كشف فريق من الباحثين في نطاق الميكانيكا الحيوية التطورية، بكلية الطب البيطري الملكية في جامعة لندن البريطانية، أن أفراس النهر عندما تركض بأقصى سرعة تكون أقدامها الأربعة في الهواء تماما مثل الأحصنة.

وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في ورقة بحثية بدورية "بير جي"، قام العلماء باستخدام كاميرات عالية السرعة لالتقاط لقطات متفرقة لأفراس النهر، وتمكنوا من التقاط 169 دورة ركض لنحو 30 فرس نهر منفردا، في منتجع فلامنجو لاند في شمال مقاطعة يوركشاير.

ويشبه ذلك رهان ليلند ستانفورد، وهو رجل صناعة وسياسي أميركي ومؤسس جامعة ستانفورد، فقد دار الرهان مع بعض الأصدقاء للكشف عما إذا كان الحصان أثناء حركته يرفع أقدامه الأربعة عن الأرض أم لا، فقام ليلند بتكليف إدوارد ميوبريدج العالم البريطاني من أصل هولندي بالفصل في ذلك الرهان.

وباستخدام 12 كاميرا، قام ميوبريدج بالتقاط مجموعة من الصور لحصان يجري في أحد الحقول، ودمجها معا لصناعة أول فيلم صامت قصير يصور حركة شيء ما، ويؤكد بالفعل أن الحصان يرفع حوافره الأربعة عن الأرض أثناء الجري، هنا ربح ليلند الرهان وبدأ عصر جديد للتصوير وعلومه.

الحصان في تجربة ميوبريدج يرفع حوافره الأربعة في الهواء (ويكيبيديا)

 

كيف بلغ فرس النهر هذه السرعة؟

وعلى الرغم من ضخامة أفراس النهر، إذ يبلغ متوسط ​​وزن الذكور 1500 كغ والإناث 1300 كغ، فإنها تركض بسرعة مدهشة بالنظر إلى وزنها، فقد سجلت هذه الحيوانات سرعات تصل إلى 30 كم/ساعة.

ويمكن لك أن تقارن ذلك مثلا بسرعة العداء الجامايكي يوسين بولت التي بلغت في أقصى رقم قياسي له قرابة 44 كيلومترا في الساعة مع متوسط وصل فقط إلى 37 كيلومترا في الساعة، وتم حساب هذا الرقم بناء على نتائج سباقات قصيرة أصلا. لاحظ كذلك أن وزن بولت هو حوالي 90 كيلوغراما، وهو لا يقارن بأي حال من الأحوال مع وزن أفراس النهر.

وفي هذه الدراسة الجديدة، تساءل الباحثون عن كيفية وصول هذا الكائن الثقيل إلى تلك السرعة، مشيرين إلى أن أبحاثا قليلة قد أجريت على طريقة جري فرس النهر لأن الاقتراب منه يشكل خطورة كبيرة، بحسب بيان صحفي رسمي صدر عن كلية الطب البيطري الملكية.

وفي تحليل الفيديو، وجد الباحثون أن أفراس النهر تميل فقط إلى الركض بسرعة عالية عندما يطاردها فرس نهر آخر، وعادة ما يكون ذلك علامة على الهيمنة.

ووجد الباحثون كذلك أن أفراس النهر عندما تركض بسرعة فإنها ترفع أقدامها الأربعة عن الأرض في الوقت نفسه، وتفعل ذلك بنسبة 15% من الوقت أثناء الجري، بينما استمرت كل حالة رفع للأقدام الأربعة 0.3 ثانية تقريبًا.

وبحسب الدراسة، فإن هذا النمط من الهرولة هو ما يكسب أفراس النهر تلك السرعة التي تعد استثنائية إذا ما قورنت بأوزانها.

 

أعجوبة عالم الحيوان

وبوجه عام، فإن البنية الجسدية لأفراس النهر كانت دائما مثيرة لانتباه الباحثين، ويرى فريق منهم أن هذا الكائن يمتلك عددا من السمات التي أهّلته للحصول على تلك القدرات، منها أن أفراس النهر تمتلك أرجلا قوية وعضلية بشكل لا يصدق، تساعدها في إطلاق اندفاعات سريعة قصيرة زمنيا، وهي قدرة ضرورية للوصول بسرعة إلى الماء أو الدفاع ضد التهديدات.

وعلى الرغم من أن أجسام تلك الكائنات كبيرة، فإنها انسيابية بشكل نسبي يساعدها في تقليل المقاومة عند الحركة، وذلك يسمح لها بتحقيق سرعات أعلى سواء في الماء أو على الأرض.

وتقضي أفراس النهر كثيرا من الوقت في الماء، ويساعدها ذلك في دعم وزنها ويقلل من الضغط على أرجلها، ويسمح لها نمط الحياة المائي هذا بالحفاظ على قوة عضلاتها مدة زمنية أطول.

وأفادت دراسات سابقة بأن أفراس النهر تستخدم طريقة هرولة فريدة تسمى التسلسل الجانبي، إذ تتحرك كلتا الساقين على جانب واحد من الجسم معًا، وتوفر هذه الطريقة الاستقرار وتسمح لها بالتحرك بسرعة وكفاءة على أرض غير مستوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

قفزة نوعية في عالم الإنقاذ البحري

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

دائما ما نجد انفسنا في أمس الحاجة إلى القيام بمراجعات خاطفة لآخر المستجدات والتطورات في عالم البحار والمحيطات، وهو العالم الذي ننتمي اليه مهنيا وحرفيا وروحياً، فقد أفنينا أعمارنا في العمل البحري المضني، ولا نستطيع الابتعاد عن مجالاته المتشعبة والمتعددة. .
وفيما يلي شرح مفصل لطريقة عمل عوامات النجاة الخاضعة للسيطرة عن بعد بواسطة اجهزة التحكم الإلكتروني. .
العوامة الجديدة يطلق عليها: (The Dolphin Smart Lifebuoy). ولها أسم آخر هو: (remote controlled life-saving device). وهي عبارة عن عوامة نجاة ذكية، برتقالية اللون، سهلة الاستخدام، يتم التحكم بها عن بُعد. تعمل برفاسين نفاثين للماء، وتبلغ سرعتها القصوى 10 عقدة، مما يسمح لها بالوصول إلى الأشخاص المنكوبين بسرعة. .
مُجهزة بمصباحين وامضين تسهل رؤيتهما من مسافة طويلة في الضباب الكثيف وفي الظروف الصعبة. الرفاسات مُغلَّفة بغلاف معدني لحماية المستخدم من الإصابات، وتمنعها من التشابك مع النباتات المائية. تتسع كل عوامة لشخصين فقط. .
تعمل العوامة الجديدة بالطاقة الكهربائية عن طريق بطاريات ذاتية التشغيل قابلة للشحن. .
العوامة أكثر دقة وأقل تكلفة في الاستخدام وأكثر أماناً لفرق الإنقاذ. يُمكّن تحريكها للأمام أو الخلف وذلك بتدوير مقبض التحكم الى اليمين أو اليسار. ويُمكن للعاملين في البحر تعلّم تشغيلها في ثوانٍ. .
باستطاعة هذه العوامة اختراق الأمواج والوصول إلى الأشخاص الطافين فوق سطح الماء في غضون دقائق معدودات. .
اما أبعادها الثلاثية فهي: (1.19 م × 0.85 م × 0.2 م). و وزنها 23 كغم فقط، لكنها قادرة على حمل وزن 225 كغم بمعنى انها قادرة على حمل شخصين وزن كل منهما 100 كغم، وتباع كل واحدة بسعر ألفين دولار تقريبا في معظم الاسواق العالمية والخليجية. لكن ثمنها الحقيقي وقيمتها البشرية اعلى بكثير مما تتصوره الجهات ذات العلاقة. لذا نقترح الإسراع بشرائها والتدريب عليها وتوزيعها على السفن المحلية والمحطات الساحلية والشواطئ الترفيهية وأرصفة الموانئ والمرافئ والمنصات والمنشآت النفطية العاملة في عرض البحر . . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • عبدالعزيز العقلا: ريم عبدالله وراء دخولي عالم التمثيل.. فيديو
  • الصحة تجري جولات على مستشفيات البحيرة والإسكندرية
  • النهر الصناعي: تمت السيطرة على تسريب خط المياه بين أجدابيا وبنغازي
  • قفزة نوعية في عالم الإنقاذ البحري
  • حكومة الاحتلال تجري اجتماعا أمنيا لبحث الوجود التركي في سوريا
  • حكومة الاحتلال تجري اجتماعا أمنيا لبحث وصفته بـالوجود التركي في سوريا
  • هيئة البث الإسرائيلية: المفاوضات مع حماس تجري بشكل متواصل
  • «من النهر إلى البحر يتوسطها الأقصى» خريطة فلسطين على مكتب المفتي تثير تفاعلًا
  • انتهاء أعمال صب الخرسانات بنسبة 82% لحديقة الحيوان بالجيزة
  • الجثة طارت في الهواء.. مصرع شاب صدمته سيارة بالنزهة