قال الدكتور محمد أحمد لوح، رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا وعميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية بالسنغال، إن "الفتوى الرشيدة وحل النزاعات الدولية" هي دراسة تأصيلية تسعى إلى تحقيق عمق الفهم والتطبيق لمبادئ الإسلام في معالجة النزاعات الدولية. 
 

وأوضح الدكتور محمد أحمد لوح أن البحث استعرض كيف أن الإسلام، بوصفه الدين السماوي الخاتم، يهدف ليس فقط إلى عبادة الله وحده ولكن أيضًا إلى عمارة الكون وبناء الحضارة الإنسانية، وهو ما يتجلى في التشريعات التي تحكم العلاقات الدولية وحل النزاعات.

مفتي ماليزيا: تطوير المناهج التعليمية والتوعية ضرورة لمكافحة التعصب والعنصرية مفتي القدس: المعاهدات في الإسلام مقدسة وخطيرة وعليها تحقيق أغراض نشر الدعوة

وأوضح في كلمته بالجلسة العلمية الثالثة من المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء أنه إذا كان النزاع جزءًا من التحديات المستمرة في العلاقات الدولية منذ القدم، فإن الإسلام قدم مجموعة من القيم الإنسانية الأساسية لحل النزاعات، مثل الكرامة الإنسانية، الوحدة الإنسانية، التعاون، والعدل. هذه القيم يجب أن تكون الأساس الذي نبني عليه حلول النزاعات الدولية من خلال الفتوى الرشيدة. 

وأشار الدكتور لوح إلى أن حل النزاعات الدولية جزء لا يتجزأ من منهج الإسلام الحضاري، الذي يهدف إلى إرساء قواعد السلام وحماية الحياة البشرية من الشر. هذا المنهج يتضمن تقديم مفاهيم واضحة حول كيفية تسوية النزاعات، سواء عبر الدعوة إلى السلام، فتح قنوات الحوار، الوساطة، أو تأسيس هيئات إفتائية شرعية وقانونية. 

وأوضح رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا أن إسلامنا يعتز بالوفاء بالعهد كواجب ديني، ويتعين علينا أن نستفيد من الخبرات الحالية للمحكمين والعلماء في توجيه تطور مبادئ الطرق الإسلامية البديلة لتسوية المنازعات. من خلال هذا التوجه، يمكن تحقيق نتائج فعالة تسهم في بناء السلام وحماية البشرية.

وفي ختام كلمته، أكد الدكتور محمد أحمد لوح على أهمية استخدام الفتوى الرشيدة كأساس لحل النزاعات الدولية وتطبيق القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام، مما يعزز من دور الإفتاء في تحقيق السلام والاستقرار على مستوى العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء الإسلام الإفتاء الفتوى النزاعات الدولیة

إقرأ أيضاً:

رئيسُ إدارة شئون المساجد والقرآن الكريم يلقي كلمةَ وزير الأوقاف بمؤتمر الإسلام في كازاخستان

ألقى الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيسُ الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم، كلمةَ وزارة الأوقاف، نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزيرِ الأوقاف، في افتتاح مؤتمر الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان: "الجذور التاريخية والتحولات المعاصرة".

وقد استهلَّ كلمته بنقل رسالةِ تقديرٍ وتوقيرٍ وإعزازٍ وإجلال، من معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزيرِ الأوقاف، مع خالص دعمِه وتمنياته لهذا المؤتمر بكل التوفيق، وتقديرِه للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، والذي تنظمُه الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية نور مبارك، بالتعاون مع الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان.

وأضاف قائلًا: إن العلاقات التي تربط بين مصر وجمهورية كازاخستان تُعد نموذجًا مميزًا للتعاون المتبادَل المبنيِّ على الاحترام والتفاهم المشترك؛ إذ تقوم على التعاون المثمر، وقوةِ الترابط بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وخاصة مجال تبادل المعارف والثقافات، وهي علاقات تجمع بين الإرث التاريخيِّ العريق، والتوجهاتِ المستقبلية الواعدة، في ظل تطوراتٍ إقليمية ودولية متسارعة؛ حيث ترتبط مصر وكازاخستان بروابطَ تاريخيةٍ وثقافيةٍ تعود إلى عصور الإسلام الأولى، فقد كان لكازاخستان إسهامٌ بارزٌ في نشر الفكر الإسلاميِّ في منطقة آسيا الوسطى، وكان الأزهر الشريف –باعتباره مؤسسةً تعليميةً إسلاميةً عريقة – محطَّ أنظار طلاب

وزير الاوقاف: منهج أهل السنة والجماعة حائط الصد أمام تيارات خوارج العصرالأوقاف تؤكد على الالتزام الكامل بتعليمات خطبة الجمعة ومنع التبرعات بالمساجد

كازاخستان، الذين توافدوا إليه منذ عقودٍ؛ لتلقِّي العلومَ الشرعيةَ واللُّغوية، وقد أسهم هذا التواصلُ العلميُّ والدينيُّ في بناء جسورٍ من الثقة والتقاربِ بين الشعبين الشقيقين. 

وإن وزارة الأوقاف المصرية حريصةٌ على دعم هذا الترابط، وتعزيزِ آليات التعاون بين البلدين؛ لتحقيق المصالح المشتركة لشعبيهما، والسعيِ دائما على دعمها في كافة المجالات ذاتِ الاهتمام المشترك؛ لتعميق الروابط التاريخية والثقافية بينهما، وخيرُ دليل على ذلك: هذا الصرحُ العلميُّ العريق "الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية" بكازاخستان، والتي تسعى دائمًا إلى نشر الفكر الوسطيِّ المستنير، وتُعد منارةَ علمٍ يفدُ إليها طلاب العلم في منطقة آسيا الوسطى.


وأكد فضيلته أنَّ الإِسلامَ رِسالةٌ إنسانيةٌ عالميةٌ، تنبضُ بالحبِّ، وتَفِيضُ بالتسامحِ، وتَدعو إلى التعايشِ لَا الصِّراع، وإِلى التَّعارفِ لا التَّنافرِ، وإلى البناءِ لا الهَدمِ، فمنذ فجرِه الأول، أسَّس الإسلامُ للتعايش السلميِّ بين الناس على اختلاف أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم، داعيًا إلى الحوار، ونبذِ العنف، والتعامل بالحسنى مع الجميع، ويتجلّى ذلك من خلال كلمة: {لِتَعَارَفُوا} في هذا النداء الرصين من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، فكم في هذه الكلمة: {لِتَعَارَفُوا} من سَعة أفقٍ، وعمقِ رؤيةٍ، ورغبةٍ في احتضان الآخر لا إقصائِه.

فقد علّمنا الإسلام أن الإنسان إنسانٌ، قبل أن يكون مسلمًا أو غيرَ مسلم، فالإِسلام فِي جَوهرهِ، نداءُ محبَّةٍ وسلامٍ، يبني الجُسورَ لا الجُدرانَ، ويَمدُّ الأياديَ لا العنف والعداءَ.


وأشار إلى أن الإسلام يقدِّم مفهومًا واسعًا وعميقًا لعلاقة الإنسان مطلقًا مع غيره في أي مكان في العالم، وكيفيةِ تيسير حياة الإنسان في أي بقعةٍ على ظهر الأرض، والتأكيد على أهمية العلاقة التفاعلية الواسعة بين كل الناس، وذلك من خلال بيان الرؤى والمداخل المشتركة التي تؤسِّس لصناعة ثقافة السلام، وحسن الجوار بين الدول، وبما يؤكد أن فلسفة الأديان هي فلسفة الحياة والعمران، وليست فلسفةَ الموت والقتلِ، والعداوة، والصدام، والدمار، والدماء.
وأوضح أن تجرِبة الإسلام في آسيا الوسطى تعدُّ نموذجًا فريدًا للتسامح، والاعتدال، وقبول الآخر، مستندةً إلى تاريخٍ طويلٍ من التفاعل الثقافيِّ والدينيِّ بين مختلف الشعوب والأديان، ودورٍ بارزٍ للطرق الصوفية، وسياساتٍ حكومية داعمةٍ للتعددية الدينية، هذا النموذجُ يقدِّم دروسًا قيِّمة في كيفية بناء مجتمعاتٍ متعددة الثقافات والأديان، تعيش في وئامٍ وسلام.

وفي ختام كلمتِه وجَّه فضيلتُه التحيةَ باسم وزارة الأوقاف المصرية إلى السادة الموقرين القائمين على هذا المؤتمر؛ على ما بذلوه من جهودٍ عظيمة، وإعدادٍ محكَم، وترتيبٍ منظَّمٍ لجميع أعمال المؤتمر.

كما توجَّه بخالص التحية والإعزاز إلى رئيس جمهورية كازاخستان وشعبها الكريم، داعيًا المولى -سبحانه وتعالى- أن يديم نعمة الأمن والأمان والرقيِّ والازدهار لشعبي مصر وكازاخستان، وسائرِ بلاد العالمين.

طباعة شارك وزير الأوقاف رئيسُ إدارة شئون المساجد مؤتمر الإسلام في كازاخستان

مقالات مشابهة

  • «الرئاسي اليمني» يدعو الحوثيين لإلقاء السلاح والجنوح إلى السلام
  • رؤساء المشيخات الإسلامية في البلقان يشيدون بجهود الإمارات لترسيخ القيم الإنسانية
  • برلماني أمام لجنة الإدارة المحلية بالنواب: انقذوا أبناء سوهاج
  • كندا: ملتزمون بدعم جهود تحقيق السلام في أوكرانيا
  • لماذا نذكر سيدنا إبراهيم بالتشهد الأخير دون غيره من الأنبياء؟.. الإفتاء توضح
  • الدكتور عمرو الورداني: المصريون القدماء اعتبروا العمل عبادة فبنوا حضارة
  • رئيس الإدارة المركزية يلقي كلمة بمؤتمر الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان نيابة عن وزير الأوقاف
  • رئيسُ إدارة شئون المساجد والقرآن الكريم يلقي كلمةَ وزير الأوقاف بمؤتمر الإسلام في كازاخستان
  • العدل الدولية تواصل جلساتها لتقييم مسؤولية إسرائيل بشأن عمل المنظمات الإنسانية بفلسطين
  • دور الجامعات في تحقيق العدالة الإنسانية وبناء السلام… محاضرة في جامعة حمص