنرال أوساريس، مسؤول المخابرات السابق في الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي، أقر في مطلع العقد الأول من الألفية بقتل بن مهيدي، نافيا الرواية الرسمية، التي قدمت مقتل القيادي في السجن عام 1957، على أنه انتحار.

الجزائر: وفاة عمار بن عودة أحد آخر مُفجري الثورة وحرب التحرير - موقع 24توفي بن مصطفى بن عودة الذي عرف باسم "عمار" وكان بين 22 شخصية فجرت حرب التحرير الجزائرية التي انتهت باستقلال الجزائر في 1962 في مستشفى بلجيكي عن عمر ناهز 93 سنة، وفق ما أعلن التلفزيون الجزائري اليوم الإثنين.

واعترف أوساريس في كتابه "المصالح الخاصة في الجزائر 1955-1957" الصادر في 2001 بأنه مارس التعذيب خلال حرب تحرير الجزائر، "بموافقة إن لم يكن بأمر" من المسؤولين السياسيين.
ويأتي اعتراف ماكرون في وقت يخيم توتر شديد بين فرنسا والجزائر، ولا سيما بعد زيارة دولة قام بها ماكرون للمغرب، وبعد أن أعلنت باريس في نهاية يوليو (تموز) دعمهاً لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال هذه المنطقة عن المغرب.
ولفت قصر الإليزيه إلى أن "الاعتراف بعملية القتل هذه يثبت أن العمل على الحقيقة التاريخية الذي باشره رئيس الجمهورية مع الرئيس (الجزائري) عبد المجيد تبون سيتواصل"، مشيراً إلى أن هدف ماكرون هو "التوصل إلى تشكيل ذاكرة هادئة ومتقاسمة" بين البلدين.
وجاء في البيان أن "الرئيس يفكر أيضاً في الأجيال الصاعدة إذ يعتبر من واجبه البحث على الدوام عن السبل لمصالحة الذاكرات بين البلدين".
وذكر البيان بأن العربي بن مهيدي، المولود عام 1923 في قرية قريبة من عين مليلة في جبال الأوراس بشمال شرق الجزائر، كان قائد "منطقة الجزائر العاصمة المستقلة اعتباراً من عام 1956" خلال "معركة الجزائر" عام 1957.
وتابع البيان أنه "مثلما سبق أن اعترف الرئيس بالنسبة لموريس أودين وعلي بومنجل، ترافق هذا القمع مع تطبيق نظام خارج مجتمع حقوق الإنسان والمواطن، سمح به التصويت على سلطات خاصة في البرلمان".

الرئيس الجزائري: العلاقات مع فرنسا يجب أن تعود لطبيعتها - موقع 24قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنّ "العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة يجب أن تعود إلى طبيعتها" لكن شرط التعامل على أساس "الند للند" بين البلدين، وفق ما جاء في حوار مع الصحف المحلية بثه التلفزيون الحكومي مساء الجمعة.

ولفت إلى أن هذا التصويت أعطى في تلك الفترة "الحكومة صلاحيات مطلقة لإعادة فرض النظام في الجزائر وسمح عام 1957 بإصدار مرسوم يجيز تفويض مهام الشرطة إلى الجيش في الجزائر العاصمة أولاً، ثم في الجزائر بكاملها ".
وضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفاً بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر"، ومندّداً بـ"جرائم لا مبرّر لها" ارتكبها الجيش الفرنسي خلال المذبحة التي تعرّض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 1961.
وكرمت الرئاسة الفرنسية في البيان ذكرى بن مهيدي الذي كان من أهم وأذكى قادة جبهة التحرير الوطني، مؤكدة أن "العسكريين الفرنسيين الذين كانوا يعرفونه من سمعته كانوا معجبين به لما يتمتع به من كاريزما وشجاعة".
وعند توقيفه في 23 فبراير (شباط)، عرض بن مهيدي على الصحافيين محاطاً بمظليين فرنسيين، فظهر مكبل اليدين إنما باسماً وهادئاً.
وفي 5 يوليو (تموز) 1962 حقق الجزائريون مطلبهم بالاستقلال بعد 7 سنوات من الحرب المتواصلة ومليون ونصف مليون "شهيد" بحسب الجزائريين، في حين يتحدث المؤرخون الفرنسيون عن 500 ألف قتيل.

مقالات مشابهة

  • تعيين الفنانة المغربية “أوم” سفيرة للنوايا الحسنة في المغرب
  • فرنسا تعترف بقتل قيادي جزائري بعد 70 عاماً
  • المغرب يرحب بتبني مجلس الأمن للقرار 2756 بشأن الصحراء المغربية
  • المغرب يثمن قرار مجلس الأمن 2756 بشأن الصحراء المغربية ودعم مسار الحكم الذاتي
  • المغرب يرحب بتبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقرار 2756 بخصوص الصحراء المغربية
  • القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورونيفال
  • في حوار لـ 2M وMEDI1TV..ماكرون: موقف فرنسا بخصوص الصحراء المغربية بصدد تحريك مواقف بلدان أوروبية أخرى
  • ماكرون: دعم فرنسا لمغربية الصحراء حرك مجموعة من الدول الأوربية لتغيير موقفها
  • التقدم والاشتراكية: الموقف الفرنسي تحوُّل نوعي من شأنه أن يُقرِّبَ البلاد من الطيِّ النهائي لملف الصحراء المفتعل
  • فرنسا – المغرب.. اتفاقية قمر صناعي جديدة يوفر اتصال عالي السرعة لـ26 دولة أفريقية