حالت الظروف الأمنية في ولاية سنار وسقوط مدينة سنجة في يد مليشيا الدعم السريع؛ دون انعقاد محكمة الميدان بمدينة الدمازين؛ لمحاكمة قائد الفرقة الأولى مدني اللواء ركن أحمد الطيب و(6) ضباط آخرين، وتم تأجيل انعقادها لأجل غير مسمى.
وكشفت مصادر سيادية رفيعة لصحيفة (السوداني)؛ أن رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول، محمد عثمان الحسين، أصدر قراراً في مايو الماضي بإحالة (7) من كبار ضباط الجيش إلى المحكمة العسكرية، إثر انسحاب الفرقة الأولى مشاة من مدينة مدني، الشيء الذي تسبب في سقوط مدن وقرى ولاية الجزيرة في يد مليشيا الدعم السريع المتمردة.


وكان الجيش قد أعلن منتصف ديسمبر، أنه يجري تحقيقاً في الأسباب والملابسات التي أدت إلى انسحاب القوات من مدني، وسيتم رفع نتائج التحقيق فور الانتهاء منها لجهات الاختصاص، ومن ثم تمليك الحقائق للرأي العام.
وأوضحت المصادر أن المحكمة ستنعقد بقيادة اللواء ركن، شمس الدين موسى (العقيدة)، قائد الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين.
ذات المصادر قالت لـ(السوداني)، إنّ المدعي العام العسكري اللواء كمال الدين يوسف (الدفعة 39)، أحال الضباط إلى المحكمة العسكرية، وذلك بعد الاطلاع على إجراءات مجلس تحقیق انسحاب الفرقة الأولى مشاة من مدينة مدني، وتمكين العدو، من احتلال ولاية الجزيرة.
واستند المدعي العام في إجراء الإحالة، على قرار رئيس هيئة الأركان رقم (160) الصادر بتاريخ 11 مايو الماضي واستناداً على نص المادة (58) من قانون القوات المسلحة للعام 2007م.
كما قام المدعي العام بإحالة المتهمين الـ(7) للمحاكمة أمام محكمة الميدان الكبرى المنعقدة برئاسة الفرقة الرابعة مشاة بمدينة الدمازين؛ المُشكّلة بموجب قرار رئيس هيئة الأركان رقم (165) الصادر بتاريخ 17 مايو الماضي وذلك نظير مخالفتهم المواد (149/142/140) من قانون القوات المسلحة لسنة 2007 تعديل 2022م وهم: (اللواء الركن أحمد الطيب عمر أحمد)، والعميد الركن (ا. ف. أ. ع. ا)، والعقيد الركن (ع. ا. م. ا)، والعقيد الركن (ع. ا. ع. ع) والعقيد الركن (م. ع. ع)، والعقيد الركن (ف. ا. أ)، والرائد (خ. ن. ا)..”. حيث سيمثل الاتهام النيابة العسكرية.
وأصدر المدعي العام أمر تكليف هيئة تمثيل الاتهام في دعوى انسحاب الفرقة الأولى مشاة من حدود منطقة مسؤوليتها وتمكين العدو من احتلال ولاية الجزيرة.
يُذكر أنّ هيئة تمثيل الاتهام تتكون من (5) ضباط بقيادة لواء مهندس ركن، واثنين عقيد حقوقي، واثنين مقدم حقوقي.
وقال المدعي العسكري في قراره: “على الهيئة مباشرة الاتهام منذ بدء الدعوى مروراً بكافة مراحل الدعوى ومتابعتها إلى حين إصدار الحكم الابتدائي من المحكمة المختصة وحتى يصير الحكم نهائياً. وعلى الهيئة العمل على جلب البيئة وحصر شهود الاتهام الواجب مثولهم أمام المحكمة المختصة لإثبات التهمة. وترفع الهيئة تقريراً مفصلاً عن كافة أعمالها بعد الفراغ من الدعوى”.
وأثار انسحاب القوات من مدينة مدني، جدلاً كبيراً في الرأي العام، حيث طُرحت تساؤلات عديدة أهمها: “هل أحمد الطيب انسحب بتعليمات من غرفة السيطرة بالقيادة العامة أم انسحب بدون تعليمات؟”
وراجت أخبار أن اللواء أحمد الطيب، حمل أثناء الانسحاب كل المكاتبات والخزائن من قيادة الفرقة.
يقول قانونيون عسكريون إنّ إحالة القضية للمحكمة يدل على وجود بيِّنات بتقصير، وينفي وجود أوامر عليا بالانسحاب. ورجح القانونيون في تحليلهم للأمر: “هنا تبقى المكاتبات التي ربما يستند عليها اللواء أحمد الطيب متعلقة بنقص وطلبات خاصة بالقوات والسلاح، يطلب فيها زيادة قوات وأسلحة نوعية ومسيرات لم يتم إمدادها بها، ويبدو أنه كان معتمداً عليها في دفاعه عن عاصمة ولاية الجزيرة”.
وفي وقت سابق، وصف الصحفي ناصف صلاح المختص في الشؤون العسكرية، في مقابلة مع “سودان بلس” الفرقة الأولى مدني بأنها من أضعف فرق الجيش – مجرد فرقة هيكلية، غير مكتملة من حيث بناء الفرق العسكرية في الجيش، التي من المفترض أن تضم ثلاثة ألوية.

وأضاف ناصف في تصريحات لصحيفة (السوداني): “إن تحويل أوراق التحقيق لمحكمة ميدان تحاسب اللواء أحمد الطيب، ربما يكون مؤشراً لبراءة قيادة الجيش، من إصدار قرار الانسحاب من مدينة مدني. وحتى لو صدرت الأوامر له بالانسحاب، كان بإمكانه الانسحاب بشكل أفضل وفي وقت أطول بحيث يتم إجلاء المدنيين، لان فرقة مدني عسكرياً تقع خلف مانع مائي، وهذا يعتبر من ناحية عسكرية أفضل موقع دفاعي”.
يُذكر أن الانسحاب من مدينة مدني، تم يوم الاثنين 18 ديسمبر 2023م، في تمام الساعة 11 ظهراً، بينما دخلت مليشيا الدعم السريع المدينة الساعة 5 مساءً.

صحيفة السوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ولایة الجزیرة من مدینة مدنی المدعی العام أحمد الطیب

إقرأ أيضاً:

لجنة امن ولاية الخرطوم تودع مدير هيئة امن الولاية وتشيد باسهاماته

وقفت لجنة تنسيق شئون أمن ولاية الخرطوم في إجتماعها اليوم برئاسة والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة على مجمل الأوضاع الأمنية في ظل الانخفاض في الجرائم وتحسن الوضع الجنائي وطالبت اللجنة بعدم الانسياق وراء الشائعات والرسائل التي تروج لها مصادر مجهولة عن تدهور الأوضاع الأمنية وأكدت اللجنة أن هذه الشائعات هي جزء من المخطط الذي يسعى لتخويف المواطن وتحريضه لعدم الاستجابة الدعوات العودة الطوعية واشاد الإجتماع بخطوة البدء في إجلاء الأجانب حفاظاً على أرواحهم في ظل الحرب.كما وقف الإجتماع على التطورات الراهنة على صعيد العمليات العسكرية وذلك بتطهير أجزاء واسعة من الولاية ودحر المليشيا المتمردة وتوقعت اللجنة أن تشهد الأيام القادمة توسعا في المناطق الآمنة كما قررت اللجنة تقديم دعم غذائي عاجل لمواطني شرق النيل الذين كانوا يعيشون تحت حصار المليشيا كما قررت اللجنة الدفع بمزيد من القوات لتأمين بحري ومكافحة الظواهر السالبة فيما قرر الاجتماع إعادة انتشار الشرطة في جميع المناطق الآمنة.في الأثناء اشادت اللجنة المجهود المشترك الذي أثمر عن ضبط شبكة في الحاج يوسف تعمل في تزييف العملة. فيما أطمأنت اللجنة على استقرار الخدمات وثبات اسعار السلع وتوفرها في شهر رمضان.في سياق آخر ودعت لجنة أمن ولاية الخرطوم اليوم وبحضور وزير الصحة الاتحادي دكتور هيثم محمد إبراهيم مدير هيئة أمن ولاية الخرطوم اللواء الحسن علي محمد صالح الذي انتقل للعمل في موقع آخر.والي الخرطوم قال أن اللواء الحسن ظل يعمل ضمن منظومة القوات النظامية التي تدير حرب الكرامة وتعمل على تأمين الولاية لافتاً أن عهده شهد عودة الجهاز بكافة صلاحياته وبعوده أسهم في تحقيق الانتصارات ضمن سلسلة المعارك التي خاضتها القوات النظامية لتطهير ولاية الخرطوم من المليشيا المتمردة.فيما كشف وزير الصحة الاتحادي عن الخدمات الجليلة التي قدمها اللواء الحسن لقطاع الصحة في السودان.المتحدثون في الوداع وأشادوا بهدوء وصبر وثبات اللواء الحسن في أحلك الظروف التي مرت بها الولاية خلال فترة الحرب.من جهته عبر اللواء الحسن عن اعتزازه بفترته التي قضاها بولاية الخرطوم وبكل الجهات التي تعاونت معه وقال انه فخور للغاية بأن جهاز المخابرات كان جزءا من الانتصارات التي تحققت بولاية الخرطوم.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جمال جمعة: ولاية النيل الأبيض خالية من مليشيا أسرة دقلو عدا منطقة واحدة
  • قرار من المحكمة بشأن خادمة خطفت رضيعة في الدقي
  • ولاية الجزيرة تشرع في ترحيل رعايا دولة الجنوب المخالفين لشروط الإقامة
  • ولاية الجزيرة ترحل آلاف اللاجئين من جنوب السودان إلى معبر جودة
  • انسحاب كبير لـ “الدعم السريع” من الفاشر.. الجيش يكشف التفاصيل
  • العدل والمساواة ترد على اتهامات طالتها في ولاية الجزيرة
  • الدفاع السورية تحدد مصير المتجاوزين: إحالة الى المحكمة العسكرية
  • مصدر في وزارة الدفاع لـ سانا: نؤكد أن وزارة الدفاع شكلت سابقاً لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية
  • قوات الدعم السريع تقتل 23 سودانيًا أثناء محاولتهم الفرار شرق ولاية الجزيرة
  • لجنة امن ولاية الخرطوم تودع مدير هيئة امن الولاية وتشيد باسهاماته