تستضيف مدينة جنيف السويسرية الشهر المقبل، محادثات سياسية بين القوى السودانية المتحاربة. وسط دعوة أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة، مساء الاثنين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، إلى دعم الجهود المكثفة لإجراء المحادثات أملاً في التوصل إلى تسوية سياسية تعيد الاستقرار إلى هذا البلد العربي الأفريقي.

وقال المبعوث الأممي إلى السودان إن محادثات السلام ستبدأ في 14 أغسطس المقبل في سويسرا وتستضيفها المملكة العربية السعودية في جنيف بمساندة من الولايات المتحدة التي شجعت دعوة الأطراف المتحاربة إلى المشاركة في هذه المباحثات التي يتوقع أن يشارك فيها أيضا ممثلون عن الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بوصفهم مراقبين.

وأضاف رمطان لعمامرة، إن التوجه إلى مباحثات جنيف جاء ضمن نتائج الاجتماع التشاوري الثاني الذي عقد في جيبوتي الأسبوع الماضي، والذي خصص لتعزيز التنسيق بين مبادرات السلام المختلفة في السودان. وشارك أيضا ممثلو الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيغاد" وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ممثلين من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والبحرين ومصر وموريتانيا.

وشدد على تنفيذ مقررات الاجتماع، ومنها: دعم كل الجهود الحالية والمستقبلية حول الالتزامات رفيعة المستوى للسلام، والتزام التعاون في المبادرات الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة، والتركيز على المسؤوليات المشتركة والمتباينة لآليات التنسيق المتعددة الأطراف القائمة والاعتراف بدورها.

وخلال جلسة مجلس الأمن قدم المبعوث الأممي إلى السودان إحاطة الجهود الجارية والرامية إلى حل الأزمة السودانية، بعدما كان توسط منتصف الشهر الحالي في جنيف لمحادثات غير مباشرة بين وفدين من القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب "حميدتي".

وأضاف أنه وجه دعوة للطرفين إلى مناقشات "بشكل قريب"، بدعم من فريق فني متكامل من الأمم المتحدة. وأوضح، أن الهدف هو "مناقشة القضايا المتعلقة بالتدابير الرامية لضمان توزيع المساعدات الإنسانية وخيارات حماية المدنيين في كل أنحاء السودان". وقال إن فريقه عقد نحو 20 جلسة مع الطرفين، بما في ذلك اجتماعات فنية وجلسات عامة، حيث عبرت الوفود عن مواقفها في شأن القضايا الرئيسية المثيرة للقلق، وبالتالي "تعميق التفاهم المتبادل".

ووصف مبعوث الأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة مناقشات جنيف بأنها "خطوة أولية مشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيداً"، مرحباً بالالتزامات التي أعُلنت لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التابعة لـ(قوات الدعم السريع)، وتعزيز تدابير حماية المدنيين، وتسهيل المرور الآمن للأفراد والإمدادات".

وحدد مراقبون وفاعلون في هيئات ومجموعات سياسية ومدنية رافضة للحرب 5 مطالب من المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة طرفي القتال في السودان - الجيش والدعم السريع - في جنيف السويسرية في منتصف أغسطس.

ولخصوا تلك المطالب في إلزام الطرفين بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح المسارات الإنسانية، وحماية المدنيين، وإيجاد آلية دولية وإقليمية فاعلة لتنفيذ تلك الالتزامات تمهيدا للحل الشامل، والدخول في ترتيبات سياسية.

ميدانياً، تجدد القصف المدفعي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور (غرب السودان)، لثالث يوم على التوالي، واستهدف بشكل مباشر الأسواق والأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

يأتي هذا التصعيد المفاجئ بعد أكثر من أسبوعين على تراجع الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من الفصائل المسلحة من جهة؛ و"قوات الدعم السريع" من جهة أخرى.

ووفقاً لتصريحات مصادر وسكان في المدينة فإن نزوح المواطنين يزداد بسبب القصف العشوائي الذي أدى لارتفاع أسعار السلع، وتوقف الخدمات العلاجية جراء خروج المرافق الطبية عن العمل. وأضافوا: إن "نقص مياه الشرب والغذاء يدفع كثيراً من أهالي المدينة إلى مغادرتها للمناطق الآمنة".

وأفاد تقرير من الأمم المتحدة، الاثنين، بمقتل وإصابة 97 مدنياً على الأقل في هجوم على مستشفى ومناطق سكنية وسوق للماشية في مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين.

وتشهد السودان صراعاً عسكرياً منذ الخامس من أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع تحتَ قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأسفرت هذه المواجهات العسكرية في مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين إلى جانب نزوح الملايين.

كما يواجه أكثر من 8 ملايين ونصف المليون شخص مستويات طوارئ من الجوع (التصنيف المرحلي المتكامل الرابع)، في حين يعيش أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية (التصنيف المرحلي المتكامل الخامس) في دارفور الكبرى وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطالب بنشر "قوة محايدة" لحماية المدنيين في السودان

قالت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، اليوم الجمعة، إن طرفي الصراع ارتكبا انتهاكات على نطاق كبير، قد تعد جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية.

وأوصت البعثة بحظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين.

وذكر التقرير الصادر عن البعثة والمؤلف من 19 صفحة، مستنداً إلى 182 مقابلة مع ناجين وأسرهم وشهود، أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مسؤولان عن هجمات على مدنيين، ونفذا عمليات تعذيب واعتقال قسري.

وقال محمد شاندي عثمان رئيس البعثة: "تبرز خطورة هذه النتائج ضرورة اتخاذ إجراء فوري لحماية المدنيين"، داعياً إلى نشر قوة مستقلة ومحايدة دون تأخير.

وأطلقت منظمات حقوقية ومجتمعية، وكيانات مهنية ونقابية، وأحزاب سياسية، ومجموعات نسوية، حملة وطنية لتمديد ولاية البعثة الدولية لتقصي الحقائق في السودان.

منظمات وقوى سياسية تدعو #الأمم_المتحدة لتمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق في #السودان#قناة_اليوم pic.twitter.com/9EVNMZAXdC

— قناة اليوم (@alyaum_news) September 5, 2024

واعتمد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في أكتوبر من العام 2023 انشاء بعثة لتقصي الحقائق في السودان، إثر انتهاكات واسعة يتهم طرفا الحرب بارتكابها في مناطق القتال المشتعل منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • من بورتسودان.. الصحة العالمية تعلن حصيلة هائلة لقتلى الحرب السودانية
  • السودان يرفض دعوة الأمم المتحدة لتشكيل «قوة تدخل» لحماية المدنيين
  • بعد عام ونصف على الحرب.. “حاجة طارئة لحماية المدنيين” في السودان
  • الحكومة السودانية ترفض تقريرا لبعثة الأمم المتحدة وتصفه بالمسيس
  • بعد عام ونصف على الحرب.. حاجة طارئة لحماية المدنيين في السودان
  • خبراء الأمم المتحدة يدعون إلى نشر قوة "محايدة" لحماية المدنيين في السودان  
  • بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان: يجب نشر قوة محايدة من دون تأخير لحماية المدنيين
  • بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق توصي ببحظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين في السودان
  • السودان.. الأمم المتحدة تدعو إلى نشر قوة محايدة لحماية المدنيين
  • الأمم المتحدة تطالب بنشر "قوة محايدة" لحماية المدنيين في السودان